من تربص عادٍ لم يكن يهمّ المتتبعين ولا الشارع الرياضي، بات تربص “الخضر“ المقبل في دولة “لوكسمبورغ“ فائق الأهمية بالنسبة لمستقبل منتخبنا، وقد يكون نقطة تحوّل في مسيرته بعد التغييرات الكبيرة التي أحدثها المدرب الوطني في قائمته مع المفاجآت المدوية التي فجّرها مع إبعاد عدد من “كوادر” المنتخب، مقابل منحه الفرصة لثمانية عناصر جديدة أو عائدة بعد طول غياب... ثمانية أسماء ستكافح من أجل مكانة لها تحت الشمس ولم لا تفرض نفسها، خاصة أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية أعطى الانطباع أنه يريد ضخ دماء جديدة وبعث روح أخرى لتعويض روح “أم درمان“ التي غابت. العناصر الجديدة أمام فرصة العمر والمنافسة ستشتعل ستسجّل ثمانية عناصر جديدة حضورها خلال التربص المقبل، ثمانية أسماء ستعمل جاهدة لتكون في مستوى الثقة التي وضعها فيها بن شيخة. لاعب مثل مفتاح ومترف سيسعيان بكل قوة من أجل تأكيد أحقيتهما بالمنتخب والردّ على تجاهل سعدان لهما. زرداب يريد بدوره أن يفرض نفسه كما يفعل حاليا في الدوري المحلي، وبن يمينة يدرك جيّدا أن مواجهة لوكسمبورغ هي فرصة العمر بالنسبة له من أجل منح دافع لمسيرته الكروية المنحصرة في الدرجة الثانية الألمانية، والشيء نفسه بالنسبة ل عودية الذي كان من بين الأسماء القليلة المدعوة التي لم تحظ بالإجماع. وأخيرا مسلوب ومهدي الثنائي المغترب الذي يبحث عن السير على خطى بوڤرة، زياني والبقية الذين وصلوا للمنتخب لاعبين مغمورين في أندية الدرجة الثانية وصاروا بفضله أسماء معروفة. والأكيد أن الدافع والحافز لا ينقص اللاعبين الجدد والعائدين وهو ما سيرفع حدّة المنافسة داخل التشكيلة الوطنية، بعد أن كانت خلال الفترة السابقة مع سعدان محسومة، مع مشاركة العناصر نفسها مهما كان مستواها. المحليّون أمام فرصة من ذهب للعودة إلى الواجهة وسيعرف التربص المقبل عودة اللاعبين المحليين للواجهة بعد أن دعّم بن شيخة التواجد المحلي بدعوة مترف، مفتاح، زرداب، سي محمد، عودية والبقية، بعد أن كان استدعى لموشية وجابو في وقت سابق. وكما أكد الفنيون، فإن تربص ومباراة لوكسمبورغ هي فرصة من ذهب ولا تعوّض بالنسبة للاعبين المحليين للعودة للواجهة، والخطأ غير مسموح بالنسبة لهم وهم الذين كانوا مطلب الجميع في الفترة الأخيرة من فنيين ورأي عام رياضي، خاصة بعد الوجه المشرف الذي ظهرت به شبيبة القبائل في رابطة الأبطال الإفريقية وبدرجة أقلّ الوفاق في المنافسة نفسها. وقد يتحقق مطلب الموازنة بين المحليين والمحترفين الذي رفعه كثيرون في حال تألق مفتاح والبقية خلال مباراة ال 17 نوفمبر المقبل، وإلا فإن الأصوات ستتعالى من جديد مطالبة بإقصائهم مجدّدا والدفع بالعناصر القادمة من مختلف البطولات الأجنبية. ----------------- الوافدون الخمسة الدد ل “الخضر” في سطور 1- مهدي مصطفى: قائد نادي “نيم” يلتحق ب لحسن بعد خمس سنوات من مواليد 30 أوت 1983، قائد نادي “نيم” لم يلعب أبدا في مستوى أعلى من الدرجة الثانية الفرنسية، بداياته الاحترافية كانت قبل ستة مواسم في نادي فالانس من الدرجة الثالثة بجانب الدولي الجزائري الآخر مهدي لحسن موسم ( 2004-2005)، قبل أن ينزل بدرجة ويلعب لنادي مونتوليكون لعام واحد، قبل أن ينضمّ إلى نادي “سات” في القسم الثالث ومنه قفز أخيرا للدرجة الثانية مع توقعيه لنادي “نيم” الذي يحمل ألوانه للموسم الرابع على التوالي، بعد أن كان جدّد عقده لثلاثة مواسم إضافية مع النادي العام الماضي. زميل الجزائري الآخر عبد الرؤوف زرابي ينشط في الوسط الدفاعي في الأصل، لكنه يوظف كثيرا في منصب ظهير أيمن أين يجد راحته أيضا. وقد عاينه بن شيخة بتوصية من كفالي في مباراة فريقه أمام كليرمون فوت، ويري فيه حلا مناسبا لإشكال الظهير الأيمن الذي يعاني منه “الخضر”. 2- وليد مسلوب: نجم “لوهافر” وهدّافها من مواليد 4 سبتمبر 1984 في “ترابي” غير بعيد عن الضاحية الباريسية، لاعب وسط ميدان يوظف في الأساس لاعب وسط هجومي لكنه يملك القدرة على اللعب في عدة مناصب، بداياته الاحترافية كانت مع نادي “راسينغ لافالوا” في القسم الرابع قبل أن يوقع لنادي إيستر الذي بقي فيه موسمين ونصف كان خلالهما أحسن عناصر وساهم بشكل واضح في صعود النادي للدرجة الثانية سنة 2008. في جانفي من العام نفسه يتلقى مسلوب عرضا من عميد الأندية الفرنسية نادي لوهافر ليوقع له موسمين ونصف، وقد تمكن من فرض نفسه بشكل سريع، ويلوح موسمه الحالي قويا حيث تمكن من إحراز خمسة أهداف لحدّ الآن وهو يتطلع للمزيد. 3- أمين عودية: مع “الخضر” منذ صنف الأشبال من مواليد السادس جوان 1987 بالحراش لكنه لم يلعب أبدا لفريق مدينته، برز في مدرسة اتحاد حسين داي التي وصل من خلالها للمنتخب الوطني في صنف الأشبال، إمكاناته البدنية والفنية جلبت إليه اهتمام الأندية العاصمية التي تصارعت عليه صيف 2005 قبل أن يظفر شباب بلوزداد بخدماته بعد موسم أول للتأقلم كان الموسم الثاني الأفضل له، حيث فرض نفسه هدافا من الطراز الأول بعد موسم ثالث متواضع. غادر نحو عنابة لموسم دون أن يحقق شيئا يذكر، ومن هناك إلى شبيبة القبائل التي أعادته للواجهة. مشواره اللافت مع القبائل في رابطة أبطال إفريقيا رغم اكتفائه بهدفين فقط هو الذي قاده للمنتخب الوطني، أين سيجد زميله السابق في منتخب الآمال عبد المؤمن جابو. في سنّ 23، المنتخب الأول يمنح عودية بعدا آخر وبن شيخة منحه بهذه الدعوة فرصة العمر التي قد لا تتكرّر. 4- زهير زرداب: على خطى لموشية من مواليد 9 جانفي 1982 ب “أميان”، لم يكن يضع كرة القدم في حساباته بل وضع الدراسة والتحصيل والشهادة في المقام الأول، والكرة كانت بمثابة هواية، هذا ربما ما جعله يكتفي بأندية متواضعة في بداياته مثل كامون، روي وبوفي قبل أن يقتنع أن موهبته في المستديرة تؤهّله للذهاب بعيدا. وقع في نادي “ريمس” لكنه لم يمكث طويلا فتحوّل إلى بلجيكا أين انضم إلى نادي “زولت فاڤرام” دون أن يحصل على فرصته. في جانفي 2009 يتحوّل للعب في مسقط رأسه ويوقع لنادي شبيبة بجاية في نقطة تحوّل في مشواره، أين برز كأحد أفضل لاعبي الدوري المحلي، وكان من المنطقي أن يصل للمنتخب الأول خاصة بعد المستويات الجديدة التي قدّمها مع فريقه مطلع الموسم الجاري. زرداب على خطى لموشية وصل إلى “الخضر” من بوابة البطولة المحلية، وهو في سن النضج الكروي يتمنى أن يدون اسمه في سجّل اللاعبين المتألقين في التشكيلة الوطنية. 5- كريم بن يمينة: الهدّاف التاريخي ل “يونيون برلين” من مواليد 18 ديسمبر 1981 ب دريسد (ألمانياالشرقية سابقا)، من أم ألمانية وأب جزائري ينحدر من العاصمة الجزائر. اسمه ارتبط بنادي “يونيون برلين” الذي التحق به صيف 2005 بعد أن صار الهداف الأول في تاريخ النادي منذ هدفه رقم 78 الذي كان في مرمى “أخن” العام الماضي. مستواه تراجع في نهاية الموسم الماضي، ربما لتلاعب المدرب سعدان به الذي كان يقترب في كل مرّة من دعوته قبل أن يتراجع. أحرز يمينة هذا الموسم ثلاثة أهداف آخرها تزامن مع دعوة بن شيخة. والجمهور الجزائري سيترقب بشغف مستوى لاعب هداف في بطولة الدرجة الثانية الألمانية مع “الخضر”. فهل سيكون مع المنتخب بنفس الفعالية التي يبديها مع “يونيون برلين ”؟.