في اتصالنا به أمسية البارحة، قبل رفيق جبور المهاجم الجزائري لنادي “آيك أثينا“ الإجابة على أسئلتنا بصدر رحب، وردّ على الأسئلة التي تهمّ مستقبله مع فريقه اليوناني وكذا مشوار المنتخب الوطني الذي تنتظره مباراة في غاية الأهمية أمام المنتخب المغربي شهر مارس المقبل على ملعب 5 جويلية.. بداية نودّ أن نعرف انطباعك على الفوز الذي حققه فريقك “أيك أثنيا” في الدقيقة الأخيرة أمام الغريم التقليدي “أولمبياكوس” في لقاء أمس (الحوار أجري أمس الأحد)؟ مثل هذه اللقاءات هي التي أحبّ لعبها، حيث يوجد فيها تشويق كبير وأيّ لاعب يتمنى المشاركة فيها. وللأسف الشديد أني غبت عنها بسبب الإصابة، لكن المهم أن زملائي فازوا وهذا الأمر أسعدني كثيرا، وأستغل الفرصة من أجل شكرهم كثيرا على الجهود التي بذلوها طيلة التسعين دقيقة. نتصوّر أنك كنت حاضرا في المدرجات من أجل تتبّع هذا “الداربي”؟ هذا أكيد، لا يمكنني تضييع مثل هذا النوع من اللقاءات. هذا الفوز سيعيد حتما الهدوء إلى المجموعة، أليس كذلك؟ صحيح، الانتصارات تعطي أشياء إيجابية والفوز المحقق البارحة هو بطعم خاص لأن الأمر يتعلق بنادٍ ليس ككل الأندية، لأن اسمه هو “أولمبياكوس”. لحد الآن الناديان اللذان ينافساننا للتتويج بلقب الدوري هزمناهما (باناتينايكوس هو النادي الثاني)، وهذا أمر يؤكّد أن فريقنا يؤكد وجوده في المواعيد الكبرى ويحدث الفارق، وعلينا أن نفكر الآن في المواعيد القادمة فلا يجب أن ننام الآن على الوسادة. كتبت مؤخرا في منتدى تنشر فيه أخبارك أن “أيك أثينا” مطالب بالفوز بهذا اللقاء لأن الأمر يتعلق بالشرف، ماذا كنت تقصد؟ لم أكن أقصد شيئا معيّنا، كان ذلك من أجل التأكيد فقط أنه يمكن في بعض اللقاءات أن نمرّ جانبا، لكن لمّا يتعلق الأمر بلقاءات “داربي” تجمع بين أفضل الأندية في الدوري من الواضح أنه يجب الفوز بها لأن ذلك مهمّ جدا في باقي المشوار. مثل هذه اللقاءات نلعبها بالقلب بالإرادة وبالشرف، وهذا كي يبقي الأنصار ثقتهم فينا ويكونون فخورين بفريقهم. الفوز بهذه اللقاءات يساعدنا نحن اللاعبين أيضا على إبعاد الضغط والتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وفي أفضل الحالات الممكنة. كيف تفسّر أن فريقكم في كل مرّة ينجح في الفوز بمثل هذه اللقاءات الكبيرة، يجد صعوبة في مواصلة التألق في اللقاءات الموالية حتى إن كان الأمر يتعلق بمنافسين صغار؟ هذه نقطة وجب تصحيحها وإيجاد حلّ لها، وأنا إن كنت لا أملك الحلّ فإن المهم هو مواصلة العمل وعدم الاستسلام بسهولة، لأنه إذا أردنا الفوز بلقب الدوري علينا إضافة إلى هزم الأندية الكبيرة هزم أيضا الأندية الصغيرة، وإلا فإنه لا يجدي نفعا في هزم “باناتينايكوس” و”أولمبياكوس”. لهذا أقول علينا أن نكون أقوياء في كامل اللقاءات. هل تؤمنون بلقب الدوري دائما؟ ما دام البطل مازال لم يتضح بعد فعلينا أن نواصل اللعب بقوة وألا نترك أي نقطة تضيع منا، حيث مازال أمامنا شهر قبل نهاية النصف الأول من الموسم، وإلى ذلك الوقت علينا أن نحصد أكبر قدر ممكن من النقاط حتى نقترب من الرائد قليلا، وبعدها سيمكن لنا القيام بحصيلة ورؤية أين تسير الأمور بالنسبة لنا. لنتكلم قليلا عن إصابتك على مستوى الكتف التي تلقيتها في لقاء مع ناديك “أيك أثينا”. الأمور كانت صعبة عليّ في البداية لكن الآن الحمد لله كلّ شيء يمرّ بطريقة جيدة، حيث أني أتباع دائما العلاج على أمل العودة في أقرب وقت ممكن إلى منافسة مع فريقي. هل ستكون قادرا على العودة إلى الميادين في الجولة القادمة من الدوري؟ أعتقد أنه سابق لأوانه التأكيد عن موعد عودتي الحقيقي إلى الميادين، لأنه أولا لست دكتورا، وثانيا عليكم أن تعلموا أن مثل هذه الإصابات حالتها تتغيّر من يوم إلى آخر ولا يمكن أن تعرف مسبقا يوم عودتك إلى التدريبات. ورغم كل هذا فأنا أتمنى العودة في أسرع وقت إلى الملاعب، لكن ليس أن أدفع أي ثمن من أجل ذلك، حيث عليّ أن أكون صبورا وحذرا حتى لا تعاودني الإصابة أو تتفاقم أكثر إذا استعجلت عودتي إلى الميادين. نودّ أن نعرف حقيقة تجديد عقدك مع “أيك أثينا” من أجل أن نزيل كلّ اللبس بصراحة، ليست لي الرغبة لتوضيح الأمور (يضحك)... هذا شيء يجب أن يبقى سرّا بيني وبين مسيّري الفريق. المحادثات الموجودة بيني وبين الإدارة تعدّ من الأمور السرية، وصدقوني ليست لي أيّ رغبة من أجل سردها في وسائل الإعلام. واسمحوا لي أن أضيف شيئا آخر أراه مهما. تفضّل... ما لم أفهمه هو كيف أن بعض وسائل الإعلام سواء جزائرية أو يونانية يقومون بنشر أرقام دون استشارة أحد، في وقت أني لم أمض بعد على أيّ شيء مع أي شخص كان. ولهذا أطلب أن يتم وقف نشر الأخبار المزيّفة التي ليس لها أي معنى. صرّحت لنا قبل شهر أن كل شيء تم الاتفاق عليه بينك وبين مسيّري “أيك أثينا”، فما الذي حدث منذ ذلك الوقت حتى تبقى الأمور معلقة؟ مثل هذه الأمور تأخذ في العادة وقتا طويلا حتى تجسّد، الناس تعتقد أن تجديد عقد يتم بكل بساطة بين ليلة وضحاها، لكن في الحقيقة الأمور لا تحدث بهذا الشكل حيث أن تجديد أي عقد يتطلب الوقت، ويجب أن تكون هناك محادثات ودون أي تسرّع. على كل حال ومثلما أكدته لكم سابقا أنا مرتاح في “أيك أثنيا” ومستعدّ دائما للبقاء في هذا النادي لسنوات أخرى. زميلك الأرجنتيني “سيسوكو” أمضى مؤخرا عقدا لموسمين، وهو ما يعني أن إدارة “أيك” ستركز على حالتك، هل لنا أن نعرف إن كنتم قد حدّدتم موعدا في هذا السياق؟ عليكم أن تعلموا شيئا مهما: أنا ورئيس النادي على اتصال دائم، وكما قلت لكم الأمور في تقدّم ملحوظ وأبقى متفائلا. أكيد أن المسألة ستأخذ وقتا لكن لا شيء يدفعنا إلى العجلة. أجبنا بصراحة، هل جبور يريد فعلا البقاء مع “آيك أنثينا”، أم يريد تغيير الأجواء؟ جبور يشعر براحة تامة في “آيك أثينا”، لعبت لحد الآن ستة مواسم كاملة في اليونان وهو ما يدفعني للقول إن البطولة هنا تطوّرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. الآن لدي حلم أريد تحقيقه وهو لعب منافسة كأس رابطة أبطال أوروبا، هذه المنافسة تجذبني كثيرا وأريد خوضها، والآن عليّ الانتظار وسنرى. بعض وسائل الإعلام اليونانية أكدت أنك غيّرت “مناجيرك” الخاص لم أقل أبدا إنني قمت بتغيير “مناجيري” ولم أتحدث أبدا في هذا الموضوع. هناك بعض الأشخاص الذين لا يعون تماما ما يقولونه، هناك شخص أعمل معه وهو يعتبر أخا بالنسبة لي وليس “مناجيرا” فقط. لم تشارك زملائك خلال تربص المنتخب الوطني في “لوكسمبورغ” بسبب الإصابة، لكنك تنقلت إلى هناك لزيارتهم. أشعر براحة كبيرة عندما أزور أصدقائي في الفريق الوطني، استغليت تلك الفرصة لأقدّم ملفي الطبي إلى طبيب المنتخب، لمعرفة رأيه حول إصابتي هو أيضا، لأنه من الجيّد أن نتمكن من أخذ عدّة أراء، لكن للأسف لم أتمكن من البقاء معهم لمدّة أطول بسبب الإصابة التي كنت ملزما بعلاجها. عدت إلى اليونان متحسّرا لعدم مشاركتي في تلك المباراة الودية التي كنت آمل أن أخوضها لأتمكن من وضع مباراتنا في “بانڤي” في طيّ النسيان، لكن فجأة تلقيت إصابة مع فريقي بحر ذلك الأسبوع، لكن المهم أنني التقيت زملائي هناك. هل تحدثت مع بن شيخة؟ بطبيعة الحال، بن شيخة مدرب يُحسن الحديث مع لاعبيه، يفهمنا جيّدا ونحن مرتاحون معه كثيرا. كيف تقيّم مردود المنتخب في تلك المباراة؟ لا أحبذ كثيرا تقديم رأي حول مردود المنتخب الوطني، ما أستطيع قوله أن مباراتنا أمام المغرب ستختلف فيها الأمور كثيرا، لاسيما أن المباراة تعتبر لقاء “داربي” ونحن نعرف كيف نتعامل مع مثل هذه المباريات. ومن هنا إلى ذلكم الوقت أتمنى ألا يعرف المنتخب إصابة عدد كبير من اللاعبين، لأننا مطالبون جميعا أن نكون جاهزين يوم المباراة 100 بالمئة، حتى نحافظ على كامل حظوظنا للفوز بالمباراة. هذه المباراة ستجرى رسميا بملعب 5 جويلية الذي تحتفظ فيه بذكريات كثيرة للتسجيل كما حدث أمام الأورغواي والغابون ملعب 5 جويلية من بين أحسن الملاعب في العالم خاصة بوجود الجماهير إلى جانبنا، وأصرّ على قول وجودهم إلى جانبنا. فالأجواء التي يصنعونها مميّزة للغاية، ومن يقول عكس ذلك فأكيد أنه يملك مشكلة سمعية. ودون أدنى تردّد أقول إنه الأحسن في الجزائر، لذلك علينا أن نغتنم ذلك لصالحنا ونقدّم أداء مقنعا يرضي جماهيرنا ولنا نحن اللاعبين أيضا. هذا هو الملعب الذي سيمكن المنتخب الوطني من التحسّن، وأتمنى أن يسعفنا الحظ فيه أمام جيراننا المغاربة. تشهد البطولة اليونانية حاليا تألق سلطاني وعبدون، كيف تفسّر انطلاقتهما الموفقة وأنت الذي قضيت عدة سنوات في هذه البطولة؟ بالنسبة ل جمال عبدون مردوده لم يفاجئني تماما، أظن أنه تحرّر نفسيا بمجرّد قدومه للعب في اليونان، تحدّثت معه كثيرا ويمكنني القول إنه فتح صفحة جديدة بعدما جاء للعب في اليونان. في فرنسا كان يلقى معاملة مختلفة عما وجده هنا، قدومه إلى هنا أعطاه مجالا أوسع لتطوير مستواه وهو يقدّم مستويات جيدة، بعدما عرف كيف يفرض نفسه في فريقه الجديد. نادي “كافالا” يعتبر مفاجأة هذا الموسم لأنه يقدم نتائج جيّدة، وأداء عبدون اللافت لم يمرّ مرور الكرام. وبالنسبة لسلطاني، ماذا تقول بشأنه؟ لم أتمكن من مشاهدة جميع مبارياته، ولكن بفضل ما شاهدته يمكنني القول إنه جيد، يحسن التحرّك فوق رقعة الميدان ونقطة قوته أنه يعتمد على الحركة كثيرا في طريقة لعبه، يمكنه تقديم الإضافة للمنتخب الوطني لكن القرار الأخير يبقى للمدرب. من وجهة نظري هذا اللاعب يقدّم مستويات جيدة مع فريقه وهو يستحق أخذ الفرصة مع المنتخب الوطني، إنه لاعب متعدّد المناصب، في الهجوم يمكنه اللعب، على الجهة اليمنى أو من الجهة اليسرى. مثل هذا اللاعب لا يمكن تجاهله تماما. البداية الرائعة ل عبدون مع فريقه لم تمرّ دون أن يلفت أنظار أكبر الأندية اليونانية مثل نادي “أولمبياكوس”، ما هي النصائح التي يمكنك أن تقدّمها له في هذا الجانب؟ جمال لاعب متكامل، كان يبحث عن استعادة الثقة في النفس وهو ما حدث بعدما أمضى لنادي “كافالا”، الآن يمكنه أن يطمح إلى الأفضل واللعب لناد أكبر، لا أظن أنه سينتقل في “الميركاتو” المقبل، لكن إن أبدى رغبة كبيرة للعب مع نادي “أولمبياكوس”، فإن هذا سيكون جيدا بالنسبة إليه، لأن هذا الفريق يعتبر من بين أكبر النوادي في اليونان، واللعب لهذا الفريق يعني استيعاب ضغط أكبر. الآن عليه أن يختار بنفسه لأنه سيجد لاعبين من المستوى العالي ومؤهلات بدنية أكبر. بما أنك في اتصال دائم به، هل لنا أن نعرف كيف تعامل مع خبر إبعاده من المنتخب الوطني؟ بالنسبة لهذه القضية لا يمكنني الإجابة في مكانه لأنها تعتبر مسألة شخصية، ما يمكنني قوله هو أن جمال عبدون لاعب يملك إرادة كبيرة، وأؤكد لكم أنه سيعمل جاهدا للعودة مجدّدا. سمعنا عن عدة أندية تركية وفرنسية مهتمة بضمّك إلى صفوفها، هل تؤكد هذا الخبر؟ عندما تكون مهاجما شابا يبلغ من العمر 26 سنة فقط ويقدّم مستويات جيدة في بداية الموسم مع تسجيله لعدة أهداف، أكيد أنه سيتلقى عدة عروض من أندية مختلفة. أما بالنسبة لأسماء هذه الفرق فأفضل أن أحتفظ بها لنفسي.