"تأثرت لما يحدث في تونس وأول من فكرت فيه كان شقيقتي التي تعيش هناك" "جابو لاعب ممتاز وعليه أن يلعب في أوربا في أول فرصة تتاح له" "لاعبون كثر ضيعوا مشوارا كبيرا وراحم كان يستطيع اللعب في ناد كبير في أوربا" "رغم مشاركتنا في المونديال إلا أن الأندية الأوربية لا تهتم باللاعب الجزائري وهو أمر محزن" عاد رابح ماجر للإطلال على الجماهير الجزائرية من جديد من خلال تحليله لمباريات كأس أمم آسيا في قناة العربية، حيث استعاد نشوة العمل والتحليل، وها هو الآن يبدي رأيه في قضية انتقال زياني للعب في تركيا وكيف يراها، وكيف أصبحت الأندية الأوربية لا تهتم كثيرا باللاعب الجزائري، كما تحدث عن اللاعب جابو ومستقبله وعن أشياء أخرى كثيرة وشيقة تطالعونها في هذا الحوار الخاص مع ماجر... أحداث أليمة تعيشها الشقيقة تونس، كيف تعلق على هذا الأمر؟ صراحة لقد تأثرت كثيرا لما يعيشه الشعب التونسي والذي يعتبر أكثر من شعب شقيق، فالجزائروتونس شعب واحد وبلد واحد، وبالتالي نتأثر لأي شيء يحدث هناك، وأشكرك لمنحي الفرصة للحديث عن هذا الأمر، فأريد أن أوجه كلمة نابعة من قلبي إلى الشعب التونسي متمنيا له أن يبقى متوحدا وأن يعود الأمن والأمان للبلاد، أتمنى أن تخرج تونس من هذه الأزمة في أسرع وقت وأن يعود كل شيء إلى مجراه. صراحة فيمن فكرت عندما بدأت هذه الأحداث؟ فكرت في العديد من الأصدقاء الذين يعيشون في تونس، سواء زملاء سابقون في الميادين، أو حاليون يعملون معنا، لكن أول من فكرت فيه هو أختي التي تعيش في تونس رفقة زوجها، وقد اتصلت بها واطمأننت على صحتها، وفكرت أيضا في رشيد مخلوفي الذي يتردد كثيرا على تونس، لكن أعتقد أنه كان في الجزائر وقتها وبالتالي هو بخير، لقد حاولت الاتصال ببعض الأصدقاء هناك من أجل الاطمئنان عليهم وتبليغهم وقوفي معهم وتمنياتي بأن تنتهي الأمور بطريقة جيدة. قدمت مؤخرا العرض الأول لفيلمك "ماجر الأسطورة"، كيف تقيم هذا المشروع؟ أعتقد أنه مشروع ناجح، فقد قمنا بعمل كبير من أجل تصوير هذا الفلم، وكنت سعيدا في النهاية بعد أن شاهدت أن جهدنا أتى بثماره، الفيلم أعجب من حضروا للعرض الأول، وهم من الشخصيات الرياضية والسياسية، وأتمنى أن يعجب الجزائريين، وأود أن أستغل الفرصة لكي أشكر كل الذين ساعدونا على تصوير الفيلم وأشكر كل طاقم العمل الذي تعب كثيرا وبذل جهدا كبيرا وعلى رأسهم المخرج يزيد آيت جودي، وأتمنى أن يلقى الفيلم النجاح المنتظر منه. ومتى سيتم عرضه في دور السينما؟ صراحة لازلنا لم نحدد تاريخا لذلك، ولكن الأمر لن يطول، حيث يعمل القائمون على الفيلم على محاولة نشره في جميع ولايات الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، لأن الفيلم هذا تاريخي ومن المهم أن يصل إلى كل أرجاء الوطن، فالهدف منه أولا سرد تاريخي الكروي حتى يعرفه الناس خاصة الشبان من الجيل الحالي والذين لم يسبق لهم معايشة ماجر، إنه فيلم أردته أن يكون للتاريخ. يصنع توقيع كريم زياني لنادي كيزر سبور التركي الحدث هذه الأيام، بين مؤيد ومعارض، فهل تعتقد أنه أحسن الاختيار؟ لقد فرحت كثيرا لزياني لتمكنه من تغيير الأجواء والاتفاق مع ناد يمنحه فرصة اللعب لأن هذا الأمر مهم للغاية بالنسبة له، فمهما كان جادا في التدريبات ومهما ضاعف العمل، لا يمكنه تعويض المنافسة، والمشاركة في المباريات، إنه أمر جيد بالنسبة له، وخاصة بالنسبة للمنتخب الوطني، فلا ينكر أحد أن زياني هو عنصر مهم للغاية في "الخضر" وعودته إلى مستواه ستكون مفيدة للغاية بالنسبة للمنتخب الوطني، أتمنى أن تسير الأمور على أحسن ما يرام معه وأن يستعيد مستواه وبريقه. لكن البعض يعتبر أنة البوطولة التركية بطولة صغيرة، ما رأيك أنت؟ أعرف جيدا البطولة التركية، ومن يعتقد أنها بطولة صغيرة هو مخطئ، إنها بطولة قوية للغاية، وتضم الكثير من النجوم، لديها مستوى جيد، فطريقة اللعب التركية طريقة حديثة وتساعد اللاعبين على التألق، ولا أعتقد أن زياني أخطأ الاختيار بل على العكس أعتقد أنه أصاب فعلا في اختياره، فنجوم كبار يلعبون هناك، ومدربون كبار يشرفون على الأندية التركية، أعتقد أن الأندية التركية أصبحت من بين أقوى الأندية الأوربية بدليل مشاركتها في البطولات الأوربية وتحقيقها نتائج جيدة، فمثلا "ڤالاتاساراي" توج بلقب كأس الاتحاد الأوربي وهو يؤكد أن الأندية التركية لديها مستوى، وهناك جانب آخر يمكن التأكيد أن زياني وفق من خلاله في اختيار اللعب في تركيا. ما هو؟ طريقة لعب الكرة التركية تساعد كثيرا زياني، فهي كرة حماسية كثيرا وهو لاعب حماسي، الجمهور التركي جمهور شغوف بالكرة مثل الجزائريين وبالتالي سيساعد الأمر زياني كثيرا، هذه الأمور ستفيد اللاعب وستفيد المنتخب الوطني، أتمنى له مرة أخرى التوفيق في مشواره، بعدما عانى مع فولفسبروغ. أنت شخصيا كنت تعاني في بدايتك مع بوروتو، بسبب ما عشته مع المدرب أرتور جورج، وبالتالي تتفهم زياني؟ هذا صحيح، لا يمكن اعتبار الأمر مشكل مع المدرب أرتور جورج، بل هو كان يبحث عن دفعي لتقديم مستوى أفضل وأحسن، فعندما كان يضعني في الاحتياط كان الأمر يولد في رغبة شديدة للبرهنة على أحقيتي باللعب، لذا كلما دخلت قدمت مستوى أفضل من سابقه، وهو أفادني كثيرا في مشواري الكروي، وكنت أتألق من يوم لآخر، ولم أفهم الأمر إلا عندما تحولت للتدريب. لكن جبور في حوار سابق معه أكد أن اللاعبين الجزائريين لا يحظون بنفس المعاملة في أوربا، وأكد أن لاعبا مثل بن زيمة أو ناصري لو اختارا اللعب للجزائر لما وقعا في أندية كبيرة، ما تعليقك؟ لا ألوم جبور على تصريحه، لكني متأكد أنه في أوربا المدربون يبحثون عن اللاعب الذي يقدم أفضل أداء ويساعدهم على تحقيق النتائج الجيدة، فلا يمكن أن يغامر بإقصاء لاعب معين وهو ممتاز وهو يعرف أن الاعتماد عليه قد يجعله يواصل عمله، ويجعله يحقق نتائج جيدة، وبالتالي أقول إن العمل الجاد وحده قادر على منح اللاعبين الجزائريين مكانة ضمن أكبر الأندية الأوربية، لكن هناك حقيقة في كلام جبور وهي أن الأندية الأوربية بصفة عامة وخاصة الكبيرة منها لم تعد مهتمة باللاعب الجزائري، وهو أمر محزن ومؤسف للغاية، فرغم وصول المنتخب الجزائري إلى كأس العالم الأخيرة إلا أن اهتمام الأندية الأوربية بلاعبينا المحليين لم يتغير ولم يكبر. لكن اللاعبين الجزائريين المحليين بدأوا يغيرون الوجهة ويلعبون في أندية خارج الوطن ولكن ليس في أوربا، آخرهم عودية الذي وقع في نادي الزمالك، فكيف ترى الامر؟ اللاعب الجزائري معذور من جهة، فهو يفكر بدرجة كبيرة في حالته المادية، وهو أمر مفهوم، خاصة عندما يشاهدون لاعبين كبارا من الجيل السابق يعانون الأمرين حاليا بعد توقفهم عن ممارسة كرة القدم، إضافة إلى تردي أوضاع الكرة الجزائرية، وبالتالي هم يقدمون الجانب المالي على الجانب الرياضي، هذا الأمر يجعلهم يفكرون في الخروج من الجزائر وخوض تجارب احترافية من أجل تحسين وضعيتهم المادية، ولا يمكن أن ننتظر الكثير من الناحية الرياضية. لكن هناك لاعبون آخرون يصنعون الاستثناء من أمثال جابو، والذي يملك إمكانات كبيرة ويمكنه اللعب في الخارج، ألا تعتقد أن الوقت حان له لكي يخوض تجربة احترافية حتى يطور مستواه؟ بطبيعة الحال، أخشى كثيرا أن يضيع مشوار هذا اللاعب الممتاز، والذي يملك إمكانات كبيرة، فاللاعب الجزائري كان دائما يملك مؤهلات كبيرة وكان يمكن أن نرى العديد من اللاعبين في أكبر الأندية الأوربية، فمثلا لاعب مثل مدان ضيع مشوارا كبيرا، وراحم لاعب الحراش سابقا كان بإمكانه اللعب في أكبر الأندية الأوربية وضيع مشوارا كبيرا، وبالتالي أتمنى أن يستغل جابو أي فرصة تتاح له للعب في أوربا من أجل تطوير مستواه، فهناك يمكن للاعب تعلم أشياء كثيرة، وبقاؤه في الجزائر لمدة أطول من شأنه أن يؤثر على مستواه، أتمنى لهذا اللاعب مشوارا جيدا وأن يصل إلى مستوى أكبر. هناك لاعب جزائري يعاني وضعية صعبة في أوربا مؤخرا بعد توقيعه لنادي فولهام الإنجليزي، حيث أنه لم يلعب كثيرا في الآونة الأخيرة، هل تعتقد أن ذلك سيؤثر على مستواه وعلى مشواره الكروي؟ حليش لاعب قوي ذهنيا، وأكد إمكاناته في العديد من المرات، صحيح أن بقاءه دون منافسة لفترة طويلة من شأنه أن يؤثر عليه، لأنه مثلما قلت لك في السابق لا يمكن تعويض المنافسة بأي شيء، لكن لا أعتقد أن مشواره الكروي في خطر، أتمنى فقط أن يستعيد مكانه ويتمكن من فرض نفسه في فريقه الجديد، حتى يقدم ما عليه للمنتخب الوطني، خاصة أن لقاء المغرب يقترب ويجب أن يكون كل اللاعبين جاهزين. وقع المدرب هرفي رونار مؤخرا مع نادي اتحاد العاصمة، هل تعتقد أن هذا شيء جيد وسيفيد الكرة الجزائرية؟ بطبيعة الحال، إنه مدرب معروف، شارك في كأس إفريقيا الأخيرة، وبالتالي يملك مستوى جيدا ومن شأنه أن يقدم الإضافة للكرة الجزائرية، ومن شأنه أيضا أن يقدم الدعم لفريق اتحاد العاصمة ويعيده للسكة الصحيحة، أتمنى لرونار التوفيق في مهمته الجديدة. كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية استعانة الاتحادية بخدمات المدرب جيلي ليكون مساعدا لبن شيخة، ما تعليقك على الأمر؟ (يفكر) اعذرني لكني أفضل أن أحتفظ بالإجابة لنفسي. كان من المنتظر أن نراك على شاشة دبي الرياضية، لكن المشاهد الجزائري يراك حاليا في قناة العربية، ما القصة؟ صحيح، كنت سأعمل مع قناة دبي الرياضية حيث قدم لي مسيرو القناة عرضا مهما لتحليل مباريات كأس أمم آسيا، لكني في الأخير فضلت عرض قناة العربية، والمهم أني أطل على الشعب الجزائري من خلال قناة يحبونها، وقد أعمل في فرصة أخرى مع قناة دبي الرياضية. كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ أوجه تحية خاصة للجماهير الجزائرية أتمنى فيها لهم أن تكون سنة 2011 سنة ممتازة لهم، وأنا سعيد أني أطل عليهم كل يوم تقريبا انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا على قناة العربية، وأتمنى أن يتابعونا بشغف لأن الجمهور الجزائري معروف بحبه الكرة الجميلة، وحاليا نشاهد مباريات في القمة خلال بطولة كأس آسيا.