لم تحمل قائمة المنتخب الوطني المعنية بالتربص القادم الذي سيجرى في الفترة الممتدة بين 6 و10 فيفري وتتخلله مباراة ودية أمام المنتخب التونسي يوم 9 فيفري مفاجآت مدوية مثلما كان عليه الحال في التربص السابق شهر نوفمبر الفارط الذي تخللته مواجهة ودية أمام “لكسمبورغ”، حيث شهدت إبعاد 3 لاعبين فقط مقارنة بالتربص الأخير وهم حليش، عودية وزرداب مع إعادة 5 لاعبين غابوا في الفترة الأخيرة عن المنتخب الوطني، ويتعلق الأمر بكل من مطمور، عمري الشاذلي وبوزيد وبدرجة أقل بلحاج وعبدون الثنائي الذي أبعد عن التربص الأخير بعد مهزلة “بانڤي”. إبعاد حليش كان منتظرا والأمور قد تتغير قبل المغرب جاء عدم استدعاء حليش لمباراة تونس الودية بمثابة أهم حدث في القائمة المعلن عنها أمس إذا نظرنا إلى تواجد إبن “باش جراح” في كل التربصات والمواعيد الهامة التي أجراها المنتخب الوطني على الأقل في السنتين الأخيرتين، غير أن التهميش الكبير الذي يعانيه اللاعب مع ناديه “فولهام” منذ بداية الموسم والذي جعله يعاني من نقص رهيب في المنافسة جعل من عدم استدعائه منتظرا خاصة وأن بن شيخة لمح إلى ذلك في ندوته الصحفية الأخيرة، ويبقى الأكيد أن الأمور قد تتغير بالنسبة لحليش من الآن إلى مباراة المغرب خاصة وأنه دشن أولى مشاركاته في “البريمير ليغ” أول أمس السبت وهو ما قد يفتح له أبواب المشاركة بصفة أكثر مستقبلا مع ناديه ومنه العودة إلى مكانه الطبيعي في المنتخب الوطني. عودية وزرداب خسرا كل شيء وحملت قائمة بن شيخة سقوط إسم المهاجم عودية المتنقل حديثا إلى نادي الزمالك المصري، والذي يبدو أنه خسر كل شيء بمغادرته شبيبة القبائل، حيث إضافة إلى أنه لن يكون مع المنتخب المحلي في السودان للمشاركة في “الشان” (يعتبر الآن لاعبا محترفا)، فإنه غادر أيضا المنتخب الأول الذي استدعي إليه في التربص الفارط ب “لكسمبورغ” لأول مرة، ونفس الأمر ينطبق على زرداب الذي كان متواجدا في “لكسمبورغ”، ويبقى الاختلاف بينه وبين عودية أنه هو من طلب عدم التواجد في “الشان” لدراسة عرض للاحتراف جاءه من تركيا. زياية وبلعيد يواصلان دفع ثمن مباراة “بانڤي” وغياب غزال منطقي ومرر الناخب الوطني مرة أخرى الإسفنجة على الثنائي زياية – بلعيد الذي يبقى الوحيد الذي يدفع ثمن الهزيمة المخزية التي تلقاها “الخضر” يوم العاشر أكتوبر الفارط أمام إفريقيا الوسطى، مادام أن اللاعبين الذين أبعدوا عن لقاء “لكسمبورغ” بعد أدائهم الضعيف في “بانڤي” في صورة عبدون وبلحاج قد وردت أسماؤهم في القائمة المعلن عنها أمس، ويبقى الثنائي زياية – بلعيد مطالبا بمضاعفة جهوده والتألق مستقبلا لحث بن شيخة لإعادته إلى المنتخب. للإشارة فإن غياب عبد القادر غزال عن هذا التربص منطقي خاصة وأن اللاعب يعاني من إصابة أبعدته عن المنافسة منذ يوم 31 أكتوبر في لقاء ناديه “باري” أمام “أودينيزي”، ومن يومها لم يشارك في أي لقاء. شاوشي خارج الحسابات دائما وبن شيخة لم يقتنع ب “فابر” ومن الأمور اللافتة في قائمة بن شيخة هو استدعاؤه لحارسي مرمى فقط، حيث أنه إضافة إلى مبولحي الحارس الأساسي فوق العادة في تشكيلة “الخضر” فقد تم تفضيل سدريك على بقية الحراس الذين كانوا مرشحين للتواجد في القائمة المعنية بمواجهة تونس، ومن بينهم شاوشي الذي يبدو أن أبواب المنتخب الوطني قد أغلقت نهائيا في وجهه مادام أن بن شيخة لم يستدعه حتى ل “الشان” رغم أن العقوبة التي كانت مسلطة عليه من “الفاف” قد تم رفعها بتأكيد الناخب الوطني الذي يبدو أنه لم يقتنع بفرضية استدعاء “ميكائيل فابر” رغم أن اسم هذا الأخير تم تداوله بكثرة في الأيام الماضية. عودة أكثر من مستحقة لبوزيد وعبدون كما عرفت قائمة بن شيخة عودة مدافع “هارتس” إسماعيل بوزيد الذي تألق مع ناديه هذا الموسم بشكل لافت للانتباه في الدوري الأسكتلندي، وكان مرشحا منذ فترة طويلة للعودة إلى التشكيلة الوطنية التي غادرها في عهد المدرب السابق سعدان بعد أن كان ركيزة في عهد “كافالي”، وكانت آخر مرة استدعي فيها بوزيد إلى المنتخب على هامش التربص الذي أجري في “نانتير” بفرنسا قبل مباراة الكونغو الديمقراطية بداية 2008. ويمكن التأكيد على أن استدعاء بوزيد كان أكثر من منتظر مثلما هو عليه الحال مع استدعاء عبدون لاعب “كافالا” الذي هو بصدد تأدية مباريات في المستوى مع ناديه ترجمها بهدفيه الموقعين في مرمى “باناتينايكوس” منذ أسبوع. مطمور، عمري الشاذلي وبلحاج كانوا منتظرين وعرفت القائمة عودة بعض اللاعبين الذين غابوا عن المواجهات الأخيرة ل “الخضر”، وفي مقدمتهم مهاجم “منشنڤلادباخ” الألماني كريم مطمور الذي أبعدته الإصابات التي عانى منها طيلة النصف الأول من الموسم عن المنتخب الذي لم يشارك معه منذ “المونديال”، في وقت أن عمري الشاذلي بعد عودته مؤخرا إلى المنافسة سيسجل حضوره في هذا التربص، وهو الذي غاب عن “الخضر” منذ لقاء تانزانيا، وكانت عودته رفقة مطمور منتظرة بعد عودتهما إلى المنافسة مع نادييهما في “البوندسليڤا” مع بداية مرحلة الإياب مثلما كانت أيضا منتظرة عودة بلحاج بعد أن استرجع جزءا هاما من إمكاناته بعد بداية صعبة جدا مع السد القطري صاحبها تراجع رهيب في مستواه. مسلوب، مصطفى وبن يمينة كسبوا الرهان في انتظار التأكيد من اللاعبين الجدد الذين دفع بهم بن شيخة لأول مرة في المنتخب الوطني خلال تربص “لكسمبورغ”، وإذا استثنينا عودية وزرداب اللذين لم يستدعيا فإن بقية اللاعبين (مسلوب، مصطفى مهدي وبن يمينة) استدعوا لمباراة تونس الودية، وهو ما يعني أن المردود الذي قدموه أمام “لكسمبورغ” قد أقنع بن شيخة ويبقون الآن مطالبين بتأكيد ذلك في الخرجات القادمة. سيدريك المحلي الوحيد وسيلتحق مع بن شيخة بالسودان يوم 10 فيفري وضمت القائمة التي أعلن عنها بن شيخة لاعبا محليا وحيدا هو الحارس سيدريك، وهو الأمر الذي كان منتظرا بسبب تزامن مباراة تونس الودية مع تواجد المنتخب الوطني المحلي في السودان للمشاركة في “الشان”، هذا المنتخب سيتنقل الإثنين القادم إلى العاصمة الخرطوم بحارسي مرمى فقط هما دوخة وزماموش على أن يلتحق بهما سيدريك في اليوم الموالي لمباراة تونس، وسيرافقه في الرحلة المدرب بن شيخة. القائمة ضمت 19 لاعبا فقط وقد لا تتغير كثيرا لمواجهة المغرب في الأخير، وجبت الإشارة إلى أن القائمة التي استدعاها بن شيخة ضمت 19 لاعبا فقط، في وقت جرت العادة على أن يتم استدعاء 22 لاعبا على الأقل، والأكيد أن بن شيخة بقراره هذا أراد من الآن التحضير لمباراة المغرب من خلال اعتماده على اللاعبين الذين لديهم حظوظ كبيرة للتواجد في تلك المباراة، حيث رفض استدعاء لاعبين لملء القائمة وهو يعرف مسبقا بأنه لا يمكنهم التواجد في التربص القادم خاصة وأن بعض اللاعبين المحليين مرشحون للعودة إلى المنتخب الأول بعد “الشان”.