البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    بوريل ينتقد الدول الممتنعة عن دعم قرار "الجنائية الدولية" اعتقال نتنياهو .. حماس: هجمات إسرائيل على مستشفى "كمال عدوان" استخفاف بالإنسانية    الجزائر العاصمة : غرس 70 شجرة بصفة رمزية تكريما لأصدقاء الثورة الجزائرية    لبنان : استشهاد 11 شخصا في غارة إسرائيلية على قلب بيروت    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الشباب يهزم المولودية    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    أدرار.. أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى عدة ولايات بالجنوب    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    جبهة المستقبل تؤكد على ضرورة تعزيز الوعي والتعبئة الوطنية لمواجهة التحديات التي تواجهها الجزائر    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    المغرب: المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع انتقاما لتضامنهم مع الشعب الفلسطيني    بطولة افريقيا للأمم لكرة اليد/سيدات: تحقيق نتيجة أفضل من النسخة الماضية    اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية الأحد لبحث التهديدات الصهيونية ضد العراق    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    وزير الاتصال يعزي في فقيد الإعلام محمد إسماعين    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    قرار الجنائية الدولية ينهي عقودا للإفلات من العقاب    لمست لدى الرئيس تبون اهتماما بالقضية الصومالية    هذه شروط تأسيس بنك رقمي في الجزائر    صنصال.. دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر    استكمال مشروع الرصيف البحري الاصطناعي بوهران    3مناطق نشاطات جديدة وتهيئة 7 أخرى    دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة    "السياسي" يطيح بسوسطارة ويعتلي الصدارة    المرافقة النفسية للمريض جزء من العلاج    وفاة طفل تعرض لتسمم غذائي    ضبط مخدرات بالكرط    السداسي الجزائري يستهل تدريباته بمحطة الشلف    إيمان خليف وكيليا نمور وجها لوجه    مجلس الأمة يشارك في الدورة البرلمانية لحلف شمال الأطلسي بمونتريال    دعوة إلى إنقاذ تراث بسكرة الأشم    نحو تفكيك الخطاب النيوكولونيالي ومقاومة العولمة الشرسة    4معالم تاريخية جديدة تخليدا لأبطال ثورة نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    أوبرا الجزائر تحتضن العرض الشرفي الأول للعمل الفني التاريخي ملحمة الرمال " تاهقارت"    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“الهدّاف” تلقي القبض على عصام الحضري بشقته في الخرطوم.. “السدّ العالي“ يسجّل اعترافه: “هذه قصتي مع الجزائر.. من طأطأ إلى السلام عليكم”
نشر في الهداف يوم 03 - 02 - 2011

رغم الأزمة التي اندلعت بين الجزائر ومصر إلا أننا دون تعصّب لا نختلف كجزائريين بشأن الحضري وأحقيته بلقب أفضل حارس في إفريقيا...
صاحب 4 بطولات إفريقية، و4 كؤوس رابطة الأبطال إفريقيا و 4 كؤوس “سوبر“ إفريقية و 39 لقبا في المجموع، الذي تجاوز ال 38 سنة، التحق منذ مدّة بالمريخ السوداني، ويتواجد في الخرطوم منذ الساعات الأولى ليوم أول أمس، ولم نفوّت فرصة تواجده دون لقائه، ورغم بعض الصعوبات التي واجهتنا إلا أننا “ألقينا القبض“ عليه سهرة أول أمس وسجلنا اعترافاته.. من “طأطأ إلى السلام عليكم”.
في قاعة كبار الزوّار طلب تأجيل الحوار إلى اليوم الموالي
البداية كانت من وصوله إلى مطار الخرطوم بعد مدّة قصيرة من التحاق المنتخب الوطني للمحليين في الثالثة وربع من يوم الثلاثاء، حيث تحصّلنا على معلومة مفادها أنه متواجد في قاعة كبار الزوّار، لنغيّر الوجهة إلى هناك مباشرة، أين كان رفقة مدرب المريخ حسام البدري، ومدرب حراس منتخب مصر السابق أحمد سليمان. وبعد أن قدّمنا أنفسنا كجزائريين رحّب بنا وبحرارة، ولكنه بكل لباقة طلب تأجيل الموضوع إلى اليوم الموالي لأنه متعب، باعتباره قضى 13 ساعة كاملة في مطار القاهرة والتحق عبر رحلة شاقة من الخطوط الكينية.
وافق على الفكرة بعد أن علم أننا جزائريون
وكنا نتصوّر أن الحضري سيرفض محاورتنا لأننا جزائريون وبالنظر إلى الحساسيات الكبيرة في العلاقات، وعدم إدلائه بأيّ تصريح طويل منذ الأزمة الأخيرة، لكنه وافق وقال إنه يعتزّ بملاقاة إعلاميين جزائريين، حتى أنه كشف لنا في بيته عندما زرناه بعد ذلك أنه لم يجلس مع صحفي جزائري كلّ هذه المدة منذ سنوات طويلة.
تدرّب يوم الثلاثاء وكلّ محاولاتنا باءت بالفشل
ومنحنا الحضري رقم هاتفه في المطار (شريحة مصرية) من أجل التنسيق، كما أعطانا أحد مسيّري المريخ الذي كان برفقته رقمه أين وعدنا بتسهيل إجراء الحوار، ولكن في اليوم الموالي كان مسيّر المريخ في اجتماع من أعضاء المكتب التنفيذي للمريخ، في حين الحضري لا يردّ على اتصالاتنا، خاصة أن مكالمات بالجملة تأتيه وهو ما وقفنا عليه عند لقائنا به فيما بعد، حيث لم يتوقف هاتفه عن الرّنين.
جديّته السبب في تألقه في سنّ ال 38
وكان الحضري يوم الثلاثاء وفي الوقت الذي كنا نحاول الاتصال به على موعد مع خوض حصة تدريبية بمفرده، ساعات فقط بعد وصوله، أين تمرّن دون مدرّب، قبل أن يستأنف التمارين مع المريخ يوم أمس، وربما أيّ لاعب مكانه كان سيرتاح قليلا، خاصة أنه متعب جسديا من الانتظار الطويل في المطار، ولياقته جيّدة بما أنه كان في تربص مع المريخ في القاهرة (اختتم الأحد الماضي)، ومتعب ذهنيا أيضا بالنظر لما يحصل في مصر، ولا غرابة أن تكون هذه الجدية هي كلمة السرّ في مواصلة الحضري تألقه في سنّ ال 38 سنة (احتفل بعيد ميلاده يوم 15 جانفي الماضي)، وتفكير في لعب سنوات أخرى.
..وفي اهتمام “بالميراس“ به ورغبته في لعب “مونديال“ البرازيل
كما أن هذه الجدية هي التي جعلت الحضري يتلقى في هذه السنّ عرضا رسميا من فريق “بالميراس“ البرازيلي (طالع التفاصيل) في الحوار، حيث معروف أن النوادي البرازيلية تصدّر ولا تستقدم لاعبين، لكن هذا الفريق طلب الحضري ومن أقصى الدنيا وهو في هذه السنّ، كما أن هذه الجدية هي التي تركته يفكر في مواصلة مشواره إلى “مونديال“ البرازيل 2014 (سيكون عمره 41 سنة ونصف)، مشيرا إلى أنه لن يتوقف إلا عندما يشعر أنه غير قادر على العطاء أكثر.
“الهدّاف” تدقّ شقته دون استئذان
وبعد أن تعذرت كلّ المحاولات في الاتصال بمسؤول الفريق السوداني، ومع الحضري نفسه، قرّرنا المغامرة والتوجّه إلى شقته في العمارات دون أيّ موعد مسبق، حيث تنقلنا إلى هناك بعد أن عرفنا الموقع من زملاء إعلاميين في جريدة “الصدى” اليومية، وكان وراء دافعنا في المغامرة إصرارنا الكبير على معرفة ما سيقوله الحضري عن الجزائر وعن المباريات الأربع الأخيرة التي يحفظها التاريخ، وما شجّعنا أكثر موقفه المرحّب بإجراء حوار طويل.
يقيم في شقة فاخرة بالعمارات وسيارة دفع رباعي تحت تصرّفه
وقبل كل ذلك، علينا أن نشير إلى أن الحضري يقيم في شقة فاخرة للغاية في عمارة محروسة بالكاميرات من الأسفل في حي العمارات، بالخرطوم 2 القريب من شارع المطار، وهو حي راقٍ إلى درجة لا يمكن وصفها، وحتى شقته من الداخل فسيحة و لا تعطي انطباعا أنها موجودة في الخرطوم، أين من الواضح أن مسؤولي المريخ أصرّوا على الاحتفاء به بطريقتهم الخاصة، وإضافة إلى ذلك وفروا له سيارة دفع رباعي، ومن الواضح أنه لا ينقصه شيء هنا.
رحّب بنا بكلّ حفاوة، طلب لنا مشروبات وغيّر ملابسه حتى “تطلع الصورة حلوة”
عندما طرقنا الباب وفتح، شعرنا أن الحضري متفاجئ ومستغرب لتواجدنا، قبل أن نذكره أننا من طلبنا محاورته في قاعة كبار الزوّار في مطار الخرطوم، وهو ما جعل ابتسامة عريضة تعلو محياه، حيث رحّب بنا بحفاوة. لنلقي عليه القبض في شقته مدّة ساعات سجّلنا فيها اعترافاته بالتفصيل. وأصرّ عصام أو “السد العالي” أن نشرب شيئا، وأحضر لنا مختلف المشروبات، كما استأذن ليغيّر لباسه (كان بملابس النوم) قائلا إنه لا يريد أن يلاقي الجمهور الجزائري بصورة غير لائقة على طريقة “اضحك تطلع الصورة حلوة”، على حدّ تعبيره.
كان مُنشغلا بما يحدث في مصر من خلال قناة “النيل”
كان الحضري قبل وصولنا منشغلا بمتابعة القنوات المصرية، وما تنقله من أخبار من مصر خاصة المظاهرات وأحداث العنف وحتى السلب والنهب التي تسيطر على كلّ نشرات الأخبار، حيث وجدناه بصدد مشاهدة قناة “النيل”، وحتى أثناء حديثنا الجانبي معه، كان ينشغل بقراءة أشرطة الأخبار العاجلة، مؤكدا أنه يخاف جدا على مصر من “البلطجية” وما وصفه ب “عصابات الشوارع” التي تقوم بأعمال إجرامية.
عائلته في القاهرة ولم يصطحبها إلى الخرطوم بعد
ولم يجلب الحضري معه عائلته من مصر إلى السودان، حيث أكد لنا أنها بقيت في القاهرة، وعندما سألنا عن موقع “دمياط“ وتحديدا “كفر البطيخ“ التي كبر وتربّى فيها في قلبه، قال إنها تمثل الجذور والانتماء ولا يمكن له أن يقول غير ذلك، كما أن أهالي المدينة يعتبرونه رمزا. وقال الحضري إنه غادر “كفر البطيخ“ صغيرا إلى القاهرة التي يقيم فيها بشكل مستمرّ منذ 18 سنة رفقة كلّ أفراد عائلته.
رقم جزائري كان يتصل به في هاتفه النقال
وأثناء تواجدنا معنا، كانت الاتصالات تتهاطل على هاتف عصام قبل أن يظهر لنا بنفسه رقما جزائريا كان يطلبه (شريحة جازي)، مشيرا إلى أن الأرقام التي ترنّ له من الجزائر كثيرة للغاية، أغلبها ل “ناس محترمين” على حدّ وصفه. وقال الحضري إنه يمتلك علاقات صداقة مع رجال أعمال جزائريين في القاهرة، كما أن صحفيين جزائريين يتصلون به منذ موقعة “أم درمان“، ولكنه يتفادى الردّ أو يعتذر عن إجراء حوارات بلباقة.
قال لنا إن العلاقات لو بقيت سيّئة لتشابك معنا
وقال الحضري إنه يعتبر العلاقات الجزائرية - المصرية عادت إلى ما كانت عليه، وإلا فإنه كان يمكن أن يتشابك معنا، وليس فقط يرفض إجراء الحوار، مبرّرا ذلك بأن الشحن العصبي والتوتر بلغ مداه سواء في الجزائر أو مصر، معتبرا أن لاعبا جزائريا في غمرة تلك المشاكل كان يمكن أن يشتبك مع صحفي مصري بشكل عادٍ.
أظهر لنا وثيقة من “سيون“ قال إن سعرها 800 ألف دولار
وعقب ذلك تكلّم معنا عن عقوبته من “الفيفا” التي تمنعه من اللعب 4 أشهر بعد أن صدر الحكم لصالح الأهلي في قضية ما يعرف في مصر ب “الهروب الشهير إلى سيون السويسري”، وهي فترة العقوبة التي تنتهي يوم 12 فيفري القادم، كانت “الفيفا” سلطت عليه عقوبة ب 800 ألف دولار، حيث أظهر لنا وثيقة قال إن ثمنها هذا المبلغ (أكثر من 6 ملايير سنتيم) أرسلها له محاميه وبمثابة التزام من الفريق السويسري بتحمّل كلّ الأعباء بما في ذلك العقوبة، حيث اطلعنا عليها.
كان على راحته وحكا لنا الكثير من الحكايات وتفاجأ بانضمام عودية إلى الزمالك
والشيء الذي أعجبنا في الحضري (رغم تحفظنا على بعض تصريحاته) أنه كان على راحته، ولم يضع أيّ حاجز بيننا وبينه، كان بسيطا للغاية، وحكا لنا العديد من الحكايات، سواء التي تهمّنا كجزائريين أو لا تهمّنا، واكتشفنا أنه “مخنوق” بالتعبير المصري، من كونه لم يحظ بفرصة الاحتراف الخارجي وهو صغير بسبب جشع مسؤولي النوادي المصرية على حدّ قوله، ولم يخف علينا استغرابه لانضمام عودية إلى الزمالك، على اعتبار أنه ليس أفضل اللاعبين الجزائريين في الوقت الحالي، مع أنه أكد على الاحترام الذي قال إنه يكنّه لهذا المهاجم.
استمع باهتمام بالغ لخطاب حسني مبارك
وفي الوقت الذي كنا نجري حوارا معه، طلب منا الحضري التوقف قليلا للاستماع إلى خطاب حسني مبارك حيث تابعه باهتمام منقطع النظير، وكان يُعيد قراءة فقرات الخطاب التي تأتي مقتطفة في أشرطة أسفل الشاشة، وكان يتفاعل مع تصريحات الرئيس المصري خاصة لما قال إنه قضى عمره في خدمة مصر، حيث استدار إلينا وأكد أن مبارك تعب كثيرا في الحرب والسّلم لأجل مصر.
“يموت” على مبارك ويكره المعارضة ويعتبر “الجزيرة” قذرة
وظهر لنا أن الحضري من أشدّ المؤيّدين لسياسة حسني مبارك، حتى أنه تأسف لأنه لن يضيف عهدة جديدة بعد أن قرّر التنازل عن الحكم، ودافع عنه بشدّة أمامنا، وعما قدّمه لمصر، كما وصف البرادعي بأقبح الأوصاف وقال إن المعارضة هي سبب بلاء مصر، مع إشارته إلى وجود مندسّين يبثون الرعب في شوارع مصر من أعداء البلاد كما وصفهم، كما بدا لنا أن الحضري يكره قناة “الجزيرة” إلى درجة لا توصف، حيث أنه لم يتردّد في أن يصفها ب “القذرة”.
يشيد كلّ مرّة باستقباله اللاعبين عقب مباراة “الخضر”
ولم ينس الحضري استقبال حسني مبارك للاعبين عقب فشلهم في التأهل إلى كأس العالم،معتبرا أن تلك اللفتة هي التي جعلت منتخب بلاده يفوز بكأس إفريقيا 2010 بعد أشهر قليلة من خيبة الأمل الكبيرة، حتى أنه اعتبر الاستقبال هو الذي رمّم المعنويات وكان أحد أسباب الفوز الكاسح على المنتخب الوطني برباعية نظيفة في أنغولا.
حكا لنا كلّ قصته مع الجزائر بالتفصيل
وحكا لنا الحضري كلّ قصته مع الجزائر، والمباريات الأربع التي لعبها، حيث فصّل في كل لقاء، وأجاب على كلّ التساؤلات ورغم أنه رفض الحديث عن مباراة واحدة وهي موقعة “أم درمان“ تفاديا “لفتح الجراح” من جديد، إلا أننا دفعناه للردّ، كما استفزيناه للإجابة عن سؤالنا بخصوص هدف عنتر يحيى رغم أنه يعتبر من بين أسوأ ذكريات مشواره الكروي.
تذكر بصعوبة جابو، ولا ينسى الحارس بن عبد الله
وتذكر الحضري بصعوبة كبيرة لاعب الوفاق عبد المؤمن جابو الذي لعبه معه فترة قصيرة في “سيون“ السويسري، متسائلا عن السبب الذي جعله يغادر الفريق بعد مدة قصيرة، كما تذكر اللاعب الإيفواري “سيريدي“ الذي أشار إلى أنه لعب في سطيف وحمل معه ألوان “سيون“، وفاجأنا لما قال إنه يعرف الحارس بن عبد الله السابق لمولودية وهران، لسبب واحد وهو أنه واجهه في أول مباراة في مشواره الكروي في الكأس العربية، وهي ذكرى لن ينساها خاصة أن المباراة كانت متلفزة.
في هدف يحيى تمنى لو بلعته الأرض، ويبرّر بكاءه في “أم درمان“
وقال الحضري إنه تمنى لو انشقت الأرض لتبتلعه عندما سجّل عليه عنتر يحيى الهدف التاريخي في الخرطوم، كما قال إنه بكى بحرقة في نهاية اللقاء لأن حلم التأهل إلى “المونديال“ لم يتحقق وحرم من هذا الشرف، وهو الذي حصد كلّ الألقاب التي يحلم بها أيّ لاعب في مشواره إلا المشاركة في كأس العالم، ومع هذا قال إنه لن يستسلم وقد يحقق الحلم في 2014 رغم أنه سيتقدّم كثيرا في السنّ.
هكذا كان الحضري خلال 3 ساعات
كان الحضري متواضعا بسيطا خلال الفترة التي قضيناها معه وهي 3 ساعات بالتحديد، ورغم تأخّر الوقت عندما وصلت الساعة منتصف الليل والنصف، إلا أنه طلب منا أن نبقى مزيدا من الوقت، وقد تكلم معنا في عدّة مناسبات بكثير من الثقة والاعتزاز بنفسه. وعندما يتكلم عن مصر نشعر أنه يبالغ خاصة في مسألة ما يحصل الآن، كما لا زال يتكلم بشيء من التعصّب بخصوص مباريات مصر والجزائر، وعدا ذلك كنا والحضري على راحتنا خلال فترة بقائنا، وكأن معرفة سابقة بيننا.
يرحّب بزيارة الجزائر ويعرف “الهدّاف” والكرة الذهبية
ولمّا أعلمنا عصام أنه من الممكن أن يواجه وزملاؤه مولودية الجزائر في حالة تأهّل المولودية على حساب “ديناموس“ وتجاوز المريخ عقبة فريق أنغولي، رحّب كثيرا بذلك وقال إنه سيكون جد سعيد هذه المرّة بزيارة الجزائر بعد أن سويّ المشكل بصفة نهائية، كما قال إنه يعرف “الهدّاف” والكرة الذهبية وأن بوڨرة هو من توّج بها، كما أشار إلى أن أبو تريكة نال لقب أحسن لاعب عربي من الجريدة الأولى، بل وأكد أنه يعرف ماذا تكتبه صحيفتنا وحتى صحف أخرى بشأنه، ورحّب بزيارة الجزائر في حفل الكرة الذهبية نسخة 2011.
دعانا إلى مطعم مصري يوم الجمعة
ولمّا أصررنا على المغادرة حتى نتركه يرتاح لأنه سيكون على موعد مع التدرب في اليوم الموالي، طلب لقاءنا مرّة ثانية وأشار إلى أنه “سيعزمنا“ غدا الجمعة لدى مطعم مصري قريب، كما أخذ أرقام هواتفنا، وقبل أن نغادر قال إنه يعرف أنه محبوب في الجزائر، وأنه مهما بلغ حدّ الاحتقان والشحن فهي في النهاية مجرّد مباريات كروية لا أكثر لا يمكن أن تسمّم العلاقات التاريخية المتأصلة والمترابطة بين شعبين “ما يجمعهما أكثر مما يفرّقهما”، على حدّ تعبيره.
الحضري: “بعد هدف عنتر يحيى تمنيت لو انشقت الأرض وابتلعتني، ولم أنم 3 أيام”
“وصلني كلام عنتر يحيى بعد اللقاء وفهمت قوله بأنني كنت أنقذ كل كراته في “كل حتة”
“عاهدت نفسي أن لا أشاهد مباريات الجزائر في المونديال وبسبب الحنية تراجعت، ووجدت نفسي أصفق لمبولحي”
“شاوشي الله يكون في عونو، ڤاواوي استغنيتم عنه بسهولة، وتفاجأت بغياب منصوري عن المونديال”
“تعرضنا الى تسمم في لقاء البليدة، وحافلتنا تكسرت 4 مرات ولكن فوز الجزائر كان مستحقا”
“قناة الجزيرة القذرة سبب ما وقع بين الجزائر ومصر وكان من الممكن ان تندلع حرب”
“تضايقنا جدا عند إصابة حافلة “الخضر” في القاهرة ولكن في الجزائر وقع لنا الضعف”
“هدفنا الثاني في القاهرة شرعي، انشغلنا بالفرحة ونسينا أن مباراة أخرى في انتظارنا”
“حكم مباراة أم درمان لم يكن في المستوى، كان يجب أن يطرد غزال، ولن أقول لكم ماذا قال لي في أنغولا ”
“بكيت لهذا السبب بعد لقاء أم درمان، ولم أفكر لما أمضيت للمريخ بأني سأعود إلى الملعب الذي عرف خيبتنا”
“قبل مباراة الجزائر وكوت ديفوار ولقائنا أمام الكاميرون كنا نحس بأننا سنتواجه، وفزنا عليكم 4-0 مع الرأفة”
“كل قرارات كوفي كوجيا كانت صحيحة، ضربت مرتين في دقيقة ونصف وحظ حليش أنه تسبب في الثاني”
“يعجبني جدا زياني وبوقرة لا أحبه”
بداية شكرًا على استضافتك لنا في شقتك، نعتذر لأننا جئنا دون موعد، ونريد أن نطمئن عليك وعلى سلامة أهلك وما رأيك فيما يحصل في مصر هذه الأيام ؟
بداية مرحبا بكم، وسعيد جدا برؤيتكم خاصة بعد عودة المياه الى مجاريها على مستوى العلاقات، وعن سؤالك فأنا على ما يرام، رغم أنني حزين من أعماقي على ما يقع في مصر، هؤلاء ليسوا المصريين الذي وقفوا معنا في كأس إفريقيا، وليسوا الذين فرحوا وحزنوا معنا، هناك أناس مندسون وسط العامة لا يحبون البلد، لو غدا يمنح لهم الحكم سيضربون بعضهم البعض، الرئيس مبارك وأتكلّم عن نفسي هو أفضل رئيس للبلاد فحتى الآن لا يوجد بديل في مستواه، صحيح فيه سلبيات وكل بني آدم خطاء، لكن الخراب في الشوارع والممتلكات ليس أسلوبا حضاريا في التعبير عن الاستياء، ممكن أن الأزمة ستنتهي بعد أيام أو أسابيع ولكن ما تخرب من الصعب إصلاحه ويحتاج وقتا طويلا، وأكثر ما أتأسف له أن ممتلكات الأشخاص كانت طرفا في هذه اللعبة القذرة.
كابتن عصام أنت متواجد في السودان، التحاقك بالمريخ كان مفاجأة كبيرة للجميع، كيف تم ذلك ؟
التحقت بالمريخ، وعلى اقتناع مليون بالمائة، باختياري لفريق كبير، له جماهير ومجلس إدارة وإمكانيات، الأهداف له أيضا بما أنه يتنافس دوما على البطولة والكأس ورابطة أبطال إفريقيا، أريد أن أصحح النظرة القاصرة للبطولة السودانية، مثلما صحّحت النظرة الخاطئة عن الكرة السويسرية، لما لعبت في سيون لم يكن أحد يعرف شيئا عن هذه البطولة، الأمر نفسه سيحصل لأن الكل أصبح يعرف أن هناك دوريا سودانيا ستشاهده الناس، كل تفكيري وتركيزي الآن على النجاح وأطلب من الله أن يكرمني ويوفقني في هذه التجربة الجديدة، لي وللكابتن حسام البدري، وعماد النحاس وكل الجهاز.
بالنظر الى خبرتك الكبيرة الكل هنا مثلما لمسنا ينتظر منك الكثير خاصة في كأس رابطة أبطال إفريقيا، ما قولك ؟
المسؤولية ليست على عصام الحضري وحده، ولكنها مسؤولية 4 أطراف، مجلس إدارة، جهاز فني، لاعبين وجمهور، شيء رائع أن يثق الناس في شخصي، الخبرة نعم أملكها، حيث لعبت بطولات قارية كثيرة وفزت بكأس إفريقيا 4 مرات، و4 مرات كأس رابطة أبطال إفريقيا و4 بطولات لكأس “سوبر” أندية إفريقيا، ولكن هذا لا يكفي من دون ترابط وإيمان بهدف الفريق.
هل يمكن أن تحكي لنا فصول الخلاف بينك وبين الأهلي الذي تسبب في معاقبتك من “الفيفا” ب 4 أشهر مع تسديد قيمة 800 ألف دولار كغرامة بعد مغادرتك الفريق، مع منع سيون السويسري من القيام بتحويلات مدة موسم كامل ؟
أنا فزت على سيون، ولدي وثيقة تثبت أن الفريق السويسري هو من يسدد كل الأعباء بما في ذلك ال 800 ألف دولار، وعن نفسي سأكون جاهزا للعب بعد انتهاء العقوبة يوم 13 فيفري القادم مع المريخ والمشكل منتهٍ بالنسبة لي.
هل صحيح أنك صرحت برغبتك في لعب كأس العالم 2014 في البرازيل ؟
هذه حقيقة، لا أكذب أو أتهرب، أنا أضع أمامي أهدافا، واجتهد، أعمل وأطمح والتوفيق من الله، “آه صحيح عمري 38 سنة لكن لما أحس أن مستوى العطاء سيقل دون أن يقول لي أحد اعتزل، أعلق حذائي من تلقاء نفسي، تعال شاهد في التدريبات كيف أعمل، وأنت تحكم كم عمري الحقيقي، نعم صرّحت وأتمنى إن شاء الله أن ألعب كأس العالم 2014 وأمثّل بلدي فأنا أحب مصر جدا لأنها أعطتني الكثير، ممكن أن أضحي بنفسي لأجل مصر التي صنعت عصام الحضري، لكن 2014 ما زالت بعيدة لدينا تصفيات نلعبها وكأس إفريقيا ولقاءات مع المنتخب والنادي، ولا أحب استباق الأحداث.
كان يمكن أن نرى عصام الحضري في بالميراس البرازيلي، هل من تفاصيل عن هذه الحكاية ؟
بالميراس جاءني مسؤولوه بعد كأس إفريقيا في أنغولا، وفي المفاوضات حصل ما يقع لي في كل فريق ألعب له، حتى لا أظلم الإسماعيلي وحده، نفس ما وقع لي وأنا في الزمالك والأهلي، في مصر الفريق ينظر إلى مصلحته فقط، لا يفكر في اللاعب إطلاقا، ومثلما تنظر الى مصلحتك انظر أيضا الى “البني آدم اللي عندك”، الذي قدم لك كل شيء، وضحى بأشياء لأجلك، سوء التنظيم وقلة الاحترافية هي التي أفسدت التحاقي بفريق بالميراس الذي كان يفترض أنني معه الآن، الفريق البرازيلي عرض مليون دولار وطلب 24 ساعة للرد، لكنهم تأخروا في منح جواب، وهو ما أفسد كل شيء، ومسؤولو النادي البرازيلي غضبوا جدا وسحبوا العرض وأرسلوا برقية “ما بينفعش” أقول لك محتواها، ولكن في النهاية أنا أؤمن بما يكتبه الله لي وما يحرمنا الله منه قد يعوّضنا بأفضل منه.
نسمع دائما عن وجودك محل أطماع نواد أجنبية كثيرة، لماذا لم تحترف في فريق كبير حيث تبقى تجربتك في سيون أقصى ما تمكنت تحقيقه ؟
ضاعت مني عروض كثيرة، في 2006 جاءني فريق بيسيكتاش التركي الذي كان فيه أحمد حسن، بعد ذلك وصلني عرض من فريق درجة أولى في فرنسا، بعد أن واجهنا المنتخب الفرنسي، ولمّا كنت في الأهلي تلقيت اتصالا من سيون السويسري وكان يمكنني منه أن أتنقل الى نادٍ كبير في فرنسا لكن تجميد إجازتي أوقف كل شيء، بعدها وأنا في الإسماعيلي وصلني عرض من فريق في الدرجة الممتازة للبطولة الإنجليزية مقابل 600 ألف جنيه استرليني 6 أشهر إعارة لكنهم رفضوا، ثم جاء بالميراس البرازيلي وكان التعامل سيئا مع القضية، وعوض الاحتراف وجدت نفسي في الزمالك لكنني لم أتمكن من المواصلة والقدر ساقني الى السودان، وكنت سعيدا بالانضمام إلى المريخ لأنه عرض قديم، في الإسماعيلي حصل لي شيء غريب.
ما هو ؟
لعبت سنة واحدة فقط، فوصلتني عدة عروض من نادي المريخ والفريق الإنجليزي وبالميراس، وكل العروض هذه لم يحصل منها شيء ثم انتقلت الى الزمالك بأقل من الثمن الذي اقترحته نوادٍ عدة كانت تريدني، ومنه التحقت بالسودان، لهذا قلت لك أنه لا يوجد احتراف في التعامل مع اللاعبين، وعلى كل حال أنا سعيد لأني في السودان، بلدي الثاني، لأن مصر على الحدود، ساعة ونصف أو اثنين في الطائرة، اللغة، والجو لا يختلف عن القاهرة، كأنك في مصر، في الشارع كل الناس فرحة بوجودك، حتى منافسك سعيد بلقائك، و”زي ما أنا مبسوط” الكل في السودان فرح بي.
حصدت الكثير من الألقاب، كيف كان طعم كأس إفريقيا الأخيرة ؟
أنا حققت 33 بطولة، 32 مع فرق مصرية، وواحدة مع سيون ممثلة في كأس سويسرا 2009، بطولاتي كلها لها طعم خاص، كؤوس إفريقيا جميعها حصلت فيها على لقب أفضل حارس، أما التتويج الأخير فله طعم خاص، بعد خروجنا من كأس العالم لم يعد يثق فينا أحد أو في قدرتنا على التتويج، وهذا شيء يحسب للطاقم الفني بقيادة شحاتة الذي حضّر اللاعبين نفسيا ورمّم كل شيء، وتعاملنا مع الموقف بطريقة جيدة، بعد إقصائنا من التأهل، عمّت حال من الإحباط في المنتخب، إلى درجة لا يمكن أن أصفها لك، وهي نفس حالة المصريين، لكن لقاءنا الرئيس حسني مبارك وابنيه علاء وجمال كان أحد أهم أسباب فوزنا بكأس إفريقيا، مع أننا كنا نفسيا في أسوأ حال، الجماهير غاضبة وهم يسلمّوننا أوسمة الشرف، فكيف لا نرد لهم الجميل ؟ وضعنا هدفا كلاعبين وقلنا أنه يجب أن نعوّض الشعب المصري الخيبة التي حصلت بعدم مشاركته في كأس العالم بجنوب إفريقيا.
الإخفاق في كأس العالم، ماذا كان سببه ؟
الإخفاق لا يأتي بسبب مباراة واحدة، ممكن أن الاستعداد لم يكن جيدا، وممكن أننا استهنا بالمنافسين.
(نقاطعه) تتكلم عن الجزائر أم زامبيا ؟
في لقاء زامبيا أو الجزائر ضيعنا النقاط، ممكن أمام زامبيا أكثر لأن الجزائر كانت هي منافسنا المباشر، اللقاء الأول سبب الفشل المباشر حيث كان تركيزنا ضعيفا، ربما لأن اللاعبين بعد تعادل الجزائر ورواندا اعتقدوا أن الفوز مضمون في اليوم الموالي، أكيد أنه لا يوجد لاعب يتمنى أن ينهزم أو لا يكون جيدا في اللقاء، ولكن ما يؤسفنا دائما أنه جيل تاريخي لمصر ومع هذا لم يكتب له أن يشارك في كأس العالم، هؤلاء اللاعبون مع شحاتة وشوقي غريب وأحمد سليمان، لن يتكرروا لمصر وينزعج من ينزعج من كلامي.
(يقاطعنا) قل ما شئت، جيل ذهب وجيل ألماس، وكل الأحجار الكريمة...
ربما هو ما يبرر الخيبة الكبيرة، حيث قال الجميع في مصر إنه حرام أن جيلا موهوبا مثل هذا لا يشارك في كأس العالم، خاصة أن العديد من اللاعبين في نهاية مشوارهم الكروي.
هذه حقيقة، مع كل احتراماتي للجزائر كل الملاحظين قالوا، لو تأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم مكان الجزائر لكان قد وصل إلى الدور ثمن النهائي على الأقل وأنتم ممكن أنكم أحسستم بذلك.
مادمت تكلمت عن كأس العالم كيف تقيم مشوار “الخضر” في المونديال؟
لم أكن في مصر، بل في إجازة في دبي، وعاهدت نفسي أنني لن أشاهد مباريات الجزائر، شاهدت غانا، و نيجيريا، والكاميرون وكوت ديفوار ولكن الجزائر كنت قررت أن لا أتابعها و..
(نقاطعه) يجب أن نعرف ما هو السبب الذي جعلك تتعهد بأن لا تشاهد مباريات الجزائر في المونديال؟
ربما المشادات التي حصلت في المدة الأخيرة، والمشاكل وكل ما حصل، وعلى كل حال الحمد لله في المدة الأخيرة عاد كل شيء إلى وضعه، يمكن أن نأتي إلى الجزائر وأنتم يمكن أن تحضروا دون مشكل بدليل أن شبيبة القبائل جاءت إلى مصر مرتين ولم يحصل فيهما شيء ومنتخب كرة اليد جاء إلى الجزائر ورفض أن تلغى بطولة كأس إفريقيا ولعبت ومرت في أفضل الظروف، العلاقة عادت والحمد لله، أنا في عز المشاكل التي حصلت قررت مع نفسي أن لا أشاهد الجزائر، ولكن “الحنية” كعربي والانتماء، جعلاني أشاهد المباريات الثلاث، وقد كنت حزينا.
لماذا؟
لأن الجزائر لم تكن موفقة، صحيح أنها لعبت أمام منتخبات قوية ولكن كان يمكنها أن تمر بسهولة.
ومع هذا الكل أشاد بمردود المنتخب الجزائري أمام إنجلترا.
نعم أنا معك، ولكن أين كان المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا وفي اللقاء الأخير؟
هذا رأيي الخاص وأتمنى أن لا ينزعج مني الجزائريون.
كحارس، كيف شاهدت مردود مبولحي في مبارتي إنجلترا والولايات المتحدة؟
كانت أول مرة أشاهده فيها، لا أعرف أين كان، لم يسبق لي أن واجهته “هو كان فين”؟
هو يملك جنسية مزدوجة والتحق بالمنتخب قبل كأس العالم، أول لقاء رسمي له كان أمام إنجلترا.
يعني أنتم بحثتم عنه قبل كأس العالم، هذه الحكاية لا أعرفها، أدى لقاءين في منتهى الروعة وشاهدته في مباراة أخرى حيث كان سيئا في مباراة تانزانيا التي استقال بعدها سعدان، فقد تلقى كرة من 40 م يتحمل مسؤولية الهدف فيها، أقول لك هذه التفاصيل حتى تعرف بأنني أتابع المنتخب الجزائري جيدا (يضحك)، ولكن خطأه في البليدة ليس مقياسا لأن كل حارس معرض لأهداف كهذه، أنا أيضا أخطأت وأتحمل مسؤولية أهداف كثيرة دخلت شباكي، لكن لما يلعب لقاءين في المونديال بتلك الطريقة فهو أمر ليس سهلا، ومعناه أنه حارس ممتاز ومن أعلى مستوى... أنا لا أتكلم كأحسن حارس في إفريقيا ولكن كمتابع كنت أشاهده في المونديال وأنا أصفق له، وأسأل “كان دا فين من الأول؟”.
تعتبره إذن أفضل من شاوشي.
لا تقوّلني ما لم أقله، أنتم ظلمتم شاوشي، ظلم أقول لك كيف... لقد لعب المباراة الفاصلة وكل المباريات الأخرى وهو رقم 1، وفي كأس العالم هناك ضغط عصبي شديد، يجب أن يقف الناس مع الحارس، وشخصيا لا أدري لماذا الحارس عندما يخطئ تثور ثائرة الناس في وقت أنهم يتغاضون عن المهاجم لما يفشل في تسجيل هدف، أنا أقول عن شاوشي “الله يكون في عونو”.
هل يتأثر حارس في مكان شاوشي لما يبعد بعد هفوة؟
نعم يتأثر، ولكن أحيانا يجب أن تحصل لأي حارس مواقف حتى يتأثر و”يرجع يغل”، أنا من طبعي لما يسيء إليّ أحد أكون أفضل، وعندما يتم انتقادي ظلما أتشجع أكثر، أنا مثل الكبريت والبنزين، أنت تستفزني أنا التهب، ممكن أن هناك ظروفا حصلت حتى لا يلعب أمام إنجلترا أنا لا يهمني ذلك لأنني أتكلم عن أدائه في اللقاءات، وأمور أخرى داخلية لم أكن موجودا آكل وأشرب مع الجزائر حتى أتحدث عنها، هناك أيضا ڤاواوي الذي أحترمه وتربطني به علاقة صداقة حيث تم الاستغناء عنه بسهولة ولا أدري السبب.
ربما بسبب تراجع مستواه؟
لكنه يملك الخبرة، هو حارس رائع واجهته عدة مرات لما كان في الشبيبة، وتمنيت لو لعب كأس العالم على الأقل تتويجا لمجهوداته في التصفيات.
نتكلم عن شاوشي، ماذا تقول له؟
يجب ألا يستسلم، كل الحراس يخطئون، أنا مثلا ارتكبت هفوات ومرات غيرت نتائج مباريات، ومع هذا الطاقم الفني لديه ثقة في، وحتى لو لم تكن موجودة فأنا أثق في قدراتي، وعلى كل حال الجزائر تملك دائما حراسا كبارا ولا خوف عليكم من هذه النقطة.
من كان يعجبك من حراس المنتخب الجزائري؟
ذاكرتي ليست جيدة، ولكن كل من عاصرتهم كانوا في المستوى خاصة ڤاواوي وشاوشي، وهناك حارس يلعب في شباب بلوزداد.
أهو أوسرير؟
نعم هو، من أيضا؟ (يتذكر) أتذكر حارسا لعب أمامي في مولودية وهران قصير القامة من دون شعر، كان ذلك سنة 1997.
تقصد بن عبد الله؟
نعم بالذات، كما أعرف عمر حمناد ولا أتذكر أني واجهت حارسا سيئا، الغريب أنني لا أواجه فرقا جزائريا بصفة مستمرة، ولكن عندما ألعب مرة تتوالى اللقاءات، مثلا في الفترة الأخيرة لعبت 4 لقاءات أمام منتخب الجزائر، تكونت فيها علاقة بيننا كلاعبين حيث نعرف بعضنا جيدا.
فلنحك عن هذه المباريات كل واحدة على حدة، الأولى في البليدة كنتم أحسن في الشوط الأول، ثم ضعتم في الثاني وتلقيتم هزيمة قاسية، ماذا حصل لكم؟
هناك أشياء وقعت قبل اللقاء، ولكنها ليست سبب الهزيمة، ولكن لا ينفي ذلك أنه وقعت أمور كثيرة، مثلا كل مرة ونحن ذاهبون في التدريب يكسر زجاج حافلتنا بالحجارة، الناس ترمينا بالطوب، ليلة اللقاء السيارات كانت تدور حول النزل وهي تستعمل المنبهات، هذه حقيقة، الموضوع انتهى منذ مدة، وأنا أتكلم عما وقع، وعلى كل حال ليس تلك الأسباب الحقيقية، رغم اني لا أنسى أننا تسمننا أيضا في النزل.
هل فعلا حصل لكم تسمم؟
أنا أحمد الله أنني لم أتناول من ذلك الطبق، لأني كنت سآكل منه، ولكنني تفاديته والحمد لله.
ولكن المدرب فقط من تسمم بعد أن أكثر الأكل وتناول مأكولات أثرت فيه؟
لا أدري ولكن أقول، نحن كنا في المستوى في الشوط الأول، ومادام كنا كذلك فأين هو هذا التسمم الذي نتحدث عنه؟، في المرحلة الثانية ضاع التركيز، ربما الروح أيضا قلت، وحتى الجمهور كان له دور، في ذلك اللقاء كنا في حالة إحباط وحزن، ومع هذا تشجعنا وقررنا في اجتماع داخل غرف تغيير الملابس أمام الله سبحانه وتعالى أن نفوز بالمباريات الأربع المتبقية، والأحداث التي حصلت وكل ذلك الحزن أفرغناه في اللقاءات المتبقية والله والله والله.
في تلك المباراة الهدف الأول الذي سجل في شباكك من طرف مطمور بقذفة قوية، ألا ترى أن مسؤوليتك فيه كانت كبيرة؟
الكرة غيرت اتجاهها وخادعتني، وجاءت في رجلي ودخلت، أنا أي هدف يدخل شباكي أتحمل مسؤوليته ولو ركلة جزاء، ولا أخجل من تحمل المسؤولية، أقول إنه في هذا اللقاء ضيعنا التركيز في الشوط الثاني لسبب أو لآخر ما مكن المنتخب الجزائري من أخذ المبادرة، كما أن الفعالية والتوفيق كانا إلى جانبكم.
هل يمكن أن تؤكد أن الفوز كان نظيفا؟
كان مستحقا هذا أكيد، قلت لك كانت هناك عوامل خارج الملعب ولو أثرت لكان ذلك في الشوط الأول لكننا كنا “كويسين”، ربما في الشوط الثاني كل واحد قال في قرارة نفسه إن الفوز في متناولنا، ثم جاء الهدف الأول والثاني والثالث وخرج اللقاء من أيدينا، ولو تتذكر تحملنا مسؤوليتنا وذهبنا إلى كأس القارات، هل تتذكرون؟
نتذكر فوزكم على إيطاليا والمباراة الكبيرة أمام البرازيل والسقوط الحر في اللقاء الأخير أمام أمريكا.
قدمنا مباريات ممتازة، فزنا على إيطاليا بطل العالم وهو أمر ليس في متناول أي منتخب، وانهزمنا أمام البرازيل في الدقيقة الأخيرة بعد أن “قطعناهم”، ثم أمام أمريكا حصلت لنا إصابات كما لا تنس أننا منحنا كل قوتنا في اللقاءين الأولين، مثل السيارة عندما تسير 5 ساعات متواصلة بعد ذلك تحس أنها تعبت قليلا، كما لعبنا مبارتين أمام منتخبين يلعبان بمهارة، وأمريكا اعتمدت على القوة، من وجهة نظري الجزائر خسرت أمام أمريكا في المونديال بسبب قوة لاعبيها ولياقتهم.
المقابلة الثانية في القاهرة سبقها شحن إعلامي كبير، ألا ترى أنه سبب كل المشاكل التي حصلت؟
من أفسد العلاقة ليس كمصري ولكن كعربي، الكل أبرياء سواء في الجزائر أو مصر، من أفسدها هي قناة “الجزيرة” القذرة مثلما تبث اليوم “أخبار كاذبة”، استعملت اللقاء لأغراض خاصة.
كيف أثرت؟
حتى لو حصلت “طوبة” كان من اللازم أن لا يضخم هذا الأمر، حتى أنها وصفت المصريين بالإرهابيين، نحن كنا في الجزائر حافلتنا كل يوم تتكسر، يعني 4 مرات 4 ومع هذا لم نضخم الأمر.
عصام لما سمعتم خبر إصابة حافلة لاعبي المنتخب الجزائري بعد وصولها إلى المطار، كيف تعاملتم مع الموقف؟
تضايقنا جدا مما وقع، ولكن كنا نعرف أنه لم يحصل شيء خطير، ربما “ طوبة طايشة”..
ولكن مع هذا توجد إصابات للاعبين وكل كاميرات العالم نقلت الصور، هل تكذب هذا؟
إصابات؟ (قالها مستغربا) أنا لا أتكلم عن أمور لم أرها بعيني، أنا “عشان أصدقك يجب أن أشوفك متعور (مصاب) بعيني” أو أرى الخياطة، لا تنزعجوا مني، أنا هكذا، ممكن أن أضع “مكروكوم” (دواء مطهر أحمر) و”شاش”، مثلا لو يقال عصام الحضري ضرب هذا الرجل، أنت لا يجب أن تصدق حتى تتفحص هذا الرجل جيدا، وهل فعلا أصابه عصام أم هي مجرد حكاية مصطنعة، هذه الأحداث تبقى في الماضي انتهت ومن الأفضل أن نتطلع الى الأمام.
كأنك صدقت رواية الإعلام المصري من أن اللاعبين هم من أصابوا أنفسهم؟
حتى لو أصيب اللاعبين فقد حصل لنا في الجزائر الضعف 4 مرات أو 5.
ولكن أي إصابات؟
أنت تدفعني لأتكلم عن مباراة السودان هنا، الضرب والدم الذي سال، و “الأتوبيسات” المحطمة، هل يمكن أن تنفي هذه الحكاية؟ حصلت أشياء كثيرة ولا أريد أن أتكلم.
قبل الحديث عن هذا اللقاء نبقى دائما في مباراة القاهرة، تحدثت عن قناة “الجزيرة” في وقت لم يكن لها أي دور لا إيجابي ولا سلبي قبل أو بعد اللقاء، نحن الجزائريون نرى أن بعض الإعلاميين مثل عمرو أديب هم من سمموا العلاقة؟
لا، هذه “الجزيرة” هي سبب كل شيء، كل دقيقة صحفي من البلاتو يقول “ومعنا المراسل حمدون حمدة من الجزائر ما هي آخر استعداداتكم للقاء مصر؟” والعكس في مصر، المباراة ضخمت، وكان من الممكن أن تحصل حرب بسبب هذا اللقاء.
في لقاء القاهرة، ألا ترى أنك قدت مصر وقتها إلى المباراة الفاصلة بعد أن تصديت ل 3 كرات خطيرة؟
هناك كرتان صعبتان جدا في الشوط الأول، وانفراد من صايفي ولكنني أخرجت كرته “لوب”. كان لي الفضل في أن نذهب إلى مباراة فاصلة. كرة صايفي كان يمكن أن تدخل ونتعادل وتنتهي المباراة، ولكن حققنا هدفا في الدقيقة الأخيرة.
على ذكر الهدف، هل تظن أنه شرعي؟
نعم هو شرعي، هل لكم شك فيه؟ نحن نتكلم عن حكاية انتهت منذ مدة، لو كذبت لا يفيدني ذلك في شيء، أنا مرتاح لكم وأتكلم بقلب مفتوح، وهذا الحوار أريد منه أن يعرف الجمهور الجزائري الحضري ورأيه فيما حصل وبكل صراحة، لا يفيدني التزييف في شيء. الجمهور الجزائري يعرف أنني حارس عظيم، وأكبر حارس في إفريقيا، يحبونني وأنا أعرف، وحتى الاتصالات من الجزائر تصلني بشكل مستمر، فمثلا قبل قليل طلبني رقم جزائري وقد شاهدتموه، وأعرف أيضا الإعلام الجزائري ماذا كتب عني بعد اللقاء الأول والثاني والثالث لأنني أتابع. الهدف كان شرعيا 100 من المائة، وإذا أردنا أن نتحدث عن اللقاء الثالث فقد حصلت فيه مشاكل كثيرة و“ما ينفعش” أقول ولو كلمة واحدة.
قبل ذلك الجميع يرى أنكم ضيعتم التأهل إلى المونديال بسبب الفرحة التي عشتموها في القاهرة وكأنكم نسيتم أنه بانتظاركم مباراة قوية وصعبة في أم درمان السودانية؟
أقول لك لماذا فرحنا بتلك الطريقة الجنونية، فقط لأننا سجلنا هدفا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، هدف غالي جدا، أنا بعد اللقاء ذهبت إلى لاعبي الجزائر وسلّمت عليهم، رغم أنني سأقابلهم بعد 4 أيام ويمكن أن تسألوا لتتأكدوا، ولكن تقريبا نسينا أن هناك مباراة أخرى في انتظارنا. وعن مباراة السودان لا يجوز أن أتكلم عنها، لأنني أحترم الجزائر ربما أقول كلمة غير مدروسة وأسيء إليكم لهذا من الأفضل أن أتفادى.
لنتحدث عن الهدف الذي دخل شباكك، لم نكن ننتظره تماما وجاء بطريقة مفاجئة، هل فاجأك أنت أيضا؟
حتى لو جاء الهدف كان يمكن أن نتعادل، وأنتم كان يمكن أن تسجلوا الثاني وأنا أنقذت كرة خطيرة، الحكم الذي أدار اللقاء لم يكن بحجم المسؤولية، أنا في بداية اللقاء اللاعب الذي ضربني يستحق بطاقة حمراء، وأنتم مقتنعون أن غزال اعتدى عليّ دون كرة، ورغم هذا لم يقل شيئا.
في الجزائر نقول إن الهدف جاء من السماء؟
هو من السماء “ماشي”، ولكننا في مصر نقول إن الحكم لم يكن في المستوى، حيث أدار لي مباراة في كأس إفريقيا ولا أريد أن أقول لك تفاصيل الحوار الذي دار بيني وبينه، هذا الحكم أدار لي عدة مباريات، ولما عرفت أنه سيكون هو حكم مباراة أم درمان لم أرتح تماما.
مسجل الهدف عنتر يحيى قال: “ضربناها في الأرض صدها، ضربناها في السماء صدها، فضربتها أين لا يمكن للشيطان أن يمسكها”، هل سمعت بهذه الجملة؟
(يضحك)... لا سمعت كلامه هذا ووصلني، هذا كلام رائع، هو قال عني إنني كنت أصد كراته في “كل حتة”، عن هدفه فهو شرعي وحقيقي، وكان يمكن أن يكون لكم هدف ثان في اللقاء عن طريق غزال برأسية من انفراد وكان يمكن للقاء أن ينتهي (2-0) وكان يمكن أن ينتهي بنتيجة أخرى، حتى الحارس الجزائري كان رائعا.
هل كان كلمة السر في اللقاء؟
كان موفقا عكسنا، وعلى كل حال من الأفضل أن نطوي هذا اللقاء و“ما بالاش” نتكلم فيه.
بخصوص هدف عنتر يحيى، هل تعتبر هدفه أسوأ ذكرى لك؟
أنا أعطتني الكرة الخير الكثير، وأخذت مني أشياء، لهذا “ما بزعلش”، عندما يعطيني الله أشياء كثيرة لا أفرح كثيرا، وعندما يأخذ مني لا أحزن كثيرا، فإذا فرحت كثيرا يمكن أن أموت، وإذا حزنت كثيرا يمكن أن أموت، فلا أفرح كثيرا ولا أحزن كثيرا، لو فزت بكأس إفريقيا ومعها أحسن حارس لا أفرح كثيرا لأنك ستجدني في اليوم الموالي فتحت صفحة جديدة.
لما أمضيت في المريخ، هل كان في مخيلتك أنك ستعود إلى ملعب أم درمان الذي يحمل لك ذكريات سيئة للغاية، لأنك أنهيت اللقاء وأنت تبكي؟
لا، أبدا. أنا قلت لك أفكر دائما في جديد، اليوم أنا في المريخ وأمس كنت في الاسماعيلي رغم أنني لم أكن أتخيل أنني سألعب لهذا الفريق. جئت وأنا لا أفكر في أي شيء لأن مباراة الجزائر نسيتها، وفي حياتي مبدئي أن لا أفرح كل عمري ولا أحزن طول حياتي.
في لحظة تسجيل الهدف، ماذا كان شعورك بكل صراحة؟
الإحساس هو الذي يأتيني لما “تتلقة“ شباكي هدفا في أي مباراة، أكون متضايقا و”متنش“، في هدف الجزائر تمنيت لو أن الأرض انشقت وبلعتني، أنا لا أحب الهزيمة خاصة في مباراة مثل تلك.
بكيت بعد اللقاء، أليس كذلك؟
نعم هذا صحيح لا أكذب، بكيت لأنني حلمت كثيرا بالمشاركة في كأس العالم وهذا من حقي مثلما كان من حق اللاعبين الجزائريين أن يحلموا، وأعلمكم أنني بقيت 3 أيام دون نوم، لم يغمض لي جفن، ولكن في النهاية الإنسان لا يفرح كثيرا ولا يحزن كثيرا... أنتم فرحتم جدا بالتأهل “فماذا فعلتم في كأس العالم؟”، كنتم حزينين ولم تفرحوا بما تحقق. لا تقنعني أن الجزائر كانت مقتنعة، قد تقول إن هناك من جاء بالورد إلى المطار لكنها قلة قليلة الجمهور الجزائري يعرف كرة القدم جيدا، ولا أشك أنه فرح بالخيبة.
نحكي على اللقاء الرابع، قلت لي قبل أن نبدأ التسجيل عما حصل وأنتم تشاهدون مباراة كوت ديفوار – الجزائر، لا بأس أن تعيد ما قلته لي؟
كنا سنلعب في اليوم الموالي مع الكامرون، وأنتم واجهتهم كوت ديفوار، تابعنا اللقاء كله 120 دقيقة، أنا إحساسي عن نفسي وحتى إحساس زملائي كان يقول إننا سنواجه الجزائر، كيف جاء هذا الإحساس لا أدري؟ لأنه كان علينا الفوز على الكامرون في لقاء الغد وقلبت الجزائر هزيمتها إلى فوز، هل تعرف أن تأهل الجزائر أعطانا حماسا شديدا، كان حماسنا مليون في المائة ولكن بعد تأهلها أصبح 2 مليون، من أجل أن نواجهكم؟
لماذا؟
أنت من الأكيد أنك فهمت، حتى نلعب أمامكم ونفوز عليكم، لا أريد أن أقول نثأر منكم لأنها كرة، نحن كنا الأفضل والأحق بالوصول إلى كأس العالم، وهذا ما كان يجب أن يحصل، لا أتنمى أن تنزعجوا مني أنتم الصحفيون ولا الجزائريين، هذه حقيقة وهي في النهاية مجرد كرة وهناك حقائق، ورغم ذلك انتظرنا لقاءكم وفزنا على الكامرون بعزيمة قوية (3-1) وفزنا عليكم (4-0) مع الرأفة “ما تزعلوش مني” هذه هي الحقيقة.
لكن مردود الحكم كان سيئا...
(يقاطع) ولماذا لم تتكلموا في السودان عن الحكم... لما فزنا بأربعة ليس معناه أن الحكم كان منحازا، كل قراراته كانت شرعية بما في ذلك الطرد.
في لقطة حصول حليش على البطاقة الصفراء، ألا ترى أنه لم يلمسك تماما؟
من الأفضل العودة إلى صور التلفزيون حتى لا يقال عصام يكذب، قبل إنذار حليش ضربني لاعب اعتقد أنه غزال، ثم جاءت الضربة الثانية من حليش، لما تعرضت الى الضرب مرتين في دقيقة ونصف كان من حظ حليش أن يأخذ إنذارا، لو غير حليش زياني كان سيناله، ثم كان الحظ في غير مصلحته وارتكب خطأ تسبب به في ركلة جزاء، لا يجوز أن يرتكب ركلة جزاء ولا يأخذ بطاقة، التلفزيون هو الذي يشهد.
لا نختلف أنكم بدأت اللقاء أفضل، والمنتخب الجزائري لم يكن في نفس مستوى لقاء كوت ديفوار، لكن ألا ترى أن فرحتكم كانت ناقصة بما أنكم لعبتم أمام فريق منقوص من عدة لاعبين بسبب الطرد؟
كان من الممكن أن نفوز بأكثر من 4، ضعينا فرصا عديدة، ورجعنا بالكرة الى الخلف، حالات الطرد كانت شرعية، وفزنا عن استحقاق وقلنا للناس هذا منتخب مصر، هو الأحق بالتأهل لولا المشاكل التي حصلت في السودان.
ولكن تعقيبا على ما قلت، لم نر أن أحداث مباراة السودان التي تتكلم عنها كانت مؤثرة، بما أن المباراة كانت نظيفة والعالم كله شاهدها، وكان يمكنكم أن تتأهلوا أيضا لولا يقظة الحارس شاوشي، لماذا تصرون أنها مباراة غير نظيفة؟
الأحداث تلك سبب من أسباب عدم تأهلنا، ولكن رجاء دعونا نتطلع للمستقبل.
ننظر بنظرة أفضل للمستقبل، من هو اللاعب الذي يعجبك في المنتخب الجزائري؟
يعجبني زياني كثيرا، هو من اللاعبين الممتازين الذين أحترمهم، مستواه عال، قصير القامة ولكن مع هذا يمكنه أي يفعل أي شيء بالكرة، يعجبني بلحاج، بوڤرة، وعنتر يحيى، كما أعجبني أمام كوت ديفوار بوعزة، ويعجبني غزال، هناك ال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.