معروف عن محمد عبد الله مازدا مدرب المنتخب السوداني أنه إنسان “حبّوب” بالتعبير المحلي السوداني، يجيد التعامل مع الجميع بمن في ذلك الإعلام غير أننا اكتشفنا غير ذلك عندما أردنا محاورته في عدة مناسبات.. كما لاقينا الصعوبات نفسها عندما أردنا الوصول إلى بعض اللاعبين السودانيين، لكننا وجدنا الأعذار لهم بالتركيز الشديد ومحاولة إبعاد اللاعبين عن الضغط، خاصة أن المنتخب السوداني مركز على هدفه ويريد التتويج باللقب. جئنا 3 مرات ولم نفلح في مقابلته واستمرت محاولاتنا لمحاورة مازدا 3 مرات تنقلنا فيها إلى فندق إقامة المنتخب وهو “كانون ملحق”، وبعد انتظار طويل في المرة الأول مر أمامنا دون الحديث إلينا وفي المرة الثانية رغم إعلامه بتواجدنا إلا أنه لم ينزل من غرفته، وفي المرة الثالثة كان في الأعلى وأعلمنا بأنه غير متواجد، وهو ما جعلنا نتأكد بأنه يرفض التصريح لنا أو على الأقل يتفادى ذلك إبعادا للضغط على نفسه وحتى لا يعطينا أية معلومة عن منتخب بلاده. محاولة أخيرة معه بمساعدة صحفي سهرة أمس وتنقلنا من جديد أمس إلى فندق “كانون ملحق” بمساعدة أحد الزملاء الإعلاميين وقيل لنا لإن المدرب مازدا متواجد بمقر الإتحاد السوداني، غير أن هذا الصحفي نجح في برمجة موعد معه في الساعة التاسعة ليلا أمس رفقة بعض اللاعبين، وهي المحاولة الأخيرة التي أجريناها لمعرفة رأي الأشقاء السودانيين في “الخضر” وفي المنتخبات الأخرى المتواجدة معنا في المجموعة. حتى اللاعبين مُنعوا من التصريح إلينا ولم يتوقف الأمر عند المدرب فحتى اللاعبين مُنعوا من التصريحات الصحفية وقيل لنا إنهم بحاجة إلى إذن، ورغم الحديث مع المكلف بالعلاقات العامة في الإتحاد إلا أن الرد كان سلبيا ولم ينزل لنا لا هيثم مصطفى قائد المنتخب ولا هيثم طمبل ولا كاريكا ولا أحد غيرهم، قبل أن نعلم بأن مازدا قرر منع لاعبيه من مختلف أنواع التصريحات الصحفية مؤجلا ذلك إلى ما بعد مباراة الغابون كما قيل لنا. “الهدّاف” ضحية تغليط بشأن موعد التدريب حتى موعد ومكان التدريبات تم تغليطنا بشأنهما وتلقينا معلومات خاطئة من محسوبين على الإتحاد عن موعد الحصة التي كانت في السابعة مساء بملعب الخرطوم في وقت قيل لنا إنها في الساعة الخامسة، قبل أن نبحث في كل الاتجاهات ولم نصل إلى تدريبات المنتخب إلا في الجزء الأخير منها، وقد كانت مغلقة في وجه الجميع ولعب خلالها المنتخب لقاء وديا أمام نظيره الأولمبي وفاز عليه بهدف نظيف، واكتشفنا هنا أن هناك تسترا شديدا على موعد الحصص التدريبية المغلقة حيث لا تمنح المواعيد المضبوطة للصحف تفاديا لأي طارئ. أرسلونا إلى مكان تدريبات جنوب إفريقيا في أفقر حي في الخرطوم لما وصلنا إلى ملعب الخرطوم في الوقت الذي أكده لنا أحد مسؤولي المنتخب لم نجد إلا الأنصار بانتظار منتخب بلادهم والعمال الذين كانوا في أشغال متواصلة للحاق بموعد افتتاح الملعب، قبل أن يرسلنا البعض إلى ملعب “الإنغاز” على بعد 15 كلم خارج الخرطوم في أحد أفقر أحياء العاصمة، لكننا لم نجد شيئا بعد أن أُعلمنا بأن تدريبات المنتخب الجنوب إفريقي الذي كان بالمناسبة أول منتخب يصل إلى هنا قد اختتمت قبل أن نصل بلحظات. نتفهم أن الضغط شديد على المنتخب السوداني والحقيقة أننا نتفهم موقف الإخوة السودانيين مادمنا لم نجد إلا ما يسرّنا منذ وصولنا إلى هنا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضي، خاصة أن الضغط المفروض على عاتق المنتخب السوداني لا يوصف من طرف الجماهير، بالتقاطع مع عودة البلاد إلى احتضان التظاهرات الكبرى، حيث لن يتقبل السودانيون أي فشل في الحصول على اللقب وشيئا غير ذلك يعتبرونه إخفاقا خاصة أن منتخبهم حضر جيدا للدورة وسيكون مدعوما بالآلاف من المناصرين المولعين بالكرة. يلعب أمام جمهوره وبالمنتخب الأول الذي تعادل في غانا سبب الضغط الرهيب على المنتخب السوداني بالإضافة إلى أنه يحتضن الدورة يعود إلى أنه يلعب الدورة بالمنتخب الأول باعتباره لا يملك أي محترف خارج الدوري السوداني وهو ما لم تفعله كل المنتخبات الأخرى، والمنتخب السوداني الأول تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة وشارك في كأس إفريقيا 2008 بغانا ويوجد حاليا في المرتبة الأولى في تصفيات كأس إفريقيا 2012 ب 4 نقاط كما فرض التعادل على غانا في أكرا. تربص في إرتيريا وزامبيا، شارك في دورة حوض النيل بمصر واللاعبون لم يرتاحوا ولو ليوم وإضافة إلى ذلك فإن المنتخب السوداني يحضّر لهذه الدورة منذ مدة طويلة مستغلا توقف البطولة (تبدأ في مارس)، حيث عسكر في إرتيريا لمدة قصيرة وانطلق إلى مصر للمشاركة في دورة حوض النيل الودية وبعدها مباشرة سافر رفقاء طمبل إلى زامبيا للقيام بتربص، ودون أن يستفيد اللاعبون من أي راحة تدربوا في أول يوم من عودتهم إلى السودان وسيواصلون ذلك إلى غاية لقاء الغابون وهو ما يكشف طبيعة استعدادهم للدورة. يملك لاعبين كبار سنا وخبرة وهيثم مصطفى هو “رحو السودان” وإضافة إلى ذلك يملك المنتخب السوداني لاعبين كبارا في السن، ويرى الإعلاميون هنا أنه حرام أن ينتهي هذا الجيل دون الحصول على لقب منافسة تحتضنها السودان التي تشارك بمنتخبها الأول، وحتى أعمار اللاعبين كبيرة والخبرة لا تنقصهم، كما يضم المنتخب لاعبا يمكن أن نصفه ب “سليمان رحو السودان” وهو هيثم مصطفى أقدم لاعب سوداني في الدوري الممتاز (هذا الدوري تأسس سنة 1995) حيث لعب كل المنافسات بتسمياتها القديمة والجديدة، دوري إفريقيا للأندية البطلة وبعد تغير تسميته إلى رابطة أبطال الأبطال الإفريقية وكأس الكؤوس التي تم إلغاؤها، فضلا عن كأس “الكاف” وشارك في كأس إفريقيا بغانا 2008، كما لعب دوري أبطال العرب والبطولة العربية، ويعتبر أقدم لاعب وأحسن عنصر في المنتخب فضلا عن أنه يحمل شارة القائد.