رغم تخوّفات البعض من أن يتلقى نصر حسين داي خسارة قاسية نظراً لتباين المستوى مع الوفاق، إلا أن الفريق العاصمي قدّم مستوى جيّدا وأقصي من الدور ال16 من كأس الجمهورية برأس مرفوع وبشرف. وقد أبلى أبناء المدرب مصطفى هدّان البلاء الحسن في هذه المواجهة التي دخلوها دون أي عقدة، لأن منافسة الكأس هذه كانت بمثابة "بونيس" بالنسبة للفريق الذي يركّز أكثر على هدف الصعود إلى الرابطة الاحترافية الأولى. وقد لعبت النصرية بصفة جيّدة على العموم ولم تكن لقمة سهلة للوفاق كما كان يعتقد البعض، كما لم تستسلم إلى غاية نهاية المواجهة. لم تنهر نفسياً وواصلت بكل قوّة وقد أظهر لاعبو النصرية استعدادا نفسيا كبيرا لهذه المواجهة أمام الوفاق، بحيث أنهم لم يتأثروا كثيراً بهدفي الوفاق اللذين سجلّهما عبد المؤمن جابو، ولعبوا بالإرادة نفسها إلى غاية نهاية المواجهة، قبل أن تتمكّن من تقليص النتيجة دقيقة واحدة قبل النهاية عن طريق هشام عقبي. وأجمع الجميع على أن النصرية كانت قادرة على مفاجأة الوفاق لو أنها كانت نجحت في تسجيل الهدف الأول قبل ذلك التوقيت. ومهما يكن من أمر، فإن النصرية لم تنهار في هذه المواجهة خاصةً أن المنافس من العيار الثقيل، الذي أشرك سبعة عناصر من المنتخب المحلي الذين شاركوا في الدورة السابقة من كأس إفريقيا للاعبين المحليين . اللقاء تحضير جيّد ل "الموك" واعتبر الجميع في النصرية أن هذه المواجهة تعّد تحضيرا جيّدا لمواجهة الجولة المقبلة من البطولة أمام مولودية قسنطينة، حيث أن اللاعبين لديهم الآن نظرة عن قدراتهم الحقيقية وما هم قادرون على فعله لو وضعوا في ظروف جيّدة، ولو أظهروا أيضاً استعدادات بدنية ونفسية جيدة. ومن المؤكد أن هذه النتيجة ستجعلهم يركّزون أكثر الآن على مباراة "الموك"، على أمل أن يعودوا بنتيجة إيجابية من هذه المباراة التي تبقى هامة بالنسبة لهم. حيث أن التعثر يبقى غير مسموح إذا ما أرادت النصرية البقاء في السباق من أجل الصعود إلى الرابطة الاحترافية الأولى. ناتاش أثبت جدارته مرّة أخرى رغم الهدفين اللذين تلقاهما، إلا أن حارس النصرية عبد الرؤوف ناتاش لا يتحمّل مسؤوليتهما بصفة مطلقة، حيث قد قدّم أمام الوفاق أداء جيداً وهو ما يثبت مرةً أخرى أنه يبقى أحسن عنصر في الفريق منذ بداية الموسم، فمردوده ظّل نفسه. وللإشارة، فإن اللقاء كان خاصا بالنسبة لحارس النصرية، الذي سبق له تقمص ألوان الوفاق وتحديداً في سنة 2007، وأراد بالتالي أن يظهر أن "الكحلة" كانت أخطأت في حقه لما سرّحته. رجراج أخذ رقم هاتف بن عمري كما قدّم المدافع المحوري جمال بن عمري مردوداً رائعاً أمام الوفاق، بالرغم من أنه عائد إلى المنافسة بعد غيابه منذ مباراة بلعباس، بعدما عوقب لمباراة واحدة في البداية قبل أن يُصاب مع المنتخب الأولمبي ويغيب أيضا عن مواجهة مروانة. وقد شلّ بن عمري معظم محاولات لاعبي الهجوم وخاصةً الهدّاف نبيل حماني، الذي لم يتمكن من التحرّك معه، نظراً للرقابة التي كان قد فرضها عليه مدافع النصرية. وقد أعجب الكثير بالمردود الذي قدّمه بن عمري وهو ما جعل الأمين العام للوفاق، رشيد رجراج، يتقدّم منه مع نهاية اللقاء ليطلب منه تفاصيل عن عقده مع النصرية قبل أن يأخذ رقم هاتفه، على أمل أن يتصّل به مع نهاية الموسم. وتلقى بن عمري أيضاً تشجيعات من بعض لاعبي سطيف، على غرار عبد القادر العيفاوي اللاعب السابق للنصرية، الذي أكد له أنه لديه إمكانات كبيرة وأنه عليه أن يستمرّ على مثل النحو. عقبي يسجّل على طريقة الكبار لم يكن ناتاش وبن عمري الوحيدين اللذين تألقا في هذه المواجهة أمام الوفاق، حيث سجّلنا أيضاً ظهور المهاجم هشام عقبي بمردود جيّد رغم دخوله احتياطيا. ولم يمنع دخول عقبي المتأخر من تسجيل هدف على طريقة الكبار قبل دقيقة واحدة من نهاية المواجهة، حيث كان رفع الكرة فوق رأس الحارس الدولي السابق فوزي شاوشي، الذي لم يتمكن من فعل أيّ شيء أمام هذه التحفة الفنيّة ل "بلوطة"، الذي أكد بالتالي أنه عائد إلى مستواه المعهود، وأنه يتطلع لأن يكون في المستقبل القريب قطعة أساسية في تشكيلة المدرب هدّان. درارجة تحدّث طويلا مع لخضاري كان للمهاجم وليد درارجة حديث طويل مع لاعب الوفاق والمستقدم الجديد من اتحاد بسكرة، لخضاري، بحكم أنهما يلعبان مع بعض في المنتخب الأولمبي. وإذا كان حظ درارجة أكبر بما أنه يلعب في التشكيلة الأساسية للنصرية، فإن زميله في المنتخب لم يتمكن بعد من حجز مكانة له ضمن التشكيلة الأساسية. وقد سُرّ اللاعبان بالالتقاء مجدّداً خارج التربصات التي يجريانها في مركز سيدي موسى. المسيّرون أبلغوا مانع بقرار عزله البارحة أبلغ مسيّرو النصرية الرئيس مانع قنفود، أمسية البارحة، بقرارهم عزله عن رئاسة الفريق، حيث أنه كان من المقرر أن يجتمعوا به وبحضور محضر قضائي ليعلنوا سحب ثقتهم منه، بعد القرار الذي كانوا اتخذوه يوم الخميس الماضي بعد الاجتماع الأول. وقد علمنا أن مانع حاول الاتصال بالمسيّرين عن طريق وسطاء، غير أن هؤلاء يرفضون التراجع عن قرارهم، حيث كشفوا أنه لا يمكنهم مواصلة العمل معه بعد أن فقدوا الثقة فيه. سعودي: "مانع كان يستعمل سياسة فرّق تسد" كشف لنا المسيّر كمال سعودي أن الرئيس مانع قنفود كان يستعمل سياسية "فرّق تسد"، ولهذا خلصوا إلى نتيجة مفادها أنه يستحيل العمل معه، فإما أن يغادر هو أو أن يقوموا هم بالذهاب، وبما أنهم يشكّلون الأغلبية، فيرون أنه عليه هو الذهاب لأنه ليس باستطاعته أن يستمرّ في تسيير الفريق بهذه العقلية. وأشار لنا سعودي أن جميع المسيّرين تفطنوا إلى الطريقة التي كان يعتمدها مانع، الذي لم يكن يهمّه مصير الفريق بقدر ما كان يهمّه مصيره، وهو الذي كان يريد البقاء في الكرسي بشتى الطرق، حتى أنه كان يرفض فتح رأس مال الشركة رغم تشديد المسيّرين على ذلك.