تتواصل حمى مباراة الجزائر – المغرب في التصاعد بصورة غريبة في شوارع مدينة عنابة، حيث أن بعد كل الذي حدث في الحصة التدريبية الأولى التي خاضها زملاء يبدة في ملعب “شابو” يوم الإثنين الفارط والتي حضرها ما لا يقل عن 15 ألف مناصر شجعوا اللاعبين دون توقف طيلة الحصة وخلقوا أجواء كبيرة توحي لمن حضر الملعب أن “الخضر” بصدد إجراء لقاء مصيري، فإن ما حدث قبل وبعد الحصة التدريبية الثانية التي خاضها أشبال بن شيخة أول أمس الثلاثاء في ملعب 19 ماي يعجز اللسان عن وصفه ويؤكد “الهستيريا” التي توجد عليها الجماهير التي أكدت أن ثقتها في رفقاء زياني لم تتزعزع تماما رغم نتائجهم الهزيلة المحققة في سنة 2010. 40 دقيقة من أجل قطع 5 كلم رغم طوق أمني كبير كنا في عدد أمس قد أشرنا إلى أن رحلة الحافلة التي أقلت المنتخب الوطني أمسية الثلاثاء الفارط من مقر إقامته بفندق “صبري” إلى ملعب 19 ماي لإجراء حصته التدريبية قد دامت 40 دقيقة رغم الطوق الأمني على الحافلة، وذلك بسبب الإقبال الجماهيري على اللاعبين بعد وقوفهم بأعداد كبيرة في مسار الطريق، مع أن المسافة بين الفندق والملعب لا تفوق 5 كيلومترات، وهو ما يوضح أكثر الأجواء التي كانت في المدينة والصعوبة التي وجدها المنظمون في التحكم في السيول البشرية التي كانت في الطرق المؤدية إلى ملعب 19 ماي. جماهير تحدّت البرد وبقيت ساعتين في انتظار نهاية التدريبات رغم أن الحصة التدريبية لأول أمس كانت ممنوعة عن الأنصار حيث لم يسمح لأي واحد منهم الدخول إلى مدرجات ملعب 19 ماي، فإن ذلك الأمر لم يثن عزيمة أعداد معتبرة من الأنصار على تحدي البرد القارس الذي خيم على “بونة” وبقوا ساعتين أمام مخرج الملعب ينتظرون نهاية الحصة حتى تتسنى لهم مشاهدة اللاعبين عند مغادرتهم. “كورتاج” رافق التشكيلة بعد التدريبات حتى فندق “صبري” إذا كانت الحافلة المقلة للاعبين قد وجدت صعوبات للدخول إلى ملعب 19 ماي بعد أن حاصرها الأنصار الذين كان همهم الوحيد هو مشاهدة بوڤرة وزملائه وأخذ صور تذكارية معهم، فإن لا أحد من اللاعبين كان يعتقد أن يجد مئات الأنصار عند مخرج الملعب في انتظارهم، وقد رافقت هذه الجماهير حافلة “الخضر” من الملعب إلى فندق “صبري” وسط أجواء كبيرة خلقها الأنصار بمنبهات السيارات و«الفميجان” الكثيرة التي أشعلوها والهتافات المنادية على زياني ورفقائه. اللاعبون “ما فهمو والو” وتذكروا عودتهم من “أم درمان” الأجواء الكبيرة التي خلقها الجمهور العنابي سهرة أول أمس بعد نهاية الحصة التدريبية ل “الخضر” في “الكورنيش” الذي مرت عليه حافلة “الخضر” من أجل التنقل إلى فندق “صبري”، جعلت اللاعبين مندهشين حيث لم يتصوروا تماما أن تكون الأجواء بهذه الحالة في عنابة خاصة وأنه مازال يفصلنا 4 أيام عن موعد اللقاء، ويبقى الأكيد أن الأجواء الاحتفالية للجماهير التي اصطفت في أرصفة الطرق أثرت كثيرا في غزال وزملائه الذين عادت بهم ذاكرتهم إلى يوم 19 نوفمبر 2009 حين عادوا إلى العاصمة من أم درمان السودانية بتأشيرة التأهل إلى مونديال “جنوب إفريقيا”. عنابة لم تعش هذه الأجواء الاحتفالية منذ لقاء “الطلعة” الشهير ويبقى ما تعيشه عنابة هذه الأيام فريدا من نوعه مادام أنه حتى في فترة تألق النخبة الوطنية أثناء التصفيات المؤهلة إلى “المونديال” الأخير لم تكن الاحتفالات تنطلق في البليدة التي كانت تحتضن لقاءات تشكيلة سعدان إلا في يوم المباراة، ووجب الإشارة إلى أن عنابة لم تعش أجواء مماثلة على الأقل منذ 14 سنة وتحديدا منذ لقاء “الطلعة” الشهير بين اتحاد عنابة ووفاق سطيف في جوان 1997. حتى أمام أنغولا في 2004 لم تكن الأجواء بمثل هذه الحماسة وإذا كان الجيل الحالي يحتفظ من مباريات المنتخب الوطني الأخيرة في عنابة بلقاء أنغولا في جوان 2004 وهو اللقاء الأول وقتها لزملاء عنتر يحيى بعد مشاركتهم في كأس أمم إفريقيا التي جرت في تونس، حيث يومها تنقل إلى ملعب 19 ماي قرابة 100 ألف متفرج، فإن الأجواء التي سبقت تلك المباراة لم تكن بنفس الصورة التي هي عليها الآن في مدينة “بونة” التي أصبحت لا تتنفس في الساعات الأخيرة إلا المنتخب الوطني.