لا حديث في الشارع الرياضي الجزائري أمس إلا على الحصة التدريبية الأولى لأشبال بن شيخة التي أجريت كما هو معلوم بملعب العقيد شابو وشهدت أحداثا مؤسفة أدت إلى توقيف الحصة بسبب اجتياح الأنصار لأرضية الميدان، وهو ما دفع الطاقم الفني إلى إعادة حساباته بشأن غلق الحصص التدريبية من عدمه. رغم التعزيزات الأمنية...الفوضى تبقى سائدة تركيز السلطات المحلية على التغطية الأمنية باستقدام وحدات من خارج الولايات لم يجد نفعا، كيف لا ونجوم الخضر ممن صنعوا أفراح الجزائر على مدار موسمين كاملين هم من كانوا على أرضية الميدان، وتجلت الفوضى بشكل كبير في الحصة الأولى، حيث فقدت قوات الأمن السيطرة على ردة فعل الأنصار، وهي الصورة التي تعكس الأجواء المشحونة التي تسبق موعد مقابلة المغرب المقررة الأحد القادم. بن شيخة تحدث عن ضرورة غلق التدريبات أمام الأنصار مغادرة المنتخب ملعب شابو بتلك الطريقة التي نقلناها أمس دفعت بالمدرب بن شيخة إلى إعلان استيائه مما حصل لأنه لم يتوقع أن تسير الأمور بتلك الطريقة، وأكد لمقربيه أنه لا مفر من غلق الحصص التدريبية في وجه الأنصار للحفاظ على التركيز المطلوب بالنظر إلى صعوبة المواجهة المصيرية التي تتطلب الاستعداد لها في هدوء وليس كما حدث في أول حصة للمنتخب بعنابة. السلطات بين سندان الاحتجاجات ومطرقة لقاء المغرب ما حدث في شابو أول أمس لن يمر بالتأكيد مرور الكرام على السلطات المحلية التي تبدل كل ما في وسعها لإنجاح الموعد الكبير ولن ترضى بحدوث أي انزلاقات، وقد أشارت مصادر ل"الخبر الرياضي" أنّ هناك تعزيزات أمنية جديدة سيتم تطبيقها، وتتعلق بدخول الأنصار لمتابعة الحصة التدريبية المبرمجة غد بالملعب الرئيسي والتي ستكون مفتوحة، وكذا كيفية التعامل مع حالات اقتحام أرضية الميدان وقت الحصة على أمل محو مهزلة العقيد شابو. نحو غلق الطريق الوطني رقم 44 يوم المواجهة تحركات السلطات بعد ما حدث يوم الاثنين ستكون أكثر من السابق وذلك بتطبيق إجراءات جديدة يوم المواجهة، وخاصة بعد التأكيدات التي تتحدث عن تدفق المزيد من الأنصار وهو ما من الممكن أن يؤزم الأوضاع أكثر إذا لم يتم ضبط الأمور وفق مخطط منظم، وعلى هذا الأساس تقرر غلق الطريق الوطني رقم 44 وقت المواجهة، وذلك بداية من حي أول ماي التابع لبلدية البوني، مع تحويل كل السيارات القادمة إلى عنابة عبر حي سيدي عاشور أين سيجد الأنصار الوافدون إلى عنابة موقف سيارات خاص تم إقامته هناك بحكم منع التوقف في الموقف المحاذي لملعب 19 ماي. دعوات للتهدئة عبر أحياء عنابة وفي نفس السياق يقوم الكثير من الرياضيين السابقين بمعية لجنة أنصار اتحاد عنابة بحملات توعية عبر الأحياء الشعبية من أجل جعل يوم27 مارس عرسا كرويا بأتم معنى الكلمة والتأكيد على ضرورة التحلي بروح المسؤولية، خاصة في الأمور التنظيمية وذلك تفاديا لوقوع المهزلة التي حدثت في ملعب العقيد شابو، أين تم توزيع مناشير للأنصار تحث على المساهمة في إنجاح الموعد الكروي. الانتصار كفيل بامتصاص الغليان الشعبي لقاء المغرب يتزامن مع الاحتجاجات المتواصلة على سوء الأوضاع المعيشية والتي تتم بصورة يومية أمام مقر الولاية، ولهذا تسعى السلطات إلى إيجاد حل لها بهدوء، وجعل لقاء المغرب موعدا خاص للفئات التي تعاني التهميش والتي ستتنقل إلى ملعب 19 ماي وكلها أمل في الفرحة التي تنسيهم هموم الحياة، لكن يبقى التذكير أن الفوز قد يخفف الكثير من الأمور العالقة والعكس صحيح وهو الأمر الذي تدركه السلطات المحلية تمام الإدراك.