تقوم القنوات الإعلامية التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي بحملة كبيرة هذه الأيام تجاه ثوار 17 فيفري الذي يريدون إسقاط النظام الحالي بأي ثمن، وشنت منذ أكثر من شهر حربا نفسية على الشعب في ليبيا والذي حُجبت عنه جميع القنوات الفضائية وحرم من الإتصال بالشبكة العنكبوتية .. قصد إقناعه بأن ما تتعرض له "الجماهيرية العظمى" هي مؤامرة صليبية كبرى، ولهذا السبب قامت هذه القنوات بمساع حثيثة لحشد التأييد من الشخصيات الكبيرة من خارج وداخل البلاد التي يقدر عدد سكانها بحوالي ستة ملايين نسمة وفق الإحصائيات الرسمية، ومن بينهم لاعب كرة القدم الأكثر شعبية هناك طارق التايب، الذي خرج على قناة "الجماهيرية 2" وأدلى بأقوال يندى لها الجبين في حق الثوار. وصف ثوار 17 فيفري ب"الكلاب الضالة" وإستغل قائد منتخب ليبيا المكالمة الهاتفية التي جمعته ببرنامج "ليبيا هذا اليوم" ينعت الثوار 17 فيفري بأبشع النعوت، حيث قال بالحرف الواحد أنهم "كلاب ضالة ومخربون وحفنة من العصابات الذين يريدون إحداث زوبعة في البلاد"، مستخدما لهجة غريبة لم يعهدها عنه الجمهور الرياضي سواء في ليبيا أو الوطن العربي ككل بما أنه سبق أن لعب في البطولتين التونسية والسعودية. سخر من علم الإستقلال الذي رفعه الثوار وشبهه بعلم "الموزمبيق" وواصل اللاعب المتواجد حاليا في منزله بتونس تصريحاته الغريبة، حيث سخر من علم الإستقلال الممثل لحقبة ما قبل 1969، والذي رفعه الثوار تنديدا بالعلم الأخضر الذي فرضه معمر القذافي على "الجماهيرية العظمى" منذ 42 سنة، مشبها إياه بعلم الموزمبيق من حيث الألوان، وأضاف: "ذلك العلم هو من العصر البائد، أنا أحب وطني ولا أتخيل نفسي أدخل إلى أرضية الملعب ولا أجد راية ليبيا الخضراء في المدرجات". إعتبر أن رئيس المجلس الإنتقالي لا يساوي شيئا أمام معمر القذافي وكعادة أي شخص يتكلم عبر القنوات الليبية، قام لاعب الهلال السعودي سابقا بمدح العقيد معمر القذافي، وذلك عن طريق التقليل من قيمة المجلس الإنتقالي الذي تأسس في أعقاب ثورة 17 فيفري ونال إعتراف عديد الجهات في المجتمع الدولي، حيث شكك في نوايا هذا المجلس الذي لا يستطيع حسبه توفير متطلبات كافة الليبيين وتحقيق آمال الشعب بمختلف شرائحه، وذكر أن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل لا يجوز مقارنته بالقذافي الذي حكم شعبه 42 سنة. الليبيون إستنكروا تصريحاته كثيرا هذا وقد لاقت تصريحات اللاعب الذي عاد مؤخرا لناديه الأم "أهلي طرابلس بعد 14 سنة من الإحتراف الخارجي موجة إنتقادات حادة من طرف الليبيين، وظهر ذلك من خلال ردود أفعالهم عبر الشبكة العنكبوتية بما أن التعتيم الإعلامي مخيم على الأخبار من الداخل، وإعتبرت أغلبية الآراء أن التايب أخطأ كثيرا بخرجته هذه. إمكانية فبركة الإتصال من قناة "الجماهيرية 2" أمر وارد ومن جهة أخرى، لم تخف بعض الأطراف أن إمكانية قيام القناة الحكومية الليبية بفبركة الإتصال واردة، خاصة أنها فقدت مصداقيتها تماما في الآونة الأخيرة إلى درجة أن مقدمي برامجها أصبحوا يحرفون أسامي بعض الشخصيات العربية في خرجات غير إحترافية بالمرة، ناهيك عن المغالطات الكبيرة التي تروجها قناة الجماهيرية الثانية التي وصل الأمر بأحد مقدميها إلى القول بأن "الشعب الجزائري مستعد لتقديم مليون شهيد تضامنا مع النظام الليبي ضد العدوان الصليبي" دون الإستناد على أي مصدر رسمي ! وعليه ففبركة حوار هاتفي مع لاعب كرة قدم لن يكون مستبعدا.