تمكنت شبيبة بجاية أمسية أمس من تحقيق تأهل ثمين إلى الدور ثمن النهائي لرابطة أبطال إفريقيا على حساب مستضيفها نادي "أشانتي كوتوكو"... ملعب "بابايارا ستاديوم" ب "كوماسي"، جو حار، جمهور غفير جدا، أرضية جيدة. تحكيم للثلاثي الغامبي: باكاري ڤاساما - ياو إيكوري - سوكاح سوليمان. الإنذارات: سيدريك (د33)، دراڤ (د85) من بجاية. الأهداف: أكوفو (د45+1) ل أشانتي كوتوكو. دراڤ (د73) لبجاية. أشنتي كوتوكو: سولايما أبدولاي بوبي أنصاري أوكاشا صومايلا كوفي أكوفو نبونغ ياكوبو (دافيد أوشي د80) صايدي ( يوسف عبد العزيز د81) كوفي (ن) بافويي (ميكاييل د55) المدرب: ديديي دراماني شبيبة بجاية: سيدريك (جبارات د46) شحيمة مخالدي ميباراكو زافور بوقماشة نياطي زرارة زغلي (دبقة د77) أوراس (لعريبي د82) دراڤ المدرب: سوليناس ، بعد أن فرضت عليه التعادل الإيجابي (1 1)، باعتبار أن مباراة الذهاب في الجزائر انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين. وقد تمكن المهاجم دراڤ من إعادة فريقه في النتيجة، بعد أن كان "أشانتي كوتوكو" متقدّما على منافسه في المرحلة الأولى بهدف دون رد. "مبونغ" كاد يباغت سيدريك بتسديدة قوية عرفت بداية المباراة مستوى متكافئا بين الفريقين مع سيطرة طفيفة لأصحاب الأرض الذين حاولوا قول كلمتهم منذ الوهلة الأولى وفرض طريقة لعبهم على المنافس. وكانت أول فرصة خطيرة عن طريق اللاعب "مبونغ، الذي قام بعمل فردي وجرب حظه بتسديدة قوية كادت تباغت الحارس سيدريك، لكنها لم تكن دقيقة ومرت جانبية عن القائم الأيمن في (د7). سيدريك يُبعد رأسية "مبونغ" بصعوبة إلى الركنية وواصل نادي أشانتي كوتوكو هجومه بحثا عن افتتاح باب التسجيل وضمان تأهّله إلى الدور ثمن النهائي، حيث في (د12) توغل اللاعب "كوفي" على الجهة اليسرى وفتح كرة عالية ناحية "مبونغ"، هذا الأخير ودون مراقبة ضربها برأسية جميلة لكن ارتماءة سيدريك كانت أجمل وتمكن من إبعاد الكرة بقبضة اليدين إلى الركنية منقذا بجاية من هدف محقق. رأسية "بافويي" تمرّ جانبية بعد ركنية "ياكوبو" وعرف ربع الساعة الثاني من المرحلة الأولى سيطرة طفيفة من أشانتي كوتوكو، الذي أتيحت أمامه عدة فرص من بينها تلك التي جاءت في (د22) عن طريق "ياكوبو"، الذي نفذ ركنية محكمة ناحية "بافويي" الذي ردها برأسية، ولحسن حظ الحارس سيدريك أنها مرت جانبية. دراڤ يردّ بقوّة ورأسيته تمرّ جانبية ردّ فعل شبيبة بجاية كان متأخّرا وقويا، حيث كادت أن تفاجئ المنافس وتفتح باب التسجيل في (د25) بعد عمل فردي جميل من أوراس الذي استعمل الطريقة الفردية وتوغل على الجهة اليمنى، ليفتح كرته ناحية دراڤ الذي كان في وضعية مناسبة دون رقابة، لكن رأسيته مرّت جانبية ببضعة سنتمترات عن القائم الأيمن للحارس "سولايما"، مفوّتا على بجاية فرصة سانحة لتسجيل هدف التقدم. بوقماشة بتسديدة مباغتة والحارس يتصدّى لها على مرّتين وأتيحت محاولة أخرى لشبيبة بجاية التي لم تكتف بالدفاع عن منطقتها بحثا عن نتيجة التعادل، حيث في (د35) قاد بوقماشة هجمة معاكسة من وسط الميدان، ثم توغل على الجهة اليمنى، وقام بتوزيعة على شكل تسديدة كاد يباغت بها الحارس "سولايما"، الذي تصدى لها بصعوبة كبيرة على مرّتين. "أكوفو" يفتح باب التسجيل بمخالفة مباشرة آخر محاولة في المرحلة الأولى كانت أخطر فرصة من جانب المحليين، حيث تحصل أشانتي كوتوكو على مخالفة خيالية على خط منطقة العمليات، نفذها بإحكام اللاعب "أكوفو" الذي أسكن كرته مباشرة في شباك الحارس سيدريك في (د45+1). لينتهي الشوط الأول بتقدّم أشانتي كوتوكو بهدف دون رد. "صايدي" بعمل فردي وجبارات ينقذ الموقف أما المرحلة الثانية فقد عرفت انخفاضا في وتيرة اللعب من الجانبين، وقد حاول أشانتي كوتوكو إضافة الهدف الثاني لضمان التأهل، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. حيث في (د50) قام اللاعب "صايدي" بعمل فردي جميل من وسط الميدان وقاد هجمة معاكسة، وبعد مراوغته مدافعين من بجاية توغل داخل منطقة العمليات وانفرد بالحارس جبارات، الذي كان تدخله موفقا وتمكن من التصدي للكرة بصعوبة منقذا الشبيبة من هدف محقق. جبارات يتألّق وينقذ بجاية من هدف محقق على مرّتين وواصل نادي أشانتي كوتوكو بحثه عن إضافة هدف ثان حتى يضمن لنفسه التأهل ويكون بوسعه تسيير بقية مجريات اللقاء بكل ارتياح، وفي (د58) كاد يحقق ذلك لولا براعة الحارس جبارات الذي دخل كما ينبغي في المباراة رغم دخوله في مكان سيدريك، وأنقذ مرة أخرى شبيبة بجاية من هدف محقق بعد تسديدة قوية من اللاعب "ياكوبو" من حوالي 25 مترا على مرّتين. دراڤ يُعيد الأمل ويهدي بجاية التأهّل وجاء ردّ فعل شبيبة بجاية عنيفا، وكان في (د73) عن طريق اللاعب زرارة، الذي قاد هجمة معاكسة من وسط الميدان، ومرّر كرته في العمق ناحية المهاجم محمد دراڤ الذي وجد نفسه دون رقابة، وبعد أن رأى الحارس خارج عن منطقته رفع الكرة فوق رأسه وتمكن من معادلة النتيجة في وقت حسّاس للغاية، ومعيدا الأمل لزملائه في التأهّل إلى الدور ثمن النهائي. لتنتهي المواجهة بالتعادل الإيجابي بين الفريقين وتأهّل شبيبة بجاية خارج قواعدها إلى ثمن نهائي رابطة الأبطال الإفريقية. --------------------------------------------- رجل المباراة: خبرة دراڤ تؤهّل بجاية إلى الدور ثمن النهائي رغم أن جميع لاعبي شبيبة بجاية كان أداؤهم بطوليا أمس، وساهموا جميعا في تحقيق هذا التأهل التاريخي لفريقهم في أقوى منافسة إفريقيا، إلا أن المهاجم محمد دراڤ يعتبر الأحق لأن يكون رجل المباراة، خاصة أنه كان وراء اللمسة الأخيرة وتسجيل هدف التعادل الذي أعاد الأمل لزملائه في تحقيق هدفهم، وبأيّ طريقة، حيث رفع الكرة فوق رأس الحارس بكل ثقة بالنفس، الأمر الذي يؤكّد أن الخبرة التي يتمتع بها هذا اللاعب على المستوى القاري والتي اكتسبها مع شبيبة القبائل أفادته في هذه المباراة. لقطة المباراة: لاعبو بجاية قرؤوا كلّهم "الفاتحة" قبل انطلاق اللقاء يبدو أن لاعبي الشبيبة دخلوا الملعب تحت ضغط شديد خاصة أمام الحضور القوي لأنصار أشانتي كوتوكو الذين ملؤوا المدرجات عن آخرها، وحتى يزيلوا الضغط عن أنفسهم، وقبل الإعلان عن صافرة البداية، قرأ كلّ اللاعبين سورة "الفاتحة" حتى تزيد من عزيمتهم. حيث جرت العادة أن يقرأ لاعب أو اثنين القرآن قبل اللقاء، لكن هذه المرّة الجميع تمسّك بدينه من الحارس سيدريك إلى المهاجم دراڤ، لذلك لم يخرجوا خائبين وعادوا إلى الديار بتأهّل ثمين. حدث المباراة: بجاية تتأهّل لأول مرّة إلى ثمن النهائي في ثاني مشاركة لها رغم صعوبة المهمة التي كانت تنتظرها في "كوماسي"، خاصة بعد تعثرها في مباراة الذهاب بملعب الوحدة المغاربية، إلا أن شبيبة بجاية تمكنت من رفع التحدّي وحققت تأهلا ثمينا على حساب أشانتي كوتوكو في عقر دياره. ويعتبر هذا التأهّل الأول من نوعه بالنسبة لشبيبة بجاية من نشأتها، حيث أقصيت في مشاركتها الأولى الموسم الفارط، في الدور ال16 على يد نادي "أمادو ديالو" الإيفواري. وستواجه شبيبة بجاية في الدور ثمن النهائي، الترجي الرياضي التونسي، لتكون مباراة "داربي" بين بلدين شقيقين. بطاقة حمراء: الحكم أراد إقصاء بجاية بأيّة وسيلة رغم أن كلّ الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، إلا أن التحكيم لم يكن في المستوى المطلوب مثلما اعتادت عليه كلّ الأندية الجزائرية في مشاركاتها القارية، حيث كان الحكم منحازا كثيرا ل "أشانتي كوتوكو" خاصة في المرحلة الأولى، عندما أهدى مخالفة خيالية قريبة من منطقة العمليات كانت وراء الهدف الأول للفريق المحلي، بغض النظر عن القرارات العشوائية التي كان يتخذها ضدّ زملاء دراڤ، غير أن لاعبي بجاية حافظوا على تركيزهم على مهمّتهم، وتمكنوا من تحقيق تأهّل تاريخي لبجاية في هذه المنافسة. --------------------------------------------- سوليناس: "التأهّل كان صعبا والفضل يعود إلى إرادة اللاعبين" "في البداية، أودّ أن أهنّئ اللاعبين على الأداء البطولي الذي ظهروا به في هذه المباراة، حيث رفعوا التحدّي وحققوا الأهم رغم صعوبة المهمة التي كانت تنتظرنا. أكيد أن المباراة كانت في غاية الصعوبة، خاصة بعد تعثرنا في عقر الديار في لقاء الذهاب، ومع ذلك فقد كنا محضّرين كما ينبغي خاصة من الناحية النفسية. صحيح أن الهدف الأول أخلط حساباتنا، غير أن اللاعبين بقوا محافظين على تركيزهم وعرفوا كيف يعودون في النتيجة في وقت حاسم للغاية". "لعبنا أمام الجميع والتحكيم كان سيّئا للغاية" وأضاف المدرب سوليناس قائلا: "بالمقابل، أعتقد أن المهمة كانت أصعب مما كنا نتوقعه، حيث أننا وجدنا أنفسنا نلعب ليس أمام فريق أشانتي كوتوكو فحسب، حيث كلّ العوامل كانت ضدنا اليوم، بدءا بضغط الأنصار الذي يعتبر أمرا طبيعيا، إضافة إلى سوء التحكيم الذي كان منحازا وسيّئا للغاية. لقد كان الحكم يتخذ قرارات عشوائية ضدنا، ومع ذلك لم يدخل اللاعبون في لعبه، وحافظوا على تركيزهم إلى أن تمكنا من العودة في النتيجة". "تأهل بجاية أمر جيّد للجزائر بعد تأهّل سطيف والاتحاد" وتابع سوليناس حديثه: "لقد كنا مُصرّين على تحقيق التأهل ورفع التحدّي حتى تكتمل فرحة الجزائر، حيث أن كل الأندية الجزائرية المشاركة في مختلف المنافسات القارية تأهلت، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة ووفاق سطيف، فلم يكن أمامنا خيار آخر سوى العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية ونكون الفريق الثالث الجزائري الذي يحقق تأهّله إلى الدور المقبل. أتمنى أن نستمرّ بهذه الوتيرة ونذهب إلى أبعد الحدود في هذه المنافسة القوية". "سنفكّر في الترجي التونسي بعد مواجهة باتنة" وفي نهاية حديثه، تطرّق المدرب سوليناس إلى المواجهة التي تنتظر فريقه في الدور المقبل أمام الترجي الرياضي التونسي، حيث صرّح قائلا: "بصراحة، لا ينبغي أن نبدأ التفكير من الآن في مواجهتنا أمام الترجي التونسي، لأنه تنتظرنا مباراة أهمّ في البطولة أمام شباب باتنة، التي يجب أن نظفر بنقاطها من أجل ضمان البقاء بشكل نهائي. أكيد أن مهمتنا في المنافسة القارية لن تكون سهلة أمام منافس يعتبر من أقوى الأندية الإفريقية، لكننا سندافع عن حظوظنا حتى آخر لحظة مثلما فعلنا أمام أشانتي كوتوكو". --------------------------------------------- دراماني (مدرب أشانتي كوتوكو): "مفتاح التأهّل كان بين أيدينا ولم نحسن تسيير المباراة" "أعتقد أن مفتاح التأهّل كان بين أيدينا خاصة أننا حققنا نتيجة جد إيجابية في لقاء الذهاب، لكن للأسف لم نحسن استغلال الموقف، ولم نعرف كيف نسيّر مباراة العودة التي كانت أصعب بكثير مقارنة بلقاء الذهاب، الأمر الذي جعلنا نضيع التأهل. شبيبة بجاية لعبت بطريقة جيّدة من الناحية الدفاعية، وهاجمت بشكل ذكي، وهو ما سمح لها بمعادلة النتيجة في الوقت الذي كنا نبحث عن إضافة هدف ثان لضمان التأهّل". رجراج: "الفضل يعود إلى اللاعبين وتأهّلنا يعتبر ردّا للمشكّكين" "نحن في غاية السعادة بهذا التأهّل الثمين والتاريخي الذي حققناه اليوم أمام أشانتي كوتوكو رغم صعوبة المهمة التي كانت في انتظارنا. لقد حققنا إنجازا كبيرا لم يسبق أن عاشته شبيبة بجاية منذ نشأتها، والأكيد أن الفضل في ذلك يعود إلى اللاعبين الذين كانت لديهم إرادة قوية رغم الصعوبات، وأتحدّث هنا عن سوء التحكيم الذي أراد أن يقصينا بأيّة وسيلة. من جهة أخرى، تأهّلنا اليوم يعتبر ردّا لجميع المشكّكين في بجاية، الذين لم يؤمنوا بإمكانية مرورنا إلى الدور المقبل بعد تعادلنا في لقاء الذهاب". --------------------------------------------- سيدريك يصاب وينقل إلى المستشفى لم يكمل الحارس سي محمد سيدريك اللقاء، إذ اضطر إلى مغادرة أرضية الميدان في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، بعدما عاودته الإصابة التي كان يشكو منها على مستوى المعصم، إثر اصطدام يده اليسرى بالقائم في لقطة هدف "أشانتي كوتوكو" الذي جاء إثر مخالفة مباشرة ونقل حارس المنتخب الوطني على جناح السرعة إلى مستشفى "كومسي" لأجل تلقي الإسعافات اللازمة. عاد إلى الملعب وشجع زملائه وكشفت الفحوص الطبية التي أجراها الحارس البجاوي في مستشفى "كوماسي"، أنه يعاني من انفصام على مستوى معصم اليد اليسرى، ما أجبره على وضع واق اليد، وعاد سيدريك إلى ملعب "بابا يارا" وتابع ما تبقى من المباراة، كما شجع زملائه كثيرا وكانت فرحته كبيرة عندما أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بتأهل فريقه إلى الدور ثمن النهائي. "سوليناس" غامر بإشراكه وما يمكن قوله في هذا الإطار، هو أن الحارس شارك في لقاء "أشانتي كوتوكو" دون أن يتماثل للشفاء بصفة نهائية من الإصابة التي كان يشكو منها على مستوى اليد اليسرى، ما يعني أن مدرب الشبيبة "جياني سوليناس" غامر بإشراكه في هذه المواجهة واضطر إلى فعل ذلك بالنظر إ