أعلن طاهر أبو زيد الذي شارك مع منتخب مصر في كأس العالم لكرة القدم عام 1990 في مقابلة مع رويترز هذا الاسبوع أنه سيترشح لرئاسة الأهلي النادي الذي نشأ فيه ولعب له خلال مسيرته مع اللعبة .وأبلغ أبو زيد رويترز في الدوحة خلال زيارة لحضور نهائي كأس أمير قطر "جاء الوقت المناسب لتلبية نداء الأهلي." وابتعد أبو زيد عن الأهلي منذ كان عضوا في مجلس الادارة مرتين متتاليتين بين 1996 و2004 لكنه ظهر كأبرز المرشحين المحتملين لرئاسة النادي عقب تعديل ادخلته وزارة الرياضة على لوائح الأندية واعتمدته رسميا الاسبوع الماضي ويمنع أي شخص من الترشح لأكثر من دورتين متتاليتين مدة كل واحدة منهما أربع سنوات. وتعني اللائحة الجديدة أن حسن حمدي رئيس النادي ونائبه محمود الخطيب - الذي يعد على نطاق واسع أبرز لاعبي الأهلي في تاريخه ولعب بجوار أبو زيد في ثمانينات القرن الماضي - بالإضافة إلى أعضاء بارزين منهم خالد مرتجي ورانيا علواني بطلة السباحة السابقة لن يكون بوسعهم الترشح مجددا. وأضاف أبو زيد مشيرا إلى اللائحة التي تم الاعلان عنها في عهد رئيس المجلس القومي للرياضة السابق حسن صقر واعتمدها وزير الرياضة الحالي العامري فاروق وهو عضو سابق في مجلس إدارة الأهلي "هذا القانون في صالح الأندية بكل معاني الكلمة وتأكيدا لثورة 25 جانفي المجيدة ومنعا لاحتكار السلطة." وتابع "هذا البند يقر مبدأ تداول السلطة وعدم قصرها على شخصيات بعينها ليبقوا على كراسيهم حتى آخر نفس في حياتهم." وسيتم فتح باب الترشيح في انتخابات الأهلي - أكبر الأندية المصرية من حيث الشعبية وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري المصري الممتاز ودوري أبطال افريقيا - في منتصف يونيو حزيران لكن التكهنات تشير بالفعل إلى أن أبو زيد سيواجه منافسة شرسة. وضمن المرشحين المحتملين لمنصب الرئيس وفقا لوسائل اعلام محلية محمود طاهر - العضو السابق في مجلس الادارة - كما اشارت تقارير إلى أن عبد المجيد محمود النائب العام السابق قد يكون بين المرشحين. وقال أبو زيد الذي يطلق عليه "مارادونا النيل" وشارك مع مصر في ألعاب لوس انجليس الاولمبية 1984 "الباب مفتوح أمام الجميع... فالرأي الأول والأخير لأصوات الأعضاء ومن يرشح نفسه في النهاية هو يسعى لصالح حاضر ومستقبل الأهلي والحفاظ على الانجازات التي تحققت خلال مسيرته الناجحة." وأبو زيد أحد المنتقدين البارزين لادارة الأهلي الحالية واتهمها بأنها تسببت في ضرر بالغ لعلاقة النادي بمنافسيه. وقال أبو زيد الذي كان أحد المعارضين الرئيسيين للرئيس الراحل صالح سليم ونائبه في ذلك الوقت حمدي أثناء وجوده في مجلس الادارة "الأهلي بحاجة إلى أبنائه المخلصين لأنه فقد الكثير من رصيده حاليا رغم فوزه بالألقاب والبطولات (لكن ذلك) يسبب الاحتقان لسوء العلاقة بين ادارة الأهلي ومعظم الأندية المصرية." وأضاف "الأهلي الذي كان يصدر لاعبين لكل أندية مصر ويحقق فائضا في ميزانيته نراه اليوم يمارس سياسة خطف اللاعبين ويدمر قطاع الناشئين لمصلحة احتراف وهمي بعكس ما كان يحدث في كل العصور السابقة." وتابع "سوف نصطدم بمشكلة كبيرة في احلال وتجديد (الفريق) لأننا أهملنا قطاع الناشئين واعتمدنا على اللاعبين الجاهزين من الأندية الأخرى واستوردنا عددا من اللاعبين المحترفين كانوا هم ووكلاء أعمالهم الذين استفادوا أكثر مما افادوا الأهلي." وأكد أبو زيد انه سيتفرغ لرئاسة الأهلي اذا فاز بالمنصب في الانتخابات التي ستجري في الثاني من اغسطس اب. وقال أبو زيد - الذي فاز مع مصر بكأس الامم الافريقية 1986 قبل اعتزاله وعمره 31 عاما عقب استبعاده من تشكيلة الأهلي في نهاية موسم 1992 - إنه لن يكون رئيسا شرفيا للنادي يحضر جلسات مجلس الادارة فقط. ومضى قائلا "أي متابع يشعر بأن الأهلي تأثر سلبيا في الفترة الأخيرة نتيجة ما سببته قيادة النادي من قضايا اثناء وبعد الثورة" في اشارة للتحقيق مع الرئيس حمدي بشأن مزاعم عن الفساد. وأضاف "النادي يحتاج حاليا إلى مجلس ادارة قوي ومجموعة من الهيئات الاستشارية ذات الكفاءة العالية وهي: هيئة مالية تضع موازنة بحجم الأهلي وهيئة للنشاط الرياضي تعيد هيكلة كل الالعاب بعدالة وأمانة وهيئة قضائية من كبار المحامين تضمن حقوق النادي وكل المنتسبين له." وتابع "يجب أن نستثمر كل امكانات أبناء الأهلي المنتشرين في كل ارجاء المجتمع المصري واعادة الذين تم ابعادهم خلال السنوات الماضية." ويرى أبو زيد أن لرجال الأعمال المنتمين للأهلي دورا كبيرا في إصلاح الوضع المالي للنادي الذي اهتز بشدة عقب توقف نشاط كرة القدم لمدة عام اثر كارثة استاد بورسعيد حين قتل أكثر من 70 مشجعا في احداث عنف عقب مباراة في الدوري الممتاز. وقال أبو زيد الذي عمل في السنوات الأخيرة كمذيع لبرامج رياضية في محطات تلفزيونية محلية وكمحلل للمباريات "ميزانية النادي ارهقت لأن معظمها تم استهلاكه في شراء لاعبي كرة القدم وظهرت المشكلة الحقيقية عندما توقف النشاط فأصاب منظومة كرة القدم بالشلل. لا يليق بالأهلي بتاريخه الطويل أن يعاني من عجز مالي." واستطرد قائلا "سوف اسعى لتوطيد العلاقات مع رجال الأعمال الكبار من أبناء الأهلي لزيادة موارد النادي... لأنهم سيعطون بقدر ثقتهم في قيادة النادي." وأكد أبو زيد أنه لم يتوصل بعد إلى قائمة الأعضاء الذين سيخوض معهم انتخابات الأهلي لكنه قال إن النادي بحاجة إلى تطوير الاداء الإحترافي. وقال أبو زيد "الأهلي ليس مجرد ناد لكنه مؤسسة مؤثرة في المجتمع المصري.. كل ركن وجزء ونشاط في الأهلي يحتاج الى لمسة وبصمة احترافية وليس عملا عشوائيا." وأضاف "فلسفتي في الفترة المقبلة تدور حول كيفية أن يكون كل شخص في فريقي بالادارة يصلح أن يكون رئيسا. ستكون مسؤوليتي تقديم جيل جديد من القيادات الشابة في كل مجالات النادي." وتابع "ارفض أن أكون زعيما لمجموعة صغيرة تتحكم في مسيرة النادي."