خص الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش موقع "إذاعة فرنسا الدولية" أول أمس بحوار مطول تحدث خلاله عن تجربته رفقة المنتخب الوطني في الأشهر الأخيرة كما عاد ليتحدث بالتفصيل عن مباراة البينين الأخيرة في إطار التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، وتكلم أيضا عن مباراة "الخضر" القادمة أمام رواندا، وبدأ المدرب البوسني حواره بالحديث عن اتخاذه قرار مواصلة مهمته على رأس "الخضر" بعد خيبة كأس أمم إفريقيا والخروج المبكر من دورها الأول، حيث قال: "بعد الكان كنت متأسفا كثيرا من نتائجنا وليس من مستوى اللعب الذي قدمناه، لقد أخذت بعض الوقت للتفكير في مستقبلي، اللاعبون ألحوا على مواصلتي المشوار، وفي الوقت الحالي لست نادما على قراري". "لقد كنت دائما مقتنعا بإمكانات هذا المنتخب وفوز البينين مهم" وأثنى حليلوزيتش كثيرا على إمكانات مجموعته المكونة في غالبيتها من لاعبين شباب كما نوه لأهمية فوز البينين، وقال: "لقد كنت دائما مقتنعا بإمكانات هذا المنتخب الذي يملك الكثير ولديه هامش تطور كبير، إنها مجموعة شابة وفي كرة القدم الأمور لا تأتي غالبا بسرعة مثلما نتخيل ونأمل، لكن هذا الفوز أمام البينين منحنا الثقة لبقية المشوار"، وفي رده على سؤال حول التعليمات والتوجيهات التي قدمها للاعبي "الخضر" قبل مباراة البينين، رد الناخب الوطني قائلا: "لقد طالبت من اللاعبين التحلي بشجاعة وجرأة أكبر على اعتبار أن الجزائر لم تحقق في 25 سنة الماضية سوى ثلاثة انتصارات خارج الديار ضمن تصفيات كأس العالم، لهذا أعتبر فوزنا أمام البينين جد مهم". "أنا من اكتشف سليماني ولم ينصحني أحد بضمه" وبدا المدرب السابق ل باريس سان جرمان فخورا باكتشافه مهاجما مثل إسلام سليماني من البطولة الوطنية، والذي أصبح هداف التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم ب 5 أهداف، حيث قال في هذا السياق: "كما تعلمون من الممكن أن نخطئ في تقييم مدافع ما لكن من النادر أن نفعل ذلك مع مهاجم، لقد اكتشفته عند متابعتي البطولة الجزائرية وشد انتباهي مباشرة، لم ينصحني أحد بمشاهدته ولم يطلب مني أحد ضمه إلى المنتخب"، وكشف حليلوزيتش للصحفي الفرنسي عن مجموعة من المواصفات التي يتميز بها سليماني، وقال: "إنه لاعب عصري صاحب إمكانات كبيرة، يطلب دائما الكرات ويتمتع بحركية كبيرة، كما أنه قوي جدا ولا يخاف من أي شيء بالإضافة إلى امتلاكه لمعنويات فلاذية، وهذا مهم جدا في الكرة الإفريقية". "ما يعجبني فيه هو سخاء عطائه فوق الميدان" وأشاد المدرب البوسني بالتحسن الذي شهده مستوى سليماني في الأشهر الأخيرة، والذي يعود حسبه إلى جديته الكبيرة في العمل، حيث قال: "لقد عمل بجد وتطور كثيرا، حتى وإن كان عليه أن يتحسن أكثر من الناحية التقنية والتكتيكية، إنه ليس راداميل فالكاو أو ديديي دروغبا لكنه يعطي كل ما عنده فوق أرضية الميدان، وهذا ما يعجبني فيه"، كما نوه حليلوزيتش بقدرة مهاجم شباب بلوزداد على خلق الفرص ضاربا المثل بمباراة الصيف الماضي أمام مالي، فقال: "خلال مباراتنا الأولى خارج الديار أمام مالي حصل على العديد من الفرص، إنه لاعب يخلق الكثير من الفرص، وهو ما يعتبر ميزة رائعة". "غيلاس يملك قوة ومهارة ملفة للانتباه" كما تحدث المدرب السابق للمنتخب الإيفواري عن مهاجمه الآخر نبيل غيلاس الذي سجل بدوره هدفا في شباك البينين، وقال عنه: "لقد جربته خلال المباراة الودية أمام بوركينافاسو بإشراكه على الرواق حتى أقيم جاهزيته البدنية، إنه يملك قوة ومهارة ملفة للانتباه، فهو لا يهاب أي شيء وبمقدوره الاختراق وخلق مشاكل كبيرة للدفاع المنافس في منطقة الجزاء"، وبدا حليلوزيتش راضيا على المردود المميز الذي قدمه غيلاس أمام البينين، والذي يعود حسبه إلى اتباع تعليماته بخصوص تحسين لياقته البدنية، وقال موضحا: "لقد طالبته بتخفيض وزنه بكيلوغرامين أو ثلاثة، وهو ما قام به فأصبح أكثر حركية وحضورا، إنه مثل سليماني أعتقد أنه بإمكانه التطور أكثر فأنا متفائل بهما". "ما كان ينقص منتخبنا سابقا هو المهاجم الهداف" وعبر الناخب الوطني عن سعادته لامتلاكه العديد من الخيارات الهجومية في الفترة الحالية، حيث قال: "المنتخب الجزائري لم يكن يمتلك غالبا مهاجما هدافا وهذا ما كان ينقص منتخبنا، سليماني وغيلاس مهاجمان حاسمان قادران على التسجيل دائما"، كما لم ينس حليلوزيتش الإشارة إلى مهاجمه الثالث رفيق جبور هداف البطولة اليونانية عند حديثه عن غيلاس، رغم أنه لم يقدم الكثير رفقة "الخضر" حتى الآن، حيث قال: "مثله مثل جبور نبيل غيلاس يعد من بين اللاعبين القادرين على خلق الفارق في الأوقات الصعبة لأنه يملك القدرة على تجسيد الفرص التي تتاح لنا في منطقة الجزاء". "الفوز على روندا يجعلنا نخطوا خطوة كبيرة نحو التأهل" وبدا حليلوزيتش واعيا بصعوبة المأمورية التي تنتظر أشباله في مباراتهم القادمة أمام رواندا ب كيغالي، فعلق عليها قائلا: "مثل أغلب المنتخبات الإفريقية رواندا تلعب كرة قدم بدنية ومندفعة، كما تملك لاعبين شباب رائعين على مستوى استرجاع الكرة رغم سذاجتهم في بعض المرات، إذا ستكون مباراة أصعب من تلك التي خضناها في البينين"، كما أشاد البوسني بمردود رواندا في مباراة مالي الأخيرة، وأضاف: "الجزائر لم يسبق لها الفوز مرتين متتاليتين خارج ميدانها، وفي حال فعلنا ذلك سنخطوا خطورة كبيرة نحو التأهل إلى المونديال، لقد عاينت مباراة رواندا الأخيرة أمام مالي وأستطيع أن أقول أنهم استحقوا نقطة التعادل". "قيادة الجزائر من أصعب مشاريع مسيرتي التدريبية" ولم يخف مدرب دينامو زغرب السابق استهدافه التأهل إلى "المونديال" منذ توليه مهمة الإشراف على "الخضر"، حيث قال: "لقد سبق لي المشاركة في كأس العالم كلاعب سنة 1982، كما أنني أهلت من قبل كوت ديفوار إلى المونديال دون أن أتمكن من قيادتهم خلاله، لهذا وافقت على هذا التحدي مع الجزائر، إنه واحد من أصعب المشاريع التي كلفت بها في مشواري التدريبي"، كما أكد حليلوزيتش على علاقته الجيدة بالجمهور الجزائري، وقال: "إسعاد الجمهور الجزائري العاشق لكرة القدم، والذي يدعم منتخبه دائما يجعلني سعيدا أنا الآخر، ما دفعني للمواصلة رفقة الجزائر بعد إخفاق الكان، هو تجديد الجمهور الجزائري الثقة في شخصي، لم يسبق لي سماع كلمة خارج الإطار منهم، أعتقد أنني أملك ارتباطات معنوية مع الجزائريين وينبغي ألا أخيبهم". "الحظ خاننا في الكان وعودة بودبوز مرحب بها" وعاد حليلوزيتش في الأخير للحديث عن مشاركة "الخضر" في "الكان" مطلع هذا العام، وعلق عليها قائلا: "بقليل من الحظ ودون الحديث عن التحكيم، كان بإمكاننا الذهاب بعيدا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، الأسبوع الفارط واجهنا منتخب بوركينافاسو منشط نهائي الكان وفزنا عليهم بثنائية، لعبنا أصبح هجوميا أكثر وبتواجد مهاجم جيد أصبح بإمكاننا النجاح"، كما رحب المدرب البوسني بعودة رياض بودبوز إلى صفوف "الخضر" مستقبلا بشرط انضباطه، وقال: "لم أغلق الباب في وجه أي شخص، أرغب فقط في أن يتصرف اللاعبون بصفة جيدة وأن يحترموا القانون الداخلي للمنتخب، وعودة بودبوز مرحب بها".