غريب وعجيب وفريد من نوعه ما يحصل في تصفيات كأس العالم 2014 عن منطقة إفريقيا، إذ يبدو أن التأهل صار يلعب خارج الميادين من خلال القوانين والاحترازات فحتى الآن استفادت 4 منتخبات من قرار الفوز على البساط وهناك منتخبات أخرى في الانتظار فضلا عن قضايا أخرى بين يدي "الفيفا"، وعلى الرغم من أن العالم تطور إلا أننا لا زلنا نسمع في إفريقيا عن لاعب يشارك وهو في وضعية غير قانونية وآخر جنسيته مزورة لأنه لعب لمنتخب آخر، في الوقت الذي يبقى التساؤل مطروحا عن طريقة تعامل "الفيفا" مع الملفات لأنها تأخرت كثيرا في معالجة قضايا استغرقت 6 أشهر وسارعت إلى معاقبة إثيوبيا. بوركينافاسو والغابون خسرتا على البساط بسبب إشراك لاعبين من الكاميرون! ما يحصل في المجموعة الخامسة التي تضم الكونغو، بوركينافاسو، الغابون والنيجر غير طبيعي تماما، ففي الجولة الأولى شهر جوان 2012 تعادل النيجر على أرضه أمام الغابون 0-0 وبالنتيجة نفسها تعادل بوركينافاسو أمام الكونغو، قبل أن تعلن "الفيفا" بعد أشهر خسارة منتخبي الغابون وبوركينافاسو على البساط بنتيجة (3-0) بسبب إشراك الأول اللاعب "شارلي موسونو" وهو لاعب اتضح أن جنسيته كاميرونية ولعب كأس العالم الشاطئية 2006 رفقة هذا المنتخب، وخسر بوركينافاسو لأنه أشرك لاعبا اسمه "هيرفي زانڤي" الذي ثبت أيضا أنه يحمل الجنسية الكاميرونية، والغريب والعجيب أن الكونغو رفع احترازات أخرى على منتخب الغابون في المباراة التي انتهت يوم 8 جوان الماضي بالتعادل (0-0)، في وقت كان يتفرض أن المنتخب الذي يدربه الجزائري كمال جبور قد أقصي الآن لكنه قد يتأهل مستفيدا من نقطتين حصل عليهما بقرار إداري. زامبيا استفادت من 3 نقاط بعد احترازات على السودان والجزائر تفادت الأسوأ كما استفاد منتخب زامبيا بدوره من 3 نقاط على البساط على حساب منتخب السودان عقب المباراة التي جرت بين الطرفين يوم 2 جوان من العام الماضي وانتهت بفوز السودان، لكن القرار التأديبي جاء من "الفيفا" ليحرم السودان من 3 نقاط تسببت في خروجها من السباق كما دعمت حظوظ زامبيا في التأهل عن هذه المجموعة، وجاء القرار بسبب إشراك اللاعب سيف الدين موساوي في المباراة على الرغم من أنه كان معاقبا بعد أن طُرد في آخر مباراة في نهائيات كأس إفريقيا، لكن جهل مسؤولي المنتخب السوداني بالقوانين جعلهم يشركونه فخسروا نقاطا أخرجتهم من سباق التأهل، وكان يمكن للجزائر أن تعرف نفس المصير لكن تم إبعاد لحسن عن مباراة البينين التي لعبت يوم 26 مارس الماضي. "الفيفا" استغرقت بين 4 و6 أشهر لإصدار القرارات و20 يوما فقط لمعاقبة إثيوبيا! ويبقى الغريب في هذه القضايا تأخر "الفيفا" في إصدار العقوبات فبالنسبة للمباراتين الأولى والثانية بين النيجر والغابون وبوركينافاسو والكونغو فإن القرار صدر في ديسمبر أي 6 أشهر كاملة بعد إجراء المباراتين، في وقت كان يمكن دراسته قبل ذلك وإصدار القرار حتى لا تختلط حسابات الجميع، خاصة أن اللقاءان أثّرا بصورة كاملة على ترتيب المجموعة الرابعة، أما بخصوص مباراة السودان وزامبيا فإن "الفيفا" أصدرت حكمها في أكتوبر أي بعد 4 أشهر، على العكس من ذلك بالنسبة لقضية مباراة بوتسوانا – إثيوبيا التي صدر القرار فيها بعد 20 يوما فقط من لعب المباراة. "الفيفا" عاقبت إثيوبيا التي لعبت في جوان ولم تفصل في أمر غينيا التي لعبت في مارس وإذا كان الإعلان كان في يوم واحد عن فتح تحقيق في مشاركة لاعبين من إثيوبيا، الطوغو وغينيا الاستوائية، فإن القرار الأول صدر في حق منتخب إثيوبيا وسط توقعات بأن يكون مصير منتخبي الطوغو وغينيا الاستوائية الخسارة على البساط أمام الكاميرون والرأس الأخضر على التوالي، لكن ما يثير الاستغراب أن الهيئة الدولية سارعت إلى اتخاذ القرار التأديبي في حق منتخب إثيوبيا العائد مؤخرا بعد غياب طويل، بينما لا زالت تحقق في قضية غينيا الاستوائية والرأس الأخضر على الرغم من أن المباراة لعبت في مارس الماضي، وهو ما يثير الشبهات وراء الطريقة التي تتعامل بها الهيئة الدولية لاسيما أنه في حال منح النقاط للرأس الأخضر سيتأجل تأهّل منتخب تونس وتصبح مباراته الأخيرة مصيرية. احترازات مالي، احتمال معاقبة مصر والكاميرون، إلى أين يا إفريقيا؟ فضلا عن هذا فإن منتخب مالي احترز – حسب الإعلام المحلي – على مشاركة لاعبين اثنين من البينين في مباراة جوان 2012 بحجة أنهما لا يملكان الحق في تمثيل البينين، كما احترز منتخب مالي على مشاركة الرواندي "ميدي" على أساس أنه غابوني الجنسية ويلعب باسم مزور، كما أن مصر مهددة بعقوبة من "الفيفا" تقصيها إذا لم ينطلق الدوري للموسم الثاني على التوالي وهو ما أكده عضو في إتحاد الكرة المحلي، كما أن عقوبات الإتحاد الدولي تهدّد الكاميرون بعد إلغاء نتائج انتخابات إتحاد الكرة إذ تحدّثت وسائل إعلام عن قرارات منتظرة، في الوقت الذي قد يقول قائل إلى أين تذهب إفريقيا بكل هذه الفوضى ونحن في سنة 2013؟