انتهت فترة الانتقالات الصيفية ليلة أمس وانتهت معها حالة الترقب التي كان يعيشها محيط المنتخب الوطني، والذي كان ينتظر تغيير بعض اللاعبين مثل فوزي غلام وجمال الدين مصباح الأجواء في آخر أيام الميركاتو الصيفي، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الطاقم الإداري والفني ل"الخضر"، حيث ترسم بقاء غلام مع سانت إيتيان بعد رفض مسؤولي ناديه لعدد هائل من العروض في الفترة الأخيرة، فيما سيواصل مصباح مشواره رفقة بارما بعد أن باءت المفاوضات بين إدارة "الجيالوبلو" ونظيرتها في سامبدوريا بخصوص مبادلة مصباح ب باولو كاستيليني بالفشل. حجزهما لمكانة أساسية مع نادييهما سيكون صعبا بالنظر إلى المعطيات الحالية تبدو مهمة مصباح في فرض نفسه أساسيا بتشكيلة بارما صعبة، خصوصا أن مدربه روبيرتو دونادوني ليس مقتنعا بإمكانياته بشكل كبير ولم يكن يعارض فكرة الاستغناء عن خدماته وبيعه في الميركاتو الصيفي، إذ يفضل المدرب الإيطالي الاعتماد على مواطنه ماسيمو غوبي في الجبهة اليسرى من دفاع ناديه، فيما تبدو مأمورية غلام في استرجاع مكانته الأساسية مع سانت إيتيان أكثر صعوبة خصوصا بعد التوتر الذي عرفته علاقته بالطاقم الفني للنادي في الفترة الأخيرة، فرغم إعادة إدماجه مع الفريق الأول مؤخرا إلا أن إزاحته لمنافسه جوناتان بريزون من التشكيلة الأساسية ل "السانتي" في المستقبل القريب تبدو مستبعدة. مشكلة الظهيرين ستطفو على السطح قبل الدور الفاصل وفي ظل الوضعية الحالية التي يعيشها كل من مصباح وغلام وقلة فرصهما في المشاركة رفقة نادييهما، ينتظر أن يعاني المنتخب الوطني من مشكل مستعص في منصب الظهير الأيسر، يضاف إلى المشكل الآخر الذي يعرفه منصب الظهير الأيمن في الجهة المقابلة، وهو ما سيزعج حتما الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش نظرا لحساسية الفترة الحالية وأهميتها، إذ لم يعد يفصله هو وأشباله سوى أسابيع قليلة عن مباراتي الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، وهو الموعد الذي يتمنى المدرب البوسني أن يكون خلاله جميع لاعبيه في قمة جاهزيتهم الفنية والبدنية، حتى تكون فرص تأهل "الخضر" إلى المونديال أكبر. وضعية حارك مع باستيا معقدة بعد فقدانه منصبه هو أيضا وقد يتوقع بعض متابعي "الخضر" أن يكون حل مشكلة منصب الظهير الأيسر بيد فتحي حارك العائد مؤخرا إلى صفوف المنتخب الوطني بعد غياب دام لسنوات طويلة، لكن المتتبع لمشوار الدولي الجزائري رفقة باستيا هذا الموسم يدرك أن هذا الأخير فقد مكانته الأساسية في الجهة اليسرى من دفاع الفريق الكورسيكي لصالح زميله جوليان بالمييري، مما دفع مدربه فريديريك هانتز لإشراكه في محور الدفاع رفقة سيباستيان سكيلاتشي خلال بداية الدوري الفرنسي، قبل أن يحيله إلى مقاعد البدلاء في مباراة الجولة الأخيرة أمام تولوز ويفضل عليه فرانسوا موديستو، وهو ما ينبئ بموسم معقد ل حارك رغم أنه سيكون أمام فرصة المشاركة أساسيا في المباراتين القادمتين بسبب إيقاف بالمييري. خيار اللاعب المحلي يبدو مستبعدا بسبب ندرة الأسماء البارزة مشكلة منصب الظهير الأيسر التي يتوقع أن يعرفها "الخضر" في المباريات القادمة تبدو أكثر تعقيدا من تلك التي يعاني منها المنتخب الوطني في الجهة اليمنى من الدفاع بسبب ندرة اللاعبين المتميزين في هذا المنصب بالدوري المحلي، فعلى عكس منصب الظهير الأيمن الذي يعرف وجود بعض الأسماء البارزة مثل خثير زيتي وعبد الرحمان حشود، فإن دوري المحترفين الجزائري يفتقد لمدافعين يساريين مميزين باستثناء مختار بن موسى الذي تبقى عودته إلى المنتخب الوطني في الفترة الحالية جد مستبعدة نظرا للمشكل الذي وقع له مع المنتخب المحلي، وإيقافه بعدها لأربعة مباريات من طرف الرابطة مع تغريمه ب 10 ملايين سنتيم. البوسني قد يلجأ إلى الحلول الترقيعية التي تعود عليها وفي ظل كل هذه المعطيات، ينتظر أن يلجأ المدرب البوسني إلى الحلول الترقيعية التي لطالما اعتمد عليها لمعالجة مشكلة الظهير الأيمن في الأشهر الماضية، إذ يتوقع أن يبحث حليلوزيتش عن لاعب قادر على شغل الجبهة اليسرى من دفاع المنتخب الوطني حتى وإن كان ذلك ليس بمنصبه الأصلي، ويبدو لياسين بن طيبة كادامورو الذي يعد في الأصل مدافع محور المرشح الأبرز لتولي هذه المهمة في حال استطاع الحفاظ على مكانته الأساسية رفقة ريال سوسيداد، خصوصا أنه سبق له شغل هذا المنصب باقتدار مع المنتخب الوطني خلال مباراة العودة أمام ليبيا في تصفيات كأس إفريقيا الماضية. ص. م