إذا أراد المرء تقييم ديفيد مويز وفقا لطريقة تعامله مع التوقعات سيجد أنه أدى عملا رائعا حتى الآن مع مانشستر يونايتد بطل الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم. لكن رفع سقف التوقعات ربما يبدو صعبا لمويس في ظل معاناة يونايتد من أسوأ بداية له في موسم منذ الأيام الأولى لسلفه أليكس فيرغسون في عام 1989 ليتراجع الفريق إلى المركز الثاني عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي عقب ست مباريات. وبدا دائما أن العمل خلفا لفيرغسون يمثل مهمة شاقة بالنسبة لمدرب ايفرتون السابق خاصة بعد أن استثمر كافة المنافسين الاخرين على اللقب وبكثافة في ضم لاعبين جدد بعد نهاية الموسم الماضي بينما احجم يونايتد عن ذلك. واكتفى يونايتد بضم لاعب واحد فقط للموسم الجديد الا أن مروان فيلاني الذي ضمه مويز من ايفرتون في اليوم الأخير لفترة الانتقالات لم يبدأ كأساسي في المباراة التي خسرها الفريق أمام وست بروميتش البيون 2-1 يوم السبت الماضي حين لجأ مويز بدلا من ذلك إلى البرازيلي اندرسون وهو اللاعب الذي نادرا ما حظي باهتمام فيرجسون في السنوات الأخيرة. وحتى قبل انطلاق الدوري الانجليزي اشتكى مويز من جدول المباريات في بداية الموسم والذي أجبره على مواجهة تشيلسي ومانشستر سيتي وليفربول مبكرا. وبدا ذلك بمثابة تمهيد لما سيحدث وعقب تلقي يونايتد ثلاث هزائم في أول ست مباريات شعرت الجماهير بالذهول من الهبوط المدوي للفريق من علياء مجده. وبدلا من الصراخ والعويل على النتائج السيئة لفريقه ظل مويز هادئا وصادقا لكنه أقر بأن الفشل يعد أمرا غريبا في اولد ترافورد. وأقر مويس بأن مانشستر سيتي "أقوى وأسرع" من فريقه عقب الخسارة أمامه 4-1 في قمة مانشستر الاسبوع الماضي. وبعد أول هزيمة على أرضه أمام وست بروميتش البيون في نحو 35 عاما قال مويز ببساطة "اننا لا نلعب بشكل سيء فقط... لكن اداء فريقنا كان ضعيفا في كافة النواحي." وذهب المدرب الاسكتلندي لأبعد من ذلك عندما قلل من فرص يونايتد في المنافسة في دوري أبطال اوروبا قبل رحلته لاوكرانيا لملاقاة شاختار دونيتسك بعد غد الأربعاء. وقال مويس في اشارة إلى مجموعة من اللاعبين القادرين على الحسم في برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ "لكي تفوز بدوري أبطال اوروبا فانك بحاجة لخمسة أو ستة لاعبين من الطراز العالمي." وأضاف "لم نصل إلى هذا بعد لكننا نتمتع بالخبرة." وبرع فيرغسون في منح لاعبيه الشعور بالتفوق حتى عندما لا تكون الأمور على ما يرام. وغطت نتائج يونايتد الموسم الماضي الذي نال فيه لقب الدوري على الاداء المتذبذب للفريق كما أن الأجواء الجيدة التي خلقها فيرجسون على مدار سنوات كانت تكفي لاثارة رعب فرق وسط الجدول مثل وست بروميتش. لكن هذا لم يظهر يوم السبت الماضي حين استشعر وست بروميتش الزائر حالة القلق التي بدا عليها يونايتد ليندفع للهجوم. وسيلتقي يونايتد مع سندرلاند متذيل الترتيب الاسبوع المقبل ويحتاج مويز بشدة إلى عرضين مقنعين لوضع حد لوابل من الانتقادات بشأن اختياراته لتشكيلة الفريق وطريقة اللعب وقراره بتغيير الكثير من افراد الطاقم المعاون لفيرجسون.