خلّف إبعاد الناخب الوطني حليلوزيتش لمهاجم الإنتر بلفوضيل، وعدم توجيه الدعوة لبودبوز الذي كان يقدم مردودا كبيرا مع فريقه الجديد باستيا عدة تأويلات في الوسط الكروي من طرف المتتبعين الذين لم يفهموا أسباب موقف البوسني من هذين الموهبتين.. خاصة وأن قراره كان يهدد حتى سياسة الاتحادية التي تسعى لتدعيم الخضر بلاعبين فرانكو جزائريين تحسبا للمواعيد الدولية القادمة، ولكن الناخب الوطني الذي رفض التصريح أو عقد ندوة صحفية أبقى على الغموض بشأن علاقته ببعض لاعبيه وقراراته التي أزعجت رئيس الاتحادية الذي كان وراء إقناع بلفوضيل وبودبوز سابقا بحمل ألوان الخضر بعدما حملا قميص الديكة في الفئات الشبانية. ولكن مصادر مقربة من الناخب الوطني دافعت عن خياراته وبررته بأنه لم يكن لاعتبارات غير فنية كما يقول البعض، بل إن الناخب الوطني يستدعي اللاعبين حسب جاهزيتهم والطريقة التي يريد اللعب بها. البوسني يؤكد أن قراراته فنية وسبق للناخب الوطني أن دافع عن قراراته لبعض مقربيه، حيث كشف بأنه لم يبعد أي لاعب لاعتبارات غير رياضية وأنه سيوجه الدعوة لأي لاعب قادر على منح الإضافة للخضر. وقد برر استبعاد لبلفوضيل بعدم حاجته له فينا في المباراة الفاصلة الأولى أمام واغادوغو لعدة اعتبارات فنية وبوجه خاص فقدانه الخبرة اللازمة في الملاعب القارية، والذي كان عاملا مهما استند إليه حليلوزيتش في حساباته عند تحديد القائمة النهائية للمباراة الأولى بين المنتخبين. خطة واغادوغو لا تساعد بلفوضيل السبب الفني الأساسي الذي جعل حليلوزيتش يستغني عن بلفوضيل في مباراة 12 أكتوبر الفارط هو اعتماده على خطة حذرة تعتمد على ثلاثة لاعبين في الاسترجاع، وتهديد المنافس عن طريق المرتدات وهي الطريقة التي لا تناسب مهاجم الإنتر، مادام أن الناخب الوطني يريد مهاجمين يتحركون بسرعة في الهجوم ويطلبون الكرة في كل الوضعيات خلافا لبلفوضيل الذي يفضل التوغل من بعيد بفضل قوته ويكون في وضع مهاجم ثان في اللقطات الهجومية. البوسني رفض تكرر سيناريو غينيا وكشف حليلوزيتش بأنه رفض المغامرة بتغيير خطة لعب الخضر التي مكنته من الفوز بمباراتي رواندا والبنين بالعودة إلى الخطة التقليدية (4 -4 -2 ) التي تناسب بلفوضيل، وهي الخطة التي فشل فيها البوسني في الشوط الثاني من المباراة الودية أمام غينيا بتشاكر، وكلفته هدفين ولم يقنع فيها بلفوضيل الناخب الوطني الذي قرر عدم المغامرة بنفس طريقة اللعب في مباراة فاصلة للمونديال وتلعب خارج الديار أمام نائب بطل إفريقيا. الضعف الدفاعي وراء تهميش بودبوز خارج الديار وفيما يخص لاعب باستيا رياض بودبوز، فقد فضل حليلوزيتش وضعه في قائمة مباراة العودة لاقتناع الناخب الوطني أنه لن يفيد تشكيلته في مباريات خارج الديار، بسبب نقص الدور الدفاعي لبودبوز الذي يفضل الاحتفاظ بالكرة واللعب الهجومي دون تقديم مجهود دفاعي كبير الذي يعتبر علته رفقة جابو الذي كان بديل فغولي في هذه المباراة. ولكن تراجع مردود فغولي الدفاعي في هذه المباراة جعلت حليلوزيتش يستنجد ببودبوز الذي يجد ضالته في ملعب تشاكر وقادر على خلافة فغولي وتغيير مجرى أي مباراة بفضل مهاراته الفنية. قد يستفيد منه كصانع ألعاب العامل الآخر الذي حفز حليلوزيتش على استدعاء بودبوز في لقاء العودة هو تأكيده بأنه لا يحمل أي حقد تجاه اللاعب الذي عاقبه بعد قضية " الشيشة"، ولكنه استمر في تهميشه في المباريات الأخيرة بسبب تراجع مستوى بودبوز الذي أجبر على مغارة سوشو في الميركاتو الصيفي، ليعود إلى التألق مع فريقه الجديد باستيا كصانع ألعاب صنع الفارق في العديد من المباريات، وهو الدور الذي قد يستفيد منه البوسني في المباراة الثانية.