بعد أكثر من ستة عقود ، يسعى المنتخب البرازيلي لكرة القدم إلى التغلب على ذكريات لطمة "ماراكانازو" الشهيرة وإحراز لقبه العالمي السادس الذي طال انتظاره وذلك عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم 2014 التي تستضيفها بلاده الصيف المقبل. وبينما كان الجميع بانتظار بدء فعاليات سحب قرعة المونديال البرازيلي التي أجريت أمس الجمعة في منتجع كوستا دو ساوبي البرازيلي ، أعاد أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه إلى الجميع ذكريات "ماراكانازو" المؤلمة والتي تمثل اللطمة الأكبر للبرازيل على مدار تاريخها الكروي الطويل. وقال بيليه ، في بداية فقرات حفل القرعة ، "في كأس العالم 1950 ، شاهدت والدي يبكي لأن البرازيل خسرت. لا أريد لأبنائي أن يروني أبكي الآن. أثق في أن المنتخب البرازيلي سيفوز بلقب مونديال 2014". وفي عام 1950 ، استضافت بلاد السامبا المونديال للمرة الأولى وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط في المباراة الختامية للبطولة حتى يتوج بلقبه العالمي الأول ولكنه خسر 1/2 أمام منتخب أوروغواي الذي حصد لقبه العالمي الثاني أمام نحو 200 ألف مشجع احتشدوا في استاد "ماراكانا" الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو. ولكن طريق المنتخب البرازيلي في مونديال 2014 لن يكون مفروشا بالورود وإنما سيكون محفوفا بالعديد من المخاطر التي تهدد حلم الفريق في الاستفادة هذه المرة من إقامة البطولة في بلاده ليتوج باللقب السادس في تاريخه والأول له منذ 2002 . وقد تكون العقبة الأولى التي تعترض الفريق خارج المستطيل الأخضر نفسه حيث يحتاج الفريق إلى انتهاء بلاده من تجهيز استاد "كورينثيانز" في مدينة ساو باولو ليخوض عليه المباراة الافتتاحية للبطولة والتي يلتقي فيها نظيره الكرواتي في 12 جوان المقبل ضمن منافسات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة والتي تضم معهما المنتخبين المكسيكي والكاميروني. أما العقبة الكبيرة الأولى التي قد يواجهها الفريق داخل المستطيل الأخضر فتتمثل في إمكانية مواجهة أخد المنتخبين الأسباني والهولندي في دور الستة عشر للبطولة حيث أوقعت القرعة طرفي المباراة النهائية للمونديال الماضي ضمن المجموعة الثانية مما يعني تزايد فرص الصدام مع أي منهما في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة نظرا لأنهما الأكثر ترشيحا لحجز بطاقتي المجموعة الثانية إلى الدور الثاني بالبطولة. وقال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازلي بعد إجراء القرعة أمس إنه ليس هناك ما يدفعه للامتعاض أو التذمر بشأن هذه القرعة ورفض تقييم المواجهة المحتملة مع أي من المنتخبين الأسباني حامل اللقب ووصيفه الهولندي الذي أطاح بالبرازيل من دور الثمانية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. وأكد سكولاري أنه لا يفكر في أي من المنتخبين الأسباني أو الهولندي ولكنه يفكر في المنتخبات الثلاثة (المكسيك وكرواتيا والكاميرون) التي يلتقيها في مجموعته بالدور الأول للبطولة. وعلى النقيض من سكولاري ، يرى الخبراء والنقاد الرياضيين أن المنتخب البرازيلي هو المرشح الأقوى لإنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الأولى ولكنه سيواجه خطرا كبيرا في الدور الثاني سواء واجه المنتخب الأسباني أو نظيره الهولندي. وحذر موقع "جلوبوسبورتي" البرازيلي الرياضي على الانترنت "المنتخب البرازيلي أفلت من تهديدات مواجهة أحد أبطال العالم السابقين في الدور الأول للبطولة ولكنه يواجه تحديا هائلا بلقاء أحد طرفي المباراة النهائية للمونديال الماضي في الدور الثاني للبطولة". وأشار الموقع إلى أن طريق البرازيل نحو التتويج باللقب العالمي السادس قد يسير "طبقا لأسوأ سيناريو ممكن" بمواجهة أحد أبطال العالم السابقين في كل من أدوار البطولة بداية من الدور الثاني وحتى النهائي. وطبقا لهذا السيناريو ، يرى الموقع أن المنتخب البرازيلي سيلتقي نظيره الأسباني أو على الأقل وصيفه الهولندي في دور الستة عشر ثم المنتخب الإيطالي في دور الثمانية ثم المنتخب الفرنسي أو الألماني في المربع الذهبي ثم المنتخب الأرجنتيني بقيادة مهاجمه الخطير ليونيل ميسي في النهائي على استاد "ماراكانا" . ورغم هذا ، يفضل سكولاري تجاهل هذه السيناريوهات والتكهنات ويأمل فقط في أن يستطيع فريقه محاكاة ما قدمه تحت قيادته أيضا في بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان عندما أحرز الفريق لقبه العالمي الخامس (رقم قياسي) . والآن ، ينصب تركيز سكولاري على الدور الأول للبطولة وخاصة المواجهة المرتقبة مع نظيره المكسيكي في 17 جوان بعدما فرض المنتخب المكسيكي نفسه كمنافس عنيد للبرازيل في السنوات القليلة الماضية وتغلب على المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الماضية في لندن العام الماضي. وبهذه الهزيمة ، أهدر المنتخب البرازيلي فرصة الفوز بالذهبية الأولمبية للعبة لتظل ذهبية الأولمبياد هي الإنجاز الوحيد الغائب عن تاريخ كرة القدم البرازيلية حتى الآن. وأكد سكولاري "المنتخب المكسيكي ما زال فريقا خطيرا. التقينا هذا الفريق في مباريات أشبه بمباريات الكلاسيكو أو الديربي على مدار العشرين عاما الماضية وواجهنا فيها العديد من الصعاب".