سجّلت مولودية بجاية هزيمة أخرى أول أمس السبت في مواجهتها أمام شبيبة الساورة في إطار الجولة الثانية من مرحلة العودة من البطولة الوطنية... ولم يرق أداء تشكيلة المدرب عبد القادر عمراني إلى المستوى المطلوب الذي يؤهلها لأن تعود بنتيجة إيجابية، رغم أنّ الجميع كانوا يأملون أن تكون انطلاقة الفريق مرة أخرى ومن خارج الديار، لكن أكرور وزملاؤه لم يكونوا في المستوى وانهزموا مرّة أخرى أمام فريق كان بمقدورهم الفوز عليه وكان يتواجد على بعد نقطة فقط عن مولودية بجاية. وبعد هذه الهزيمة الجديدة دخلت مولودية بجاية مرحلة الشك خاصة أنّ شباب بلوزداد فاز وتجاوزها في الترتيب، كما أنها لم تعد تتقدّم سوى على ثلاثي المنطقة الحمراء شبيبة بجاية، شباب عين فكرون وأهلي برج بوعريريج بفارق خمس نقاط، وهو ما يعني أنّ أي تعثر للفريق مستقبلاً سيجعله يندم كثيراً على النقاط الكثيرة التي ضيعها خارج ميدانه بسذاجة. رابع هزيمة على التوالي "بركات" وتعد هزيمة الفريق البجاوي أول أمس الرابعة على التوالي، إذ أنّ المولودية البجاوية بدأت سلسلتها السلبية منذ لقاء الدور السادس عشر من كأس الجمهورية الذي انهزمت فيه بثنائية نظيفة أمام شباب قسنطينة بملعب الشهيد حملاوي، وبعده انهزمت بثنائية أخرى دون رد في ملعب المحمدية بالحراش في آخر جولة من مرحلة الذهاب، وبعد استئناف البطولة لعبت المولودية البجاوية أول مباراة لها من مرحلة العودة أمام اتحاد العاصمة وانهزمت فيها على البساط بثلاثة أهداف لصفر بعد الحادثة التي كان ملعب الوحدة المغاربية مسرحاً لها وانطفاء الأضواء الكاشفة، وكان "لي كراب" ينتظرون استفاقة من شبانة وزملائه في مباراة أول أمس لكنهم سجلوا هزيمة رابعة. سيناريو مرحلة الذهاب يتكرّر وبتسجيل الفريق هزيمة أخرى في أولى جولتين من مرحلة العودة من البطولة الوطنية، بدأ الشك والتشاؤم يدخلان نفوس البجاويين خاصة أنّ سيناريو مرحلة الذهاب التي عانى فيها الفريق بدأت تتكرّر، وهو ما يرفض أنصار الفريق استمراره خاصة أنّ اللاعبين الآن لا يمكنهم التحجج بعدم تأقلمهم في الرابطة المحترفة الأولى، وبالتالي على اللاعبين الاستفاقة خاصة أنّ الأنصار لم يبخلوا عليهم بتشجيعاتهم ومساندتهم والإدارة وفّرت لهم كل ما يريدون لكنهم لم يحققوا ما كان مطلوباً منهم وأصبحوا يتكبّدون الخسارة تلو الأخرى، ومن دون شك فإنّ الاستفاقة مطلوبة قبل فوات الأوان خاصة أنّ فرق المؤخرة ستلعب آخر حظوظها وستصارع على البقاء إلى آخر لحظة من عمر البطولة الوطنية. الساورة صنعت الفارق بالكرات الثابتة وجاء هدفا شبيبة الساورة في مرمى حارس مولودية بجاية مصطفى زايدي عن طريق كرتين ثابتتين، فقد جاء الهدف الأول في الشوط الأول عن طريق ركلة جزاء، أمّا الهدف الثاني فقد كان عن طريق مخالفة على خط منطقة 18 مترا، وكان بإمكان مدافعي الفريق البجاوي تفادي تلك الأخطاء خاصة أنّهم كانوا يعرفون بأنّ الفريق المنافس لديه لاعب يمكنه تسجيل أي كرة ثابتة من أي وضعية وهو قدور بلجيلالي. مخالفة أخرى تسجّل على زايدي شهدت مباراة "الموب" أمام شبيبة الساورة تسجيل فريق الجنوب الجزائري الهدف الثاني عن طريق مخالفة مباشرة نفذها صانع الألعاب قدور بلجيلالي أرضية مخادعة على يسار حارس "الموب" مصطفى زايدي الذي لم يرَ الكرة إلا لما عادت من شباكه، وهي المخالفة الثانية التي تسجل على زايدي بعد أن سبق للاعب مولودية وهران بن يطو أن سجل بهذه الطريقة في مباراة الجولة السابعة من مرحلة الذهاب وعلى يسار الحارس زايدي أيضاً، وهو ما يثبت أن الحارس لديه ضعف فيما يخص المخالفات التي تأتي على يساره. غياب قجالي كان مؤثراً كان غياب المدافع الأيسر لمولودية بجاية منير قجالي خلال مباراة الساورة مؤثرا بشكل لافت، إذ أن الجهة اليسرى للفريق البجاوي تعرضت لضغط شديد من قبل لاعبي الساورة، وكان ثقل كل من المدافع الأيسر في هذه المباراة نهاري والمكلف بمساندته القائد أكرور واضحاً خاصة في لقطة ركلة الجزاء، كما أنّ "الموب" كان قد تلقت الهدف الوحيد خلال مباراة الجولة الأولى من مرحلة الإياب أمام اتحاد العاصمة من ذات الجهة. "وقت الصّح ضربو النّح" ولم يحققوا ما كان منتظرا رغم تأكيدهم على استعدادهم للعودة بالنقاط الثلاث من تنقلهم إلى بشار لمواجهة الساورة، إلا أن اللاعبين لم يقوموا بأي شيء يذكر ووقت "الصح ضربو النح". ولو عاد الفريق بالتعادل على الأقل من هناك لتجاوز الأزمة، لكنهم لم يكونوا في مستوى تطلعات "لي كراب" ولم يحقّقوا ما كان منتظراً منهم، إذ أن أغلب اللاعبين كانوا خارج الإطار ولم يقوموا بجهود إضافية يمكن لها أن تصنع الفارق وتساعد الفريق على العودة بنتيجة إيجابية. رحال الاستثناء وسجّل هدفه الرابع وكان هداف الفريق فوزي رحال الاستثناء في مباراة أول أمس، إذ ظهر بوجه مقبول وسجّل الهدف الوحيد برأسية محكمة قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، وهو الهدف الرابع له هذا الموسم الذي نصّبه هدافاً للفريق، كما قام رحال بعدة محاولات خلال اللقاء إلا أنه لم يلقى المساندة اللازمة من زملائه. وكان رحال قد وعد أنصار الفريق بالتسجيل قبل شد الرحال إلى بشار ووفّى بوعده، إلا أن الهفوات الدفاعية كلفت الفريق هدفين وهو السبب الذي جعله ينهزم في الأخير. ترك بعوالي في الاحتياط أمر غير مفهوم لم تكن خيارات مدرب مولودية بجاية خلال مباراة شبيبة الساورة موفقة، إذ أن ترك المدافع سفيان بعوالي في الاحتياط لم يفهمه أنصار الفريق البجاوي خاصة أنّ المدافع لم يخيّب منذ أن اعتمد عليه عمراني في الرواق، وأكثر من ذلك كان أحد أفضل مدافعي مولودية بجاية على الرواقين بما أن المدرب يوظفه في كليهما، لكن عمراني في مباراة أول أمس فضّل عليه المدافع الأيمن بحري والمحوري نهاري الذي لعب كمدافع أيسر. الإصابات لم تخدم عمراني وخسر تغييرين بسببها كما أنّ مشكل الإصابات في الفريق امتد إلى مباراة أول أمس أمام شبيبة الساورة، إذ أنّ الفريق فقد ثلاثة لاعبين بسبب الإصابة قبل المباراة هم كل من فرحات، يايا ونمديل بالإضافة إلى قجالي بسبب العقوبة، ثم فقد أيضاً كلا من براهيمي وسماني أثناء المباراة وخرجا اضطرارياً منها، فالأول خرج بعد مرور نصف ساعة من انطلاقها والثاني بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني، وهو ما أعاق الفريق الذي خسر تغييرين كان يمكن أن يحدثا الفارق لو استعملهما عمراني كما يريد. الاكتفاء بالدفاع أمر غير مفهوم كما أنّ اكتفاء مولودية بجاية بالدفاع فقط خلال المباراة أمر غير مفهوم، لأنّ الفريق خلق فرصة وحيدة سجل على إثرها المتألق رحال الهدف الوحيد، وغير ذلك لم يقم بأي فعل يقلق به حارس شبيبة الساورة، كما أنّ اكتفاء اللاعبين بتحصين المناطق الخلفية وترك المبادرة للفريق المضيف هو السبب الرئيسي في قيامهم بأخطاء كثيرة خارج منطقة العمليات وواحدة داخلها، إضافة إلى أنّ الفريق البجاوي ببقائه في المناطق الخلفية منح ثقة أكثر لشبيبة الساورة التي صال وجال لاعبوها خلال المباراة. لحسن الحظ أنّ شبيبة بجاية والبرج انهزما ولحسن حظ مولودية بجاية أنّ فريقي المنطقة الحمراء شبيبة بجاية وأهلي برج بوعريريج قد تعثرا خلال الجولة الماضية، إذ أن الأول انهزم على أرضية ملعب الوحدة المغاربية أمام أمل الأربعاء بهدف لصفر، في حين أن الثاني انهزم في العلمة يوم الجمعة الماضي بهدف يتيم أمام المولودية المحلية، وهو ما جعل "الموب" تبقي على فارق الخمس نقاط الذي يفصلها عن ثالث المهددين بالسقوط. --------------------------------------------- قجالي: "يجب أن ننسى الساورة و الفوز أمام قسنطينة حتمي" كيف هي الأحوال؟ وما تعليقك على هزيمة الساورة؟ أنا بخير الحمد لله، وعن مباراة الساورة فهي هزيمة كباقي هزائم الفريق إذ ضيعنا ثلاث نقاط، إلا أنه صعب تجرعها بما أنها كانت أمام فريق كنا نوجد في الترتيب معه، وأهدرنا فرصة تجاوزه خاصة أننا كنا نراهن كثيراً على نقاط هذه المباراة، وحضرنا جيداً لها منذ أكثر من أسبوع. ما الذي كان ينقص الفريق حتى يعود بنتيجة إيجابية من تنقله إلى بشار؟ من دون شك أن اللاعبين قاموا بما عليهم، لكن الكرات الثابتة هي التي صنعت الفارق، وأرى أن زملائي لعبوا مباراة في المستوى إلا أن الحظ خانهم باستقبالهم هدفين في الدقائق الأولى من الشوطين، ما فرض من دون شك ضغطاً إضافياً عليهم، لكن الآن المباراة انتهت ويجب علينا التفكير في المستقبل. ألا ترى أن الخسارة ستؤثر فيكم في المستقبل؟ لا أظن ذلك، نحن الآن مطالبون بتجاوزها، فلا يمكن أن نبقى نفكر فيها بما أنها لن تعود، يجب أن نفكر في المباراة القادمة وعلينا أن نعمل المستحيل للفوز بها، فالفوز على شباب قسنطينة أمر حتمي ولن نقبل بتعثر جديد، خاصة بعد النتائج السلبية التي سجلناها مؤخراً، وعلينا نحن اللاعبين أن نرفع التحدي ونقوم بواجبنا على الميدان لنعيد الفريق إلى السكة الصحيحة، فكل شيء بين أيدينا وبمساعدة أنصارنا سنعيد "الموب" إلى وتيرة الانتصارات، والبداية إن شاء الله بالجولة المقبلة. غبت عن اللقاء بسبب العقوبة، كيف عشت ذلك؟ عدم قدرتي على مساعدة زملائي أمر صعب للغاية، إذ لم أستنفد عقوبتي خلال المباراة قبل الماضية أمام اتحاد العاصمة، بعد توقفها ما جعلني أغيب عن مبارتين، وهو أمر أزعجني كثيراً لأنه لو لُعبت تلك المباراة أمام اتحاد العاصمة بشكل عادي، لكنت حاضراً في مباراة أمس أمام شبيبة الساورة (الحوار أجري مساء أمس)، لكن للأسف الكل يعلم كيف جرت مباراة اتحاد العاصمة والقوانين واضحة، وإن توقفت دقيقة قبل نهايتها فإن اللاعبين المعاقبين لن يستنفدوا عقوباتهم، وهو الحال الذي كان معي وضيعت مباراة أخرى. كيف ترى مستقبل الفريق؟ الفريق سيتحسن إن شاء الله وأنا على يقين بأننا سنعود بقوة، إذ يجب أن نرفع التحدي ونقوم بواجبنا على أكمل وجه، خاصة أن الخطأ أصبح ممنوعا علينا بما أننا نوجد في مرتبة الخطأ فيها لن تكون عواقبه محمودة العواقب، إذ سنلعب على البقاء وبمنافسة شرسة أمام عدة فرق، ولن نهتم بالفرق الأخرى بقدر ما سنهتم بفريقنا وتحقيق نتائج طيبة، وهو السبيل الوحيد الذي سيخرجنا من الوضعية التي نوجد فيها في الوقت الحالي. كلمة أخيرة للجمهور... بصفتي لاعبا في الفريق أعتذر منهم بما أننا لم نحقق ما كان مرجواً منا، لكن أؤكد لهم أننا سنكون في المستوى خلال المباريات القادمة، وسنعمل المستحيل لنرتقي في سلم الترتيب ونفرحهم كما أفرحناهم في الماضي القريب، فقط عليهم أن يدعمونا كما كانوا يفعلون وسنعمل المستحيل لتجاوز هذه المرحلة. -----------------------------------