يعيش أتليتيكو مدريد أحلى أيامه بعدما تصدر دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم متقدما بثلاث نقاط على أقرب منافسيه وهو ما سيمنحه دفعة إضافية قبل ملاقاة جاره ريال مدريد في الدور قبل النهائي لكأس ملك اسبانيا بعد غد الأربعاء. ويحلم أتليتيكو - بقيادة مدربه المتحمس دييجو سيميوني الذي يرتبط بعلاقة قوية مع لاعبيه - بإنهاء هيمنة العملاقين برشلونة وريال على لقب الدوري في السنوات الأخيرة. ونجح سيميوني - الذي كان ضمن تشكيلة أتليتيكو عندما أحرز الفريق الثنائية المحلية الدوري والكأس في 1996 - في التأثير بشكل إيجابي على لاعبي الفريق الحاليين باللعب بقوة وجدية وحماس. وتلقى أتليتيكو دفعة جديدة يوم الجمعة الماضي عندما استعاد لاعبه السابق دييجو بعقد إعارة حتى نهاية الموسم الجاري. وساعد دييجو فريقه أتليتيكو على الفوز بلقب كأس الأندية الاوروبية 2012 بينما سجل هدفا بعد مشاركته كبديل أمس السبت ليساهم في فوز ناديه 4-صفر على ريال سوسيداد في الدوري المحلي. ومنح هذا الفوز التفوق لأتليتيكو بفارق ثلاث نقاط على برشلونة حامل اللقب الذي خسر يوم السبت على أرضه 3-2 أمام بلنسية. وتعثر ريال أمس بعدما تعادل 1-1 مع مضيفه أتلتيك بيلباو وتعرض كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم للطرد بعد احتكاكه بكارلوس جوربيجي واندير ايتوراسبي. وتبدو الفرصة سانحة أمام أتليتيكو للتفوق مجددا على جاره ريال بعدما فاز عليه 2-1 في نهائي الكأس العام الماضي في معقل غريمه سانتياجو برنابيو. وكانت هذه المرة الأولى في 14 عاما التي ينهي فيها أتليتيكو أي مسابقة بشكل أفضل من جاره وكرر تفوقه بالفوز عليه 1-صفر في برنابيو أيضا في الدوري هذا الموسم في نهاية سبتمبر أيلول الماضي. وقال سيميوني (43 عاما) في مؤتمر صحفي بعد الفوز على سوسيداد "نملك لاعبين بوسعهم المنافسة.. ضم دييجو سيمنحنا ما شاهدتموه اليوم. هو لاعب صاحب نزعة هجومية وشخصية قوية ويلعب بحماس ويشكل خطورة عندما يستحوذ على الكرة." ورغم تألق أتليتيكو فإنه يتعرض لانتقادات بعدم امتلاكه وفرة من اللاعبين البدلاء حتى يستطيع مواصلة المنافسة في ثلاث بطولات مختلفة في ظل وصوله أيضا لدور الستة عشر لدوري أبطال اوروبا. لكن يبدو أن التعاقد مع دييجو وتعافي لاعب الوسط ماريو سواريز من الإصابة جاء في الوقت المناسب حتى يكون بوسع سيميوني استخدام سياسة التناوب لإراحة بعض اللاعبين. وسيحاول ريال في المقابل أن يعوض تراجعه أمام أتليتيكو وإخفاقه في استغلال تعثر برشلونة والتقدم نحو المركز الثاني في الدوري أمس الأحد. وخسر برشلونة في ضيافة بيلباو على استاد سان ماميس الجديد في ديسمبر كانون الأول وعانى ريال أيضا أمام قوة المنافس على أرضه. ومن المفترض أن يكون بوسع رونالدو ملاقاة أتليتيكو في الكأس لأنه سينفذ عقوبة الطرد في الدوري بينما يأمل المدرب كارلو أنشلوتي تعافي صفقته القياسية جاريث بيل في الوقت المناسب. وفي المباراة الأخرى بالدور قبل النهائي سيلعب برشلونة مع ضيفه سوسيداد بعد غد الأربعاء بعدما مني بخسارته الأولى في الدوري هذا الموسم على أرضه أمام بلنسية. ورغم خسارة برشلونة في نوكامب الذي شهد 25 فوزا متتاليا لأصحاب الأرض في الدوري فإن كفة الفريق القطالوني تبدو الأرجح أمام الفريق الذي بلغ نهائي المسابقة لآخر مرة في 1988 وخسر آنذاك أمام برشلونة. وسجل الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفا لبرشلونة أمام بلنسية من ركلة جزاء في الوقت الذي يواصل فيه اللاعب مرحلة التعافي بشكل تام من الإصابة التي تسببت في ابتعاده عن الملاعب لنحو شهرين. وقال ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات "شاركت في بعض المباريات وأصبحت جاهزا من الناحية النفسية. كنت أشعر ببعض التراجع بعدما تعرضت لأكثر من إصابة متتالية لكني الآن نسيت كل ذلك." وسيقام إياب الدور قبل النهائي الاسبوع المقبل بينما ستقام المباراة النهائية في 19 أبريل نيسان على ملعب لم يتحدد بعد.