يسعى برشلونة إلى التشبث بالفرصة الأخيرة عندما يحل ضيفا على منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد يوم الأحد المقبل في إطار المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتجتذب مباراة القمة (الكلاسيكو) بين الفريقين معظم الاهتمام من بين مباريات المرحلة التي تفتتح غدا الجمعة بالمواجهة بين سلتا فيغو ومالاغا وتختتم يوم الاثنين المقبل بالمواجهة بين ألميريا وريال سوسيداد. ولا تقتصر أهمية المواجهة بين الريال وبرشلونة على ملعب "سانتياجو برنابيو" على كونها مباراة الكلاسيكو الأولى بين الفريقين في 2014 ولكن لكونها قد تحسم بشكل شبه نهائي صراع الفريقين على صدارة جدول المسابقة وتلعب دورا كبيرا في حسم اللقب هذا الموسم. كما تتسم المباراة بالطابع الثأري بعدما سبق لبرشلونة أن فاز 2/1 على الريال في مباراتهما بالجزء الأول للدوري هذا الموسم، ويأمل الريال في توجيه ضربة قوية لبرشلونة وحرمانه من الدفاع عن لقبه. ويتصدر الريال جدول المسابقة حاليا برصيد 70 نقطة بفارق ثلاث نقاط أمام جاره ومنافسه التقليدي العنيد أتلتيكو مدريد بينما يحتل برشلونة حامل اللقب المركز الثالث برصيد 66 نقطة. وبعدما ظل الصراع محتدما على الصدارة بين برشلونة وأتلتيكو لأسابيع طويلة منذ بداية الموسم، كان تألق الريال في الأسابيع الماضية وبالتحديد منذ استئناف فعاليات المسابقة بعد أعياد "الكريسماس" ووجود أكثر من كبوة لبرشلونة وأتلتيكو سببا في انفراد الريال بالصدارة. ورغم هذا ما زال الأمل قائما أمام برشلونة لإيقاف انطلاقة الريال في المسابقة والعودة بقوة إلى دائرة المنافسة لأن الفوز لبرشلونة في هذه المباراة سيقلص الفارق مع الريال إلى نقطة واحدة. ورغم سقوط برشلونة مرتين في آخر أربع مباريات خاضها الفريق في الدوري الإسباني، يخوض الفريق المباراة بمعنويات عالية بعدما استعاد نجمه الكبير الأرجنتيني ليونيل ميسي قدرا كبيرا من مستواه المعهود. وظهر هذا من خلال الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي سجلها ميسي ليقود برشلونة إلى الفوز الكاسح 7/صفر على أوساسونا مطلع الأسبوع الحالي. وفي المقابل، سجل المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدف الفوز 1/صفر لريال مدريد على مضيفه مالاغا، مما يعني أن الفريقين يصلان لهذه المواجهة بأفضل مستوى ممكن لفرض الرهان الرئيسي لكل منهما، وهو ما يؤكد أن المباراة ستكون في غاية الإثارة والقوة. وما يضاعف من قوة وأهمية المباراة أنها تأتي قبل نحو ثلاثة أسابيع على المواجهة المرتقبة بين الفريقين في نهائي كأس ملك إسبانيا. واستعد الفريقان للقاء الكلاسيكو المقرر يوم الأحد المقبل بأفضل شكل ممكن، حيث تغلب برشلونة على مانشستر سيتي الإنجليزي 2/1 منتصف الأسبوع الماضي في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ثم فاز 7/صفر على أوساسونا، وفاز الريال على مالاغا مطلع هذا الأسبوع ثم فاز على شالكه الألماني 3/1 أمس الأول الثلاثاء في إياب دور الستة عشر لدوري الأبطال. ويدرك الريال تماما أن أي نتيجة سوى الفوز في هذه المباراة قد تهدد فرصه في الفوز بلقب الدوري لأنها ستبقي على آمال منافسيه الرئيسييين برشلونة وأتلتيكو. ولهذا، سيبحث الفريق عن الفوز مستغلا المستوى الرائع الذي وصل إليه معظم لاعبي الفريق بقيادة رونالدو والويلزي غاريث بايل. وما يؤرق الريال حاليا هو غياب لاعبه خيسي رودريغيز للإصابة التي ستبعده عن الملاعب لمدة قد تصل لثمانية أشهر، حيث تعرض اللاعب للإصابة بقطع في الرباط الصليبي بعد دقيقتين فقط من بداية المباراة أمام شالك. ولكن المباراة نفسها شهدت تسجيل رونالدو لهدفين ليحطم رقم المجري فيرنك بوشكاش مع ريال مدريد، ويرفع رصيده إلى 243 هدفا مع الريال مقابل 242 لبوشكاش ويصبح رابع أفضل هداف في تاريخ الريال، وهو ما يمنحه دفعة جديدة قبل لقاء الكلاسيكو. وفي المقابل، تبدو صفوف برشلونة مكتملة كما احتفل لاعبو الفريق بتمديد عقد زميلهم الشاب مارك بارترا حتى 2017 . وقبل عام واحد فقط، حقق الريال الفوز على برشلونة في نفس الملعب "سانتياغو برنابيو" وذلك بالدور الثاني للدوري الممتاز في الموسم الماضي ولكنه كان الفوز الثاني فقط في آخر عشر مواجهات بين الفريقين على هذا الملعب في مختلف المباريات مقابل ثلاث تعادلات وخمس هزائم. ويطمح أتلتيكو إلى مشاركة الريال في الصدارة على الأقل لساعات قليلة من خلال فوزه على مضيفه ريال بيتيس يوم الأحد أيضا في مباراة أخرى بالمرحلة نفسها. ويتمنى أتلتيكو فوز برشلونة أو تعادله ليتأجل حسم الصراع على اللقب بشكل عملي إلى المراحل الأخيرة من المسابقة. وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي سلتا فيغو مع مالاغا غدا الجمعة وغرناطة مع إلتشي واسبانيول مع ليفانتي وبلد الوليد مع رايو فايكانو وأتلتيك بلباو مع خيتافي بعد غد السبت وأوساسونا مع أشبيلية وفالنسيا مع فياريال يوم الأحد وألميريا مع ريال سوسيداد يوم الاثنين المقبل.