يخطئ من يعتقد أن محمد روراوة رئيس "الفاف" يجد لذة في خلافه مع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، ويخطئ من يعتقد أن الأوراق التي وظّفها الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية في لعبته مع البوسني كانت بمحض إرادته... لأن الجميع يعرف أن روراوة دفع للتصالح مع "الشيخ" سعدان بعد خلافاتهما الطويلة، ناهيك على أنه أجبر على جلب ڤوركوف للجزائر في هذا التوقيت بالذات ليجعل الشك يساور حليلوزيتش بأنه أتى به حقا للإشراف على المنتخب الأول، ولأنه أجبر أيضا على الاتصال بالمخضرم "تراباتوني" ليطل الأخير إعلاميا ويؤكد أن "الحاج" اتصل به ويزعزع البوسني، غير أن الأكيد -حسب مصدر مقرب جدا من "الفاف"- أن روراوة أسر للمحيطين به أن أكبر غلطة ارتكبها هي عدم إقالة البوسني مباشرة بعد قرعة كأس العالم 2014. روراوة لم يستطع رفض طلب السلطات تفيد مصادرنا أن روراوة لم يكل بوسعه رفض طلب السلطات لما تدخلت لتحقيق المصالحة بينه وبين حليلوزيتش، فالرجل يومها كان مقتنعا بإقالة البوسني ودفع رواتبه أو أن يجبره على قبول الطلاق بالتراضي، غير أن تدخل السلطات دفعه لتلبية القرار، بعدما تدخلوا لمصلحة المنتخب في تلك الفترة، لكن روراوة اليوم نادم لأنه لم ينفذ ما كان سيقدم عليه، ألا وهو إقالته وتعويضه سريعا بمدرب كبير.
إصرار البوسني على رفض التجديد وتصريحاته المثيرة للجدل من أسباب الندم أسباب ندم روراوة كثيرة حسب محدثنا، فالرجل كان يعتقد أن مصالحته مع البوسني ستعيد المياه إلى مجاريها وتدخل هذا الأخير في الصف بتمديد عقده حتى جانفي 2015، لكن البوسني ما لبث أن عاد لعادته القديمة بعد فترة قليلة من المصالحة التي تمت بالوساطة، كما استمر في تعنته ورفض التجديد رغم محاولات روراوة الكثيرة معه، وظل يتماطل ويربح في الوقت في كل مرة لتضييق الخناق على مسؤولي الكرة الجزائرية، كما واصل إطلاق العنان لتصريحاته المثيرة عبر مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، لأن منتخبنا وبكل صراحة اكتسى حلة أجنبية منذ قدوم البوسني، إلى درجة أن التصريحات والحوارات صارت تمنح حصريا لوسائل الإعلام الفرنسية، الكرواتية أو البوسنية، وهي وسائل إعلام البلدان التي عاش فيها مدرب منتخبنا، فيما يخصص للإعلام الجزائري من حين لآخر ندوة قصيرة بعد المباريات الرسمية والودية لتحليلها لا أكثر ولا أقل.