فاجأ الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة الجميع أمس في المركز التقني بسيدي موسى، عندما اصطحب معه المدرب الفرنسي الحالي لنادي "لوريان" "كريستيان ڤوركوف".. وهي الزيارة التي أحدثت حال طوارئ في المركز وسط أعضاء الطاقم الفني الحالي للمنتخب، لأن الزيارة تزامنت وتواجد البوسني حليلوزيتش ومساعديه، ناهيك عن تزامنها ساعات قليلة بعد صدور خبر تفاوض روراوة مع مدرب أجنبي في أوروبا من أجل إشرافه على تدريب "الخضر" خلفا للبوسني وحيد حليلوزيتش الذي لا ينوي تجديد عقده رغم إصرار روراوة عليه في بادئ الأمر. صدمة للجميع بتواجد "ڤوركوف" رفقة روراوة وتفيد مصادرنا بأن صدمة الجميع كانت كبيرة لدى دخول روراوة رفقة "ڤوركوف" إلى المركز التقني لسيدي موسى، فمنذ الوهلة الأولى وما إن شوهد من طرف حليلوزيتش وجماعته، تبادر لهم أن روراوة أتى به كي يعيّنه خليفة للبوسني، وهو أمر مفتعل من المسؤول الأول على الكرة الجزائرية روراوة الذي وظّف كل الأوراق للضغط على حليلوزيتش من أجل التجديد، قبل أن يلجأ لهذه الخرجة الجديدة التي لم يتوقعها أحد، حيث التزم السرية وفاجأ الجميع باقتحامه أسوار مركز سيدي موسى رفقة المدرب الحالي ل "لوريون"، ممارسا بذلك ضغطا إضافيا على حليلوزيتش، وممررا بذلك رسالة له بأنه قادر على جلب أي مدرب في مكانه إن هو تمادى في تماطله. روراوة يمدّد "السوسبانس"... "ڤوركوف" ل "الخضر" أم للأولمبي أم مديرا فنيا؟ روراوة الذي تكتّم بشأن سفريته إلى أوروبا مثلما كشفنا عنه أمس في "الهداف"، تكتّم أيضا عن سبب زيارة الفرنسي "ڤوركوف" إلى مركز سيدي موسى، ورفض أن يكشف تفاصيل هذه الزيارة، واكتفى بتقديم مدرب "لوريون" للحضور من تقنيين وإداريين، مع تقديمهم في آن واحد للفرنسي واحدا بواحد، حيث قدّم له حليلوزيتش بصفته مدرب المنتخب الوطني الأول وقدّم له مساعديه، وقدم توفيق قريشي على أساس أنه مدرب المنتخب الأولمبي إلى غير ذلك من الأشخاص الذين قدمهم للفرنسي، ممددا بذلك "السوسبانس" إن كان "ڤوركوف" هو المدرب المرشح لتدريب المنتخب الوطني الأول أم أنه المرشح للإشراف على المنتخب الأولمبي أم أكبر مرشح للإشراف على المديرية الفنية للمنتخب الوطني؟ وهي تساؤلات لن يجيب عنها سوى روراوة في الساعات القليلة المقبلة. روراوة قال أريد مدربا كبيرا، فهل هو "ڤوركوف"؟ وكان روراوة في مختلف تصريحاته السابقة يوم كان في خلاف مع حليلوزيتش يؤكّد أنه وفي حال تعيينه مدربا جديدا يخلف البوسني، فإنه لن يتعاقد سوى مع مدرب كبير، وها هو يفاجئ الجميع باستضافته "ڤوركوف" على أرض الوطن، فهل هو المدرب الكبير الذي تحدث عنه روراوة؟ وهل هو أفضل خليفة لحليلوزيتش؟ وهل هو المدرب الذي يعلق عليه روراوة آمالا كبيرة لخلافة البوسني بعد جويلية المقبل؟ "ڤوركوف" أشرف على أندية فرنسية صغيرة وتكشف السيرة الذاتية للمدرب الفرنسي أنه لم يشرف من قبل على منتخبات ولا على فرق كبيرة، فالرجل اكتفى حتى الساعة بتدريب أندية فرنسية صغيرة، إما أنها نافست على الصعود إلى مصاف الكبار أو أنها لعبت من أجل البقاء في القسم الأول بفرنسا، في صورة "ران" و"لوريان"، عدا ذلك فإن الرجل لم يخض من قبل رهانات كبيرة مع "مرسيليا" أو "باريس سان جرمان" أو مع أي منتخب، ما يطرح أكثر من تساؤل حول ما إذا كان هو المدرب الأنسب لخلافة حليلوزيتش. منطقيا المنتخب الأولمبي الأنسب له وتبقى لروراوة نظرته إن كان يرى في "ڤوركوف" أفضل خليفة للبوسني بعد المونديال ما دام هو صاحب القرار، غير أن المنطق يرشح "ڤوركوف" لتدريب المنتخب الأولمبي الذي يشرف عليه مؤقتا توفيق قريشي، كما أن المنطق يرشحه أيضا لتولي المديرية الفنية للمنتخب الوطني، وهو الأنسب للمهمتين ما دام المدرب الفرنسي يحب العمل على المدى البعيد، وفي اعتقادنا فإن تصفيات الوصول إلى "ري دي جانيرو" 2016 هي المهمة الأنسب له في الوقت الحالي، أما إن كان روراوة يرى فيه الأنسب لخلافة حليلوزيتش فذلك أمر آخر. المفاوضات انطلقت منذ فترة وليست وليدة اليوم ولا يعتبر خبر اتصال روراوة ب "ڤوركوف" وليد اليوم، لأن الاتصالات ربطت به منذ فترة، ناهيك عن أن روراوة تفاوض معه من قبل في فرنسا والتقى به على مائدة العشاء، لتتقدم المفاوضات بينهما في الفترة الأخيرة، قبل أن يستضيفه أمس بالجزائر ويصطحبه معه إلى مقر "الفاف" ومن هناك إلى مركز سيدي موسى قبل أن يتناولا وجبة العشاء سويا بأحد الفنادق الفاخرة بالجزائر. "ڤوركوف" تفقد المركز التقني وأعجب به كثيرا وتفيد مصادرنا بأن "ڤوركوف" الذي تفقد مركز سيدي موسى رفقة روراوة أمس، أعجب كثيرا بالهياكل الرياضية التي يحتوي عليها هذا المركز، وأضافت المصادر أن "ڤوركوف" أعرب عن إعجابه بجمال المركز ونوعية أراضيه المعشوشبة طبيعيا واصطناعيا، كما أنه أعرب عن إعجابه بمختلف الهياكل الأخرى، وهي خطوة ستجعل المفاوضات بينه وبين روراوة حول المهمة التي سيأتي به من أجلها تتقدم. سيكون حرا يوم 17 ماي كما تفيد مصادرنا بأن "ڤوركوف" سيعلن رحيله عن "لوريان" قريبا، وسيكون حرا من أي التزام تجاه فريقه يوم 17 ماي المقبل، موعد إسدال الستار على البطولة الفرنسية، وهي الجولة التي سيواجه فيها "لوريون" نادي "ليل"، وبعد ذلك سيكون بوسعه أن يشرع في المهام التي سيمنحها له روراوة، إن كان سيشرف على المنتخب الأولمبي أو المديرية الفنية أو أنه سينتظر رحيل البوسني بعد جويلية كي يشرع في مهامه على رأس "الخضر". أقام رفقة عائلته ب "شيراتون" وعلمنا أن "ڤوركوف" لم يحضر إلى الجزائر وحيدا، بل اصطحب معه زوجته وإبنته، كما أنه أقام الليلة بفندق "شيراتون"، ومن المؤكد أن اصطحابه أفراد عائلته معه كان من أجل استشارة زوجته حول ما إذا كان عليه أن يقول نعم للعرض الذي تقدم به روراوة له أو لا، ومن المؤكد أن "ڤوركوف" وبعدما تفقد مركز سيدي موسى بهياكله ومنشآته وبعدما يكون قد اقتنع بالعرض المالي لروراوة سيقول نعم لأي مشروع.