علمت "الهداف" من مصادر لا يرقى إليها الشكّ، أن مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش تزعزع للتصريحات التي أدلى بها المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني لإحدى المواقع الإيطالية... والتي اعترف فيه لثاني مرّة بأنّ الجزائر اتصلت به فعلا لتدريبها عبر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. فبعدما اعتقد البوسني لدى تصريح تراباتوني الأول منذ أشهر بأن الأمر مجرّد ورقة وظّفتها "الفاف" للضغط عليه من أجل تمديد عقده، تأكّد هذه المرّة من أنه لم يكن مزحة، وتفيد مصادرنا أنّ الأحداث الأخيرة التي تسارعت في محيط المنتخب الوطني ستعجل برضوخ البوسني وتمديده لعقده، لأن روراوة مصرّ على جلب مدرب أجنبي كبير خلفا له في حال مواصلة تماطله في تمديد عقده الذي ينتهي في جويلية المقبل. "تراباتوني" لم يتحدّث من فراغ وتوقيت تصريحه دليل على أن روراوة يريده وكان تراباتوني وجّه في أوّل تصريح له من أشهر قليلة رسالة للبوسني بأن الجزائر فعلا تريده خلفا للبوسني، غير أنه يومها أبقى على تصريحه غامضا بعض الشيء، لأنه حينها قال إن "الفاف" اتصلت به عبر أحد الوسطاء، جسّ نبضه إن كان موافقا على تدريب الجزائر، لكنه هذه المرّة قالها صراحة بأن عرض الجزائر كان رسميا، واختياره هذا التوقيت بالذات لكي يكشف عن ذلك علنا، دليل على أنه لم يتحدث مع فراغ، ودليل على أن روراوة تحدّث معه فعلا وأنه يريده خلفا للبوسني، الذي لا زال حتى كتابة هذه الأسطر لم يردّ على طلب "الفاف" إن كان سيجدّد عقده أم أنه سيواصل التماطل وربح الوقت إلى غاية وصول موعد "المونديال"، كي يضع رئيس "الفاف" بين "المطرقة والسندان". مصالحة روراوة وسعدان وبعدها تصريحات "تراباتوني" تزيد الضغط على البوسني ومثلما كان للبوسني خطّته في التعامل مع طلب تجديد عقده بمواصلة التماطل وربح الوقت إلى غاية وصول موعد "المونديال"، كان لروراوة خطته أيضا. إذ أن الأحداث التي تسارعت مؤخرا دليل على أن "الفاف" بدورها يقظة للغاية لتصرّفات حليلوزيتش، ما جعلها توظف بدورها كلّ الأوراق من أجل الضغط على البوسني كي يجدّد عقده إلى غاية نهائيات كأس إفريقيا 2015، بدليل مصالحة روراوة المفاجئة مع المدرب الوطني رابح سعدان، وهي المصالحة التي لم تكن أبدا في الحسبان، بعد انسداد العلاقات بين الرجلين، وهي المصالحة التي أربكت البوسني لاسيما بعد تسرّب أخبار اقتراب "الشيخ" من منصب المدير الفني ل "الخضر"، قبل أن يخرج الإيطالي تراباتوني بتصريحات أكّد فيها خبر اتصال الجزائر به لتدريبه، وكلّ هذا جعل الضغط يشتدّ على حليلوزيتش، الذي توحي كلّ المؤشرات إلى أنه لن يجد من سبيل سوى الردّ على طلب "الفاف" بالتجديد على الأقل إلى غاية 2015. عدم رضوخه سيعجّل بتعيين خليفته من الآن وفي حال ما واصل البوسني تعنّته، وهذا ممكن جدّا، لأن الذين يعرفون حليلوزيتش يتوقعون منه خرجة كهذه مثلما يتوقعون في آن واحد إمكانية رضوخه وتجديد عقده، فإن "الفاف" ستعجّل بتعيين خليفته قبيل ماي المقبل، على أن يبدأ خليفته عمله مباشرة عقب نهائيات كأس العالم 2014، للإشراف على "الخضر" في تصفيات كأس إفريقيا 2015 التي ستقام بالمغرب مطلع السنة المقبلة. لا مشكل عائلي ولا هم يحزنون ومتخوّف من الفشل في البرازيل وتؤكّد مصادرنا أن البوسني يحتجّ دوما بمشاكل عائلية ويبرّر بأنها السبب في تماطله في تجديد عقده، وكان في كل مرّة يحتج ل روراوة بأنه سوف يستشير زوجته في الأمر قبل أن يردّ على طلبه، وهي مجرد حجج واهية حسب مصادرنا، وأن الرجل متخوّف من فشل ثان له مع المنتخب في نهائيات كأس العالم 2014، ويتخوّف من أن يقال من طرف روراوة بما أن بنود عقده المُبرم مع "الفاف" تنصّ على أن ينجح في التأهل مع المنتخب إلى الدور الثاني لا الاكتفاء بالتواجد في البرازيل من أجل التواجد، والخروج من الدور الأول، وخوف الرجل اليوم كبير جدا من الخروج بخفي حنين مثلما كان عليه الحال في جنوب إفريقيا مطلع سنة 2013، وأن تقتصر إنجازاته على تأهيل الجزائر إلى المنافسات الرسمية دون أن يقدّم شيئا في هذه المنافسات، لذلك يتماطل في التجديد ويفضّل أن يغادر عقب نهائيات كأس العالم دون أن يُقال من طرف روراوة في حال الإخفاق.