خالفت تشكيلة اتحاد البليدة كل التكهنات التي كانت ترشحها لوضع القدم الأولى في القسم الثاني في لقاء أول أمس أمام مولودية باتنة بعدما عرفت كيف تعود بالنقاط كاملة إلى الديار... في مباراة أداها اللاعبون بقوة وكانوا فيها أكثر إصرارا على تحقيق الفوز مقارنة بالمنافس الذي لعب بدون روح تقريبا وخانه نقص تجربة لاعبيه الشبان أمام إصرار أشبال المدرب عساس الذين كانوا يدركون جيدا أن التعثر ممنوع وحتى التعادل لا يساعدهم لذلك لعبوا بطريقة هجومية محضة أتت بثمارها بما أن التشكيلة فازت بهدفين دون مقابل لأول مرة هذا الموسم، هذا الفوز سيكون له أثر إيجابي على نفسية اللاعبين والأنصار في الجولات القادمة وأجمع الكل في البليدة على أن هذه النقاط قد تكون سببا في بقاء التشكيلة ضمن حظيرة الكبار الموسم المقبل. الإصرار على الفوز كان شديدا وكان إصرار البليدية على العودة بالنقاط الثلاث شديدا وتجلى ذلك قبل اللقاء من خلال تجند جميع اللاعبين الذين وعدوا برفع التحدي والخروج من أرضية الميدان بكامل الزاد خلال الإجتماع الذي عقده معهم الطاقم الفني، كما تحدث اللاعبون فيما بينهم وقرروا عدم تضييع المنعرج لأنهم كانوا يدركون جيدا أن تضييع هذه الفرصة أمام فريق منهار من جميع الجوانب سيجعلهم يندمون كثيرا لأن الخرجات القادمة ستكون أمام فرق تلعب الأدوار الأولى على غرار وفاق سطيف، شبيبة القبائل وإتحاد عنابة، وحتى المسيرين لم يبخلوا بتشجيعاتهم للاعبين بدليل تنقلهم بقوة إلى باتنة ووعدوهم بمنحة مغرية في حال الفوز. البليدة دخلت اللقاء جيدا وضيعت ثلاثية في المرحلة الأولى ودخلت التشكيلة جيدا خلال المرحلة الأولى حيث فرضت الضغط على منطقة المنافس منذ الدقائق الأولى وهددت مرمى الحارس طوال في أكثر من مناسبة وضيعت ثلاثية في هذه المرحلة بواسطة بوتابوت على مرتين وإزيشال، إضافة إلى بعض الفرص السانحة التي تصدى لها طوال ببراعة، هذا الأخير أنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة مثلما كان عليه الحال مع مخالفة شبيرة المباشرة وتسديدة حرباش القوية التي أخرجها طوال بصعوبة إلى الركنية، في حين أن “البوبية” أتيحت لها أخطر فرصة في هذه المواجهة بواسطة لمودع الذي صدت العارضة مخالفته القوية. هدف بلوصيف كان أحسن بداية للمرحلة الثانية بعد نهاية المرحلة الأولى بالتعادل السلبي طلب المدرب عساس من لاعبيه الضغط على المنافس واللعب بطريقة هجومية لأن البقاء في الخلف قد يكلفهم هدفا في أية لحظة، وهو ما طبقه اللاعبون حرفيا إذ واصلوا حملاتهم الهجومية وتمكنوا من الوصول إلى شباك الحارس طوال بعد 5 دقائق فقط عن بداية المرحلة الثانية وكان ذلك أحسن سيناريو يتمناه اللاعبون والطاقم الفني. بعد الهدف... اللاعبون سيّروا اللقاء للحفاظ على النتيجة بعد الهدف الذي سجله بلوصيف حاول أشبال المدرب لطرش الضغط على مرمى الحارس غالم لمعادلة النتيجة لكن دفاع البليدة كان بالمرصاد وحافظ على التقدم في النتيجة، وإستغل اللاعبون إنهيار شبان المنافس ونقص خبرتهم لتسيير اللقاء مع الإعتماد على الهجمات المعاكسة التي أثمرت هدفا ثانيا من توقيع إزيشال في آخر دقيقة من اللقاء. “ڤلّبوها” في باتنة واحتفلوا مع الأنصار عرفت نهاية اللقاء أجواء إحتفالية كبيرة بين اللاعبين حيث أبدوا فرحتهم الشديدة بهذا الفوز و”ڤلّبوها” في غرف حفظ الملابس بحضور الطاقم الفني الذي أثنى على الإرادة التي تحلوا بها وأكد لهم أنهم كانوا في مستوى الثقة التي وضعهم فيه وسيدخلون البليدة الآن مرفوعي الرأس، وزادت الفرحة أكثر بعد إلتحاق بعض الأنصار الذين تنقلوا إلى باتنة في حين انتظر بقية المناصرين خروج اللاعبين من الملعب وحيوهم على هذا الفوز المستحق، كما رافق الأنصار حافلة الفريق من باتنة إلى البليدة في أجواء مميزة. المولودية و”الحمراوة” قدّمتا خدمة جاءت نتائج هذه الجولة مثلما يتمناه البليدية تماما حيث قدمت مولودية الجزائر خدمة جليلة لرفقاء الحارس غالم بعدما تفوقت على جمعية الخروب في ميدان هذه الأخيرة وهو ما جعل البليدة تترك الخروب خلفها بنقطتين، وحتى المنافس الآخر للبليدية شباب باتنة عاد بنقطة التعادل من وهران وهي النقطة التي لم تأثر على البليدة كثيرا، وبالتالي فإن الفرصة مواتية للبليدة من أجل تعميق الفارق عن الخروب في الجولة القادمة عندما تستضيف إتحاد العاصمة لكن شريطة الفوز بالنقاط الثلاث. سيناريو الموسمين الفارطين يتكرّر يمكن القول إن البليدة كتب لها أن تلعب على تفادي السقوط وتدخل في الحسابات إلى غاية الجولات الأخيرة مثلما حدث في الموسمين الفارطين عندما حققت البقاء في الجولة ما قبل الأخيرة من الموسم وتتجه نحو تكرار هذا السيناريو هذه المرة، وهو ما جعل العديد من الأنصار يؤكدون أن فريقهم لديه “سبع أرواح” لأن التشكيلة في كل مرة تكون مهددة بالسقوط لكنها تتدارك وتحقق البقاء في الجولات الأخيرة من البطولة. اللاعبون ينتظرون منحة الفوز قبل إتحاد العاصمة ينتظر اللاعبون الحصول على منحة الفوز قبل لقاء إتحاد العاصمة حتى يدخلوا اللقاء بمعنويات عالية ويواصلوا حصد النقاط، حيث أكد لنا البعض منهم بعد نهاية اللقاء أنهم رفضوا الحديث عن المنحة المخصصة من أجل الفوز لأن تركيزهم كان منصبا على الظفر بالنقاط الثلاث لا غير، لكن بعدما أنجزوا المهمة على أحسن وجه فما على الإدارة سوى أن تكون في مستوى هذا الفوز وتسوي المنحة قبل المباراة القادمة لأن اللاعبين يعانون من أزمة مالية حادة ولم يحصلوا على أية منحة منذ أربعة أشهر. بلوصيف: “الهدف الذي سجلته هو الأغلى في مشواري” أخيرا البليدة تحقق أول فوز خارج الديار هذا الموسم ما هو تعليقك؟ أنا مسرور للغاية بهذا الفوز الذي كان صعبا لكنه مستحقا لأننا كنا أكثر إصرارا وعزما على العودة إلى البليدة بالنقاط الثلاث خاصة أن الوضعية التي كنا فيها لم تكن تتطلب التعثر، ورغم أن البعض كان ينتظر أن نلعب من أجل العودة بنقطة التعادل إلا أننا تحدثنا فيما بيننا قبل بداية اللقاء وعقدنا العزم على اللعب من أجل النقاط الثلاث لأن التعادل لا يساعدنا كثيرا وهو ما تمكننا من تحقيقه. التعثر كان ممنوعا عليكم لأن كل المعطيات كانت في صالحكم أليس كذلك؟ بطبيعة الحال لم يكن من الواجب أن نتعثر لأن وضعيتنا صعبة وكنا في حاجة ماسة إلى النقاط الثلاث التي تدعم حظوظنا في تحقيق البقاء لأننا قررنا تدارك النقاط التي ضيعناها أمام بلوزداد هنا في باتنة، خاصة أننا دخلنا اللقاء بكامل عناصرنا الأساسية ماعدا دفنون ومحفزين أكثر من اللازم من أجل العودة بالنقاط الثلاث التي ترفع معنوياتنا كثيرا واستعدنا بفضلها الثقة في أنفسنا بعد مرحلة الشك التي إنتابت اللاعبين بسبب النتائج السلبية السابقة. كيف بدا لكم اللقاء؟ لقاء اليوم (الحوار أجري مباشرة بعد نهاية اللقاء) كان صعبا ولم تكن مهمتنا سهلة تماما مثلما يتصور البعض لأن المنافس كان مشكلا في أغلبه من الشبان الذين لعبوا بحرارة من أجل فرض أنفسهم وسببوا لنا عدة صعوبات خاصة في المرحلة الأولى لكن بدا عليهم الإرهاق في المرحلة الثانية، إضافة إلى أننا عرفنا بخبرتنا كيف نسير اللقاء بدليل أننا سجلنا الهدف الأول وعملنا على الإحتفاظ بالكرة قبل أن نتمكن من توقيع الهدف الثاني في آخر دقيقة من المباراة. كنت رجل اللقاء وسجلت هدفا جميلا ماذا تقول؟ أقول إن هذا الهدف الذي سجلته هو الأغلى في مشواري الكروي لأنه كان ثمينا جدا وسمح لنا بلعب الدقائق المتبقية بأكثر راحة، كما قدمت كرة الهدف الثاني لزميلي إزيشال، أنا راض تماما عن المردود الذي قدمته في هذه المواجهة وأكدت مرة أخرى أني أستحق مكانة في التشكيلة الأساسية، فرغم تهميشي في مرحلة الذهاب إلا أني لم أفقد الثقة في نفسي لأني أعرف قدراتي جيدا وبرهنت أني أستحق فعلا مكانتي في التشكيلة الأساسية. هل ترى أن هذا الفوز سيعبّد لكم الطريق نحو تحقيق البقاء في القسم الأول؟ النقاط التي عدنا بها من باتنة سيكون لها شأن كبير في بقية المشوار لأننا حاليا في وضعية جيدة من أجل تحقيق الهدف المسطر خاصة أننا نتقدم في الترتيب على جمعية الخروب التي إنهزمت فوق ميدانها أمام مولودية الجزائر، ويبقى علينا الآن الفوز بجميع المباريات التي نلعبها فوق ميداننا من أجل ضمان البقاء في القسم الأول ولم لا نعمل على العودة بنقاط أخرى خارج القواعد حتى نحقق هدفنا قبل الجولة الأخيرة. ماذا تقول لأنصاركم الذين تنقلوا إلى باتنة ووقفوا إلى جانبكم؟ نشكرهم كثيرا على تنقلهم معنا إلى باتنة رغم طول المسافة، وأعتقد أن تعبهم “ماراحش باطل” لأننا أهدينا لهم الفوز وإحتفلنا معهم في نهاية اللقاء، وكل ما نطلبه منهم الآن هو عدم مقاطعة المباريات القادمة والحضور بقوة إلى المدرجات بداية من المباراة المقبلة أمام إتحاد العاصمة. غالم قضى أمسية هادئة وتفادى العقوبة قضى الحارس غالم أمسية هادئة في مواجهة أول أمس ولم تصله سوى ثلاث كرات خطيرة طيلة التسعين دقيقة منها واحدة صدتها العارضة بعد مخالفة لمودع القوية، في حين أن أغلب الكرات كانت تقص على مستوى خط الدفاع الذي كان متماسكا ولم يؤثر عليه غياب دفنون المعاقب، ويبقى المهم أن غالم تفادى البطاقة الصفراء الثالثة التي كانت تعني العقوبة والتشكيلة في حاجة إلى خدماته في المواجهة الصعبة التي تنتظرها أمام إتحاد العاصمة. الدفاع في المستوى وزموشي يؤكد كان الخط الخلفي في يومه ولم يرتكب الأخطاء التي إرتكبها في المباريات الأخيرة بفضل العمل الكبير الذي قام به الطاقم الفني في التدريبات ما مكنهم من تصحيح جميع الأخطاء بدليل أن المدافعين أدوا لقاء في المستوى وعرفوا كيف يحدّون من خطورة مهاجمي المنافس، وكان زموشي أحسن لاعب في الخط الخلفي بعدما تفوق في كل الكرات العالية وأكد أنه يستحق مكانة أساسية بعدما تم تهميشه من طرف المدرب السابق مواسة في بعض المباريات. بلوصيف رجل اللقاء وسجل هدفا رائعا أحسن لاعب فوق أرضية الميدان في هذه المواجهة كان بلوصيف الذي أكد مرة أخرى أن تهميشه طيلة مرحلة الذهاب كان أكبر خطأ إرتكبه الطاقم الفني السابق، بدليل أن اللاعب صال وجال في وسط الميدان وتفوق في كل الصراعات الثنائية ولم يكتف بذلك بل سجل أغلى هدف في مشواره على حد تعبيره دقائق بعد إنطلاقة المرحلة الثانية بطريقة جميلة، حيث إستغل كرة مرتدة من دفاع المنافس بعد ركنية حرباش ودون مراقبة وضعها في شباك الحارس طوال بتسديدة قوية، كما كان بلوصيف وراء تمريرة الهدف الثاني الذي سجله إزيشال بعدما قدم له كرة على طبق وجد على إثرها هذا الأخير نفسه وجها لوجه وبسهولة وقع الهدف الثاني. بوتابوت كان أحسن بكثير من المباريات الفارطة عرفت مواجهة أول أمس أول ظهور للمهاجم بوتابوت الذي عوّض جمعوني في التشكيلة الأساسية، وأدى اللاعب ما عليه في الدقائق التي لعبها قبل أن يتم تغييره مباشرة بعد الهدف الأول، ورغم أن بوتابوت لم يتمكن من الوصول إلى التهديف مثلما كان يأمله إلا أنه أظهر إمكانات لابأس بها وأقلق دفاع المنافس في أكثر من مرة مؤكدا أن مردوده في تحسن مستمر من لقاء لآخر، حيث كان أحسن بكثير من المباريات الفارطة. حاج ساعد يعود إلى اللعب بعد غياب طويل أهم ما ميز الخط الأمامي في هذا اللقاء هو عودة المهاجم حاج ساعد إلى اللعب بعد غياب طويل، حيث أحدث المدرب عساس مفاجأة عندما أقدم على إقحام هذا اللاعب في وقت كان الجميع يعتقدون أن جمعوني أو عابد سيدخلان مكان بوتابوت، وبدا حاج ساعد سعيدا بهذه العودة إلى التشكيلة بعدما كان خارج خيارات الطاقم الفني تماما منذ بداية مرحلة العودة إلى درجة أن الحديث كان يدور عن تسريحه مباشرة بعد نهاية الموسم. مواسة إتصل ببعض اللاعبين وهنّأهم رغم إقالته من العارضة الفنية للفريق إلا أن المدرب مواسة لازال يحمل البليدة في قلبه بدليل أنه إتصل مباشرة بعد نهاية اللقاء ببعض اللاعبين وهنأهم على هذا الفوز الذي سيفتح لهم الأبواب على مصراعيها لتحقيق البقاء، وطلب منهم مواصلة حصد النتائج الإيجابية في الجولات القادمة. لاعبو الشرق غادروا مباشرة بعد نهاية اللقاء بعد نهاية اللقاء سرّح المدرب عساس لاعبيه الذين يقطنون في الشرق الجزائري إلى ديارهم مباشرة من باتنة على غرار بلوصيف، تلبي، شعواو، جمعوني وكرايمية ولم يطلب منهم الحضور إلى حصة الإستئناف أمس بما أن التشكيلة ستستفيد من يومين راحة، وهي الخرجة التي إستحسنها لاعبو الشرق لأن العودة إلى البليدة والتدرب أمس قبل العودة إلى ديارهم سيرهقهم كثيرا. البقية أجروا حصة إسترخائية أمس أما اللاعبين الذين يقطنون في الغرب الجزائري والوسط إضافة إلى أبناء البليدة فقد أجروا حصة تدريبية صبيحة أمس خصصها المدرب عساس للإسترجاع بالنظر إلى الإرهاق الذي نال من اللاعبين بعد سفرية باتنة، قبل تسريحهم إلى ديارهم أيضا على أن تكون العودة إلى التدريبات أمسية الغد بداية من الساعة الثالثة زوالا بملعب تشاكر. موقع الرابطة أشار إلى فوز البليدة بهدف دون مقابل إرتكب موقع الرابطة خطأ في نتائج هذه الجولة حيث أشار إلى فوز البليدة بهدف دون مقابل في باتنة عوض هدفين دون مقابل وهو ما جعل بعض الأنصار الذين إطلعوا على النتيجة يستفسرون عن الحقيقة رغم أن الجميع كان متيقنا من الفوز بهدفين من دون مقابل، لكن نتيجة الموقع الرسمي للرابطة جعلت الشك يتسرب إلى نفوسهم، ومن غير المعقول أن يرتكب موقع الرابطة خطأ في نتيجة فريق يلعب في القسم الأول.