تمكنت تشكيلة إتحاد البليدة من تحقيق الفوز الذي طال إنتظاره من طرف اللاعبين منذ آخر فوز يوم 18 نوفمبر 2009 أمام مولودية باتنة وهذا عندما إستقبلت أول أمس مولودية وهران فوق ميدانها. ورغم أن المنافس لم يقدم الكثير في هذا اللقاء ودخل منقوصا من بعض العناصر الأساسية (معطى الله أقحم لاعبين من الأواسط لأول مرة مع الأكابر) ... إلا أن البليدة لم تتمكن من تحقيق الفوز سوى بشق الأنفس وصعّبت المهمة على نفسها كثيرا من خلال الأخطاء الفادحة التي إرتكبها الخط الخلفي وكادت أن تدفع ثمنها. وعلى حد تعبير الأنصار، فإن فريقهم لعب بالنار في هذا اللقاء، ومن الضروري أن تتغيّر “العقلية” في اللقاء الهام والصعب الذي ينتظر رفقاء حرباش هذا الثلاثاء أمام شباب بلوزداد. البداية كانت مثلما يتمنّاها الطاقم الفني والأنصار كانت البداية في هذه المواجهة مثلما كان يتمناها الطاقم الفني البليدي والأنصار، حيث طلب المدرب عساس من لاعبيه ضرورة حسم الأمور لصالحهم في المرحلة الأولى وهو ما حدث، حيث لم تمر سوى 6 دقائق فقط حتى تمكن الإتحاد من هز شباك الحارس بن حمو بواسطة المهاجم إزيشال بتسديدة رائعة من خارج منطقة العمليات، ما جعل اللاعبين يتحررون من الضغط الشديد الذي دخلوا به إلى أرضية الميدان. هدف جاهل جعل الجميع يعتقد أن المهمة ستكون سهلة وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه رد فعل المنافس تمكنت البليدة من تعميق الفارق عن طريق جاهل بعد تمريرة جيدة من إزيشال. هذا الهدف جعل اللاعبين يتحررون نهائيا، وحتى الأنصار فوق المدرجات بدأوا يتحدثون عن نتيجة ثقيلة بالنظر إلى أن شباك الحارس بن حمو إهتزت مرتين في أقل من نصف ساعة، غير أن كل التكهنات كانت خاطئة بما أن المنافس عاد بعد ذلك وسجل هدفا من ركلة جزاء كانت هدية من المدافع بلحول الذي عرقل المهاجم بالغ في لقطة لم تكن خطيرة تماما على مرمى الحارس غالم. السيناريو نفسه تكرّر في المرحلة الثانية في المرحلة الثانية تكرر السيناريو، حيث دخلت البليدة بعزيمة قوية من أجل تعميق الفارق وضمان النقاط الثلاث وقد أتيحت لها عدة فرص بواسطة إزيشال الذي كان الأحسن فوق أرضية الميدان من جانب الفريقين، لكنه لم يتمكن من تجسيد الفرص التي أتيحت له بسبب التسرع من جهة، ومن جهة أخرى إلى براعة الحارس بن حمو الذي أنقذ مرماه من هدفين محققين في هذه المرحلة. البليدة لعبت بالنار في الدقائق الأخيرة وفي الوقت الذي دخلت فيه المباراة دقائقها الأخيرة حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث توغل أحد لاعبي مولودية وهران بسهولة تامة داخل منطقة العمليات وسدّد كرة قوية لم يجد المدافع دفنون حلا من إيقافها سوى إستعمال يده ما كلف البليدة ركلة جزاء مع بطاقة حمراء للاعب، لكن لحسن الحظ أن الحارس غالم كان في المكان المناسب الذي نفذ فيه شعيب وصد الكرة أمام فرحة عارمة للأنصار واللاعبين الذين تذكروا لحظتها ما حدث لهم أمام المولودية عندما خسروا نقطتين في الوقت بدل الضائع بهذه الطريقة تقريبا. الأداء لم يكن عاليا والسبب مفهوم لم يكن أداء التشكيلة عاليا في هذه المباراة والسبب معروف لأن اللاعبين أكدوا قبل بداية اللقاء أنهم يبحثون عن النتيجة الفنية على حساب الأداء، لأنه لا فائدة من أن يؤدي أشبال المدرب عساس مباراة في القمة ولن يحرزوا النقاط الثلاث، لذلك فإن ضمان نقاط اللقاء كان المطلب الأساسي، وهو ما تحقق في نهاية المطاف ولو بشق الأنفس. الحرارة كانت حاضرة، لكن المشكل يبقى في الأخطاء أظهر اللاعبون حرارة وإرادة قوية، حيث كان إصرارهم على الظفر بالنقاط الثلاث شديدا، وتجلى ذلك من خلال الإرهاق الذي نال منهم بعد صافرة الحكم نتيجة المجهودات التي بذلوها، لكن في المقابل تلك الإرادة لم تحجب النقائص الكثيرة التي دوّنها الطاقم الفني لا سيما على مستوى الخط الخلفي لأنه من غير المعقول أن يهدي الدفاع ركلتي جزاء للمنافس في وقت أن المباراة كانت بمثابة المنعرج للتشكيلة، والوضعية الحالية التي تتواجد فيها البليدة لا تتطلب إرتكاب مثل تلك الأخطاء الفادحة. العقلية يجب أن تتغيّر أمام بلوزداد بعد نهاية اللقاء وقف المدرب الجديد على النقائص التي يعاني منها فريقه لذلك من الضروري العمل على تصحيح الأخطاء وسد الثغرات قبل لقاء الغد أمام شباب بلوزداد، لأن المنافس سيكون أكثر قوة من مولودية وهران التي لم تظهر الكثير وكانت أقل حرارة فوق أرضية الميدان مقارنة بلاعبي البليدة، كما ظهر نقص خبرة لاعبيها الشبان جليا طيلة أطوار اللقاء، كما أن شباب بلوزداد سيكون منتشيا بفوزه الأخير على الجيش الملكي المغربي في كأس الإتحاد الإفريقي، وإذا أراد البليدية الظفر بالنقاط الثلاث فما عليهم إلا أن يكونوا أكثر تركيزا على مستوى خطي الدفاع والهجوم من خلال تفادي تلك الأخطاء الفادحة وإستغلال الفرص التي تتاح لهم في الهجوم. عساس يوفّق في أول إختبار وفق المدرب الجديد عساس في أول إختبار له على رأس العارضة الفنية، حيث قاد فريقه إلى تحقيق الفوز وتجديد العهد مع النتائج الإيجابية بعد معاناة طويلة لعدة أسابيع مع النتائج السلبية، حيث أبدى عساس فرحته العارمة بعد صافرة الحكم النهائية لأنه كان متخوفا من التعثر في أول مباراة له مع فريقه الجديد، وبالتالي يشتد الضغط عليه أكثر، لكن عساس وقف على الكثير من الأخطاء في الخطوط الثلاثة، وتأكد أن عملا كبيرا لا زال ينتظره من أجل تحقيق البقاء. أثنى على حرارة لاعبيه ولم يُوبّخ دفنون وبلّحول أثنى المدرب عساس على لاعبيه في نهاية المواجهة، حيث أكد أن الفوز يعود بالدرجة الأولى إلى رغبة اللاعبين في ذلك والحرارة التي تحلوا بها طيلة التسعين دقيقة. وأضاف أنه لمس إصرار شديدا من طرف عناصره على تحقيق الفوز وهو ما تحقق في نهاية المطاف. ورغم أن بلحول ودفنون إرتكبا خطأين فادحين ومنحا ركلتي جزاء للمنافس، إلا أن عساس لم يوبخهما بل بالعكس رفعا معنوياتهما وهنّأهما على المردود الذي قدماه في هذا اللقاء. سيتحمّل كامل مسؤولياته في لقاء الغد سيتحمّل المدرب الجديد كامل مسؤولياته في مواجهة الغد أمام شباب بلوزداد، لأنه حتى لو لم تتمكن التشكيلة من تحقيق الفوز في لقاء أول أمس، فإن عساس لا يتحمّل المسؤولية لأنه إلتحق يومين قبل اللقاء، لكن الآن سيكون له الوقت الكافي للوقوف على مستوى فريقه ودوّن العديد من الأمور أول أمس، وبالتالي سيكون مطالبا بالتأكيد أنه المنقذ الذي تبحث عنه البليدة وسيتحمّل كامل المسؤولية في حال التعثر، كما سيكون له الفضل في حال ما إذا قاد التشكيلة إلى إحراز ثلاث نقاط أخرى في ظرف أسبوع واحد. يطلب من اللاعبين نسيان هذا الفوز بسرعة بعدما أثنى المدرب عساس على لاعبيه في نهاية اللقاء، طلب منهم نسيان هذا الفوز بسرعة والإحتفاظ بالأمور الإيجابية مقابل التفكير في كيفية تصحيح الأخطاء التي إرتكبوها لأن الوقت لا يسمح للإستمتاع بنشوة هذا الفوز ما دام أن التشكيلة تنتظرها مباراة هامة غدا أمام شباب بلوزداد، وستكون المباراة هي الأخرى بمثابة منعرج البطولة بالنظر إلى أن الفوز سيدعّم حظوظ التشكيلة أكثر في تحقيق البقاء، في حين أن التعثر سيعيد البليدة إلى نقطة الصفر ويعقد مهمتها أكثر. غالم أنقذهم من الكارثة وخرج تحت التصفيقات خرج الحارس غالم تحت تصفيقات الأنصار الذين إعترفوا بدوره الكبير في قيادة التشكيلة إلى تحقيق الفوز بعدما صد ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، لأنه لولا خبرته والحظ الذي كان إلى جانبه أيضا لكانت البليدة قد وضعت القدم الأولى في القسم الثاني حاليا. وفي حديث قصير معه، أكد لنا غالم أنه سعيد بصده ركلة الجزاء التي منحت فريقه النقاط الثلاث، لكنه أشار إلى أن الفوز ساهم فيه جميع اللاعبين وليس هو وحده لأنهم قدموا جميعا كل ما لديهم. جاهل تحرّر وسجّل أول أهدافه بدوره أدى وسط الميدان جاهل مباراة في المستوى مثلما كان عليه الحال في لقاء الكأس، حيث كان أحسن لاعب فوق أرضية الميدان. ولم يكتف جاهل بتقديم مردود جيد فقط وإنما سجّل أول هدف له في البطولة الوطنية بعدما قضى كامل مشواره في ليبيا ولم يسجل منذ بداية الموسم. ويأمل اللاعب كما قال أن يحرره هذا الهدف ولن يكون الأخير له، مبديا تفاؤله بقدرة فريقه على حصد النقاط الثلاث أمام شباب بلوزداد لأن اللاعبين عازمون على عدم تضييع الفرصة -على حد تعبيره. دفنون شعر أن السماء سقطت عليه أوقف المدافع دفنون الكرة بيده في إحدى اللقطات وهي متوجهة نحو الشباك، ولم يتردد الحكم حدادة في الإعلان عن ركلة جزاء، وأكد دفنون أنه شعر بعدها أن السماء سقطت عليه -كما قال- خاصة أن المباراة كانت في دقائقها الأخيرة. وأضاف دفنون أنه لم يتأثر من طرده بالبطاقة الحمراء مثلما تخوّف من تسجيل المنافس الهدف الثاني، لا سيما أن العودة في النتيجة كانت صعبة للغاية في تلك اللحظات الحساسة والتشكيلة منقوصة من خدمات لاعب، لكن بعد تضييع الركلة من شعيب أكد اللاعبون أن دفنون أنقذ فريقه من هدف محقق رغم خروجه بالبطاقة الحمراء. معطى اللّه يثني على إزيشال أحسن لاعب فوق أرضية الميدان كان التشادي إزيشال الذي قاد هجوم البليدة لوحده في ظل عدم ظهور عابد والبديل جمعوني بمردود في المستوى. وقد إعتمد اللاعبون كثيرا على إزيشال الذي كان مصدر خطر حقيقي لهجوم مولودية وهران وسجل هدفا لا نشاهد مثله إلا نادرا بتسديدة صاروخية من بعد 35 م. ليؤكد هذا اللاعب مرة أخرى أنه ورقة رابحة في تشكيلة البليدة، والإدارة لم تخطئ عندما أعادته من جديد إلى التشكيلة رغم ما قام به الموسم الفارط وبداية هذا الموسم. وفي نهاية اللقاء أثنى مدرب مولودية وهران معطى الله كثيرا على هذا اللاعب وأكد أنه مكسب كبير للبليدة بما أنه فاز لوحده تقريبا على فريقه. الطاقم الفني سيحدث تغييرات في لقاء الغد سيحدث الطاقم الفني تغييرات في لقاء الغد أمام شباب بلوزداد، لا سيما في الخط الخلفي الذي أدى أسوأ مباراة له هذا الموسم. ومن المنتظر أن يعود أوسعد إلى منصبه على الجهة اليمنى بما أن سباعي ظهر بمردود متواضع طيلة اللقاء، في حين سيعود زموشي إلى وسط الدفاع لخلافة دفنون الذي تلقى بطاقة حمراء ستجعله يغيب عن لقاء الغد وأمام مولودية باتنة لأن الرابطة الوطنية ستعاقبه بلقاءين دون شك. التشكيلة خرجت دون إصابات أبدى الطاقم الفني إرتياحه الشديد من خروج فريقه دون إصابات، حيث كان عساس متخوّفا من إصابة بعض اللاعبين ما سيحرمهم من مواجهة الغد التي ستكون صعبة للغاية، خاصة أن ضيق الوقت لا يسمح للاعبين من التماثل إلى الشفاء، لكن في المقابل تحصل دفنون على بطاقة حمراء. الأنصار غادروا فرحين وسيغزون المدرجات غدا غادر أنصار البليدة ملعب “تشاكر” في قمة السعادة بعد هذا الفوز الذي حافظ على كامل حظوظ فريقهم في تحقيق البقاء ضمن حظيرة الوطني الأول. وإذا كانوا قد قاطعوا لقاء مولودية وهران بسبب سوء النتائج، فإنهم سيحضرون إلى المدرجات غدا بأعداد غفيرة من أجل الوقوف إلى جانب فريقهم لأن اللقاء يعد “داربي” تقريبا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الفوز الأخير سيعيدهم من جديد إلى المدرجات. -------- إزيشال: “الفوز على وهران سيفتح أبواب البقاء” فوز صعب للغاية على م. وهران، أليس كذلك؟ صحيح هذا الفوز كان صعبا للغاية والنتيجة تؤكد ذلك، لكنه في المقابل كان ثمينا لأننا كنا أمام منعرج البطولة والتعثر كان ممنوعا علينا. لا يهم بكم فزنا من الأهداف وإنما المهم أننا تمكنّا من الظفر بالنقاط الثلاث بعد 4 أشهر دون أي فوز. بعدما سجلتم هدفين الجميع كانوا يعتقدون أنكم ستفوزون بنتيجة ثقيلة. بدأنا اللقاء بشكل جيد، حيث سجلنا هدفين في أقل من نصف ساعة، وهو أفضل سيناريو كنا نتمناه، وأتيحت لنا بعض الفرص التي لم نستغلها. وفي المقابل إستفاد المنافس من ركلة جزاء في البداية قلّص بها الفارق، وحتى في المرحلة الثانية كان بإمكاننا تسجيل هدفين آخرين لكن غياب الحظ وتألق الحارس بن حمو الذي أنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة جعلنا لا نصل إلى الشباك. وفي الوقت الذي كنا نسير فيه اللقاء تحصل المنافس على ركلة جزاء لكن لحسن الحظ أن غالم عرف كيف يصدها. هل كنتم تنتظرون هذا السيناريو؟ شخصيا كرة القدم علّمتني أن ألعب بالإرادة نفسها وأنتظر كل السيناريوهات إلى غاية صافرة الحكم النهائية، لكن بعدما أعلن الحكم عن ركلة جزاء للمنافس شعرت بالفشل وقلت في قرارة نفسي أن مهمتنا ستتعقد أكثر في حال تسجيلها، لكن الحظ كان إلى جانبنا وفرنا بالنقاط الثلاث التي ستكون ثمينة للغاية وترفع معنوياتنا كثيرا. كيف بدا لك المنافس؟ المنافس لم يظهر الكثير في هذا اللقاء، حيث اكتفى بالدفاع عن منطقته وإعتمد على الهجمات المعاكسة تحصل على إثرها على ركلتي جزاء. وقد لعب بحرارة هو الآخر وصعّب مهمتنا كثيرا طيلة التسعين دقيقة. سجلت هدفا جميلا وكنت أحد أحسن اللاعبين، ماذا تقول؟ عزيمتي كانت قوية في هذا اللقاء من أجل الوصول إلى الشباك حتى نتفادى الإنتقادات والتسجيل هو السبيل الوحيد لضمان النقاط الثلاث. قلت لكم سابقا إني بدأت أستعيد كامل إمكاناتي لأني إلتحقت متأخرا بالفريق، وحاليا أشعر أني في أحسن أحوالي وسأؤكد في المباريات القادمة. كيف ترى مستقبل التشكيلة؟ هذا الفوز أعتبره بمثابة مفتاح البقاء في بطولة القسم الأول، الآن تحقق التحرر الذي كنا نبحث عنه منذ أشهر، وما علينا سوى التأكيد في المباريات القادمة، ونملك فرصة لتدعيم رصيدنا بثلاث نقاط عندما نستضيف شباب بلوزداد فوق ميداننا في الجولة القادمة.