243 طن هربت للخارج ووزعت على الفنادق والمصانع تمكنت الجزائر أول أمس من اصطياد كامل حصتها من سمك التونة الحمراء قبل الوقت المحدد، من طرف اللجنة العالمية للحفاظ على هذه السمكة، والذي حدد بتاريخ 24 جوان، وقدرت حصة الجزائر من الصيد ب243 طن، ما جعل الكثير من الصيادين والمستهلكين يتساءلون أين تذهب هذه الكمية الكبيرة من سمكة التونة؟ التي لا يوجد لها أثر في الأسواق، ولا في موانئ الصيد، ما جعل الجزائريين من أقل الشعوب في العالم استهلاكا لسمكة التونة، والتي عادة ما يشتريها المواطن على شكل معلبات صغيرة ارتفعت أسعارها من 40 دج إلى 70 دج ل 40 غراما من التونة، ما دفع الإتحاد الوطني للصيادين إلى المطالبة بالتحقيق في مصير 243 طن من سمك التونة التي تم اصطيادها خلال شهر ونصف فقط. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الإتحاد الوطني للصيادين حسين بلوط ل"الشروق" أن أكبر نسبة من سمكة التونة التي يتم اصطيادها تهرب للخارج بأثمان منخفضة ليستفيد منها الأوربيين، في حين تسوق الكمية المتبقية على المصانع التي تبيع هذه المادة للجزائريين بأسعار جد مرتفعة تقدر ب70 دج ل 40 غراما من التونة، وهذا ما يجعل السواد الأعظم من المواطنين لا يعرفون هذه السمكة على موائدهم. وأضاف المتحدث أنه لا وجود لأثر سمكة التونة الحمراء في الأسواق ولا في موانئ الصيد، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصير هذه السمكة، خاصة وأن السواحل الجزائرية تستقطب سنويا مئات الأطنان من سمك التونة المهاجر، وكشف عن وجود 617 باخرة صيد متخصصة في سمك التونة في سواحل البحر الأبيض المتوسط، لا تملك الجزائر منها سوى ثمانية سفن. وقال محدثنا إن السفن الجزائرية في الكثير من الأحيان تبيع حصتها من الصيد في عرض البحر في صفقات مشبوهة وغير قانونية، وطالب من وزارة الصيد البحري ووزارة التجارة بالتحقيق العاجل في وجهة الجزائر من سمكة التونة. من جهتها طالبت الفدرالية الجزائرية للمستهلكين بدورها التحقيق في القضية، مؤكدة أن المستهلك الجزائري الأفقر في العالم من ناحية استهلاك التونة، حيث لا يتجاوز معدل استهلاكه لهذه المادة 500 غرام في السنة، مقابل 40 كغ عند المواطن الأوروبي و70 كغ عند الياباني. وأضافت الفدرالية أن المواطن الجزائري يستهلك سمكة التونة على شكل معلبات صغيرة تحتوي على مضافات غذائية قد تتسبب في أمراض سرطانية، خاصة وأن هذه المعلبات تسوّق بأسعار جد مرتفعة ما يجعلها في متناول العائلات الميسورة فقط.
وزارة الصيد تتبرأ وتتهم الصيادين وعند استفسارنا عن مصير سمكة التونة، أكد مصدر حسن الإطلاع بوزارة الصيد البحري ل"الشروق" أن الوزارة وفرت ثمانية قوارب لاصطياد سمكة التونة التي يتم تسويقها للصيادين المهنيين المتخصصين في سمكة التونة، والذين يعملون بدورهم على تسويق هذا المادة على التجار والصيادين، وأضاف أن الوزارة لا تقوم بالتسويق المباشر لهذه المادة بل تشرف على اصطيادها بالتنسيق مع الصيادين المتخصصين، وأكد أن حصة الجزائر من هذه السمكة تحددها اللجنة العالمية للحفاظ على سمكة التونة.