نشرت : المصدر الخبر الجزائرية الاثنين 23 فبراير 2015 11:41 تسببت الحصيلة الكبيرة المسجلة في عدد الوفيات جراء انتشار فيروس "أش 1 أن 1" ، في حالة من الخوف والذعر لدى شريحة كبيرة من المواطنين، حيث تشهد مختلف صيدليات الوطن هذه الأيام، تدفّقا غير مسبوق من أجل اقتناء اللقاح دون جدوى، بفعل نفاد الكميات المتوفرة منذ مدة. في حين يُحمّل المختصون مسؤولية ما يحدث إلى وزارة الصحة، بفعل عدم استشرافها لمثل هذا سيناريو، فضلا عن تسبب تصريحات بعض مسؤوليها في زرع حالة البسيكوز الجارية. أكد نهار أمس، السيد فيصل عابد، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة، نفاد كل الكميات الزهيدة من لقاح الأنفلونزا الموسمية التي تحصّل عليها صيادلة الوطن من أجل تسويقها لصالح الزبائن، 600 ألف جرعة، حيث بات الحصول على جرعة واحدة من اللقاح أمرا شبه مستحيلا، مقابل إقبال لافت للمواطنين بسبب استمرار التقلبات الجوية من جهة، وارتفاع حصيلة الوفيات جراء فيروس "أش 1 أن 1" من جهة أخرى. مضيفا أن بعض المرضى الذين استفادوا من التلقيح يحتاجون إلى إعادة التلقيح لضمان التحصّن الكامل من العدوى، غير أن توفيره في الوقت الراهن غير ممكن، باعتبار أن اقتنائه يخضع لإجراءات معقّدة ترتكز على تحديد كمية الطلب بشكل مسبق، فضلا عن فوات أوان التلقيح المفترض في بداية شهر أكتوبر. وفي هذا الاتجاه، وجّه المتحدث انتقادات شديدة للسلطات الوصية، وعلى رأسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، في ضوء انعدام حملات تحسيس بخطر الأنفلونزا، ناهيك عن عدم استشرافها لخطورة الفيروسات التي ميّزت هذا الموسم. أرجع السيد بلعروسي الهواري عضو نقابة "السنابو"، أسباب الحصيلة الثقيلة من الضحايا (27 ضحية بفيروس "أش 1 أن "1 لوحده) إلى غياب ثقافة الحس الوقائي، فضلا عن الاستهانة بعلاج مضاعفات الأنفلونزا في بداية الأمر. من جانبه، حمّل الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس العمادة الوطنية للأطباء، مسؤولية سيناريو الخوف الذي تغلغل في أوساط كثير من المواطنين، إلى التصريحات غير المسؤولة التي صدّرها إلى الرأي العام مديرو الصحة في العديد من ولايات الوطن، حول أعداد المتوفين جراء فيروس "أش1 أن1"، مطالبا الوزارة بتخصيص هيئة مسؤولة تسند إليها مهمة شرح وتفصيل مثل هذه الأمراض المعدية، تفاديا لأي شكوك قد تكون نتائجها وخيمة في أرض الواقع. ودعا المتحدث الوزارة اتخاذ تدابير صارمة من أجل فرض إجبارية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية مستقبلا على غرار ما يحدث في الكثير من الدول.