نشرت : الخميس 04 يونيو 2015 09:00 وللسير أعمال لابد منها ولابد من تحقيقها ولابد من عناية من السائرين بها وهي : فرائض الإسلام وواجبات الدين والقيام بأنواع العبودية لله جل وعلا مع التجنب للآثام والبعد عن الحرام خوفاً من عقاب الملك العلام سبحانه . ولم يتقرب متقرب إلى الله بشيء أحب إلى الله عز وجل من فرائض الدين وواجباته ، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ". وفي طريق السائرين عقبات لابد من تخطيها ، ومن لم يتخطَّ تلك العقبات أصبحت عائقاً له في سيره إلى الله جل وعلا ، ولهذا كان متأكداً على كل سائرٍ يرجو رحمة الله تبارك وتعالى ويخاف عقابه أن يحذر ويحاذر من عقبات الطريق ومعوقات الطريق التي تواجه الإنسان في سيره وطريقه ، وهي تتلخص في عقبات ثلاث ألا وهي : - الشرك بالله ؛ ويكون التخلص من هذه العقبة بإخلاص الدين لله جل وعلا . - والعقبة الثانية : البدعة ؛ ويكون التخلص منها بتجريد المتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام . - والعقبة الثالثة : المعاصي بأنواعها؛ ويكون التخلص منها بالتوبة مما وقع فيه من الذنوب وبالعزم على البعد عنها والمحاذرة من الوقوع فيها . وطريق السائرين إلى الله عز وجل فيه لصوص وقُطَّاع طريق يقطعون على السائر طريقه ويشوِّشون عليه في سيره فيجب عليه أن يكون على حذرٍ منهم ، وأعظم قُطَّاع الطريق الشيطان الرجيم – أعاذنا الله تبارك وتعالى جميعاً منه – ؛ ولهذا جاءت الآيات الكثيرات في كتاب الله جل وعلا بالتحذير من هذا العدو ووجوب اتخاذه عدوا ، وبيان أنه يأتي الإنسان من جهاته كلها ؛ من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، وأنه قاعد له بكل صراط لصدِّه عن دين الله ولإبعاده عن طاعة الله ، قال صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ" أي بكل طريق يسير فيه يبتغي رحمة الله ويرجو ثواب الله يقعد له الشيطان لصده وإبعاده وصرفه عن طاعة الله . وكذلكم من قطاع الطريق أعوان الشيطان وأحزابه من شياطين الإنس والجن وما أكثرهم ، لا كثَّرهم الله وأعاذنا والمسلمين من شرورهم أجمعين . وهذا الطريق لا يصلح فيه التباطؤ والتماوت والكسل بل الواجب فيه المسارعة للخيرات واغتنام الأوقات والمنافسة في الطاعات ليفوز السائر فوزاً عظيما ويغتنم المواسم الفاضلة والأوقات الفاضلة ليجدَّ ويجتهد في طاعة الله وعبادة الله تبارك وتعالى لتكون له هذه الحياة مغنماً وإلى الخيرات مرتقىً وسلَّما. ولكل عبد سائر في هذه الحياة أمدٌ لا يتعداه ووقت لا يتجاوزه ؛ فإذا جاء الأجل لا يتقدم عنه العبد ساعة ولا يتأخر ، والسعيد من عباد الله من يُعِدّ لذلك اليوم عدته ويهيئ له جهازه بالطاعة والعبودية لله تبارك وتعالى.