بعد أن كانت "الهدّاف" هي أول وسيلة إعلامية كشفت عن مقر تربص التشكيلة الوطنية استعدادا للقائها القادم أمام المنتخب المغربي المقرر يوم 4 جوان، فإنها كالعادة كانت السباقة إلى زيارة مركز "لا مانغا كلوب" من أجل إعطاء فكرة ولو كانت بسيطة عن المكان الذي سيحضّر فيه زملاء حسان يبدة للقائهم المصيري في سباقهم من أجل اقتلاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي ستحتضنها مناصفة الغابون وغينيا الاستوائية. باريس وبداية الرحلة إلى "آليكانت" يوم الأحد بعد أن جاءت فكرة التنقل إلى مركز "لا مونغا كلوب" من أجل إجراء روبورتاج هناك، لم تتردّد "الهدّاف" لحظة واحدة في إيفاد أحد مبعوثيها إلى إسبانيا رغم أن الفاتح من ماي كان يوم عطلة بمناسبة اليوم العالمي للشغل، وقد امتطينا طائرة متوجهة من العاصمة الفرنسية "باريس" نحو مدينة "آليكانت" الإسبانية التي وصلناها بعد ساعة و45 دقيقة من الطيران، ومن حسن حظنا أننا وجدنا أماكن شاغرة للحجز في تلك الرحلة. من "آليكانت" إلى "قرطجنة" في مسافة 94 كلم قبل أن تنطلق رحلتي نحو هذه المدينة، بمجرد وصولي إلى "آليكانت" قررت كراء سيارة حتى تسهل عليّ عملية التنقل إلى مدينة "قرطجنة" وكي أربح المزيد من الوقت، وهو ما حدث حيث تحصلت على سيارة من نوع KIA سوداء اللون، وقد وصلتها بعد ساعة من السير حيث قطعت بالضبط 94 كلم في طريق سريع ووسط مناظر طبيعية خلابة جعلت الرحلة تمر "خفيفة ظريفة". "مغربي يرحّب بنا في مطعمه Alhambra" وبعد أن حجزت في أحد الفنادق هناك في "قرطجنة" كان من الضروري أن نتوجه إلى أحد المطاعم من أجل تناول وجبة العشاء، وقد وقع اختياري على مطعم "Alhambra"، ومن حسن الصدف فإن مالكه مغربي ويدعى عبد الفتاح، حيث أنه بمجرد أن عرف أننا جزائريين استقبلنا بحفاوة كبيرة وأكد لنا سعادته بوجودنا في مطعمه. اقترح علينا تناول "طاجين" مغربي و"عزمنا" على كوب شاي واقترح عليّ عبد الفتاح تناول أكلة مغربية شعبية وهي "الطاجين"، وهو الأمر الذي قبلته بصدر رحب ويمكن التأكيد أنّي لم أخطئ في الأمر لأن الطبق كان شهيا جدا ولذيذا. طيبة عبد الفتاح جعلته يلح علينا بعد أن أنهينا تناول وجبة العشاء وكنا نتأهب لمغادرة المطعم لأخذ كوب شاي، وهو الأمر الذي حدث وقد استغللت الفرصة من أجل الحديث عن أمور عديدة متعلقة بكرة القدم وأشياء أخرى. "الاثنين La Fiesta وكل المحلات تقريبًا مغلقة" في صبيحة يوم الاثنين استيقظت باكرًا من أجل شراء شريحة هاتفية إسبانية حتى يسهل عليّ الاتصال، وكم كانت مفاجأتي كبيرة لما وجدت غالبية المحلات مغلقة قبل أن أكتشف أن ذلك اليوم يتزامن مع "La Fiesta" أو ما نسميه عندنا باللغة العامية (الفيشطة)، حيث جرت العادة في إسبانيا أن يكون اليوم الذي يلي عطلة سنوية مثل 1 ماي (عيد العمال) لمّا يتزامن مع يوم أحد أن يكون هو أيضا يوم عطلة، وبما أن الفاتح من ماي هذه السنة تزامن مع يوم أحد فإنه آليا أول أمس الاثنين كان يوم عطلة أيضًا ومدفوع الأجر لجميع الإسبان. "لا مانغا كلوب" على بعد 20 كلم فقط من "قرطجنة" بعد شراء شريحة هاتفية من مركز تجاري كان مفتوحا (كارفور) وتناول فطور الصباح كانت وجهتي مباشرة بعد ذلك مركز "لا مانغا كلوب" الذي لا يبعد عن مدينة "قرطجنة" إلاّ بحوالي 20 كلم فقط، حيث أن 10 دقائق فقط كانت كافية بالنسبة لي من أجل الوصول إلى هذا المركز الذي تفاجأت كثيرا بكبره ولم أتعرف حتى على الباب الرئيسي الذي يتسنى لي الدخول منه مع كثرة الأبواب الموجودة عند مخرجه. حرسة أمنية مشدّدة في المدخل واستقبلتنا مضيفة بابتسامة عريضة بعد أن فضّلت أن لا أدخل المركز من البوابة الأولى واصلت السير على مسافة 2 كيلومتر، حيث وجدت بوابة أخرى وهنا قررت أن أدخل منها رغم أن الحراسة كانت مشدّدة أمام الباب، لكن ما إن تقدمت كي أعرّف بنفسي استقبلتني فتاة بابتسامة عريضة، حيث رحبت بي وطلبت مني الدخول إلى المركز الذي كان شاسعا، وهو ما جعلني آخذ وقتا طويلا من أجل إيجاد الفندق الذي ستقيم فيه العناصر الوطنية. نصف ساعة كاملة لإيجاد فندق "la Manga Club Principe Felipe" ومرت نصف ساعة وأنا أسير بسيارتي في مركز "لا مانغا كلوب" لكن دون أن أجد الفندق الذي ستقيم فيه العناصر الوطنية والأسوأ من ذلك وجدت نفسي عند الباب الأول الذي تفاديت الدخول منه في المرة السابقة ما جعلني أطلب المساعدة من أحد الحراس هناك الذي دلني على مكان الفندق الذي ما إن وصلت أمامه حتى وجدت لوحة كبيرة مكتوب فيها مرحبا بكم في فندق: "la Manga Club Principe Felipe"، وهي التسمية الصحيحة للفندق مع العلم أن المركز اسمه "مانغا كلوب" فقط. زخرفة إفريقية في مدخل الفندق توحي وكأنك في جنوب إفريقيا إلى جانب الأمن الذي كان منتشرًا بكثرة عند مدخل الفندق، فإن أكثر ما يلفت الانتباه في البهو تبقى تلك الزخرفة الإفريقية التي كانت تزينه والتي تجعل أي زائر له يعتقد وكأنه في جنوب إفريقيا وليس في مدينة إسبانية، مع الإشارة إلى أن أعوان الأمن والاستقبال الذين كانوا في مدخل الفندق يتحدثون باللغة الإنجليزية وليس الإسبانية مثلما كنا ننتظر أن يكون عليه الحال. "بيدرو" المرشد ويتكلّم الفرنسية بطلاقة كبيرة وبعد دقائق وأنا أتجول في بهو الفندق الذي كان رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس من الصدفة أن يكون مصنّفا ب 5 نجوم، توجهت إلى الاستقبال أين طلبت هناك معلومات حول الأندية والمنتخبات الرياضية التي سبق لها أن أجرت تربصات فيه، وقد طلب مني انتظار بعض الوقت لأن المكلّف بالحديث حول هذا الجانب غير موجود، ولم تمر 5 دقائق حتى اقترب مني "بيدرو لويس سانشيز" وهو إداري بالفندق، وبمجرد أن علم كوني جزائريًا لم يتردد في الحديث معي باللغة الفرنسية التي كان يتحدّثها بطلاقة كبيرة. يناصر "البارصا" رغم أن الجميع يعشق نادي "قرطجنة" هنا وفاجأنا "بيدرو" ونحن نمازحه أنه مناصر وفي لنادي برشلونة، حيث ذهب للتأكيد لنا أن هذا النادي هو الأفضل في العالم، وحتى خسارته الأخيرة أمام "ريال سوسيداد" في "لاليغا" السبت الفارط لم تكن مهمة لأن المدرب "غوارديولا" أشرك التشكيلة الاحتياطية، وما يهم حسبه هو هزم ريال مدريد (في لقاء أمس) مجددا والتتويج بكأس رابطة أبطال أوروبا. "بيدرو" أوضح لنا من جانب آخر أن الجميع في هذه المنطقة يناصرون نادي "قرطجنة" الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية الإسبانية، وأن هذا الأمر لا يهمه هو لأنه مولع ب "البارصا" وليس غيرها. أكد حجز "الخضر" في الفندق ولبّى جميع الطلبات ويمكن التأكيد أن 45 دقيقة التي قضتها "الهدّاف" مع "بيدرو" كانت رائعة ومرّت بسرعة البرق، حيث أنه لبى جميع طلباتنا وكان تحت تصرفنا، ولم يبخل بمدنا بأي معلومة طلبناها منها بخصوص تربص المنتخب الوطني في مركز "لا مانغا سبور"، وقد أكد لنا في البداية أن المدرب بن شيخة وتاسفاوت زارا المركز والفندق وقاما بالحجز فيه قبل أن يقبل طلبنا بزيارة الغرف التي سيقيم فيها زملاء يبدة طيلة فترة التربص، وهو ما استغللناه من أجل التقاط صور فيها. "بيدرو" تحدث معنا أيضا عن عدة أشياء تتعلق سواء بالمركز أو الفندق. 18 كلم من الطريق داخل المركّب دون الحديث عن البنايات والمنشآت الرياضية وإلى جانب كل الأمور المتعلقة بحجز المنتخب الوطني في فندق "مانغا كلوب برينس فيليب" فإن "بيدرو" كشف لنا رقما لم نكن نتصوره يخص وجود 18 كلم من الطريق داخل مركب "مانغا كلوب" الذي يعتبر أشبه بالمدينة ما دام أن كل شيء متوفر فيه، حيث أوضح لنا أن هذه المسافة لا تأخذ بعين الاعتبار الأماكن التي شيدت فيها البنايات والمنشآت الرياضية الخاصة بالمركب الذي لاحظنا أنه توجد فيه أيضا العديد من المنازل التي يقطنها أشخاص ليسوا بزبائن في المركز. منازل فخمة تصل إلى 6 مليون جنيه إسترليني معظمها ل "البريطانيين" وحسب ما اكتشفناه فإن الأشخاص الذين يقطنون في تلك المنازل هم جميعهم من الطبقة الأرستقراطية، خاصة أن ثمن تلك المنازل مرتفع جدا حيث يصل إلى 6 مليون جنيه إسترليني (حوالي 9 مليون أورو) للمنزل الواحد، والغالبية التي تقطن وسط المركز هم من إنجلترا وإيرلندا، وهو أمر يمكن اعتباره عاديا لو نعلم أن الكثير من البريطانيين خاصة منهم المتقدمين في السن يلجؤون دائما للعيش في جنوب أوروبا، أين تكون درجة الحرارة معتدلة حيث أن أعدادهم أصبحت كثيرة في السنوات الأخيرة خاصة في المدن الجنوبية من فرنسا، إسبانيا وحتى البرتغال. 20 مطعما، مستشفى، محلات تجارية وكأنك في مدينة وليس مركزًا وإذا كان "بيدرو" قد أوضح لنا أن مساحة مركز "لا مانغا كلوب" هي نفسها مساحة إمارة "موناكو" فإننا اكتشفنا أنها تفوقها بكثير، خاصة أننا وجدنا أنفسنا بعد أن أنهينا الحديث مع "بيدرو" وغادرنا الفندق وكأننا نتجول في مدينة، ما دام أن كل شيء متوفر في هذا المركز بدليل وجود 20 مطعما كاملا إلى جانب مقاهي ومحلات تجارية، وحتى مستشفى وصيدلية، وهو أمر يجعل الزائر إلى "مانغا كلوب" يجد كل شيء يطلبه متوفرا. دين متوفرة من بينها ملعب يتسع إلى 800 متفرج وبالنسبة للمنشآت الرياضية الموجودة في المركز، فإنه يوجد 8 ميادين من بينها 5 خاصة بممارسة كرة القدم، وواحد ل "الريغبي" وآخر لرياضة "الكريكات" وهذا إلى جانب ملعب يتّسع إلى 800 مناصر. وإلى جانب كل هذا فإنه يوجد 3 ميادين لممارسة رياضة الغولف ونادٍ للأحصنة والتنس إلى جانب قاعات لتقوية العضلات وأيضا السباحة. 3 ساعات كاملة استغرقناها من أجل زيارة كامل المركز إذا كنا في بادئ الأمر قبل التحول إلى مركز "لا مانغا كلوب" نتصور أن زيارتنا له لن تستغرق أزيد من ساعة في أقصى الحالات، فإننا وجدنا أنفسنا نبقى فيه 3 ساعات كاملة من أجل زيارته بالأكمل، بصراحة فقد اكتشفنا مركزا رائعا بمواصفات تجعله من أحسن مراكز التحضير الرياضية في العالم، سواء من حيث المنشآت الرياضية أو اللوجستيكية المتواجدة فيه، أو من حيث المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به والتي تمنح للرياضي الجو الملائم لإجراء أفضل تحضير ممكن. بيدرو: "كل شيء متوفر للتحضير الجيد ولا أعتقد أنه يوجد أفضل منّا" وكان "بيدرو" قبل أن نغادر المركز قد أوضح لنا أن المنتخب الوطني قد أحسن صنعا باختياره التربص في إسبانيا وتحديدًا في "لا مانغا كلوب" الذي يوفر لرياضيي النخبة كل ظروف التحضير الجيدة سواء بمنشآته الرياضية أو فخامة الفندق الذي يسمح للاعبين بإيجاد أفضل ظروف الراحة، وقد أوضح لنا "بيدرو" الذي كان لطيفا جدا معنا أنه لا يوجد أفضل من هذا المركز في العالم، وإلاّ لما كانت أندية ومنتخبات عالمية كبيرة قد تربصت فيه من قبل. إمكانات كبيرة سخّرتها الفاف والكرة في مرمى اللاعبين وبدورنا وبعد الذي شاهدناه بأم أعيننا يمكن التأكيد أن الرفاهية الكبيرة التي سيجدها أشبال بن شيخة في "لا مانغا كلوب" ستجعل الكرة في مرماهم الآن بعدما وفّرت لهم الفاف كل الإمكانيات لضمان أفضل تحضير لمباراتهم أمام المغرب والتي لم يسبق لأي تشكيلة وطنية أن استفادت بمثلها من قبل، حيث سيكونون في واحد من أفضل مراكز التحضير الرياضي في العالم وبعيدا عن كل الضغوط، والأكيد أنهم لن يحلموا بأفضل من هذا المركز للتحضير لموقعة "مراكش". ------- "الخضر" سيكونون أول منتخب عربي والثاني إفريقيًا الذين سيتربصون هناك... "لا مانغا كلوب" احتضن تربص 18 منتخبا عالميا و95 ناديًا كانت "الهدّاف" لمّا انفردت بنشر خبر تربص المنتخب الوطني في "لا مانغا كلوب" قد ذكرت أسماء بعض الأندية والمنتخبات العالمية التي أجرت تربصاتها هناك، لكننا بصراحة لم نكن نتصور أن نجد العدد كبيرا بذلك الحجم لمّا منحتنا إدارة المركز أسماء المنتخبات والأندية التي سبق لها زيارة "لا مانغا كلوب"، حيث وجدنا بالضبط 18 منتخبا و95 ناديًا أجروا تربصات فيه، وهو عدد كبير جدا لا يؤكد سوى أن هذا المركز عالمي ويوفر كل متطلبات النجاح. إنجلترا، الدانمارك والسويد أبرز المنتخبات المتربصة هناك تبقى منتخبات إنجلترا، الدانمارك، السويد وبدرجة أقل فنلندا، بلاد الغال وكوريا الجنوبية هي أبرز المنتخبات التي أجرت تربصات في "لا مانغا كلوب"، مع التوضيح أن 8 منتخبات للأكابر تربصت في هذا المركز، والبقية تخص الفئات الشبانية والمنتخبات النسوية. ... والريال، "البارصا"، البايرن، تشيلسي وليفربول من الأندية ويعد "لا مانغا كلوب" هو المكان المفضل للأندية العالمية لمّا نجد أن 95 ناديا أجروا تربصا هناك، والملفت للانتباه أن عمالقة الكرة الأوروبية في صورة ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونيخ، بوروسيا دورتموند، تشيلسي، آرسنال ونوادي أخرى إسبانية، إنجليزية وروسية خاصة تربصت في هذا المركز الذي بالمقابل لم يسبق له أن احتضن تربصا لنوادي إيطالية أو فرنسية. منتخب جنوب إفريقيا حضّر فيه مونديال 2002 وسيكون المنتخب الوطني هو أول منتخب عربي سيزور "لا مانغا كلوب" مادام أنه ولا منتخب وحتى نادٍ من البلدان العربية سبق أن تربص هناك، وبالمقابل سيكون "الخضر" ثاني منتخب إفريقي سيزور هذا المركز بعد منتخب جنوب إفريقيا الذي حضّر فيه مونديال 2002 برفقة منتخب كوريا الجنوبية. منتخب بلاد الغال آخر منتخب تربص هناك قبل مواجهته إيرلندا وكان آخر منتخب أجرى تربصا في "لا مانغا كلوب" هو منتخب بلاد الغال قبل مباراته أمام إيرلندا شهر فيفري القادم، والمركز حاليا لا يوجد فيه أي منتخب أو نادي كرة قدم، وهو أمر طبيعي كون غالبية الأندية منشغلة بإنهاء موسمها الرياضي في الوقت الراهن.
