سيشد مركب “مراكش الجديد” أنظار كل عشاق الكرة المستديرة وهذا بمناسبة “الداربي” المنتظر بين المغرب والجزائر والذي سينطلق في تمام الساعة التاسعة ليلا... ولم تشد مباراة اهتمام الجمهور والإعلام الجزائري منذ نهائيات كأس العالم مثل مباراة المغرب التي ستلعب سهرة اليوم لأن الحديث عن لقاء عنابة لم يكن تقريبا إلا في الأسبوعين اللذين سبقا المقابلة، عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للقاء “مراكش” الذي كثر الحديث عنه منذ نهاية مباراة 27 مارس الفارط بين المنتخبين، ويبقى الأمر مفهوما إذا نظرنا إلى ترتيب المجموعة (د) في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 (المنتخبات الأربعة تتقاسم المركز الأول) وهذا بعد 3 مباريات لعبت أي في نصف المشوار وهذا ما من شأنه أن يجعل من الآن كل لقاء هاما ونقاطه مصيرية في الحسم النهائي. ومن هنا يمكن التأكيد على أن المنهزم في لقاء سهرة اليوم سيدفع الثمن غاليا وحتى التعادل قد لن يكون نتيجة إيجابية للمنتخبين. مباراة مصيرية للمنتخبين والمنهزم سيكون خارج السباق مثلما كان عليه الحال في مباراة عنابة يوم 27 مارس الفارط، فإن نقاط “الداربي” سيكون وزنها كبيرا بالنسبة للتشكيلة الوطنية التي إن كانت قد قفزت بعد فوزها في لقاء الذهاب من المركز الأخير في ترتيب المجموعة إلى صدارتها فيما بعد، فإنها قادرة اليوم على خطو خطوة عملاقة نحو التأهل إلى “كان 2012” في حال نجاحها بالعودة بنقاط الفوز من “مراكش” وحتى التعادل قد يساعدها على تحقيق ذلك الهدف في وقت أن الهزيمة قد ترهن تماما حظوظ أشبال بن شيخة في تسجيل حضورهم في أكبر تظاهرة إفريقية السنة القادمة، ونفس الحال ينطبق على المنتخب المغربي الذي ليس أمامه إلاّ هدف واحد وهو الفوز اليوم لتدارك خسارته المسجلة في عنابة والذي ينتظره في المواجهة الموالية تنقل محفوف بالمخاطر إلى “بانڤي” لمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى. “الخضر” أفضل تحضيرا مقارنة بلقاء عنابة أهمية مباراة اليوم للتشكيلة الوطنية جعلت “الفاف” تضع كل الظروف من أجل ضمان استعداد جيد للتشكيلة بمناسبة مباراة اليوم حيث تربص “الخضر” مدة 13 يوما في إسبانيا وتحديدا في “لامانڤا كلوب” وسط ظروف مناخية رائعة أنهوه بالتنقل في طائرة خاصة نحو مراكش التي يقيمون فيها في فندق اختارته “الفاف” بنفسها وهذا ما يجعل اللاعبين مطالبين فقط بالتركيز على اللقاء والقيام بالدور المنتظر منهم سهرة اليوم خاصة وأنه وجب الإضافة أن منتخبنا الوطني ليس لديه غائبون بارزون في تشكيلته مثلما هو عليه الحال بالنسبة للمنتخب المغربي عدا ربما جبور فقط الذي تبقى مشاركته “بين وبين” وهو ما من شأنه أن يجعل الجزائر تدخل لقاء اليوم في ظروف أكثر من مواتية وأفضل بالتأكيد من مباراة الذهاب التي جرت في عنابة. سيكونون أقوى بتواجد بوڤرة، زياني، قادير ومطمور وإذا تمكن “الخضر” من هزم المغرب في لقاء عنابة وهذا رغم غياب لاعبين أساسيين في التشكيلة هما بوڤرة وزياني ولاعبين آخرين كانوا هامين جدا في “مونديال” جنوب إفريقيا ولعبوا اللقاءات الثلاثة هناك أساسيين وهما مطمور وقادير، فهم قادرون على تكرار سيناريو 27 مارس الفارط مادام أنهم سيستفيدون الآن من كامل تعدادهم وهو ما سيجعلهم حتما أقوى بكثير. وإذا كان “ڤيريتس” ولاعبوه قد أكثروا من التصريحات منذ لقاء الذهاب فإن فوز “الخضر” يومها لم يكن مستحقا قياسا بالأداء الذي قدمه يومها لحسن وزملاؤه، فإنه لو يأخذ المغاربة ذلك اللقاء كمعيار حضروا به مواجهة اليوم فإنهم حتما سيتلقون مفاجأة غير سارة لما نعلم أن 3 إلى 4 لاعبين سيتغيرون في تشكيلة “الخضر” مقارنة بمواجهة عنابة. حتى الحرارة معتدلة و29 درجة فقط منتظرة اليوم في مراكش وإلى جانب كل الظروف التي ذكرناها أعلاه والتي تبدو في صالح التشكيلة الوطنية والتي من شأنها أن تجعلها تأمل في تحقيق نتيجة إيجابية هناك، فإن حتى درجة الحرارة المنتظرة اليوم في مراكش تبدو مناسبة ومعتدلة من أجل إجراء تقديم رفقاء القائد عنتر يحيى لمردود جيد، حيث تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية المغربية 29 درجة مئوية في النهار على أن تنخفض ليلا إلى 18 درجة مئوية، وقياسا بالتوقيت الذي ستجرى فيه المباراة فإنه من الأكيد أنها ستكون وسط أجواء منعشة وبالتالي فإن كل التخوف الذي كان كبيرا عند تعيين ملعب مراكش من قبل الجانب الجزائري سيزول حتما اليوم لأن الحرارة لن تكون عالية في توقيت اللقاء. الفوز سيكون الهدف الأول والتعادل قد يكون كافيا بشرط وإذا كان حديث الناخب الوطني منذ بداية التربص الذي أجراه “الخضر” في منطقة “لامانڤا كلوب” الإسبانية هو الفوز وفقط لأن هذا الأمر سيقربه أكثر من تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، فإن تحقيق التعادل في “مراكش” قد يكون أيضا كافيا ومرضيا للعناصر الوطنية لكن بشرط الفوز باللقاءين القادمين في هذه التصفيات وخاصة مباراة شهر سبتمبر المقبل في تانزانيا أمام المنتخب المحلي قبل الاستقبال في الجولة الأخيرة لإفريقيا الوسطى حيث في هذه الحال لا أحد سيمكنه حرمان “الخضر” من التأهل حتى إذا فاز المغرب بلقاءيه القادمين وهو ما سيجعله يتساوى في النقاط مع الجزائر لكن الأفضلية ستعود وقتها لمنتخبنا الذي جمع في المواجهات المباشرة بينه وبين المغرب 4 نقاط مقابل نقطة واحدة لهذا الأخير. “الخضر” لم يفوزوا على أي منتخب على أرضه منذ لقاء زامبيا وستكون مباراة اليوم فرصة لفك العقدة التي لازمت المنتخب الوطني منذ سنتين في لقاءاته التي لعبها خارج ميدانه لأنه لم يفز على أي من منافسيه على أرضية ملعبه منذ انتصاره بثنائية نظيفة أمام زامبيا في “تشيلا بومبي” يوم 20 جوان 2009 وقد عجز بعد تلك المباراة عن تحقيق أي انتصار حيث خسر في القاهرة أمام المنتخب المصري بثنائية نظيفة في تصفيات “المونديال” الأخير قبل أن يتعادل سلبيا أمام أنغولا في “لواندا” خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة وينهزم في الأخير أمام منتخب إفريقيا الوسطى في “بانڤي” خلال إقصائيات “كان 2012” وهو الذي سيكون مطالبا بعد مباراة المغرب باجتياز أيضا عقبة تانزانيا في دار السلام لأن هذا المنتخب حتى في حال هزيمته غدا أمام إفريقيا الوسطى ستبقى له حظوظ يدافع عنها في لقائه الأخير حتى إن كان سيلعبه في المغرب. تاعرابت أحدث أزمة عميقة في منتخب “أسود الأطلس” بعد مغادرته التربص إذا كان المنتخب الوطني أمام حتمية الفوز في لقاء الذهاب الذي جرى بملعب 19 ماي ب عنابة رغم الغيابات العديدة التي كانت مسجلة يومها في التشكيلة الوطنية، فإن الأمور انقلبت رأسا على عقب بمناسبة مباراة اليوم حيث سيكون منتخب المغرب أمام حتمية الفوز لأنه سيكون في الجولة القادمة أمام تنقل صعب للغاية إلى “بانڤي” لمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى وهذا بعد هزيمته في عنابة التي أضرته كثيرا مثلما أضره أيضا تصرف نجمه تاعرابت الذي دون سابق إنذار غادر مقر تربص منتخبه وعاد إلى “مارسيليا” قبل أن يؤكد أمس أنه اتخذ قراره هذا بعد أن علم أنه لن يكون معنيا باللعب في التشكيلة الأساسية وهي الحادثة التي كانت يوم أمس حديث الشارع المغربي. ويبقى الأكيد أن هذه الحادثة سيكون لها انعكاس سلبي على المجموعة التي قيل عنها حتى قبل هذه الحادثة إنها منقسمة وتعج بالتكتلات. المغرب سيلعب تحت ضغط رهيب ولاعبوه يخشون انقلاب الجمهور عليهم ولما نضيف إلى كل هذا أن منتخب “أسود الأطلس” لا يملك مساندة جماهيرية كبيرة هنا في “مراكش” بعد أن حرم مواطنو هذه المدينة من حقهم في تذاكر الدخول إلى المباراة وهو ما أغضبهم كثيرا مثلما أغضبهم قبل أيام من الآن أيضا سقوط “الكوكب المراكشي” إلى بطولة الدرجة الثانية وهذا ما جعل البعض منهم يذهب إلى حد التأكيد على أنه سيناصر “الخضر” هذا دون نسيان تصريحات “ڤيريتس” الفارطة الذي طالب باللعب في الدارالبيضاء قبل أن يؤكد بعد تحديد “مراكش” لاستضافة اللقاء أن منتخب المغرب ليس محبوبا في بلده وهو ما لم يرض الأنصار خاصة “المراكشيين” لأن اللقاء سيلعب على أرضهم، فإنه بحسب المتتبعين ورجال الإعلام في المغرب الجمهور يمكن له أن ينقلب على زملاء القائد حسين خرجة بسرعة خاصة إذا فشل هؤلاء في التسجيل مبكرا وهو الأمر الذي قد يكون في صالح يبدة وزملائه لما نعلم أنه حتى قبل المباراة فالضغط سيكون شديدا على المنتخب المغربي المطالب بالفوز بأي طريقة كانت. تفاؤل “ڤيريتس” ولاعبيه الكبير بعد مباراة عنابة قد يكلّفهم الكثير وإذا كان “ڤيريتس” ولاعبوه قد أكثروا من التصريحات منذ لقاء الذهاب بأن فوز “الخضر” يومها لم يكن مستحقا قياسا بالأداء الذي قدمه يومها لحسن وزملاؤه، فإنه لو يأخذ المغاربة ذلك اللقاء كمعيار حضروا به مواجهة اليوم فإنهم حتما سيتلقون مفاجأة غير سارة لما نعلم أن 3 إلى 4 لاعبين سيتغيرون في تشكيلة “الخضر” مقارنة بمواجهة عنابة التي غاب عنها الكثير من اللاعبين بداية بزياني، وبوڤرة المصابين وحتى عنتر يحيى الذي تلقى إصابة في (د5) وواصل لعب 55 دقيقة أخرى قبل أن يغادر وهو مصاب دون نسيان عدم تواجد كل من مطمور وقادير يومها في التشكيلة حيث لم يستدعون للقاء بسبب عودتهم آنذاك فقط للعب مع نواديهم بعد فترة من النقاهة بسبب الإصابة. العرس سيكون كبيرا رغم كل شيء بين الجماهير المغربية والجزائرية ومثلما كان العرس كبيرا في لقاء عنابة الفارط بين المنتخبين الجزائري والمغربي فإن الحال سيكون كذلك بمناسبة لقاء هذه السهرة حيث أنه حتما لن تخرج المباراة عن إطارها الرياضي رغم الرهان الرياضي الكبير الذي تحمله وهذا بالنظر إلى العلاقة الأخوية الكبيرة التي تجمع بين شعبي البلدين والتي جسدها الاستقبال الكبير الذي لقيه كل منتخب لدى حلوله بأرض الثاني وهو الأمر الحاصل في جميع المباريات السابقة التي جمعت بين المنتخبين والتي ميزتها الروح الرياضية التي من الواجب أن تكون هي الفائزة اليوم أيضا بعد الصافرة النهائية للحكم الإيفواري الذي سيدير اللقاء الذي من المفترض أن لا يكون عرسا على أرضية الميدان فقط ولكن أيضا في المدرجات بين جماهير المنتخبين التي ستحضر اللقاء والتي ستكون غفيرة من الجانبين وهو ما سيعطي أجواء حماسية كبيرة ويمنح اللاعبين إرادة أكبر لتقديم مباراة في القمة.