حتى الآن الأمور تسير كما ينبغي، مؤخرا فقط أديت مناسك العمرة بالبقاع المقدسة، وهذا ما أراحني وأسعدني كثيرا سواء من حيث الجانب البدني أو النفسي أكيد أنك بصدد استغلال فترة العطلة أحسن استغلال؟ حتى الآن الأمور تسير كما ينبغي، مؤخرا فقط أديت مناسك العمرة بالبقاع المقدسة، وهذا ما أراحني وأسعدني كثيرا سواء من حيث الجانب البدني أو النفسي، لقد ارتاح قلبي وروحي وأظن أني سأؤدي مناسك العمرة في كل سنة رفقة عائلتي الصغيرة، لأن الأمر مريح للقلب والروح والبدن. عدا ذلك، أنت مرتاح في الوقت الحالي؟ أحاول أن أرتاح، سأتوجه إلى “ديجون” لقضاء بعض الأيام رفقة العائلة، قبل أن أتحول إلى “ڤلاسكو” في نهاية الشهر من أجل استئناف التدريبات مع “الرانجيرز”. لكن علي أوّلا أن أستغل فترة الراحة هذه لأني بحاجة إلى ذلك بعد موسم أتعبني كثيرا، لذلك سأستغل هذه الفترة يوما بيوم ولحظة بلحظة، على أن أكون على أتم الاستعداد لدى استئناف التحضيرات. ستبدأ التدريبات مع فريقك الحالي، إذن أنت باق ولن تغادر “الرانجيرز”؟ كنت أقول دوما “إذا ما غادرت “رانجيرز فذلك من أجل رهان أفضل، من أجل اللعب في المستوى العالي”، لحدّ الآن لا زلنا في بداية سوق التحويلات، كما أني لم أتلق عرضا مغريا يحفّزني على الرحيل. عرض كهذا من الممكن أن يأتي في نهاية شهر أوت مثلا، مثلما قد يأتي في منتصف الشهر الجاري، المهم أن العروض تأتي في أي لحظة هذا ما قصدته، ثم لا تنسى أني أتواجد مع فريق كبير من قيمة “الرانجيرز”، وهو الفريق الذي كبرت معه وفزت معه بعدد من الألقاب بلغت 6 في ثلاث سنوات فقط، نلت معه لقب البطولة الإسكتلندية لثلاث مرات متتالية أيضا، ولذلك لا مشكلة لي إن شرفت عقدي معه في سنته الأخيرة. نفهم من كلامك أنك لا تطمح للعب في قطر مثلما يقال في كل مرة؟ لا أخفي عنك أني تلقيت عرضا مغريا من ناد قطري، وثق أنه عرض مالي لا يرفض وأي لاعب في مكاني ما كان ليرفضه، ما وهو جعلني أفكر مليا في الأمر قبل أن أستشير بعض زملائي في المنتخب حول ذلك، وفي النهاية توصلت إلى قناعة مفادها تفضيل الجانب الرياضي على الجانب المالي. يا أخي تحديات كبرى تنتظرني مع المنتخب حتى نؤهله إلى نهائيات كأس العالم 2014، وعلي أن أختار الجانب الرياضي عوض الجانب المالي فالمال بإمكانه أن ينتظر، لدي الوقت الآن كي ألعب كرة القدم وسيكون لدي الوقت بعدها لكي أربح الأموال، أبلغ من العمر 29 سنة فقط وعلي أن ألعب مزيدا من السنوات في أوروبا، وبالضبط مع الأندية التي تلعب رابطة الأبطال الأوروبية. إذن حتى الآن أنت باق في “رانجيرز”؟ مثلما قلت لك، لن يطرح لي البقاء مع فريقي لسنة أخرى أي مشكلة، ولا يمكنني أن أقلق أو أنزعج من اللعب لفريق الألقاب، ڤلاسكو تعود منذ نشأته على حصد الألقاب ويشرفني أن ألعب له، لكن إذا وصلني عرض مهم سأدرسه بطبيعة الحال قبل اتخاذ القرار النهائي، وثق أني في حال ما إذا غادرت ڤلاسكو فإني سأغادره نحو فريق أفضل وأكبر، وليس نحو فريق مستواه متدني. أكيد أنك تحلم بالبطولة الإنجليزية؟ نعم، كنت دوما أقول وأكرر كرة القدم الإنجليزية تساعدني كثيرا وتتلاءم وإمكاناتي وطريقة لعبي. لعلمك أن أحد أفضل لاعبي “البريميير ليغ” ريو فيرديناند” صرح لنا بأنك لاعب جيد، ما رأيك؟ أكيد أنه يعرفني منذ أن نجحت مع فريقي “رانجرز” في فرض التعادل على مانشستر بعقر داره على ملعب “أولترافورد” لحساب دوري المجموعات رابطة الأبطال الإفريقية (يومها بوڤرة اختير رجل اللقاء)، كما أني واجهته يوم حملت ألوان “تشارلتون”، إنه مدافع كبير، للأسف الشديد أني وصلت متأخرا لحفل عدلان ڤديورة، وإلا لكنت التقيته وألقيت التحية عليه (فيرديناند غادر مبكرا). لنتطرق إلى الحدث، المنتخب الوطني يبحث في الوقت الحالي عن مدرب أجنبي لخلافة المدرب عبد الحق بن شيخة، فما هو رأيك؟ بصفتي لاعبا ليس لدي ما أقوله في هذا الموضوع، لأنه يخص مسؤولي الكرة الجزائرية، ومهما يكن اسم هذا المدرب الذي سيتم اختياره، لا بد أن نعمل معه جميعا ولا بد أن نساعده على تطبيق برنامجه، لأن مصلحة المنتخب الوطني فوق الجميع. ما رأيك في بن شيخة، وما هي الفكرة التي أخذتها عنه؟ صراحة خسارة كبيرة أن لا يأخذ بن شيخة كل الوقت من أجل تطبيق أفكاره وتجسيد أهدافه معنا، وحسب طرق ومناهج التدريب التي يطبقها في عمله، أعترف أنه يجيد مهامه، يعرف جيدا الأمور التكتيكية كما أنه قريب جدا من لاعبيه. وما الذي كان ينقصه؟ الوقت والحظ صراحة، لو كان بحوزته الوقت لجنينا ثمار العمل الجبار الذي قام به معنا، ومع ذلك أنا أحتفظ عنه بأشياء جميلة لاسيما إحدى كلماته المحفزة لنا “موت واقف”، لقد إقشعر بدني عندما قال لنا تلك الكلمة، أنا آسف أيضا لأننا لم نكن في مستوى تطلعاته وطموحاته. كل اللاعبين في لقاء المغرب كانوا خارج الإطار، كما أن الشعب الجزائري طالب بإبعاد الجميع من المنتخب.. هيجان الشعب وامتعاضه من الجميع أمر مشروع، فشلنا في المغرب ولا حجج لنا نختبأ خلفها، لكن هذه هي كرة القدم مرة تفوز ومرة تنهزم، وهذه هي القوانين المرّة للخسارة. أتفهم رد فعل الشعب وأؤكد ضرورة التعاقد مع مدرب جديد، وخوض مباراة ودية تنسينا نكسة مراكش، كرة القدم علمتني أن أنظر وأتطلع دوما إلى الأمام لا أن أعود إلى الخلف. أنت الذي تعرف جيّدا زملاءك، هل شعرت أنهم كانوا جد متأثرين بالهزيمة أمام المغرب أكثر من الهزائم التي تلقاها “الخضر“ أمام مصر في دورة أنغولا وسلوفينيا في جنوب إفريقيا؟ هذه حقيقة، الجميع كان مصدوما، فالكثير ربما تحدّث عن كون اللاعبين كانوا يضحكون بعد الهزيمة فهذا غير صحيح، لأن الجميع لم يتمكّن من تجرّع هذه الهزيمة الثقيلة، والجميع كان واعيا بأن اللقاء مهما والخسارة فيه تعني أمورا كثيرة. المواجهة القادمة ستكون أمام تونس في إيطاليا، هل كنت تفضّل أن تلعب في الجزائر أمام الأنصار، أو من الأفضل اللعب في الخارج لتفادي الانتقادات؟ أنا دائما من اللاعبين الذين يفضّلون استقبال المنافسين في الجزائر مهما كان الوضع، فحتى لو أنصارنا غاضبون على ما قدّمناه، إلا أنهم سينسون ذلك وسيسامحوننا لو نقدّم عرضا جيّدا ونهدي إيّاهم الفوز. لذا أنا مع إجراء اللقاء في الجزائر، ولو أن إجراء المواجهة في “فلورانس“ لها جانب إيجابي لأن المواجهة تلعب في منتصف الأسبوع، وكون العديد من المحترفين يلعبون في أوروبا، فمن السهل تنقلهم إلى هناك والعودة بعد المباراة. هل أنت مستعد كي تنسحب من المنتخب وتترك مكانك للاعب جديد؟ في حال ما تواجد لاعبون أفضل مني سأنسحب دون أي مشكلة، صحيح أني لاعب قديم في المنتخب لكن مكاني ليس أبديا، سيأتي اليوم الذي سأكون فيه مجبرا على ترك مكاني للاعبين آخرين، منذ 7 سنوات وأنا لاعب دولي، عشت أوقاتا صعبة وأخرى حلوة، الأربع سنوات الأولى كانت صعبة بما أني كنت أبحث عن ذاتي، وفي الثلاث سنوات الأخيرة تمكنت من فرض نفسي، وهي فترة تزامنت مع ما عشناه سويا من أجواء فرحة وسعادة، وأعتقد أن بقائي أو إبعادي يعود إلى المدرب الجديد الذي سيتم جلبه، وأنا مستعد لتقبل أي قرار يتخذه، لكني أفتح قوسين كي أقول إنه من المؤسف أن يتم الحكم على أي لاعب بالموت والنهاية بمجرد أن يكون سيئا في مباراة واحدة فقط. إذن أنت ضد إبعاد اللاعبين الحاليين؟ المدرب الجديد حر في إبعاد اللاعب الذي يراه أنه لا بد أن يبعد لكني أعطي رأيي فقط، الكبير فينا لم يتعد سنه 29 سنة، وهذا ليس بسن التقاعد لا في الأندية ولا في المنتخبات. من لا يوجدون في لياقة جيدة من المنطقي أن يبعدوا مؤقتا إلى حين استرجاعهم إمكاناتهم، لكن أن نقصي نهائيا لاعبين لم يبلغوا سن الثلاثينات فقط فهذا أمر غير معقول. لنعد للحديث عن بن شيخة، البعض اتهمه بأنه أرهقكم من الجانب البدني خلال تربص لامانڤا كلوب، فهل ترى أن طريقة عمله في نهاية الموسم هي التي دفّعتكم الثمن في لقاء المغرب؟ أنت تعطيني الفرصة كي أنفي نفيا قاطعا كل ما قيل بخصوص هذا الموضوع، بن شيخة لم يرهقنا بدنيا بل اتبع برنامجا مدروسا للحفاظ على لياقتنا، وأرى أن الأمر صار سهلا على البعض كي يلصقوا كل شيء ببن شيخة الآن، إنه أمر عجيب. أنت الذي بإمكانه أن يروي لنا ما الذي حدث في التربص، بحكم أنك أول من التحق بإسبانيا مع الطاقم الفني، فماذا تقول؟ نعم، التحقت بالتربص منذ أوّل يوم رفقة أعضاء الطاقم الفني، وليس لدي ما أقوله من جديد حول التربص الذي قمنا به في لامانڤا كلوب تحت قيادة بن شيخة، لأنه قام بالضروري ولم يرتكب أي خطأ يستحق أن نلصق فيه كل شيء اليوم بعدما انهزمنا، يوم المباراة نحن من كنا خارج الإطار وليس بن شيخة. كيف تفسر الحالة التي تعيشونها منذ سنتين، فبعد أي إنجاز إلا وتخفقون؟ ربما لا نعرف كي نستمر في تحقيق النتائج الجيدة، أعتقد أن كل شيء يلعب في ذهن كل لاعب، الاحتراف علمنا أن نبقى جائعين دوما للفوز، أن تكون لدينا الرغبة في تحقيق الانتصار، علينا ألا نختار المباريات، وأن نلعب جميع اللقاء بنفس العزيمة والإرادة من أجل تحقيق الفوز. ألا ترى أن البعض ينقصهم عامل التحفيز؟ لا يمكنني الحديث عن زملائي وأفضل أن أتحدث عن نفسي، كنت دوما محفزا منذ أن تقمصت ألوان بلدي، كنت محفزا يوم كنا في خبر كان، وليس اليوم وبعدما عدنا إلى الساحة. أنا أتعلم كيف يكون لي الحافز والتشجيع للفوز، فضد المغرب كنا محفزين من أجل العودة بالزاد كاملا، لكننا ضيعنا المباراة وهذا ممكن في كرة القدم، وعلى الأشخاص أن يفهموا ذلك جيدا. أنت موجود في باريس لحضور حفل إطلاق عدلان قديورة لموقعه الرسمي، ألا ترى أن اللاعبين عليهم إعطاء أهمية كبيرة لموضوع الاتصال؟ بطبيعة الحال، هذا الموضوع هام للغاية وقديورة الذي يوجد في بداية مشواره يريد أن يضع الأمور في طابعها الرسمي، وفق المعايير المعتمد عليها عالميا، فهذا اللاعب الذي تعرّفت عليه في المنتخب يملك مؤهّلات كبيرة رغم أن الكثير يجهل ذلك، كما أنه من ناحية تسيير مشواره الاحترافي يعرف جيّدا كيف يبرمج كلّ شيء، لذا أنا متأكد أنه سينجح في مسيرته الاحترافية بإنجلترا.