ستكون الفرصة لأنصار شبيبة القبائل من خلال هذا الحوار الحصري للاعب سليم حنيفي مع "الهداف"، لمعرفة العديد من الأمور الخاصة به وبمسيرته الكروية قبل قدومه وانضمامه إلى الشبيبة، حيث كشف هداف القسم الثاني المحترف مع رائد القبة، عن الطريقة التي التحق بها بالفريق القبائلي. واختار "الهداف" لتكون منبرا له حتى يطمئن عشاق اللونين الأخضر والأصفر عن طموحاته الكبيرة، ورغبته الشديدة في أن يؤدي موسما استثنائيا بكل المقاييس. كما سلّط حنيفي الضوء في حواره معنا، عن بعض الأشياء التي يرى أنها لعبت دورا كبيرا في تحديده للوجهة القبائلية دون الأندية العديدة التي طلبت خدماته، واعتبر خياره هذا نابعا عن قناعة قبل كل شيء. - تمكنت من تسجيل الهدف 17 في ختام مباريات بطولة القسم الثاني المحترف، هل من تعليق؟ -- أظن أني وُفقت في تحقيق الهدف الذي سطرته مع المسيرين في بداية الموسم وهو إنهاء البطولة كهداف لها، المأمورية لم تكن سهلة، لكني وجت مساندة من طرف الجميع وخاصة زملائي لتحقيق هذا الهدف، ولم أخيب من انتظرني. وهذا الأمر يشرفني كثيرا ويحفزني على العمل دائما، في مهمتي الجديدة مع شبيبة القبائل. - تهانينا لك إذن بلقب هداف البطولة... -- شكرا لكم، هذا يشرفني وأنا أهدي هذا اللقب لأنصار القبة والشبيبة على حد سواء. - المعروف أنك لاعب وسط ميدان، لكن الظاهر أن منصبك الجديد وهو قلب هجوم يناسبك، أليس كذلك؟ -- لقد تحدث معي المسيرون في بداية الموسم وسألوني إن كنت قادرا على اللعب كرأس حربة حقيقي، بعدما تعذّر عليهم جلب لاعب في ذلك المنصب، وكانت إجابتي بنعم وصفيت نيتي والحمد لله جات في الصواب. وما ساعدني في ذلك هو أن منصب وسط ميدان هجومي الذي لعبت فيه، ساعدني كثيرا خاصة أني أجيد اللعب بالقدمين. - ألا يذكرك تتويجك الشخصي هذا بذكرى جميلة بالنسبة لك؟ -- دون تردد هو اختياري بلقب أفضل لاعب أشبال موسم 2005 من طرف جريدتي "الهداف" و"لوبيتور"، وهو الموسم الذي توج فيه صايب موسى بلقب الكرة الذهبية لليوميتين، وأمام العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية المميزة. ومثل ذلك الاعتراف رفع كثيرا من معنوياتي وشجعني على مضاعفة العمل. - هل يمكن أن تنقل أجواء مباراة "الوداع" إن صح التعبير وكيف كان رد فعل أنصار الرائد؟ -- بصراحة سأكون كاذبا لو نقلت لك ما عشته بعد مباراتنا الأخيرة أمام "الموك" في سطور، من الصعب أن أنقل لك شعوري والعشرات من الأنصار يشكرونني على كل ما قدّمته للقبة، لقد قدّموا لي كأسا رمزية بمعية المسيرين، ولكني أعتبرها أغلى تاج سأبقى أحتفظ به في مشواري الكروي. وأشكر أنصار القبة "بزاف بزاف" وما قاموا به "قاسني تاع الصح" وكادت الدموع تغلبني. - ما هي أصعب مواجهة لعبتها هذا الموسم؟ -- أظن أن مباراة "الداربي" أمام نصر حسين داي كانت الأقوى والأصعب، حيث واجهنا تشكيلة محترمة جدا تلعب كرة نظيفة، وبعد صافرة الحكم النهائية تأكدنا أننا كنا قادرين على لعب ورقة الصعود التي ضيعناها وهو ما أشعرنا بالندم. على العموم، "النصرية" لم تسرق صعودها، وبرهنت أنها فريق كبير وأتمنى لها حظا موفقا في الدوري المحترف. - لو نعود قليلا إلى الوراء، كيف كانت بداية حنيفي مع عالم كرة القدم؟ -- كغيري من غالبية الجزائريين الذين تربوا على عشق الرياضة الأكثر شعبية في العالم وهي كرة القدم، بدأت في الأصناف الصغرى للرائد الذي لم أعرف فريقا غيره في مشواري الكروي، وإلى غاية الوصول إلى شبيبة القبائل التي انضممت إليها مؤخرا. - ومن هو المدرب الذي كان وراء بروزك؟ -- في حقيقة الأمر هناك بعض الأسماء التي سيبقى اسمها محفورا في ذاكرتي، أولها "الشيخ" بوعلام عميروش، حيث كان وراء بروزي في الفئات الصغرى للرائد، إذ منحني الفرصة كما أنه تحدث يوما مع والدي وطلب منه أن يعتني بي لأنه يتنبأ لي بمستقبل كبير في كرة القدم. كما لا أنسى "الشيخ" رشيد حمادة، الذي دربني بدوره في الفئات الصغرى وأشرف علي هذا الموسم بعد مغادرة مجاهد، الذي كان أيضا مؤثرا في مسيرتي الكروية وأعاد لي الثقة بعد الفترة الصعبة التي مررت بها. - ما سر الرقم 17 بالنسبة لك؟ -- لا يوجد أي سر، لكني تعلقت بهذا الرقم ولا أتخيل أني سألعب برقم غيره، يمكن أن تقول إنها عادة وكي أوضح أكثر، أقول إن أول قميص منحه لي المدرب في صنف الأصاغر في القبة كان يحمل الرقم 17، وبعدها أصبحت مواظبا على اللعب به، كما أنني حتى مع أصاغر المنتخب الوطني وبالصدفة منحني المدرب الرقم 17. واتفقت مع المسيرين على تسجيل 17 هدفا، رغم مطالبتهم لي بتسجيل 15 ولهذا سأطلب من حناشي أن ألعب بالرقم 17. - من هو اللاعب الذي ترتاح في اللعب معه؟ -- نبيل حمودة دون تردد، على الرغم من أن بقية الزملاء أرتاح معهم وأعترف أنهم يملكون إمكانات كبيرة جدا، لكن مع نبيل (حمودة) تشعر فعلا أن لعبه في المستوى العالي جعله قطعة أساسية في الفريق، وأعتبره "مايسترو" بأتم معنى الكلمة ويشرفني كثيرا اللعب معه. - كيف كان شعورك بعد أول اتصال رسمي من الرئيس حناشي؟ -- بصراحة، لما أعلمني مناجيري برغبة الشبيبة في ضمي في "الميركاتو" الفارط وافقت على العرض دون تردد، لكن الإشكال الوحيد كان في أن المسيرين لم يرغبوا في تسريح أي لاعب من أجل لعب ورقة الصعود، وهو ما أجّل التحاقي إلى غاية نهاية الموسم الحالي. - ألم تتأثر بعدم الانضمام في الميركاتو الفارط؟ -- بالعكس، لقد زادني ذلك الأمر رغبة أكبر في التألق والمساهمة في أفراح فريقي بشكل كبير، حيث ركزت على الميدان فقط وتركت كل شيء لنهاية الموسم وخاصة سلمت الأمر للقضاء والقدر. والحمد لله أنا اليوم في الشبيبة ومستعد لتشريف عقدي إلى نهايته. - من هو اللاعب الذي تتمنى أن يرافقك إلى شبيبة القبائل، ولماذا؟ -- يوجد يوسف شيبان الذي يملك إمكانات بدنية وفنية معتبرة ويشغل منصب وسط ميدان هجومي، كما أنه يمتاز بأخلاق عالية داخل الميدان وخارجه، وأتمنى فقط أن يكون في مستوى تطلعات أنصار القبة. - هناك أيضا أيمن ماضي الذي يريده حناشي -- لقد اطلعت على تلك الأخبار أنا أيضا، لا أدري إن كان سيكون معي في الشبيبة أم لا، لكن الأكيد أن أيمن لاعب يملك الكثير من الإمكانات وخاصة في منصب صانع ألعاب، ولديه رجل يسارية "ايدير بيها العجب" مستقبلا إن شاء الله. - نعلم أنك تنحدر من سيدي عيش، لكن نريد تفاصيل أكثر... -- بالفعل لقد صرحت بذلك عبر جريدة "الهداف"، حيث ينحدر والدي من قرية "إيڤار عمار" ووالدتي من قرية "مزڤوڤ" التابعتين لسيدي عيش كما أسلفت. ولا أشك أن فخرهم بي أصبح كبيرا بعد أن انضممت إلى شبيبة القبائل، التي تُعتبر النادي المفضّل في المنطقة. - هل تزور بلد الأجداد؟ -- أنتم تعرفون ارتباطات لاعبي كرة القدم، لكن كلما تتاح لي الفرصة أزورها، على العكس من الوالدين الكريمين اللذين لا يضيعا فرصة زيارة بلد الأجداد. - يمكن أن تقضي عطلتك فيهما إذن؟ -- هذا أكيد، وسأستغل الفرصة بعد أن أمضيت في الشبيبة لأقضي بعض الأيام فيهما، في انتظار أن أستأنف التدريبات بمفردي تحسبا للموسم الجديد الذي ينتظرني مع الشبيبة، وبعد أن أبعث ملفي الطبي إلى طبيب الفريق "ڤيو". - هل هناك مدربون حفزوك على الانضمام إلى الشبيبة وآخرون نصحوك بعدم فعل ذلك؟ -- بطبيعة الحال وهم كثير، ومن أبرزهم المدرب القدير نور الدين سعدي، بالإضافة إلى مدربي السابق بلعرج، حيث حفزاني على الإمضاء في الشبيبة ودون تردد، كما لا أنسى المدرب عبد القادر يعيش، الذي هنأني كثيرا بعد أن أمضيت في الشبيبة، وهو أمر شرفني كثيرا. لا أحد بإمكانه أن ينصحني بعدم الإمضاء في الشبيبة، لأن الأمر يتعلق بأفضل نادي في الجزائر على الإطلاق. - بصراحة، ألا تخشى من فارق المستوى بين الشبيبة والقبة؟ -- لو كنت أخشى هذا الأمر للعبت في فريق يقل طموحا عن الشبيبة أو في فريق يقدم لي عرضا ماليا محترما، لكني واثق بأن النادي القبائلي سيفتح لي آفاقا جيدة في مسيرتي، كما أن رائد القبة سيبقى كبيرا أحب من أحب وكره من كره، ومكانته ليست في القسم الثاني إطلاقا. - الوالد الكريم لعب دورا هاما في اختيارك للشبيبة، أليس كذلك؟ -- بطبيعة الحال، فقد بقي يصر على هذا الأمر وأكد لي أنها أحسن هدية سأقدمها له، لكن عليكم أن تعلموا أن خياري حُسم قبل ذلك، وإسعادي للوالدين لا يقدّر بثمن خاصة بعدما شاهداني في الشبيبة. - إن لم تمض للشبيبة من هو النادي الذي كنت ستلعب له؟ -- في شباب بلوزداد، خاصة بعدما التقيت بمحفوظ قرباج اكتشفت أنه شخصية محترمة ولها وزنها في كرة القدم الجزائرية، وشرّفني كثيرا بدعوته لمباراة "الشباب أمام جياسكا"، وما لا يختلف فيه اثنان هو أن قرباج كان سيوفر لي كل شيء، ولم أر فريقا أفضل من الشباب لو لم أمض في القبائل. - على ذكر تلك المواجهة، وبما أنك مناصر للشبيبة كيف كان رد فعلك بعد هزيمتها بتلك النتيجة؟ -- لقد تأثرت كثيرا، لكني فضّلت أن لا أظهر ذلك (يضحك)، لأن ليست الشبيبة التي تنهزم بتلك النتيجة. لكن على العموم، حتى الشباب لم يرد تفويت الفرصة، والمهم أننا شاهدنا مباراة جميلة، ورغم قساوة النتيجة على الشبيبة، إلا أن الدروس التي خرج بها الجميع كانت مفيدة جدا فيما تبقى من مشوار. - قيل لنا إن طموحك أكبر بكثير من التألق مع الشبيبة.. -- هذا صحيح، لقد جئت إلى الشبيبة من أجل العمل والتألق وحصد الألقاب بطبيعة الحال، في السابق كنت مناصرا لها وكنت أتنقل رفقة أصدقائي في نهائيات كأس "الكاف" لأشجعها ونحن محمّلين بالأعلام الخضراء والصفراء و"الطنابر"، حيث كنا نتفاعل مع كل النتائج، واليوم جاء الوقت كي أتقمص ألوانها، وأساهم في التتويج بكأس "الكاف" وتدشين مشواري بها وأسعد كل الأنصار. - كيف وجدت كلام الرئيس حناشي، وهل أقنعك بسهولة؟ -- لا يمكن أن تجلس مع حناشي دون أن يلفت انتباهك بإلمامه الشديد بكل ما يتعلق بكرة القدم، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لشخص أفنى حياته في ميادين كرة القدم وخاصة من أجل شبيبة القبائل، لقد أقنعني بسهولة حيث أخبرني بأنه سيلعب على اللقب الموسم القادم وعازم على تشكيل فريق قوي، وهو كلام حفزني كثيرا على الإمضاء. - أنصار الشبيبة يريدون أن تطمئنهم بأنك الهداف الذي بحثوا عنه طويلا.. -- أطمئنهم زأنا هنا من أجلهم، وسأكون أسعد إنسان على وجه الأرض لو أتمكن من إدخال البهجة والسرور لقلوب الآلاف من عشاق اللونين الأخضر والأصفر، سأرمي بثقلي لأكون الهداف الذي بحثوا عنه مطولا، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يوفقني في مهمتي. - سنمر الآن إلى ركن "بين هذا وذاك"، حيث سنخيرك بين أمرين وتبرر اختيارك.. -- لا يوجد أي مشكل أخي، تفضلوا بطرح الأسئلة التي ترغبون. - بين رائد القبة وشبيبة القبائل.. -- أقول الاثنين واختياري هذا لديه ما يفسره، لأن هناك أمورا لا يمكن أن تفصل بينها في حياتك، القبة هي الذكريات الجميلة، والشبيبة هي القلب والدم والأجداد والاختلاف الوحيد هو في اللونين الأصفر والأبيض (يضحك). - بين التحدي الرياضي والأموال.. -- التحدي الرياضي طبعا، ولو أني أعرف مسبقا أن الذين سيقرؤون إجابتي سيقولون في قرار أنفسهم "خلّينا" (يضحك مطولا)، لكن يجب أن تعرفوا أنها الحقيقة، الأموال ليست كل شيء هناك معرفة الرجال وأنا بقدومي إلى الشبيبة فكرت أولا في أني سأجد رجالا بأتم معنى الكلمة، وسأعمل بنوايا صادقة كي أكون في مستوى ثقتهم. - بين سيدي عيش والقبة.. -- لا يمكن أن أختار، المنطقتين عزيزتان على قلبي، القبة "تربيت فيها" وسيدي عيش موطن الأصالة والأجداد والجذور القبائلية الصلبة التي أفتخر بها. - بين معطوب الوناس وآيت منڤلات.. -- الاثنين معا، كما أني أميل إلى استماع مختلف الطبوع. - وما هي الأغنية التي تعجبك من أغانيهما.. -- بالنسبة لمعطوب رحمه الله هناك أغنية "آين آين" لأنها آخر ما ترك لنا هذا العملاق، أما آيت منڤلات فعلى الرغم من كل ما أنتج إلا أني أميل إلى الأغنية التي أهداها إلى الشبيبة "يربح ناغ يخسر". كما أن أغاني آيت منڤلات ومعطوب تزيدني إصرارا على اللعب بقوة دائما. - بين البارصا والريال.. -- ريال مدريد. - لاعبك المفضّل محليا.. -- عصاد وماجر. - دوليّا.. -- زيدان. - أكلتك المفضّلة.. -- العجائن بمختلف أنواعها، وخاصة "لازان". - هل أنت متزوج؟ -- ليس بعد. - ومتى سيكون ذلك؟ -- بعد أن أضمن استقراري الرياضي. - هل وجدت صاحبة الحظ؟ -- "ما تحشمنيش" (يضحك). - بلد ترغب في أن تقضي عطلتك فيه.. -- جزر موريس. - وبماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ -- أتمنى من صميم قلبي أن أكون فأل خير على شبيبة القبائل، وأؤدي ما هو منتظر مني وأكون عند حسن ظن الرئيس حناشي، وكل القبائل الذين لا يتوانون في تشجيعي منذ أن أمضيت في الشبيبة، كما لا أنسى أن أشير إلى أن رائد القبة في القلب إلى الأبد.