"حليلوزيتش ليس الحل لأنّ المشكل في الطعام ماشي في الخضرة" "ما يقال عن سهرات اللاعبين في الكباريهات خطير جدا، ويجب فتح تحقيق شامل" "نعم طلبت من صديقي روراوة أن يمنحني تدريب منتخب المحليين لكني ما نرخّسش روحي" "الأجانب الذين يريدون تدريب المنتخب طمّاعون وانتهازيون، وخلّي نحرق روحي من أجل الجزائر" كعادته يتكلم اللاعب الدولي السابق والمدرب الجزائري محمود ڤندوز بكل صراحة عن الوضعية الحالية للكرة الجزائرية دون مجاملات وبكل جرأة، مشيرا إلى أنّ الحل ليس في حليلوزيتش بقدر ما هو في العودة إلى البطولة الوطنية لتكوين منتخب قوي من فرقها، كما تحدث أيضا عما يدور من حرب كلامية بين مناجير المنتخب تاسفاوت والمدرب الوطني الأسبق رابح سعدان معطيا رأيه. كيف هي أحوالك، لقد ظننا أنك في الإمارات؟ فعلان كنت متواجدا في الإمارات وأنا حاليا في الجزائر، أحوالي على ما يرام وأحمد الله. ما هو جديدك على الصعيد المهني خاصة أننا علمنا بأنك تريد العودة إلى العمل في الجزائر؟ عندما أخوض أية تجربة فأنا أحمل واقع الكرة الجزائرية، أنا إنسان لم يسبق له أن رتّب مباراة أو خان أو غش، خاصة أن الكل يعرف مبادئ ڤندوز الذي يرفض أيضا أن يحط من قيمته وقدره لأجل عمل، عندما ينتهي عقدي أحمل حقائبي وأرحل ولست طالب عمل، لكن بالمقابل وكيل أعمالي هو الذي يعرض خدماتي على بعض الفرق وهذا أمر عادي، وحتى الآن لا أعرف هل هناك عروض أم لا فقد تركت له كل شيء ولم نتكلم بعد. ما قصة عرض منتخب المحليين، هل صحيح أنّ هناك اتصالا وصلك من قبل مسؤولي "الفاف"؟ بكل صراحة كوطني ولاعب سابق يشعر بأنه جزائري 5000 % يحق لي أن أدرّب في بلادي لأننا لم نسقط من السماء وطالبنا بما ليس لنا، نحن لاعبون قدامى وشخصيا قضيت 10 سنوات في المنتخب أساسيا دون منازع و20 سنة في مجال التدريب، اليوم أقول إنه من حقي أن أنال فرصة تدريب أي فريق جزائري أو المنتخب المحلي، وردا على سؤالك سأكون صريحا معك وفق مبادئي التي تعرفونها جيدا. تفضّل ... تكلمت مع روراوة الذي هو أخ وصديق وقلت له إنه من حقي فرصة تدريب منتخب المحليين، فرحّب بالفكرة وقال لي إن شاء الله ستكون لك هذه الفرصة وأنا في انتظار الجديد. هل تعتقد أنك قادر على هذه المهمة ولماذا بالتحديد المنتخب المحلي؟ لأنني أرغب في مساعدة الكرة الجزائرية، كل العالم يسير في الاتجاه الصحيح إلا نحن نعاكس التيار ونسبح ضده، الكرة لأهلها ففي كل بلدان العالم الفرق الكبيرة والمنتخبات يقودها لاعبون سابقون إلا عندنا وكأنه غير مرغوب فينا. أكيد أنك تتابع ما يدور في الساحة وقضية المدرب الجديد التي تشغل الرأي العام والمعطيات الكثيرة التي تشير إلى أنّ وحيد حليلوزيتش سيكون خليفة بن شيخة على رأس "الخضر"، هل من تعليق؟ تعرفون أنني صريح وأقول كل ما يجول في خاطري، أقول إنّ المشكل ليس في المنتخب بل أعمق من ذلك بكثير، المشكل داخلي، المنتخب ما هو إلا واجهة والبعض يبدو له أنّ هذه الواجهة لم تعد جميلة ويلزمها عملية تجميل فقط بمدرب وانتهى الأمر، لا هذا خطأ المشكل "ماشي في الخضرة، المشكل في الطعام". لم نفهم قصدك. المشكل في البطولة الوطنية التي لم تعد تنجب لاعبين، لدينا 20 لاعبا مستوردون من الخارج ونحن غير قادرين على منح لاعب واحد في المستوى للمنتخب، لماذا نتهرّب من الحقيقة؟ بكل صراحة أقول إنّ تعيين هذا المدرب الأجنبي ما هو إلا هروب إلى الأمام كما تعوّدنا عليه في كل مرة، ماذا تريدون أن يحقق حليلوزيتش في وقت أن البطولة ضعيفة ولاعبونا الذين استوردناهم من الخارج متوسطون إن لم أقل إنّ مستواهم ضعيف، على كل حال أجدّد القول إنّ الأمر يتعلق بهروب جديد عن مواجهة حقيقة واضحة. وماذا كان يجب على الاتحادية أن تفعل بعد هزيمة مراكش؟ كان علينا أن نقابل الحقيقة وجها لوجه مهما كانت درجة إحراجها لنا وألا نبقى نتلاعب بمشاعر الجمهور المتابع ونلهيه بالتطورات التي تحصل عن الواقع الحقيقي، كان يجب أن نقول إننا سنجلب مدربا ليقود المنتخب ونحدد له أهدافا على المدى البعيد وأنّ الأولوية حوّلناها إلى البطولة الوطنية لإنقاذها من المستوى الكارثي الذي تتخبط فيه منذ سنوات، لكن أن ننتظر معجزة من حليلوزيتش فهذا أمر لا معنى له وما هو إلا هروب من الواقع، حليلوزيتش يدرب المنتخب ونسطر معه أهدافا كبيرة ونحن بطولتنا لا تنجب أي لاعب والمدربون الذي يمارسون في فرقنا الوطنية من الشوارع والرؤساء لا علاقة لهم بكرة القدم، ألا ترون أن هناك تناقضا كبيرا؟ نترك أمر البطولة الوطنية التي يعرف الجميع وضعيتها ونسألك عن المدرب حليلوزيتش، ما رأيك فيك بصراحة؟ ليس هذا هو المدرب الحقيقي الذي يلزم المنتخب الجزائري، أنا أحترم تاريخه كلاعب سابق في نانت الفرنسي كما درب ليل وخاض بعض التجارب المتقطعة هنا وهناك، لكن في رأيي ليس بيده الحل فهو لن يتمكن من إحداث ما يمكن أن نسميه (يصمت لإيجاد الكلمة المناسبة). ثورة؟ الثورة نحن من نحدثها اللاعبون السابقون النزهاء، أما أن نمنح الفرصة لأجانب للتهافت على تدريب المنتخب بعد أن وصل إلى كأس العالم فهؤلاء مجرد طمّاعين وأشخاص انتهازيون يريدون صنع أسماء لهم، فأين كانوا من قبل عندما كانت الجزائر غير قادرة على التأهل إلى كأس إفريقيا؟ مع هذا يحتمل أن يكون زميلك السابق في المنتخب نور الدين قريشي مساعدا ل حليلوزيتش رفقة الحارس السابق كاوة وهما لاعبان سابقان، ما قولك؟ نور الدين يبقى صديقي وأنا لست ضده وإذا كان سيعمل في المنتخب فسأكون أول من يشجعه، المشكل كما قلت لك ليس في المنتخب وإنما داخلي على مستوى الأندية، أنا أبدا لست ضد المدرب الأجنبي ولم أكن ضد سعدان أو بن شيخة لكنني مع الكرة الجزائرية التي أتأسف اليوم وأنا أراها في غرفة الإنعاش، صراحة نحن في "الكوما" ولا تفيد عمليات التجميل أو جلب مدربين أجانب لتعديل الواجهة التي لا تهم بقدر ما يهم أن تكون لنا قاعدة وليس منتخبنا مكونا من لاعبين من المستوى الثاني والثالث في أوروبا. هناك حرب كلامية بين مناجير المنتخب تاسفاوت والمدرب الأسبق سعدان، ما رأيك فيما يحصل؟ هل تعرف ماذا يسمونها هذه المسرحية. نريد أن نعرف. هذه حرب عصابات ومصالح، واحد يدافع عن صديقه الذي أقيل أو استقال وآخر يريد أن يصفّي حساباته بعد أن تم إبعاده من المنتخب. تقصد أنّ تاسفاوت يدافع عن بن شيخة وهذا ما دفعه للرد على المدرب الأسبق ل "الخضر"؟ هو لا يدافع عن الكرة الجزائرية بل يدافع عن أشخاص، ولو كان يدافع فعلا عن كرتنا لصرّح بهذا الكلام من قبل وليس بعد أن تكلّم سعدان. وسعدان لماذا في رأيك يتكلم وينتقد رغم أنّ الوضعية الحالية لا تحتاج إلى مزيد من التعقيد؟ سعدان يصفي حساباته مع من أخرجوه من الباب الضيق، وبين هذه الصراعات التي فيها مصالح ضاع المناصر الجزائري المسكين الذين تؤلمه اليوم الوضعية الحالية للكرة الجزائرية. هل تعتقد أن هزيمة مراكش هي السبب الذي جعل .. (يقاطع) أريد أن أقول إنّ هناك تكتلا يصنعه بعض المدربين الذين سبق لهم العمل في تونس، وأنا عكس هؤلاء كلهم التكتل الذي أنتمي إليه هو الجزائر، كما أريد أن أعقّب على كلمة قرأتها في غمرة هذه الحرب الإعلامية. تفضّل. في غمرة هذه الفوضى عرفنا أنّ بعض اللاعبين سهروا في "الكباريهات" وهم مع المنتخب وهذا أمر خطير جدا، أنا دوما كنت أدلي بتصريحات يعتبرها البعض جريئة لكن كلام مثل هذا لا يمكن إلا أن يكون أخطر من كل شيء، لأنّ هناك لاعبين يتلاعبون بالألوان الوطنية بعد أن جلبناهم من أندية متواضعة في أوروبا أو استوردناهم بالأحرى ثم بأموال الشعب يذهبون إلى "الكباريهات"، أنا لا أدري إن كانت هذه الأخبار صحيحة أم لا لكن يجب أن لا يبقى الموضوع هكذا كلاما يذهب مع الأيام، أريد وأتمنى أن نفتح تحقيقا شاملا في هذا الموضوع، ولا أدري كيف مرت الأمور عادية هكذا دون أن تُحدث ضجة. هل ترى أنه لا مستقبل لنا مع هؤلاء اللاعبين؟ في كأس العالم عندما كان الشعب الجزائري يحتفل ويهلل تحمّلت مسؤوليتي وقلت إنّ هذا المنتخب ضعيف ولا تنتظروا منه شيئا كبيرا واليوم بعد مرور مدة على تصريحاتي عاد البعض ليعطيني الحق، أقول اليوم إننا مادمنا لم ننجب لاعبين من طراز لاعبي الجزائر في الثمانينات لا يمكننا أن نتكلم تماما عن أي تقدم أو تطور بالعكس سنبقى نمشي إلى الوراء ونسبح عكس التيار ونربح الوقت ونلهي الناس، علينا أن نقف أمام المرآة ونقابل أنفسنا حتى نجد حلولا حقيقة وليس حلا مؤقتا بجلب مدرب أجنبي لا يمكنه أن يُحدث المعجزة التي ينتظرها كل الجزائريين. نشعر بأنك متشائم دائما بسبب الإصرار المتواصل على استعمال هذه النبرة. وهل تريدون أن أرقص وأفرح لوضع كرتنا الحالي، كما أننا مبعدون ومهمّشون والأمور سيئة للغاية ولا شيء يسر. ماذا تضيف في الأخير؟ ما أردت قوله قلته كعادتي وعندما أمنح تحليلا أو رأيا فأنا ليست لي خلفية ولا مصلحة مع أحد، مصلحتي الوحيدة هي تحسّن حالة الكرة الجزائرية، البعض يقولون لي اليوم إنك صرت منبوذا و"حرڤت روحك" مع مسؤولي المنتخب ومع رؤساء الأندية، وأنا أرد عليهم بجملة وأصر على أن تكتبها حرفيا.. ما هو؟ لأجل الجزائر مستعد أن "نحرڤ روحي" حتى لو تعلق الأمر بعدم إشرافي مستقبلا على أي فريق، أنا إنسان مؤمن بالله الذي قال سبحانه وتعالى بعد باسم الله: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" صدق الله العظيم.