يبدو أن الأسماء التي قدمتها الاتحادية الجزائرية والمرشحة لتدريب المنتخب الوطني، ما هي إلا وهم أو سراب كانت تسعى وراءه، بكل بساطة لأن هؤلاء المدربين سواء عبر تصريحات لهم أو لوكلائهم نفوا أن يكونوا مهتمين بتدريب المنتخب الجزائري، حيث سقطت أسماء ثلاثة مدربين من قائمة “الخمسة” التي قدمتها “الفاف”، بعد أن اعتذر “تروسييه” عن الإشراف على المنتخب الوطني، واتضح أن “دونڤا” لم يسمع أبدا بعرض من الاتحادية الجزائرية ولم يفكر فيه أصلا، نفس الأمر بالنسبة ل “كلينسمان” الذي يفضل البقاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يترك أمام “الفاف” حلين وهما “بيكرمان” و«حليلوزيتش”. وإن كانت أسهم الأول ضئيلة للغاية، فإن الاسم المرشح بقوة هو “حليلوزيتش” ذو الأصل البوسني، فهو الوحيد الذي أعلن أنه يريد العمل في الجزائر من بين الخماسي المذكور، وهو لحد الآن الخيار الوحيد المتاح أمام هيئة روراوة. أكد انه سيلتقي روراوة غدا «حليلوزيتش” خلال تصريحاته الأخيرة، أكد أنه على اتصال برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وسيلتقيه من أجل التفاوض حول العرض المقدم من “الفاف” وهو ما يؤكد جدية الاتصالات بين الطرفين، وحسب ما أكده المدرب السابق ل “البي أس جي”، فإنه سيلتقي روراوة غدا في باريس من أجل البت في القضية وحسم الأمور، وبالتالي فإن الموعد هذا قد يكون حاسما لتحديد هوية المدرب الوطني القادم للإشراف على رفقاء زياني. متحمس للعمل في الجزائر وأدغال إفريقيا لا تخيفه من جهة أخرى، بدا “حليلوزيتش” متحمسا للغاية للعمل في الجزائر والإشراف على المنتخب الوطني، رغم الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها “الخضر” في التصفيات بعد هزيمة مراكش التي رهنت حظوظ رفقاء عنتر يحيى في التأهل إلى كأس إفريقيا 2012، إلا أن “حليلوزيتش” يصر على اختيار الجزائر والمغامرة، وحتى إن كان الأمر يتعلق بالأدغال الإفريقية، فإن هذا المدرب أكد من قبل أنه لا يخشى العمل في إفريقيا وفي تلك الظروف الصعبة، بدليل أنه أشرف على منتخب كوت ديفوار قبل سنة، هذه المواصفات والرغبة الكبيرة من البوسني ترشحانه لحسم الأمور لصالحه مبكرا. التكذيبات تتهافتت عد قائمة “الفاف” في الجهة المقابلة، تهافتت التكذيبات بعد قائمة “الفاف” التي حملت أسماء 5 مدربين، فجاء الاعتذار من “تروسييه”، والتكذيب من وكيلي “دونڤا” و«كلينسمان”، بينما “بيكرمان” لم يظهر له أي أثر أو أي تعليق على ما نشر، هذه التكذيبات تؤكد عدم رغبة هؤلاء المدربين في العمل بالجزائر، خاصة في الظرف الحالي، حيث ابتعد “الخضر” بشكل كبير عن التأهل إلى “الكان” وبالتالي المنتخب سيكون دون هدف في الفترة القادمة. روراوة سيكون في موقف حرج وبالتالي، سيكون الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم في حرج شديد، جراء اعتذار كل هذه الأسماء عن تدريب المنتخب، وهو الذي كان قد صرح بأنه سيجلب مدربا كبيرا من طينة “ليبي” وما شابه، لكنه وجد نفسه في حلقة مفرغة بما أن الأسماء الثقيلة لديها شروطها التعجيزية، إضافة إلى أن المشروع الرياضي ل “الفاف” لا يمكن أن يهم مدربا كبيرا، بما أن احتمال إقصاء “الخضر” كبير، ولا يمكن أن يأتي أي مدرب ويغامر باسمه في وقت حرج، حيث من الواضح أن المهمة التي تنتظر المدرب الجديد للمنتخب الجزائري هي مهمة منقذ، وهو ما جعل حتى المهتمين بتدريب الجزائر سابقا من أمثال “تروسييه” يتراجعون عن فكرتهم، وبالتالي قد يجد روراوة نفسه أمام خيار وحيد وهو “حليلوزيتش”.