نشرت : المصدر جريدة الشروق الأربعاء 07 ديسمبر 2016 11:44 حرك رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، آلة الحساب والعقاب، في اتجاه كل من ارتكب أخطاء ضمن فعاليات المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، وكانت البداية بفضل سفير الجزائر بباريس، عمار بن جامع، وإحالته على التقاعد، فيما طالبت الرئاسة وزارة الشؤون الخارجية بتقارير كاملة عن المنتدى خاصة ما تعلق بالجانب المالي والحساب الخاص الذي اعتمده منتدى رؤساء المؤسسات لجمع التمويلات لحساب المنتدى الإفريقي، في وقت دخل فيه رجال الأعمال المنضوون تحت قبعة "الأفسيو" حالة ترقب وليلة شك الأكيد أنها لن تكون طويلة. كشفت مصادر مسؤولة تحدثت إليها "الشروق"، أن قرار إبعاد سفير الجزائر بباريس، عمار بن جامع، وإحالته على التقاعد، الإثنين، بقرار من رئيس الجمهورية، هو أولى الهزات الارتدادية لما شهده المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال. وقالت المصادر إن سفير الجزائر بباريس دفع فاتورة خطإ دبلوماسي كبير لا يغتفر ويتعلق الأمر بمنح تأشيرات لعشرات المدعوين من قبل رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، للقاء الاقتصادي الذي احتضنه مركز المؤتمرات الدولي عبد اللطيف رحال، من دون إخضاع العملية للإجراءات الإدارية والقانونية المتعارف عليها، الأمر الذي كاد يتسبب في الترخيص بدخول الجزائر لأشخاص مصنفين في خانة "الخطر" على المصلحة الوطنية، قبل أن تتدخل الرئاسة التي تابعت كل كبيرة وصغيرة تخص المنتدى وتلغي قوائم غير المرغوب فيهم. وتوقعت مصادر "الشروق" أن آلة الرئيس في قطف الرؤوس التي أينعت لن تتوقف عند سفير الجزائر بل ستطال آخرين وأسرع مما يخال البعض، على اعتبار أن رئاسة الجمهورية طالبت وزارة الشؤون الخارجية من منطلق أنها كانت الدائرة الحكومية المعنية بالتنسيق مع منتدى رؤساء المؤسسات، وذلك من خلال إيفائها بتقارير وافية عن عملية التنظيم وبالتفاصيل المملة عن كيفية انتقاء الجهات التي ساهمت في التنظيم، في وقت كشفت مصادر من داخل "الأفسيو" أن الوزارة الأولى فتحت تحقيقا إداريا في الحساب البنكي الذي فتحه علي حداد لجمع المساهمات الراعية للحدث والوجهة التي أخذتها هذه الأموال على اعتبار أن أموالا ضخمة مولت هذا الحساب. وحسب مصدرنا فالمنتدى الإفريقي الذي حظي برعاية أكبر المؤسسات العمومية والخاصة والمتعاملين في مجال الهاتف النقال "ابتلع" أموالا ضخمة، فأحدهم منح 10 ملايير سنتيم فيما قاربت مساهمة آخر 4 ملايير سنتيم، وآخر منح نحو 3 ملايير سنتيم، فيما ساهم الأعضاء المشتركون ضمن منتدى رجال الأعمال والمشاركون في اللقاء ب5 ملايين سنتيم لكل واحد منهم، وتباينت المساهمات التي دفعتها المؤسسات العارضة لمنتجاتها على هامش المنتدى، على اعتبار هذا الأخير خصص أروقة للعرض كانت أول ما وقف وطاف عنده الوزير الأول لدى وصوله إلى مركز المؤتمرات ظهيرة السبت. علي حداد قال خلال الندوة الصحفية التي نشطها في ختام المنتدى الإفريقي إن هذا الأخير كلف 60 مليار سنتيم، إلا أن حالة التململ التي أصابت عددا كبيرا من الأسماء الفاعلة في "الأفسيو" والاستهجان الذي عبر عنه علنا عدد كبير من المشاركين في المنتدى تؤكد أن صياغة التقرير المالي للحدث لن تكون سهلة، كما أن ليلة الشك وحالة الترقب التي تسللت إلى منتدى رجال الأعمال، لن تكون طويلة. وبحسب مصادر "الشروق"، فأيام رئيس"الأفسيو"، علي حداد، الذي صنف "عصيانه" للحكومة ومحاولة تنصيب نفسه وزيرا أول دون تعيين رسمي، في خانة الحماقة و"الغلطة"، ستكون أيامه معدودات ومتاعبه ستبدأ خاصة بعد أن تعالت بعض الأصوات داخل الأفسيو مطالبة إياه بالتقرير المالي والأدبي للتنظيم خلال فترة ولايته.