نشرت : المصدر جريدة الشروق الأحد 12 مارس 2017 11:24 اشتكى كثير من مرضى السكري عبر الوطن، من انعدام شرائح قياس نسبة السكري في الدم، وهو ما جعلهم في رحلة بحث دائمة عنها عبر مختلف الصيدليات، معتبرين أن نقصها يؤثر على صحتهم، خاصة المعانون دوريا من نزول حاد أو ارتفاع كبير في نسبة السكري بالدم. في جولة ل"الشروق" عبر بعض صيدليات العاصمة، تأكدنا من غياب تام لشرائح قياس نسبة السكري بالدم، برره الصيادلة الذين تحدثنا معهم، أن المُوزعين لم يحضروا لهم الشرائح منذ مدة تزيد عن الشهر، بسبب تفاوض المخابر مع وزارة الصحة في تحديد سعر مرجعي لشرائح قياس السكري وتخفيضها من 1800 إلى 1500 دج، وهذا ما رفضته بعض المخابر. وحسب الصيدلي مناع صلاح الدين، فيوجد نقص فادح وعام في شرائح قياس السكري، حيث لم تتزود صيدليته بهذه الشرائح منذ أكثر من شهرين، وعندما استفسر عن السبب من الموزع، أكد له الأخير عدم امتلاكه لها في الوقت الراهن، وبخصوص شرائح قياس نسبة السكري في البول المفقودة بدورها، يوضح مناع بالقول "شرائح البول يمكن للمريض العثور عليها بالمستشفيات، أما شرائح قياس السكري بالدم فضرورية جدا للمرضى، خاصة لكبار السن والمُقعدين"، ونصح محدثنا المرضى بضرورة التوجه للمخابر لإجراء تحاليل السكري في حال شعورهم بتدهور صحي، إذا لم يمتلكوا الشرائح. وبدوره، أكد رئيس جمعية مرضى السكري فيصل أوحدة وجود ندرة حادة وغير مسبوقة في شرائح قياس نسبة السكري في الدم، وحتى شرائح قياس السكري في البول شبه مفقودة، والخلل يكمن - حسب محدثنا- في اختلاف أجهزة قياس السكري التي يملكها المواطنون. فكل له شرائح قياس معينة، وبعض الصيدليات تملك نوعا معينا دون آخر، كما حمّل مسؤولية النقص للمخابر المكلفة بتوفير هذه الشرائح، والتي تماطلت في إحضارها في الوقت المحدد، وحتى عملية تعويض الشرائح لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية " لاكناس"، تستغرق وقتا في الفترة الأخيرة، بسبب تخفيض ثمن علبة الشرائح من 1800 إلى 1500 دج. وأكد محدثنا أنه اتصل ببعض المخابر التي أكدت له أنها ستزود السوق بشرائط قياس السكري بداية من هذا الأسبوع لتحل المشكلة تدريجيا . ويؤثر نقص الشرائح بدرجة كبيرة على المصابين بالسكري من النوع الأول والذين يعالجون بحقن الأنسولين، ويتأثر بدرجة أقل المصابون بالنوع الثاني من السكري المعالَجون بالأقراص، وهو ما جعل أوحدة يناشد المصابين بالسكري، لأخذ جميع احتياطاتهم، وليُعلموا أنفسهم الاستغناء ولو تدريجيا عن استعمال شرائح القياس، وحسب تعبيره "لطالما قمنا بحملات تحسيسية لحث المرضى على اكتساب سلوك معرفة الهبوط الحاد أو الارتفاع في نسبة السكري بأجسادهم دون الاستعانة بألة القياس، وذلك عن طريق معرفة الأعراض، مع تجنب الإجهاد والابتعاد عن تناول السكريات بكميات كبيرة. وأكد المتحدث استفساره السلطات المعنية في الموضوع، والتي طمأنتهم بتوفير الشرائح نهاية شهر مارس الجاري. فيما دقت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، على لسان رئيسها مصطفى زبدي ناقوس الخطر، محذرة من تدهور الحالة الصحية لبعض مرضى السكري، إذا تواصل نقص الشرائح، مُناشدة وزارة الصحة بالتدخل العاجل حفاظا على حياة المرضى. وحسب تصريحه ل "الشروق" "هنالك فعلا تذبذب في وفرة الشرائح، وبداية ظهور نُدرة فيها، وهذا منذ عدّة أسابيع"، مؤكدا أنّ بعض الصيدليات تتوفّر على نوع واحد فقط من الشرائح، وهنالك من لا يمتلكها إطلاقا.