نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الاثنين 28 أغسطس 2017 10:59 تسببت حافلات نقل المسافرين وشاحنات نقل البضائع بسبب عدم احترامها لأنظمة التثبيت والحمولة الزائدة في حوادث مرور راح ضحيتها أزيد من 16 ألف ضحية ما بين قتيل وجريح خلال السداسي الأول من السنة الجارية، فيما تجاوز عدد الضحايا خلال ال 3 سنوات الأخيرة نصف مليون قتيل وجريح، وبالمقابل سيتم الشروع في تطبيق إجراء جديد للحد من إرهاب الطرقات، ابتداء من شهر فيفري المقبل وذلك من خلال إجبار جميع أصحاب الشاحنات والحافلات على تركيب الجهاز المعروف ب"كرونوتاكيغراف" الذي يراقب السرعة التي تسير بها هذه المركبات، وكذلك مدة السياقة، وفترات الراحة. وفي هذا السياق، تكشف الأرقام التي تحصلنا عليها "الشروق" من المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات والخاصة بالسداسي الأول من السنة الجارية، عن أرقام مرعبة لعدد قتلى مركبات النقل، وكذا سيارات الأجرة التي تمثل 3 ملايين مركبة، إذ تسببت في 6836 حادث مرور أي ما يعادل 27 بالمئة، من مجموع الحوادث أسفرت عن 1327 قتيل و18675 جريح، أي بمعدل إجمالي يفوق 16 ألف ضحية، ومن خلال تحليل المعطيات الإحصائية لحوادث المرور المسجلة خلال السنة الماضية، تبين انه من بين 38 ألف مركبة تسببت في حوادث المرور يوجد ما قارب 6 آلاف مركبة خاصة بنقل البضائع و2500 مركبة خاصة بنقل المسافرين. وحسب تحليل مصلحة أمن الطرقات بمديرية الوحدات المشكلة ومديرية الأمن العمومي بكل من قيادة الدرك والأمن الوطنيين، فقد تبين ارتفاع في حوادث المرور، وكذا في عدد الضحايا، حيث تنسب هذه الحوادث لمسؤولية السائقين، بنسبة 81 بالمائة، وذلك لعدم احترامهم قواعد حركة السير والميول الى المجازفة، خاصة ضمن فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين 25 و34 سنة، وعدم تناسب التطور الكبير للحظيرة الوطنية للمركبات مع توسع الشبكة الوطنية للطرقات، وكذا تورط سياق النقل البري للمسافرين والبضائع في رفع حصيلة ضحايا حوادث المرور، حيث يعود ذلك إلى عدم احترام قانون المرور وكذا عدم احترام قواعد السلامة لنقل الضائع المتمثل في أنظمة التثبيت والحمولة الزائدة وسوء الأحوال الجوية. وفي سياق متصل تشير إحصائيات المركز إلى تسجيل 500 ألف أي نصف مليون جريح وقتيل خلال السنوات ال 3 الأخيرة بسبب حافلات نقل المسافرين وشاحنات نقل البضائع، وهو ما جعل مصالح أمن الطرقات التابعة للدرك والشرطة، في تشديد الخناق مع هؤلاء من خلال استعمال السيارات والدرجات المموهة لترصدهم وفرض عقوبات صارمة ضدهم. وبالمقابل كشفت مصادر "الشروق"،عن قرب تطبيق إجراء جديد للحد من إرهاب الطرقات، وهذا إبتداء من شهر فيفري من خلال إجبار جميع أصحاب الشاحنات و الحافلات على تركيب الجهاز المعروف ب "كرونوتاكيغراف" الذي يتواجد نصه التنظيمي على مستوى الأمانة العامة للحكومة، حيث يعتبر هذا الأخير بمثابة العلبة السوداء الذي سيضع السائق تحت الرقابة طيلة فترة قيادته وعند التوقف، ما يمنعه من ارتكاب المخالفات، كما يفرض عليه تحمل مسؤوليته في حال كان المتسبب في حادث مرور. كما يتميز الجهاز بإمكانية تسجيل معطيات السرعة وتطورها مع الزمن على ذاكرة الكترونية مع إمكانية تخزين هذه المعطيات لمدة 30 يوما وإظهارها عبر عدد من الوسائط "شاشة، طابعة، قارئ بطاقات"، ويتكون من وحدة المعالجةVehicle Unit ، وحدة عداد السرعة وعداد المسافة والتي يجب أن تكون ضمن نطاق الرؤية الواضحة بالنسبة للسائق، حيث ترسل وحدة المعالجة إشارات إلى عداد السرعة وعداد المسافة، وبنفس الوقت تقوم وحدة المعالجة باستقبال الإشارات من المركبة. الإجراء الجديد سيمكن مصالح الشرطة والدرك من مراقبة هؤلاء السواق لفرض قانون المرور، سواء فيما يتعلق باحترام السرعة المحددة أو من حيث وقت السياقة وفترات الراحة التي يجب أن يأخذها كل سائق، خاصة أصحاب الحافلات والشاحنات الذين يقطعون مسافات طويلة.