انتهى تربص “الخضر” القصير في مدته، الطويل في أحداثه التي أسالت حبرا كثيرا، سواء بخصوص قضايا الدعوات التي هزت كيان منتخبنا أو بخصوص الاجتماعات الطويلة والعديدة التي عقدها حليلوزيتش وأشباله، أو بخصوص النهاية المؤسفة التي عرفها بعد تعرض كل من سوداني وجبور للإصابة، وهي النهاية التي وصفها حليلوزيتش بالسلبية بما أنه كان يتمنى ألاّ يصاب أي لاعب من لاعبيه. آخر فحص لسوداني صبيحة أمس أخرجه من اللقاء وبصفة رسمية حسب ما كشفه لنا البوسني وحيد حليلوزيتش، فإنّ كلا من سوداني وجبور صارا خارج تعداد مباراة تانزانيا المقبلة بعدما أثبتت آخر الفحوص التي أجرياها ذلك، إذ أن سوداني الذي استبشر خيرا ليلة الأربعاء بالفحوص المطمئنة التي أجراها بمستشفى “ماركوسيس” والتي أكدت أنه يعاني من انتفاخ فقط في الكاحل، ما يستدعي الركون للراحة لأسبوع على الأكثر، فإن آخر فحص أجراه صبيحة أمس قبيل مغادرته تربص “الخضر” نحو البرتغال أثبتت أن الانتفاخ كبير، ويتطلب ركونا لراحة لا تقل عن ثلاثة أسابيع ما يجعله يغيب عن لقاء تانزانيا. طبيب المنتخب أعلم حليلوزيتش ومباشرة بعد ذلك الفحص الأخير، تحدث البوسني مع طبيب المنتخب الذي أعلمه بأن الانتفاخ الذي يعاني منه سوداني في كاحله كبير، ويتطلب ركونا للراحة لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع إن لم تذهب إلى أربعة، وأنه لا يمكنه أن يخوض أي مباراة خلال هذه الفترة، وهو الخبر الذي أقلق حليلوزيتش. جبور يحتاج لراحة مدتها ثلاثة إلى أربعة أسابيع ضربة أخرى موجعة تلقاها المنتخب وحليلوزيتش في هذا التربص، وتتمثل في الإصابة التي تعرض لها المهاجم رفيق جبور على مستوى فخذه، وهي الإصابة التي أثبتت الفحوص المعمقة بخصوصها أنها تتطلب ركونا لراحة يمتد ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ما يجعله مقصى نهائيا من حسابات حليلوزيتش تحسبا للقاء تانزانيا المقبل، وهي ضربة أخرى موجعة للمنتخب حتى ولو كان جبور لا يسجل سوى نادرا مع المنتخب. ماذا لو يسامح حليلوزيتش بودبوز؟ وكانت “الهداف” في حديثها مع حليلوزيتش أمس، قد تطرقت للموضوع مع الناخب الوطني حليلوزيش إن كان سيستنجد ببودبوز بعد تأكد غياب سوداني وجبور عن لقاء تانزانيا، غير أنه رفض الرد على سؤالنا واكتفى بالقول: “سنرى”، وها نحن نتساءل مجددا حول ما إذا كان سيسامحه أم لا، لا سيما وأن الخيارات التي بحوزته لا تبدو كافية لتعويض الغيابات. هجوم لا يسجل فزادته الإصابات معاناة ولعل ما سيزيد من الطين بلّة، هو الحال المزرية التي تمر بها القاطرة الأمامية للمنتخب، والتي أثبتت عجزها للمرة الألف في اللقاء التطبيقي الذي برمجه حليلوزيتش فيما بين لاعبيه أوّل أمس، لأن حال المهاجمين وكالعادة لا زالت تدعو على القلق بعدما عجز كل من “بن يمينة، زياية، غزال ومطمور” عن التسجيل خلال مباراة لعبت فيما بينهم، وهو أمر يحدث لأول مرة في مباراة تطبيقية منذ سنوات، وها هي الإصابات تزيد من متاعب هذا الهجوم الذي سيفتقد لعنصرين هامين في اللقاء المقبل أمام تانزانيا. حليلوزيتش محتار ويسلم بأنه لا يملك حلولا وفضلا عن أنه بدا لنا محتارا للإصابات التي نخرت جسد مهاجمين من مهاجميه في هذا التربص، اعترف لنا البوسني حليلوزيتش خلال الحديث الذي جمعنا به أنّه لا يملك حلولا من أجل تعويض الغائبين في لقاء تانزانيا، وأنه سوف يعتمد على نفس العناصر التي كانت حاضرة في تربص “ماركوسيس”، ما يجعلنا نتأكد مسبقا أن هجوم منتخبنا سيشكله ثنائي من الأسماء التالية “غزال، مطمور، زياية” مع احتمال ضئيل أن تجدد الثقة في بن يمينة الذي لم يظهر الكثير في اللقاء التطبيقي.