انهزمت مولودية سعيدة أول أمس السبت أمام جمعية الشلف، في مقابلة عرفت كيف تسير أطوارها في الشوط الأول وتقف الند للند أمام المنافس، لتستسلم في الشوط الثاني الذي استطاع فيه أبناء سعدي فرض منطقهم وتشديد الخناق على مرمى الحارس بوهدة، كما تمكنوا من تسجيل هدف الفوز عن طريق سوڤار، وإهدار ركلة جزاء عن طريق الهداف مسعود. لتنتهي هذه المواجهة بإخفاق آخر للمولودية، يعقد مأموريتها أكثر خاصة أنه كان بإمكان "الصادة" تحقيق التعادل على الأقل. الشلف لم تكن قوية خاصة في الشوط الأول وبالنظر للوجه الذي أظهره لاعبو "الصادة" في الشوط الأول والأداء الباهت لأبناء سعدي، كان بإمكان المولودية تسجيل هدفين في مرمى غانم، قبل أن يستفيق المنافس في المرحلة الثانية، حيث أهدر الهداف حديوش فرصة من ذهب لن تتكرر كثيرا، إذ كان وجها لوجه مع الحارس ودون أي مضايقة، إلا أنه أخفق في ترجمة هذه الفرصة إلى هدف. ولم يدخل أبناء سعدي في المقابلة إلا في بداية الشوط الثاني، بفعل التغييرات التي أحدثها مدرب الشلف والتعب الذي نال من عناصر دفاع ووسط المولودية. ونستطيع القول إن "الصادة" لم تغتنم الفرصة في الشوط الأول، خاصة أن أداء الجوارح كان باهتا عكس ما كان عليه في الجولات السابقة. حيث كان محرك الفريق مسعود خارج الإطار نظرا للرقابة الشديدة التي فرضها عليه اللاعب عاتق، لكن مسعود أغفل عاتق مرة واحدة استطاع إثرها أن يمرر الكرة خلف دفاع المولودية باتجاه القادم من الخلف سوڤار، ليضعها هذا الأخير بكل قوة في مرمى الحارس بوهدة. تغييرات روابح محل انتقاد الجميع وكانت التغييرات التي أحدثها المدرب روابح محل انتقاد الأنصار الحاضرين بملعب بومزراق، وكذلك الذين تابعوا هذه المباراة على الشاشة الصغيرة. حيث كان إخراج اللاعب سايح وتعويضه بالمهاجم مادوني، نقطة تحول كبيرة في اللقاء إذ فتح المجال أمام المنافس للاستحواذ على منطقة الوسط، خاصة أن سعدي أعطى حيوية كبيرة بإشراكه للاعب غربي مكان عشيو، الذي كان بعيدا عن مستواه. إذ أن اللاعب سايح كان يعود للوسط بمجرد ضياع الكرة، زيادة على أنه شكل خطرا مستمرا على مرمى الشلفاوة خاصة في (د 33)، لما راوغ مدافعين بكيفية رائعة ليقذف الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس غانم، الذي بقي يتفرج على الكرة وهي تكاد تلامس الزاوية 90. حيث رأى الأنصار أن تغيير سايح باللاعب مادوني لم يكن الخيار الأفضل، خاصة أن سايح لم يظهر أي إرهاق أو تعب في هذه المقابلة، حيث كان من الأفضل حسب المتتبعين إخراج اللاعب برملة، الذي أدى شوطا أول ممتاز قبل أن يحس بالإرهاق، وهذا ما ترك مجالا واسعا للشلفاوة للعبث بدفاع "الصادة". عدادي يعود إلى منصبه الأصلي في وسط الميدان وشهد هذا اللقاء عودة اللاعب عدادي إلى منصبه الأصلي في وسط الميدان، وترك مهمة الظهير الأيمن للاعب حجاري، الذي أدى مقابلة من أحسن مبارياته هذا الموسم. وحسب المدرب روابح فإن انعدام الخيارات أرغمه على توظيف عدادي في هذا المنصب، وكان أداء عدادي متوسطا على العموم بالرغم من منحه كرة على طبق للاعب حديوش، الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس غانم الذي تمكن من صد كرة كانت أقرب إلى التجسيد. ميباراكو يعطي توازن أكثر للدفاع وبالرغم من أن المدرب روابح اعتمد على أربعة عناصر في الدفاع على غير العادة، خاصة أن اللقاء جرى خارج ملعب 13 أفريل وأمام منافس يوجد في أحسن حالاته، إلا أن أداء اللاعب ميباراكو كان في المستوى إذ أعطى التوازن والاستقرار للخط الخلفي. حيث كان ميباراكو حاجزا منيعا في وجه مسعود ورفاقه طيلة أطوار هذا اللقاء، كما تفوق في كل الكرات العالية رفقة باكايوكو الذي أدى هو الآخر لقاء في المستوى. وإجمالا نستطيع القول إن المدرب نجح في اختيار عناصره الدفاعية، التي وقفت الند للند خاصة في الشوط الأول، وهو ما جسدته الفرص القليلة التي أتيحت لرفاق الغائب الكبير زاوي في هذا الشوط. باكايوكو ربط حميدي وأضطر سعدي لإخراجه ومن جهته، أثبت اللاعب المالي باكايوكو جدارته في التواجد ضمن المحور الدفاعي للمولودية، وهذا من خلال الرقابة اللصيقة التي فرضها على قلب هجوم الجمعية حميدي، الذي لم يلمس الكرة إلا نادرا وكان يضطر للعودة إلى الخلف للمسها والمشاركة مع رفاقه في الحملات الهجومية. وهو ما اضطر المدرب سعدي لاستبدال حميدي بالمهاجم سوڤار الذي غير مجريات اللقاء رأسا على عقب، وهذا في بداية الشوط الثاني الذي كان فيه أداء الفريق الشلفاوي مغايرا للشوط الأول، الذي شهد تكافؤا في جميع النواحي. حديوش يفوت على الفريق فرصة منح الأسبقية وكادت (د 30) أن تكون منعرج اللقاء، حين مرر وسط الميدان عدادي الكرة في العمق اتجاه المهاجم حديوش، الذي كسر مصيدة التسلل ليجد نفسه وجها لوجه مع الحارس غانم، الذي أغلق جيدا الزاوية التي سدد منها اللاعب الكرة، وهو ما أعاد رفاق مسعود إلى اللقاء حيث أحسوا بالتهديد المباشر من المنافس. وكان بإمكان اللاعب حديوش تسجيل هذه الفرصة، وهو الذي اعتاد على التسجيل من وضعيات أصعب بكثير من هذه اللقطة، حيث أن معطيات اللقاء كانت ستتغير وتدخل الريبة والشك في صفوف الشلفاوة، ويزيد في صفوف رفاقه الإرادة والتضحية الكبيرة في الدفاع عن هذا الهدف، الذي لم يتحقق في فرصتين كانتا الأقرب إلى التسجيل من الضياع. روابح: "بدأنا اللقاء جيدا وانعدام البدائل سبب الهزيمة" وصرح المدرب روابح بعد اللقاء قائلا: "نتيجة المباراة لم تكن عادلة، حيث أن التعادل كان أقرب إلى منطق بعد تضيعنا لفرصتين سانحتين، وهذا راجع لغياب الفعالية أمام المرمى. فالفريق أدى شوطا أول في المستوى أما خلال الشوط الثاني فضيع معالمه نتيجة الإرهاق، حيث أن انعدام البدائل الجاهزة لم يسمح لنا بالمواصلة على نفس المنوال، كما أن تغيير الحارس كيال افقدنا فرصة إجراء تغيير آخر في هذه المواجهة التي كان بإمكاننا العودة منها بالتعادل على الأقل، خاصة بعد الأداء المقدم خلال الشوط الأول". وأثنى المدرب على أداء عناصره وشجاعتهم الكبيرة في الوقوف أمام المنافس، حيث أن كل محاولاته الخطيرة كانت عن طريق كرات ثابتة، وهو ما سيعمل الفريق على تداركه في مباراته القادمة أمام "الكاب" حسب روابح. ------------------------------- بوهدة يبدع ويعود لمستواه المعهود أثبت الحارس بوهدة أنه لا يقل شأنا عن كيال نظرا للمستوى الكبير الذي أظهره أمام الشلفاوة، حيث كان بمثابة صمام الأمان وجعل عناصر الدفاع تلعب بكل راحة وثقة، بمجرد أن صد ابن وهران أول مخالفة خطيرة من مسعود في أول محاولة، وهو ما قد يؤهله لأن يكون أساسيا في المرحلة القادمة، خاصة أن كيال تعرض لإصابة بليغة بعد تدخل من طرف المدافع باكايوكو. والحقيقة تقال إن بوهدة ساهم بنسبة كبيرة في تحديد النتيجة النهائية للمباراة، من خلال تصديه بكل شجاعة لمحاولات سوڤار، والأكثر من هذا أنه حرم الهداف مسعود من توقيع الهدف التاسع بتصديه لركلة الجزاء التي أعلنها الحكم عبيد شارف في (د 74). والجدير بالذكر أن المدرب روابح كثيرا ما أثنى على حارسيه، وأعتبر أن الفريق محظوظ بتواجدهما ضمن صفوفه. "الحمراوة" يشددون الخناق على المولودية بتحقيقها لمفاجأة كبيرة بعد تمكنها من العودة بالزاد كاملا من تنقلها الصعب إلى الحراش، تكون تشكيلة مولودية وهران قد شكلت ضغطا إضافيا على أشبال روابح، حيث صار الفريق يتقاسم المرتبة 14 مع "الحمراوة" برصيد 13 نقطة، وهو ما سيجعل الأمور في المستقبل أكثر تعقيدا. إذ في حالة تسجيل أي تعثر لآخر للمولودية السعيدية فإنها ستجد نفسها وحيدة في قاع الترتيب رفقة "النصرية" التي تعتبر وضعيتها أكثر تعقيدا، خاصة أن "الصادة" ستنتقل إلى وهران في الجولة 24 التي ستكون فيها الأمور قد اتضحت بشكل كبير. انهزام الخروب و"الكاب" في صالح المولودية شكل انهزام الخروب و"الكاب" أمام من تلمسان واتحاد العاصمة نقطة أمل بالنسبة للسعيديين، لأنه لو فاز هذين الفريقين لاتسع الفارق إلى 7 نقاط لأقرب ملاحق، وهو ما يقلل من حظوظ رفاق سعدي في تحقيق البقاء ضمن أندية الدرجة الأولى. وبعيدا عن لغة الحسابات فالفريق الذي يبحث عن ضمان البقاء عليه الفوز بمبارياته، دون انتظار نتائج بقية الفرق الأخرى بأن الأمور ستتعقد من جولة لأخرى. سعيدة لم تفز منذ 540 دقيقة بانهزامها أمس أمام جمعية الشلف، تكون المولودية قد وصلت إلى الدقيقة 540 دون معانقة الفوز، الذي غاب عن الفريق من الجولة الحادية عشر أمام مولودية وهران. وبالتالي يكون الأنصار في انتظار الجولة القادمة، التي تعتبر الفيصل في بقاء الأمل من عدمه، وبالتوازي مع هذا لم يبرح الفريق المرتبة 14 منذ ذات الجولة. ------------------------------- حديوش يواصل صيامه عن التهديف لم يستطيع الهداف حديوش فك العقدة التي لازمته مؤخرا اذ غاب عن هز الشباك منذ أربعة لقاءات الأخيرة باحتساب اللقاءات الودية الأخيرة التي أجراها الفريق في عين تموشنت علما أنه كان المنقذ الوحيد في الفريق الذي كثيرا ما أسعد الأنصار حتى لما يكون الأداء الجماعي للفريق في أسوأ حالاته. الاستئناف اليوم والتحضير ل "الكاب" ينطلق ينتظر أن يستأنف أشبال روابح تدريباتهم في المركب الرياضي اليوم على الساعة الثالثة، خاصة أن الفريق تنتظره رزنامة نارية تبدأ بلقاء "الكاب" الذي يحدد مصير الفريق في البقاء بنسبة كبيرة. إذ يعتبر آخر فرصة لرفاق سعدي في تدارك الأمور، وإلا ستزداد تعقيدا. حمدي وشرايطية يسجلان عودتهم سينضم المهاجم شرايطية والمدافع حمدي إلى المجموعة اليوم في حصة الإستئناف، وبهذا سيكون بإمكان المدرب روابح الاعتماد على هذين العنصرين خاصة شرايطية، الذي قد يفك عقدة الفريق لما يتميز به من حرارة في اللعب وإرادة كبيرة للفوز بكل المباريات. علما أن شرايطية غائب عن المجموعة منذ لقاء النصرية في الجولة 14. ------------------------------- الأنصار مستاؤون للمضايقات التي تعرضوا لها في الشلف عبر لنا عدد من الأنصار الذين تابعوا اللقاء الأخير للمولودية في ملعب بومزراق، عن استيائهم الكبير من الاستفزازات التي كانوا عرضة لها خاصة في الشوط الأول، من طرف أشباه أنصار الجمعية. الشيء الذي أرغم بعض أنصار المولودية على الخروج من الملعب قبل نهاية اللقاء. حملة منظمة ضد كيال والمسيرون غاضبون صرح لنا مسيرو المولودية أن الحملة المغرضة التي يتعرض لها الحارس كيال في الآونة الأخيرة غير مبررة، فبعد الذي جرى له في الحناية خلال اللقاء الودي أمام الوداد، تكرر الأمر مع أنصار الشلف الذين أسمعوه وابلا من الشتم والسب، خاصة في الوقت الذي أصيب فيه وغادر الملعب في اتجاه المستشفى تاركا مكانه لزميله بوهدة. ورغم هذا أضاف المسيرون أن كيال سيبقى من أحسن الحراس الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية.
