"انبهرت بالأداء البطولي والرجولي للاعبي الخضر أمام منتخبي إنجلترا وأمريكا" "إفريقيا ستتوج باللقب العالمي عاجلا أم آجلا" "أؤيد فكرة تنظيم مونديال 2022 في فصل الشتاء" يعد المدرب السويدي زفين ڤوران إريكسون من المدربين المشهورين عبر العالم، واستطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات، بدأ مسيرته في عالم التدريب عام 1978، وقاد إريكسون خلال مسيرته فرقاً سويدية، برتغالية وإيطالية، إضافة إلى إشرافه على منتخبات إنجلترا، المكسيك وكوت ديفوار. كما يعتبر إريكسون أول مدرب أجنبي يشرف على العارضة الفنية للمنتخب الانجليزي. ويعد إريكسون المدرب الوحيد في العالم الذي حقق ثنائية الدوري والكأس في ثلاث دول مختلفة، وتعتبر البطولات التي أحرزها مع نادي لازيو الإيطالي أبرز الإنجازات التي شهدتها مسيرته التدريبية. "الهدّاف" إلتقه بالعاصمة القطرية الدوحة ولم يتردد في قبول دعوتنا وإجراء هذا الحوار الإستثنائي. *هل تؤيد فكرة تنظيم كأس العالم 2022 في شهر جانفي؟ أعتقد أن قطر بإمكانها فعل كل شيء في هذا البلد بإستثناء التحكم في الطقس. أكيد أن الطقس عامل مهم وكلنا يتذكر بطولة العالم التي أقيمت في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 94 والتي كان فيها الجو حار جدا والجميع اشتكى من الحرارة المرتفعة، بالتأكيد أن اللاعب لا يستطيع أن يقدم كل ما لديه تحت درجة حرارة تفوق 34 درجة مائوية. لقد فكرت شخصيا في تنظيم المونديال في فصل الشتاء وهي فكرة صائبة لأن الطقس يكون ممتازة ومعتدلا خاصة في قطر، ولكن أعتقد قطر ستواجه مشكلة مع البطولات الأوروبية التي تتزامن مع فترة فصل الشتاء وبالتالي لا بد تغيير البرنامج وجدول البطولات. لا أدري إذا كان ممكنا أم لا ولكن أتصوّر أنه إذا أقيم المونديال خلال فترة الشتاء فسوف يكون الأمر رائع. *ولكن هل تتصور أن الأمر ممكن في تغيير جدول البطولات والمباريات الأوروبية؟ عليكم تغيير العديد من الجداول، ولكن أعتقد أن البطولة الألمانية تخضع لفترة توقف خلال هذه الفترة وبالتالي ليس هناك أي مشكل معها، لكن البطولة الإنجليزيو ليس لها فترة توقف فهي مستمرة منذ بداية الموسم إلى غاية يوم الختام ولكن عليهم أن يغيروا ذلك إذا طرحت عليهم هذه الفكرة لأن هذا يعود لمصلحة اللعبة بشكل عام. *هل تتوقع ان الإتحاد الإنجليزي سيوافق على هذه الفكرة؟ نعم ولم لا؟ ممكن جدا تغيير الجداول التي تتزامن مع فترة الشتاء لأن هناك الوقت الكافي للتفكير في هذا الأمر. خلال شهر جانفي تكون الملاعب مملوءة عن آخرها. عموما أعتقد أنها فكرة جيدة وأمر جيد أن تقام بطولة كأس العالم خلال شهر جانفي بدلا من جوان. *هل تفاجأت بمنح قطر شرف تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022؟ بالفعل يومها كانت مفاجأة للجميع وليس لي شخصيا، ولكن أتصور أن من يرى ما تملكه قطر من إمكانات هائلة وبنية تحتية ومنشآت رياضية على أعلى مستوى حينها يدرك تماما أن "الفيفا" لم تخطئ في منح قطر شرف تنظيم المونديال. * إيريكسون منذ فترة بعيد عن الميادين التدريب، هل هي رغبة شخصية أم لم تتلق العروض؟ كرة القدم مثل المخدرات إذا عشت مع الكرة كل يوم، فإنك لن تستطيع التخلي عنها أبدا. في الفترة الحالية أنا متفرغ للسفر (يضحك). لا ليست رغبة شخصية. لقد تلقيت بعض العروض ولكن للأسف لم تكن في مستوى طموحاتي الشخصية. أعتقد أنه من الصعب جدا أن تتلقى عروض جيدة تلبي طموحاتك في منتصف البطولة. عموما سنرى ماذا سيحدث مستقبلا. *هل إيريكسون يفضل الإشراف على منتخبات وطنية أو أندية؟ لدي خبرة طويلة في ميادين كرة القدم وتعاملت مع منتخبات قوية وأندية. أعتقد أنه ليس لدي أي فرق في الإشراف على منتخب أو ناد. *ولكن ماذا يفضل إيريكسون منتخب أو ناد؟ كرة القدم إدمان وتدريب الفرق أمتع من تدريب المنتخبات، رغم أن لكل خصائصه ومتعته المميزة. تدريب الفرق يضمن لك التواجد بشكل يومي مع اللاعبين عكس تدريب المنتخبات. العملان مميزان إلا أنني أستمتع بتدريب الفرق أكثر. أعتقد أن العمل مع الأندية أفضل بكثير من المنتخب، لأن مع النادي لديك مجموعة كبيرة من اللاعبين طوال الموسم وبإمكانك أن تعمل معهم لفترة طويلة عكس المنتخب حيث تكون مرتبطا بمواقيت معينة ومتقطعة. * لقد كنت أول مدرب من خارج إنجلترا يشرف على العارضة الفنية للمنتخب الانجليزي، فماذا تقول في هذا السياق؟ نعم بعد مسيرة حافلة بالانجازات مع فريقي لازيو الإيطالي تلقيت عرضا لتدريب منتخب انجلترا وأتصور أن أي أحد ليس بإمكانه رفض عرض مثل هذا. أعتقد أن تدريب منتخب في حجم انجلترا فخر عظيم لي، لقد كانت تلك الفترة من أفضل أيامي التدريبية التي قضيتها برفقة المنتخب الانجليزي. *لكنك تعرضت إلى إنتقادات لاذعة من جمهور الإنجليزي بعد المونديال، هل تتصور أنك لم تكن مرغوبا من قبل الكثير من الجماهير؟ أعتقد أنه أمر عادي جدا، ففي كل مكان تجد من يساندونك ويتفقون معك وأسلوبك في العمل وهناك من هم عكس ذلك تماما، وبالتالي لا أنزعج أبدا من هذا الأمر وأتعامل معه بشكل عادي. * السيرة الذاتية لإيريكسون مع الأندية "غوتبورغ" السويدي ولازيو الإيطالي حافلة بالإنجازات وفزت بأغلى البطولات، فما هو تعليقك؟ أنا سعيد جدا ومحظوظ لخوضي هذه المسيرة الحافلة. أعتقد أن كل هذا سيبقى في التاريخ، إلا أنني أتطلع دائما للأفضل في المستقبل والمضي قدما وتحقيق المزيد من النجاحات. *لقد أشرفت على منتخب كوت ديفوار خلال بطولة العالم 2010 بجنوب إفريقيا، فماذا تقول عن هذه التجربة؟ نعم، لقد كانت تجربة رائعة ولكن للأسف الشديد فلقد أرهقتنا الإصابات قبل المونديال مثل اللاعب دروڤبا، كما أن مجموعتنا كانت صعبة بوجود البرازيل والبرتغال. قدمنا مباراة جيدة أمام البرتغال ولو أننا تمكنا من تحقيق الفوز في تلك المباراة لكنا مضينا قدماً في البطولة. على كل حال لقد بذلنا ما في وسعنا. * ما هو انطباعك حول فوز اسبانيا بكأس العالم؟ أعتقد أن اسبانيا استحقت اللقب، لقد كانوا المنتخب الأفضل في البطولة، وربما هم المنتخب الأفضل منذ ثلاث سنوات إلى الآن. * في اعتقادك ماذا ينقص المنتخب الانجليزي للفوز بالألقاب؟ منتخب انجلترا يملك المواهب ويملك أيضا الكثير من الشغف، إلا أن المنتخب الإنجليزي ينقصه القليل من الحظ، ففي مونديال ألمانيا عندما كنت مدربا للإنجليز خسرنا أمام البرتغال بعد أن عاكسنا الحظ قليلا، ولو فزنا على البرتغال لتأهلنا إلى النهائي، فالفوارق لم تكن كبيرة بين المنتخبات. أما بالنسبة لمونديال جنوب إفريقيا فأعتقد أن الإنجليز احتاجوا لقليل من الحظ أيضا، لكن يجب أن تكون متواجدا مع المنتخب وفي قلب الحدث لتعرف كل الأسباب. أعتقد أن إنجلترا منتخب قوي وسيأتي اليوم الذي سيفوز بالبطولات، وأنا واثق بأنه سيفعل ذلك. * ما هي أفضل بطولة عالم خاضها إيريكسون؟ أعتقد أن جميع البطولات التي خضتها كانت رائعة سواء في كوريا واليابان أو ألمانيا أو جنوب إفريقيا، كأس العالم بالنسبة إليّ عبارة عن حفلة كبيرة تجمع منتخبات العالم تستمر لأربع أسابيع. *الكثير من المحللين والفنيين يرون أن الكرة الإسبانية حاليا هي الأفضل في العالم، فهل أنت مع أو ضد مع من يقول هذا الكلام؟ نعم، لا اختلف مع هؤلاء لأنك لما تشاهد كيف يلعب نادي برشلونة كرة القدم فهو لا يلعب كرة وإنما يقدم فن من فنون الكرة. نادي برشلونة هو الأفضل في العالم، فمن الطبيعي أن تكون البطولة الإسبانية هي الأفضل أيضا. * جمهور ريال مدريد غير راض عن يقدمه جوزي مورينيو وهناك من يطالب برحيله، هل يمكن أن نرى ايريكسون مدربا للريال؟ لست مع رحيل مورينيو لأنه إذا حدث ذلك سيكون أمرا لا ينطبق مع المنطق. صحيح أنه على الورق "البارصا" هي الأفضل ولكن أتصور أنه إذا كان بإمكان مورينيو اشتراء أو ضم إنييستا وتشافي وميسي سيحقق كل البطولات. * ما رأيك في فوز ميسي بالكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية؟ أعتقد أن ميسي ليس لاعبا عاديا، فهو يستحق هذا التتويج وينقصه فقط الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده. *ما هو انطباعك عن كرة القدم الإفريقية؟ عاجلا أم آجلا سيأتي اليوم الذي ستفوز فيه أحد المنتخبات الإفريقية بكأس العام. لقد لمست تطوا كبيرا والكرة الإفريقية تملك لاعبين موهوبين على أعلى مستوى، فهناك بعض اللاعبين يلعبون لأكبر الأندية في العالم ولذلك أرى أنهم مؤهلين للفوز بالمونديال. لا بد من مواصلة العمل وعدم الإستسلام. ماذا يقول إيريكسون عن مشاركة منتخب الجزائر في كأس العالم 2010؟ لقد تابعت معظم مباريات كأس العالم، من بينها مباريات منتخب الجزائر. أعتقد أن فارق الخبرة لم يكن في صالح منتخب بلادكم ولو توفّر عنصر الخبرة لكان بإمكانكم التأهل إلى الدور الثاني. منتخب الجزائر من المنتخبات الإفريقية القوية والتي تضم في صفوفها لاعبين ممتازين، لكن فارق الخبرة كان له دور بارز في عدم تأهلكم إلى الدور الثاني وإلا كيف تفسر فوز منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية في آخر الدقائق من المباراة. *وكيف شهدت أداء اللاعبين أمام منتخب انجلترا؟ نعم، لقد كانت مباراة مليئة بالتشويق والإثارة. المنتخب الجزائري قدم مباراة رائعة واستطاع بأدائه البطولي والرجولي إفتكاك التعادل من منتخب قوي بحجم انجلترا. أعتقد أنه ليس من السهل تحقيق التعادل أمام انجلترا ولكن الجزائر استحقت تلك النتيجة بأدائها البطولي. *هل لديك فكرة عن لاعبي المنتخب الجزائري؟ نعم أعرف جيدا اللاعب مجيد بوڤرة الذي كان يلعب لنادي ڤلاسڤو رانجيرز إنه مدافع قوي وصلب. لديه بينة جسمانية هائلة تجعل منه حائط صد للمهاجمين. ·كأس إفريقيا 2012 تشهد غياب أبرز المنتخبات مثل الجزائر ومصر، فما هو تعليقك؟ هذا دليل أن كرة القدم الإفريقية في تطور والمستوى الفني في تطور مستمر. أظن أن غياب مثل هذه المنتخبات مفاجأة كبيرة. *متى سيعتزل إيريكسون التدريب؟ لن أترك التدريب قبل عشرة أعوام. *ما هو رأيك عن القضية المتعلقة بإنهاء كابيلو مسيرة بيكام الدولية بالطريقة التي استنكرها متتبعو الكرة الإنجليزية حول العالم؟ لا أعلم ماذا حدث بين كابيلو وبيكام، ربما لا أتفق مع تصرف كابيلو، إلا أن لكل مدرب أسلوبه الخاص في التعامل مع اللاعبين. أظن أن المدرب هو الوحيد الذي بإمكانه أن يقرر أحقية مشاركة أي لاعب من عدمها مع المنتخب أو النادي ولا أحد سواه. *بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ شكرا لكم وشكرا لجريدة "الهدّاف". لقد كنت سعيد بإجراء هذا الحوار لأول مرة مع جريدة جزائرية وأتمنى أن لا تكون آخر مرة. كما أوجه تحية خاصة للجمهور الجزائري الذي اعتبره أكثر من رائع من خلال تشجيعه المميز لمنتخب بلاده في جنوب إفريقيا 2010. ---------- إيريكسون في سطور ولد السويدي زفين ڤوران إيريكسون عام 1948، ولم يعمر طويلاً في الملاعب بعد إصابة تعرض إليها في 1975، ليتجه بعدها إلى عالم التدريب ابتداء من 1978. قاد إيريكسون خلال مسيرته فرقاً سويدية وبرتغالية وإيطالية، إضافة إلى إشرافه على منتخبات إنجلتراوالمكسيك وكوت ديفوار، ويعتبر إيريكسون أول مدرب أجنبي يتسلم تدريب المنتخب الانجليزي. ويعد إيريكسون المدرب الوحيد في العالم الذي حقق ثنائية البطولة والكأس في ثلاث دول مختلفة، وبدأ إيريكسون مع فريق غوتبورغ السويدي وقاده إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982 قبل أن ينتقل إلى البرتغال لتدريب بنفيكا على مرحلتين (82-84 و89-92) وحقق معه الثنائية البطولة والكأس. وفي ايطاليا أشرف على روما (84-87) وفيورنتينا (87-89) وسمبدوريا (92-97) ولازيو (97-2000). وتعتبر البطولات التي أحرزها مع نادي لازيو الإيطالي أبرز الإنجازات التي شهدتها مسيرته التدريبية، إذ أحرز مع لازيو كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي في 1998، ومن ثمّ فاز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في نسختها الأخيرة عام 1999، وفي عام 2000 توج بثنائية البطولة والكأس. وبعد مغادرته لازيو انتقل السويدي إلى تدريب المنتخب الانجليزي ليصبح أول مدرب أجنبي يتسلم قيادة منتخب الأسود الثلاثة، وخلال فترة قيادته للمنتخب الإنجليزي (2001-2006) لم يخسر المنتخب الإنجليزي تحت قيادته سوى خمس مباريات. ومن المؤكد أن الجمهور الانجليزي لم يكن راضياً على الاطلاق عن خروجه من ربع النهائي خلال مونديالي 2002 و2006 حين كان إيريكسون مدربا للمنتخب، لأن منتخب "الأسود الثلاثة" كان يطمح للمنافسة على اللقب، إلا أن مشواره توقف عند عتبة البرازيل عام 2002 والبرتغال عام 2006 التي تغلبت على "الأسود الثلاثة" بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل (0-0) في الوقتين الأصلي والإضافي، لتكرر البرتغال ما فعلته بالانجليز في أورو 2004. وشهدت مسيرة إيريكسون مع المنتخب الانجليزي بعض المحطات المميزة وكانت أبرزها الفوز التاريخي على ألمانيا (5-1) في عقر دارها على ملعب ميونيخ الأولمبي في سبتمبر 2001، ثم قيادة المنتخب إلى ربع نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان قبل أن يخسر أمام البرازيل التي توجت بطلة في ما بعد. وترك إريكسون منتخب "الأسود الثلاثة" بعد نهائيات 2006 لكنه بقي في انجلترا بعدما تعاقده مع مانشستر سيتي حيث أصبح مجدداً أول مدرب من خارج المملكة المتحدة يشرف على مانشستر سيتي. ولم تدم مغامرة إيريكسون مع مانشستر سيتي أكثر من موسم واحد بسبب خلافاته مع مالك النادي حينها الملياردير التايلاندي تاكسين شيناواترا، رئيس وزراء تايلاند السابق، وذلك بالرغم من دعم جمهور النادي له. لكن السويدي لم يبق دون عمل لفترة طويلة لأنه أصبح بعد أيام معدودة مدرباً للمكسيك، إلا أن مغامرته لم تدم طويلا أيضا فأقيل من منصبه بعد أقل من عام بعدما دفع ثمن خسارة المكسيك أمام الهندوراس (3-1) ضمن تصفيات "الكونكاكاف" المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010. ولم تحصد المكسيك سوى 3 نقاط من ثلاث مباريات خاضتها في التصفيات بقيادة إيريكسون، قبل أن تُعرض عليه العودة إلى الساحة الدولية وكأس العالم من بوابة كوت ديفوار التي تأهلت إلى النهائيات للمرة الثانية على التوالي في تاريخها.