بدا الاختلاف واضحا بين رئيس اتحاد الحراش محمد العايب ومدرّبه وأيضا اللاعبين، في الأهداف المسطرة التي تسعى "الصفراء" لتحقيقها هذا الموسم. ففي الوقت الذي لم يتوان ولم يتردّد العايب في التأكيد أن الهدف هو مرتبة ضمكن ثلاثي المقدمة رغم اعترافه بصعوبة التنافس على لقب البطولة، ظهر العكس لدى المدرب شارف وأيضا اللاعبين، الذين ما زالوا لحد الساعة يتحدثون على أن الهدف يبقى ضمان البقاء ومرتبة ما بين الخامسة والسادسة، مما أثار دهشة الأنصار كثيرا وعشّاق "الصفراء". حديث العايب عن مرتبة ضمن الثلاثة الأوائل ليس "ذرا للرّماد" ويبقى الشيء الأكيد الذي لا يمكن اعتباره نكتة أو مزاحا، هو أن العايب نفسه أكد بعد لقاء "الحمراوة" وما عاشه بيت "الصفراء" من اضطرابات، أن الحراش ستلعب الأدوار الأولى هذا الموسم رغم رحيل عدّة عناصر الصائفة الماضية، ويظهر أن كلام العايب ليس من باب تهدئة الأنصار الذين سئموا عدم تحديد أيّ هدف من طرف الإدارة وشارف خاصة، وأن الرئيس الحراشي أكد في كلامه معنا سابقا أنه وفر كامل الإمكانات خاصة فيما يخص الاستقدامات الصائفة الماضية، وعليه فإن الحديث عن التنافس على لعب الأدوار الأولى يعتبر إخفاقا بالنسبة للحراش هذا الموسم. اللاعبون ينضمّون إلى شارف ولا يتحدّثون إلا عن البقاء وبعدما كان الحديث على عدم قدرة "الصفراء" في التنافس على الأدوار الأولى من طرف شارف وطاقمه الفني لمدى معرفتهم بقدرة التشكيلة الحراشية، تحوّل هذا الكلام أيضا للاعبين أنفسهم، حيث أن كل واحد يؤكد بأن الهدف يبقى تحقيق البقاء أوّلا، وكأنهم يريدون إبعاد الضغط عليهم رغم إدراكهم جيدا أن الصفراء قادرة على التنافس على المراتب الأولى، بالنظر للنتائج المحققة في مرحلة الذهاب وبرنامجها في مرحلة العودة، لكن يبدو أن اللاعبين لا يريدون أن يوهموا أنصارهم كثيرا ثم الخروج صفر اليدين مثل كلّ موسم. الأنصار سئموا البقاء ويستغربون أهداف الحراش و"العميد" عدم كشف الطاقم الفني ل "الصفراء" عن أهدافه بصراحة والاكتفاء بالحديث عن ضمان البقاء كهدف مسطر، جعل أنصار الحراش في حيرة من أمرهم، لدرجة أن هناك من سئم متابعة الفريق لعدم اتضاح أهدافه بشكل واضح في كلّ موسم، رغم التدعيمات التي تقوم بها الإدارة وعدم وجود أيّ مشاكل مادية. وأكد لنا عدد من الكواسر أنهم لم يفهموا كيف أن الحراش القادرة على ضمان مرتبة ضمن ثلاثي المقدمة يتحدّث مدربها عن البقاء فقط، في وقت أن الغريم مولودية الجزائر الذي يصارع من أجل ضمان البقاء يتحدّث مدربه ومسيّروه عن التنافس على اللقب والأدوار الأولى. ------------------- الهجوم النقطة السلبية والمهاجمون مطالبون بالتركيز والتحرّك سريعا لفت خطة هجوم اتحاد الحراش الأنظار ليس بقوته أو عدد الأهداف الكثيرة التي سجلها المهاجمون لحد الساعة، ولكن بنقص الفعالية الغائبة عن الهجوم الحراشي خاصة خلال مرحلة العودة التي لم تكن مثلما كان ينتظر المدرب شارف ومساعديه. إذ ظهر جليا أن الخط الأمامي ل "الصفراء" بات يشكل نقطة ضعف في التشكيلة، ويتوجّب البحث في أسباب صيام المهاجمين عن التهديف، ومعالجة النقائص الموجودة. ثلاثة أهداف فقط في أربعة لقاءات فقط وبالنظر للأرقام، فإن حصيلة "الصفراء" من حيث الأهداف المسجّلة تبدو مخيفة رغم أن الفريق حصد لحدّ الآن ستّ نقاط من أصل 12 ممكنة، إلا أنه لم يتمكن سوى من تسجيل ثلاثة أهداف فقط في أربع مباريات، وكان ذلك أمام اتحاد العاصمة ومولودية سعيدة، وهي حصيلة ضئيلة وضعيفة بالنسبة لتشكيلة الحراش، رغم أنها تضمّ مهاجمين في المستوى مثل بن يطو وبونجاح. لكن ظهر بوضوح أن القاطرة الأمامية للحراش لا تعمل بالشكل اللازم هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي. المشكل مطروح منذ بداية الموسم مشكل عدم فعالية خط هجوم إتحاد الحراش ليس وليد اليوم أو خلال مرحلة الذهاب فقط، وإنما يمتد منذ بداية الموسم بدليل النتائج المسجلة، بحيث أن "الصفراء" سجلت طوال مرحلة الذهاب 16 هدفا فقط، أي ما يعني معدل 1,06 هدف، وهو رقم ضعيف. كما أن أكبر نتيجة سجلتها الصفراء لحدّ الآن هي الفوز بنتيجة 3-1 أمام العلمة، كما أنه سبق لها وفازت على سطيف 3-2، وهو ما يؤكد أن تشكيلة المدرب شارف تعاني من مشكل في الهجوم بالدرجة الأولى. بونجاح وعيساوي هدّافان بثلاثة أهداف فقط! وبلغة الأرقام دائما، فإن "الصفراء" لا تضمّ هدّافا حقيقيا مقارنة بما كانت عليه خلال الموسمين الماضيين مع حنيتسار أو بومشرة اللذين وصل الأمر بهما للتنافس على لقب هداف البطولة. إذ أن المهاجمين الحاليين لم يبروزا بالشكل اللازم، باعتبار أن هداف الفريق يحتفظ في رصيده بثلاثة أهداف فقط، وهو رصيد بونجاح وعيساوي، في وقت يأتي بن يطو برصيد هدفين، مما يؤكد أن شارف يبحث عن الحلول دائما لمعالجة هذا المشكل، وعدم إيجاده لهداف حقيقي لحدّ الساعة يعتمد عليه، بعدما كان يراهن في وقت سابق على بونجاح، لكن هذا الأخير خيّب الآمال لحد ما. الطاقم الفني يعترف بالمشكل ويبرّر بنقص التركيز من جانبه، لم يخف أعضاء الطاقم الفني للحراش أن هناك مشكلا في خط الهجوم ونقص الفعالية، وهو اعتراف واضح بأن خط الهجوم لم يقدم لحدّ الساعة ما كان واجبا عليه، مؤكدا أن الحراش تعاني من غياب اللمسة الأخيرة رغم أن التشكيلة تخلق عدة فرص سانحة في كل مباراة، مبرّرا ذلك بأن المشكل يكمن في التسرّع وغياب التركيز. حنيشاد: "المشكل مطروح في كلّ الأندية وليس في الحراش فقط" وقد أكد لنا محمد حنيشاد مدرب الحراس أن هناك نقصا في الفعالية هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة، موضحا أن ذلك راجع لنقص التركيز وأيضا لنقص خبرة بعض العناصر، كما أشار بأن هذا المشكل في تسجيل عدد كبير من الأهداف ليس مطروحا في الحراش فقط وإنما في غالبية الأندية، موضحا أن الطاقم الفني يبحث دائما عن الحلول لهذه المشكلة. شارف أخطأ أيضا بعدم التعاقد مع مهاجمين في "الميركاتو" وفي سياق آخر، فإن جزءا من المسؤولية يتحمّلها أيضا مدرب الحراش بوعلام شارف، الذي لم يتعاقد مع أي مهاجم صريح خلال فترة التحويلات الشتوية، وأكثر من ذلك قام بالتخلي عن ياشير رغم الدور الكبير الذي كان يلعبه في هجوم "الصفراء"، لكن شارف لم يجلب أي مهاجم رغم أن مصادر مقربة منه حمّلت الإدارة المسؤولية. كما أن شارف لم يضع في حساباته أن جلب مهاجم يعتبر ضرورة ملحة لتعويض غياب حنيتسار المصاب، والذي أنهى الموسم مبكرا وتأكد ذلك منذ لقاء الشلف لحساب الجولة الثامنة. ------------------- وضعية "يايا كريم" تراوح مكانها والإدارة تنتظر تحرّك الطبيب بخصوص ملفه بالرغم من مرور قرابة أسبوع كامل على تأكيد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وأيضا الرابطة الوطنية على عدم تسليم إجازة المهاجم التشادي "يايا كريم" للحراش إلا بعد إيداع ملقه لدى طبيب "الفاف" ومعاينته أيضا من أجل منحه رخصة المشاركة مع تشكيلة الأكابر باعتبار أن سنه ما يزال18 سنة، إلا أنه ولحدّ الساعة لا شيء يظهر في "الصفراء" النيّة في تأهيل هذا اللاعب، بدليل أن وضعية "يايا كريم" تبقى تراوح مكانها واللاعب غير مؤهّل بشكل رسمي لحدّ الآن، مما يطرح العديد من التساؤلات حول سبب تباطؤ الإدارة الحراشية في تقديم ملف "يايا كريم" لطبيب "الفاف". طبيب "الصفراء" هو من يجب أن يقدّم الملف الطبي للاعب وبحسب ما علمناه، فإنه يتوجب على طبيب اتحاد الحراش أن يتحرّك من جانبه من أجل تحضير الملف الطبي ل "يايا كريم" وإيداعه على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لينظر فيه طبيب "الفاف"، لكن لحد الآن لا شيء من ذلك تجسّد، مما أثار الدهشة خاصة أنه ليس من عادة دريش طبيب "الصفراء" أن يتعامل بهذه الطريقة في أي ملف طبي لأيّ لاعب. اللاعب يبقى خارج الحسابات و"الصفراء" هي الخاسر وبالنظر لعدم إعداد الملف الطبي ل "يايا كريم" وتسليمه لطبيب "الفاف"، فإن اللاعب يبقى خارج حسابات المدرب شارف إلى غاية إشعار آخر، في وقت كان تأهيله يمكن أن يفيد المدرب شارف على الأقل في تقديم الإضافة اللازمة لخط الهجوم، لكن هذا التأخر يضرّ فقط مصلحة التشكيلة الحراشية. ------------------- حنيشاد يقرّر الاعتماد على ليمان أمام "السنافر" ويُراهن عليه تأكد رسميا أن الحارس حسام ليمان هو من سيتولى حراسة مرمى الحراش خلال لقاء الجولة المقبلة أمام شباب قسنطينة، بالنظر لغياب الحارس الأول عز الدين دوخة بسبب العقوبة إثر احتجاجه على الحكم في لقاء سطيف. إذ أن مدرب الحراس حنيشاد لم ينتظر طويلا ليحسم قراراه بالحارس الأساسي أمام "السنافر"، ويقرّر الاعتماد على ليمان بدلا من بوقاسم الذي سيكون احتياطيا له. تحدّث معه في سطيف وحضّره معنويا وما يبرز أن حنيشاد قرّر الاعتماد على ليمان أمام شباب قسنطينة، هو أن مدرب الحراس لم ينتظر طويلا من أجل بداية تحضير ليمان من الناحية النفسية، حيث ومباشرة بعد التأكد من معاقبة دوخة في اللقاء المقبل سارع حنيشاد للتحدّث مع حارسه ومطالبته بالتركيز أكثر وتحضير نفسه، وهي الرسالة التي فهمها ليمان جيدا ودخل بسرعة في أجواء التحضير للقاء "السنافر" المقرّر السبت المقبل. حنيشاد: "هناك ترتيب لحرّاسنا وهذا لا يقلّل من إمكانات بوقاسم" وكشف لنا مدرب الحراس حنيشاد أن حراسه الثلاثة يعلمون أن هناك تسلسلا منطقيا في عملية إشراكهم، مؤكدا أن الحارس الأول يبقى دون منازع دوخة، ثم ياتي بعده ليمان، في حين أن بوقاسم يأتي في المركز الثالث، معتبرا في نفس الوقت أن هذا التصنيف لا يقلّص من قيمة أي حارس من الثلاثة، خاصة بوقاسم الذي يجب أن يحترم مبدأ هذا الترتيب والمنافسة. "أنتظر الكثير من ليمان أمام "السنافر" وتأكيد إمكاناته" وفي نهاية حديثه معنا، قال حنيشاد إنه ينتظر الكثير من حارسه حسام ليمان في المواجهة أمام شباب قسنطينة، وخلافة دوخة على أحسن وجه وتكرار نفس الأداء الذي قدّمه أمام شباب بلوزداد عندما لعب الشوط الثاني. وأشاد حنيشاد كثيرا ب ليمان وقال إنه حارس يملك مؤهلات كبيرة، فلولا الإصابة لكان له شأن كبير خاصة في المنتخب الأولمبي الذي كان حارسه الأول. ------------------- حنيشاد: "أحيانا أستغرب عندما أشاهد ما الذي يقوم به دوخة مؤخّرا" جدّد حنيشاد مدرب حراس اتحاد الحراش ثناءه لحارسه الأول عز الدين دوخة خاصة، بعد الوجه الذي ظهر به في اللقاء السابق أمام وفاق سطيف أين كان رجل المباراة وأنقذ مرماه من أهداف محققة، ووصل الأمر ب حنيشاد لدرجة التأكيد أنه أحيانا تصيبه الدهشة عندما يشاهد ما يقدّمه دوخة فوق أرضية الميدان خاصة أمام سطيف، إذ أوضح بأن حارسه تصدّى لكرات صعبة كان يراها في الشباك لكنه فاجأه بصدّها، وهو ما يبرز المستوى الذي وصل إليه في الفترة الأخيرة. "أتمنى ألاّ تذهب مجهوداته أدراج الرياح" كما أعرب حنيشاد عن أمله في أن يواصل دوخة التألق بنفس الشكل في الفترة المقبلة، مضيفا أنه يتمنى ألا تذهب المجهودات التي يبذلها دوخة أدراج الرياح ويكون ضمن تشكيلة المنتخب الوطني في سفرية غامبيا، لأنه يستحق - حسب مدربه- دعوة "حليلوزيتش"، وهو ما رفع معنوياته أكثر في الفترة الأخيرة. ------------------- ليمان: "ليس سهلا خلافة دوخة وحانت الفرصة التي كنت أبحث عنها" إذا عدنا للقائكم الأخير أمام سطيف، ماذا تقول عنه؟ لقد قدّمنا لقاء في المستوى بشهادة أن أنصار الوفاق صفقوا لنا في نهاية اللقاء، وأعتقد أننا ضيّعنا فرصة العودة بنقطة التعادل على الأقل من سطيف. ربما مشكلة الحراش أنها تحصّنت كثيرا في الدفاع وتركت الفرصة للوفاق للضغط عليها؟ لا أظنّ أننا لعبنا بطريقة دفاعية بنسبة كبيرة، حيث أننا تمكنا من خلق عدة فرض أبرزها لقطة طواهري التي لو سجلت وكان الحظ معه لتغيّرت مجريات اللقاء، لكننا لا نخجل من هزيمتنا أمام سطيف. يظهر أن الهدوء عاد للتشكيلة وكسبت ثقة بالنفس بعد مرحلة فراغ صعبة؟ صحيح أننا مررنا بمرحلة فراغ صعبة خاصة بعد هزيمتنا أمام مولودية وهران، لكن سرعان ما تداركنا الوضع من خلال الفوز على اتحاد العاصمة ثم بعد ذلك على سعيدة، وحسب اعتقادي ف "الصفراء" تسير في الطريق الصحيح. الجميع أثنى على الحارس دوخة في سطيف، فماذا تقول؟ ما قام به دوخة ليس أمام سطيف فقط وإنما أيضا أمام اتحاد العاصمة يستحقّ الثناء عليه، فقد أظهر أن تواجده مع المنتخب الوطني ليس مفاجأة وإنما راجع لتطور مستواه، وأتمنى له أن يواصل بهذا الشكل. لكنه سيغيب عن لقاء "السنافر" وستكون الفرصة أمامك للمشاركة أساسيا؟ أدرك أن دوخة سيغيب أمام شباب قسنطينة بسبب العقوبة وأن الأنظار ستكون مشدودة نحوي في هذه المواجهة، حيث أنتظر أن يشركني المدرب وأنا من جانبي جاهز وتحت تصرّفه، وأتمنى أن أكون عند ثقته. مهمة صعبة أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، فالجميع تعوّد على أداء جيد ل دوخة وبالتالي المسؤولية ستكون ثقيلة لخلافة دوخة، لكني واثق من نفسي، وكنت أنتظر هذه الفترة بفارغ الصبر حتى أثبت على أن الحراش لا تملك مشكلا في حراسة المرمى. ربما نقص المنافسة يعتبر النقطة السلبية التي تقلقك كثيرا؟ اعترف أني لم ألعب كثيرا هذا الموسم باستثناء شوط واحد أمام شباب بلوزداد وأيضا في لقاء الكأس أمام ترجي القبة، لكني كنت أعمل جاهدا ومستعدّ لمثل هذه اللحظات، وقد حانت الفرصة أمامي وعليّ أن أثبت نفسي. كيف ترى مواجهتكم أمام "السنافر"؟ ممّا لاشك فيه أنها ستكون مباراة صعبة والفوز فيها ضروري، حتى نستعيد نشوة الانتصارات وتدارك تعثرنا الأخير أمام سطيف، والسعي قدما لبلوغ هدف تحقيق البقاء. ------------------- شارف لم يبرمج لقاء وديّا هذا الأسبوع نظرا للإرهاق والتعب الذي نال التشكيلة الحراشية بعد رحلة سطيف، قرّر المدرب بوعلام شارف عدم برمجة أي لقاء وديّ هذا الأسبوع والاكتفاء بالتدريبات، تحضيرا للمواجهة أمام شباب قسنطينة هذا السبت.