يبدو أن عودة عنتر يحيى إلى البطولة الألمانية في درجتها الأولى، من بوابة فريق كايرز سلاوترن أسعدت النّاخب الوطني ومعه الملايين من محبي اللاعب الذي اختار العنوان الخطأ باحترافه في السعودية في الوقت الخطأ. وكشف لنا مصدر موثوق أن حليلوزيتش يفكر بجدية في تجديد الثقة في عنتر يحيى كقائد للفريق، وهو الذي يحمل الشارة منذ مباريات كأس العالم التي جرت صيف 2010 بعد إحالة منصوري على الاحتياط ثم اعتزاله دوليا. واعترف النّاخب الوطني الجمعة الماضية على أمواج الإذاعة الوطنية، أنه لم يحسم في هوية اللاعب الذي سيكون القائد، غير أن الأمور تتجه لتكون في صالح اللاعب السابق لنادي بوخوم الألماني. حليلوزيتش كان يعامله مثل كل اللاعبين ولم يخف حليلوزيتش عن بعض مقربيه أنه كان يفكر في تجريد عنتر يحيى من الشارة، بعد أن اختار اللعب في البطولة السعودية الصيف الماضي، وكان ذلك بمثابة استقبال له كمدرب جديد على رأس "الخضر"، حيث انتقل قائد "الخضر" إلى فريق النصر الذي يغرق في المشاكل مثلما يعرف حليلوزيتش (عمل في البطولة السعودية في نادي الإتحاد). حيث كان الناخب الوطني يفكر في منحها للاعب آخر ولو كان من ناشطي البطولة القطرية، حتى أن بعض الأطراف لم تتردد في ذلك الوقت في الحديث عن علاقة باردة بين عنتر ووحيد الذي كان يعامله مثل كل اللاعبين دون أن يكون هناك شيء مميز في العلاقة بين الرجلين، يدل على أن عنتر كان قائدا للفريق. كما أن غيابات اللاعب عن المباريات الرسمية التي لعبها المنتخب بحلة المدرب الفرانكو بوسني أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى، لم تسمح بالتأكد إن كان وقتها لا زال يحضى بثقة حليلوزيتش أم لا، بالرغم من أن عنتر كان قد حمل شارة القيادة في مباراة تونس الودية. الآن هو على اتصال به وسيعاينه أمام البايرن ولكن منذ أن وقع عنتر يحيى في البطولة الألمانية تغيرت الأمور، فحليلوزيتش سعد كثيرا بذلك وكان أول من أُعلم بالخبر، كما أنه صار على اتصال دائم بلاعبه ويسأل عن أحواله، ومن المنتظر حسب تقارير إعلامية أن يحضر مباراته أمام بايرن ميونيخ يوم غد السبت في العاصمة الألمانية. كل هذا حتى يؤكد الاهتمام الخاص بهذا اللاعب، الذي فعل عين الصواب دون شك لما اختار العودة إلى البطولة الألمانية، رغم ضعف الحاصل المادي نظير ما كان يتلقاه في البطولة السعودية. إذا اقنع في مباراة السبت لن يجرده أحد منها ومن المؤكد أن عنتر سيكون أمام امتحان حقيقي خلال لقاء بايرن ميونيخ الفريق العريق والقوي، وإذا تمكن من تأدية مباراة جيّدة فإن لا أحد يمكن أن يجرده من شارة القيادة، طالما أن مستواه ثابت ويلعب في بطولة قوية بالإضافة إلى عامل الأقدمية. وتبقى هذه المواجهة بمثابة اختبار جدي وحقيقي لعنتر يحيى وزملائه، بالرغم من أن قدرات فريقهم كايزر سلاوترن لا يمكن تماما أن تُقارن في شيء مع قيمة منافسهم المقبل، وهو ما سيشكل أمام اللاعب امتحانا لاختبارات قدراته أمام فريق قوي ومتماسك ويملك خط هجوم مميز وسريع. منصوري هو الذي كان قائدا في غامبيا وعنتر لعب اللّقاءين وكان منصوري يزيد هو الذي حمل شارة القيادة، في اللقاءين الوحيدين اللذين لعبهما المنتخب الوطني في غامبيا بالنظر إلى خبرته الكبيرة، ولكن عنتر يحيى كان حاضرا في مباراة 2007 وكذلك 2008، حيث لعب اللقاءين وجمع مدة 180 دقيقة (رفقة زياني فقط) وهو ما يعني أنه يملك فكرة جيدة عن أجواء غامبيا خاصة الظروف المحيطة التي عرفتها المباراة الأولى وبدرجة أقل الثانية. حيث كان المنتخب الوطني قد تعرض لاعتداءات وضرب وكان ضحية للتحكيم السيء مرتين، ومن الصدف أن عنتر سيلتقي الحكم المالي كومان كوليبالي الذي أدار مواجهة 2008، وصفر ركلة جزاء غير شرعية لمنتخب غامبيا. منصوري يرى في عنتر يحيى القائد الحقيقي وفي حديث معه، أكد لنا القائد السابق منصوري أن عنتر يحيى يمتلك كل المواصفات ليحمل شارة قيادة "الخضر"، خاصة الشخصية القوية وكذا شدة التأثير على بقية الزملاء، مشيرا إلى أنه يتصور أن النّاخب الوطني سيجدد فيه الثقة، على اعتبار عامل الأقدمية والاستقرار، وكذلك لتشجيعه – على حد قول يزيد – الذي أشار بالمقابل إلى أنه سعيد للغاية لأن عنتر تمكّن من الظفر بعقد في البطولة الألمانية في درجتها الأولى، وهو ما يكشف "أنه لم ييأس ويريد أن يفعل أشياء أخرى في مشواره، وهذا ما أتمناه له" ختم منصوري حديثه إلينا. --------- تخلى عن نصف راتبه بتركه للنصر عنتر يحيى: "حب كرة القدم والبوندسليغا أحسن من مال الخليج" جدد عنتر يحيى التأكيد على ندمه تجاه خطوة الانتقال إلى الخليج، من بوابة نادي النصر السعودي نهاية الموسم الماضي، إذ اعترف لصحيفة "بيلد" الألمانية الشهيرة أن العودة إلى ألمانيا كانت بهدف استعادة شغف كرة القدم، الذي افتقده خلال خطوته تلك. وجاء على لسان قائد المنتخب الوطني، تأكيدا صريحا باختياره للمتعة الرياضية على مال النصر، خاصة في الملاعب الألمانية أين صنع لنفسه اسما مع بوخوم من 2007 حتى 2011، حيث صرح قائلا: "إذا أردت متعة كرة القدم الحقيقية فما عليك إلا اللعب في البوندسليغا". "قلصت راتبي وتخليت عن مالي لكن الرهان يستحق ذلك" وجاء في صحيفة "بيلد" أن راتب عنتر مع النصر كان في حدود 1.4 مليون أورو سنويا، ورغم ذلك قرر مدافع كايزرسلاوترن الحالي ترك ذلك الرخاء والعودة مجددا إلى المنافسة عالية المستوى في "البوندسليغا"، ولو على حساب دخله السنوي الذي تقلص إلى النصف، وقال عنتر في هذا الصدد: "أعتقد أن البطولة الألمانية تستحق التضحية"، فيما أضاف حول الخطوات التي قام بها كي يضع حدا لتجربته في السعودية: "المال ليس له قيمة في السعودية، لقد تخليت عن عدة رواتب ومكافآت من أجل فك عقدي مع النصر". "لازلت صغيرا على تلك الخطوة وأعترف بخطئي" واعترف عنتر يحيى أيضا أن الانتقال إلى البطولة السعودية في سن 29 كان خطأ كبيرا اقترفه، لكنه سعيد الآن بتصحيح الأوضاع لدى عودته إلى "البوندسليغا" من بوابة درجتها الأولى، مضيفا في هذا السياق: "لقد أخطأت بإقدامي على مغادرة بوخوم نهاية الموسم الماضي، لازلت صغيرا على فكرة مغادرة أوروبا والانتقال إلى البطولات الخليجية". يذكر أن عنتر حسب إحصائيات "بيلد" يصنف ضمن أكثر اللاعبين الأفارقة ثباتا في البطولات الألمانية، إذ لعب هناك 119 مباراة بين الدرجتين الأولى والثانية. عنتر لا يهاب "البايرن" ويتطلع للتميز أمامه وفي إطار متصل، تطرق عنتر يحيى لدى حديثه مع "بيلد" للموعد الكبير الذي ينتظر فريقه كايزرسلاوترن يوم غد السبت أمام العملاق بايرن ميونيخ بمعقل هذا الأخير "أليانز أرينا"، وهو الموعد الذي رُشح لبدئه أساسيا إثر مستواه المتميز مؤخرا أمام كولن. فعقب تأكيده على صعوبة المهمة في ضيافة ثاني جدول الترتيب، وصاحب أقوى خط هجوم في ألمانيا، لم يخف الدولي الجزائري تطلعه رفقة زملائه للتألق ولم لا العودة بنقطة على الأقل، مضيفا: "هدفنا تقديم مباراة جيدة في ميونيخ ولم لا تحقيق شيء ما، المباراة تختلف عن نكستنا الأخيرة أمام كولن (الهزيمة بهدف دون رد)، ونمتلك مجموعة متميزة وتطلعنا جائز".