“فضّلت الصمت بعد أحداث مباراة مصر حتى لا أقع في المحظور” “الكواليس هي امتياز مُنح لقناة الجزيرة الرياضية” “دراجي تعامل بموضوعية مع الملف الجزائري المصري والموضوعية تفرض الانسياق للجانب الجزائري” “تأجيل الفصل في العقوبات كان بهدف تمييع الملف من طرف الفيفا” “العقلية الاحترافية في الفاف قد تعجّل باستقلاليتها ماليا” بما أنك تعمل صحفيا في الجزيرة الرياضية، كيف عشت الأزمة الجزائرية المصرية التي كان الإعلام طرفا فيها؟ كما تعرف أنا مراسل الجزيرة في باريس ولا أعمل في قطر، وهو ما جعلني أعيش الصراع من بعيد مقارنة بزملائي الذين يعملون في الدوحة، ولكن في هذا الموضوع كنت أريد أن أكون موضوعيا إلى أقصى حد ورفضت أن أنساق مع العاطفة في هذا الملف الحساس، ولكن الموضوعية في تناول الموضوع كانت تتطلب التعاطف مع الجزائر لأنه غير مقبول أن يتم رشق اللاعبين بالحجارة وتسيل دماءهم ولا تكون هناك ردة فعل من وسائل الإعلام، ولكن الذي حدث بعد ذلك أن الصراع خرج عن التقاليد الأخلاقية والمهنية وحتى الاجتماعية، ووصلت الأمور إلى مستوى خطير وهو ما دفعني لأفضل الصمت عوض الدخول في نقاشات قد توصلني إلى الوقوع في المحظور. هل كنت تتوقع العقوبات التي سلطت على الإتحاد المصري والتي اعتبرها المتتبعون بالهدية؟ حتى أكون أمينا معك كنت أتوقعها ولم تفاجئني تماما لأن الاتحادية الدولية لكرة القدم في حال حدوث تجاوزات غالبا ما تكون العقوبات سريعة، ولكن تأجيل صدوره لعدة مرات كان وراءه تمييع الملف، وهو ما حدث فعلا حيث ميّع الملف ولا أحد أصبح ينتظر عقوبات ردعية من الفيفا على الإتحاد المصري، ولكن المفارقة هو أن الفيفا جرّمت الجانب المصري ولكن العقوبات الصادرة لم تتماش مع خطورة الأفعال التي قام بها المتعصبون الذين اعتدوا على حافلة الخضر في القاهرة. ألا تعتقد أنهم بذلك فتحوا باب العنف من خلال تخفيف العقوبات على الجانب المصري؟ أنت تعرف أن الفيفا مقبلة على اقتراعات ومواعيد وهناك موازين قوى داخل البيت في زوريخ، وهذه الأمور قد لا يعرفها القارئ ولكن هي موجودة على مستوى الكواليس، لأنني سأضرب لك مثال العقوبات التي سلّطت على الاتحادية التركية مباشرة عقب أعمال العنف التي تعرّض لها السويسريون، وهنا يمكن للقارئ أن يفهم أن الملف كيل بمكيالين.. وكيف عاش الرأي العام الفرنسي أحداث مباراة مصر خاصة أنك مراسل الجزيرة في باريس؟ حقيقة لقد كان هناك تعاطف من الجانب الفرنسي مباشرة بعد وقوع الاعتداء، وكل الإعلاميين والمتتبعين في فرنسا كانوا ينتظرون أن تصدر العقوبات في حينها أو تحويل المباراة إلى أم درمان كأضعف الإيمان، وبذلك فالفرنسيون كانوا في مستوى التنديد وتعاطفوا مع المنتخب الجزائري ولكن دون اندفاع لأن لا أحد يتقبل أن يتم رشق لاعبين جاءوا لتنشيط مباراة وتسيل دماءهم رغم أن الرياضة ومثل هذه المسابقات وضعت لتقريب الشعوب والبلدان. ما موقفك من الحملة التي شنتها بعض الأبواق الإعلامية المصرية ضد الزميل دراجي بسبب كتاباته في هذا الموضوع، وكيف يعيش هذا الضغط؟ حفيظ دراجي اسم معروف في الساحة الإعلامية العربية، وحتى قبل التحاقه بالجزيرة كان يشهد له بالموضوعية والمهنية وهو ممارس للمهنة منذ عقود، ولا أعتقد أن زميلي حفيظ سينساق في المحظور بسبب هذا الملف، وقد حاول دراجي أن يكون موضوعيا في نقاشاته لهذا الموضوع الحساس ولكن الموضوعية في هذه القضية تحتم عليك أن تكون إلى الجانب الجزائري ولا يمكن المراوغة واتخاذ موقف مغاير في موضوع حساس كهذا. والأكيد أن دراجي منذ التحاقه بالجزيرة أعطى إضافة قوية وهو محل احترام لأنه يحترم الغير وليس له مشاكل لا مع الصحفيين المصريين هناك أو حتى مع الإداريين بدليل أنه يعلّق على أكبر المباريات. ما دمت مكلّفا من الجزيرة الرياضية بالتغطية الحصرية لكواليس تربص الخضر، كيف وجدت الأجواء في كرانس مونتانا ؟ صراحة الأجواء التي وجدتها في المنتخب فاجأتني وهي رائعة عبر ما لمسته خلال مدة إقامتي مع الوفد الجزائري في الفندق، هناك عدة خلايا تعمل كل في اختصاصه ولم أتوقعها تماما، وقد بلغ العمل الإداري، الفني والطبي مستوى من الاحترافية لا يسعنا أمامه إلا رفع القبعة لرجال الإتحاد الجزائري، وامتلاك الجزيرة لكواليس المنتخب من أول تربص إلى نهاية المونديال أكبر دليل لأن الكرة لم تعد مجرد متعة فوق المستطيل الأخضر وهي الآن “بزنس”، وإقامة تربصات في سويسرا أو ألمانيا تتطلب أموالا وبالعقلية الحالية والاهتمام الإعلامي والجماهيري تستطيع هذه الهيئة أن تستقل ماليا عن الدولة، وهو ما يسمح لها باتخاذ قراراتها بكل استقلالية وحرية. وكيف وجدت العلاقة بين الصحافة والمنتخب في هذا التربص، وهل هناك سهولة في التعامل مع اللاعبين والمدربين؟ بحكم ممارستي للمهنة أكثر من 17 سنة وأنا أتابع البطولات الأوروبية واحتك بها، أؤكد أن الصحفي الجزائري محظوظ في تعامله مع منتخب بلاده، حيث يستطيع محاورة اللاعبين يوميا والتقرب من المدرب سعدان لمحاورته بسهولة ولم يجدوا أي عائق أمام الصحفيين، عكس ما هو موجود في معسكر المنتخب الإنجليزي في النمسا أين برمج مؤتمرا صحفيا واحدا بحضور المدرب ولاعب طيلة التربص، وهو نفس حال الصحفيين في تربص المنتخب الفرنسي أين يتابعون الحصص في المدرجات ولا يقتربون، وأما بشأن الكواليس فهو امتياز وقد منحته الاتحادية لقناة الجزيرة الرياضية، ورغم ذلك يجب أن تحمدوا الله فيما يخص تعاملاتكم مع المنتخب مقارنة بالمنتخبات التي تحضّر للمونديال. وهل حضّرت القناة مفاجآت للجمهور الجزائري والعربي تخص المنتخب الذي سيمثل العرب؟ تيقنوا أن قناة الجزيرة حضّرت عدة مفاجآت تخص تغطية مشوار المنتخب الوطني منذ تربص سويسرا إلى جنوب إفريقيا، حيث سنرصد كل صغيرة وكبيرة في الكواليس، سنقدم اللاعبين والفريق، وهناك فريق صحفي سيتابع خطوات الخضر يوما بيوم، والفريق سيزداد مع اقتراب العد التنازلي وهناك أستوديو دائم للخضر في جنوب إفريقيا، هناك تعليق مباشر على المباريات وحضور ضيوف من العيار الثقيل وتأكدوا أن التغطية ستكون مميزة مع الجزيرة المتعودة على التعامل مع التظاهرات الكبرى. ومن سيعلّق على مواجهات الخضر؟ لا أملك أسماء من سيعلق على مواجهات الخضر ولكن الأقرب للمنتخب هو الذي سيعلّق على المواجهات، كما سنستفيد من تحاليل الشيخ سعدان عقب كل مباراة وسيكون هناك تركيز خاص على الجزائر البلد العربي الوحيد الذي سينشّط هذا الحدث الكروي الكبير. كيف ترى حظوظ المنتخب في المجموعة الثالثة؟ قبل 20 يومًا عن المونديال هي مدة زمنية كبيرة للتكهن بمشوار المنتخب خاصة في ظل المعطيات الحالية أين يوجد عدد من اللاعبين المصابين، ولكن إذا استطاع أن يبدأ المشوار بنتيجة جيدة أمام سلوفينيا ستحرره من الجانب النفسي والذهني الذي يبقى عاملا كبيرا في مثل هذه المنافسات، لأننا فنيا أمام منتخب يتوفر على لاعبين لهم مستوى فني وتكتيكي لتطبيق تعليمات المدرب بالنظر إلى أنهم ينشطون في أندية أوروبية، وإذا تمكنت المجموعة من تجاوز السلوفان تأكدوا أن المشوار لن ينتهي في الدور الأول. من هو اللاعب الذي يعجبك في المجموعة الحالية؟ إنه مغني اللاعب الفنان الذي أتأسف للإصابة التي يعاني منها، وشخصيا أنا اعشق طريقة لعبه ولكني لا أريد أن يغامر بلعب المونديال وهو غير جاهز بدنيا وحتى صحيا.