يعيش لاعبو "أولمبياكوس" على وقع الأحداث التي عرفتها قمة البطولة اليونانية يوم الأحد والتي كانت جماهير "باناثينايكوس" السبب فيها، حيث يتحدث رفقاء رفيق جبور وجمال عبدون عن هول الصدمة التي شاهدوها بأعينهم في الملعب الأولمبي بالعاصمة أثينا، ما فتح المجال واسعا في اليونان للكلام عن تبعات أعمال الشغب والتي قد تتسبب في مغادرة نجوم "سوبرليغ" على غرار جبور، عبدون وأسماء أخرى، لأن هؤلاء يخافون على أرواحهم بعدما شاهدوه وهو ما يعكس جليا تردي الأوضاع في ذلك البلد عقب الأزمة الإقتصادية التي عصفت به في الأشهر الأخيرة. العنف لا يُشجع على بقائهما ويُبعد النجوم من أهم النتائج التي استخلصها اليونانيون بعد هذا الداربي الذي انتهى قبل وقته، خطورة ما وصلت إليه الأمور في الملعب الأولمبي سهرة الأحد، لأن تلك الأجواء التي عاشها لاعبو الفريقين -بالأخص "أولمبياكوس"- لا تحفزهم على الاستمرار في هذه البطولة لأن البقاء يُشكل تهديدا على حياتهم وحياة عائلاتهم، كما أن هذه الأحداث تعطي نظرة سلبية للاعبين الأجانب عن اليونان وتجعل قدومهم أشبه بالمستحيل، عكس السنوات الفارطة التي عرفت توافد عدد من النجوم أمثال البرازيلي ريفالدو والفرنسي جبريل سيسي. جبور كان المستهدف الأول من جماهير "باناثينايكوس" ويعتبر رفيق جبور أكثر لاعب مستهدف من جماهير "باناثينايكوس" في داربي الكرة اليونانية الفائت، خاصة أنه لعب في مختلف أندية العاصمة أثينا مثل "بانيونيوس"، "أيك أثينا" و"أولمبياكوس" وعرف عنه بأنه "الشبح الأسود" للفريق الأخضر، حيث أطلقت صافرات الاستهجان ووجهت أشعة الليز عليه في كل مرة يظهر فيها، ما لفت الأنظار إلى "المحارب" الذي سجل دخوله بديلا على عكس العادة، وهو الذي سجل هدف "أولمبياكوس" الوحيد في لقاء الذهاب بين الفريقين على ملعب "كارايساكي". تحدث عن خطورة ما وصلت إليه الأمور ولأنه عاش جحيما حقيقيا في الملعب الأولمبي سهرة الأحد بسبب أشعة الليز والألعاب النارية، تحدث المهاجم الجزائري عن خطورة ما رآه في هذه المواجهة، مؤكدا بأن هذه الأحداث لا تُشرف الكرة اليونانية وتعطي نظرة سلبية عنها في الخارج، وقال جبور: "كانت هناك ألعاب نارية كثيرة، خاصة لما ذهبنا إلى مقاعد البدلاء وهذا أمر خطير للغاية"، وذهب جبور بعيدا في تصوراته عندما أضاف قائلا: "كيف سيكون الأمر مع لاعب أجنبي يرى كل هذه الأمور وكيف سيمكنه البقاء هنا؟". رحيله في نهاية الموسم غير مستبعد حتى إن لم يصل جبور إلى قناعة بشأن الرحيل على خلفية ما رآه من جماهير "باناثينايكوس"، إلا أن مثل هذه الأحداث قد لا تحفزه على الاستمرار في اليونان بعد 7 سنوات قضاها هناك، وهو الذي يملك الكثير من العروض في تركيا، فرنسا، ألمانيا، إنجلترا وإسبانيا، إذ لا نستبعد أن يفكر في تغيير الأجواء خلال الصيف المقبل، لكنه سيركز من دون شك قبلها على الظفر باللقب الثاني على التوالي مع "أولمبياكوس"، خاصة أن الفارق توسع عن "باناثينايكوس" إلى 4 نقاط (باحتساب نقاط الداربي). عبدون يبسط العقدة الجزائرية على "باناثينايكوس" في سياق آخر، لم تغفل الصحافة اليونانية موضوع تواصل العقدة الجزائرية مع نادي "باناثينايكوس"، حيث كان مرة أخرى وراء خسارة أحد أكبر أندية البلاد، وسجل الدوري الجزائري هدفه الثالث على هذا الفريق في ظرف موسمين، بعد ثنائيته الموسم الفارط على نفس الملعب مع فريقه السابق "كافالا"، ليسير صاحب 26 عاما على خطى رفيق جبور الذي يعتبر "الشبح الأسود" ل"باناثينايكوس" وهو الذي وقع 8 أهداف في شباكه منذ مجيئه إلى اليونان.