كشف الظهير الأيسر لمنتخب فرنسا ونادي برشلونة، “إيريك أبيدال”، عن ميله إلى المنتخب الجزائري لإعتبارات كثيرة، وأكد أنه يسعد لإنتصارات “الخضر“، مشيدا بإمكانات لاعبيه والدعم غير المسبوق الذي يلقاه من جماهيره، كما تحدث اللاعب السابق لنادي ليون في حواره مع موقع “سبور فوكس“ عن التحوّلات التي عرفتها حياته بعد إعتناقه الإسلام. “زوجتي جزائرية، لدي أصدقاء من الجزائر وأفرح كثيرا لإنتصارات الجزائر” وأوضح “إيريك أبيدال“ في تصريحه إلى موقع “سبور فوكس“ عن ميله إلى المنتخب الجزائري بسبب إرتباطه بهذا البلد من خلال زوجته الجزائرية (تنحدر أصولها من مدينة وهران) وأصدقائه الجزائريين المقيمين مثله في ضواحي “ليون“ حيث تستقر جالية جزائرية معتبرة، “زوجتي من أصول جزائرية ولدي أصدقاء كثر من الجزائر، ولهذا إنتصارات منتخب الجزائر تسعدني كثيرا”. “لاعبون شبان، مميزون فنيا، ودعم الشعب الجزائري لهم مثير جدا“ وعن رأيه في مستوى المنتخب الجزائري عشية مشاركته في “المونديال“ القادم، صرح أبيدال قائلا: “إنه منتخب مثير للإهتمام، جيّد من الناحية الفنية ويتميز بلياقة جيدة، لديه لاعبون شبان، سيلعبون المونديال دون ضغط وليس لديهم ما يخسرونه والأكثر لديهم دعم كبير من الشعب الذي يقف وراءهم، وهذا أمر مثير جدا” صرح أبيدال. “أسلمت بعد تفكير طويل والإسلام جزء من كياني“ وتطرق أبيدال إلى مسألة إعتناقه الإسلام وأكد أن هذا القرار لم يأت من فراغ، بل كان بعد تفكير طويل ومعمّق، مبرزا التحوّل الذي عرفته حياته بعد أن اعتنق الإسلام: “لم أعتنق الإسلام هكذا، بل بعد تفكير طويل، وهذا الدين صار جزءا من كياني، إنه دليلي في الحياة روحيا ومعنويا، لكني أبقى متفتحا تماما على كل الديانات وأحمل شعار التسامح مع كل الديانات مادامت تحترم ديانتي”. يقول اللاعب. “بعض الفرنسيين والغربيين لديهم صورة مشوّهة عن الإسلام“ وتحدث الدولي الفرنسي عن ما وصفه بالصورة المشوّهة التي تكوّنت لدى بعض الفرنسيين والغربيين عن الدين الإسلامي لاعتبارات قد تكون موضوعية، لكنه شدّد على أن هذا الدين مثل كل الديانات الأخرى فيه إختلافات وإنقسامات، موضحا أن رغم الإنتشار الكبير للإسلام في كل بقاع العالم إلا أنه لا يملك القوة والسلطة والتأثير التي تملكها الكنسية الكاثوليكية مثلا وسط المجتمع الفرنسي، ولهذا فهو لا يفهم ولا يتقبّل أن يصف البعض الإسلام بأنه معتقد يُشكّل الخطر المحدق بالمجتمع الفرنسي. “لا أردّد المارسييز لأن كلماتها لا تُمثّلني والتصفير عليها لم يأت هكذا” وتطرق لاعب البارصا إلى مسألة إطلاق المغتربين صفارات الإستهجان على النشيد الفرنسي خلال المباريات التي تجمع المنتخب الفرنسي بالمنتخبات المغاربية، ورغم أنه شدّد على أن هذا السلوك لم يأت من فراغ إلا أنه ندّد به مؤكدا أن التصفير على “المارسييز“ أو حرق السيارات لن يُغيّر الأوضاع السائدة في فرنسا. وفي سؤال عن عدم ترديده النشيد خلال مقابلات المنتخب الفرنسي، أكد اللاعب أنه لا يقتنع بالنشيد أصلا “لست ضد ترديد النشيد ولا يعني ذلك أني لا أشعر نفسي فرنسيا، لكن بعد أن قرأت كلماته شعرت بأنه لا يُمثلني تماما” صرح اللاعب. “الجمهور الفرنسي لن يكون أبدا جمهور الجزائر أو البرازيل” وبشأن إنتقادات بعض زملائه في المنتخب إلى الدور السلبي للمشجعين الفرنسيين بسبب نقص حماسه في التشجيع، قال أبيدال: “الجمهور الفرنسي لن يكون أبدا الجمهور الجزائري أو البرازيلي، لكن ذلك يعود لإعتبارات أخرى... الشعب الفرنسي متعدّد الأجناس والأعراق ومن الواضح أن إتحاده لن يكون كاملا، عكس الجماهير الأخرى، خاصة التي كانت مستعمرة في السابق، وتستغل كرة القدم لإبراز هويتها وحريتها” يقول أبيدال الذي يرى أن تميز “الطليان“ والإنجليز على الفرنسيين أيضا، راجع إلى الثقافة الكروية السائدة لدى هؤلاء والمغيبة تقريبا في فرنسا فيما يخص المنتخب دائما. “أعرف وهيبة وريبيري، معدنهما من الذهب الخالص وعلاقتهما أقوى من أن تتأثر بمشكل مثل هذا“ وتحدث أيضا عن قضية زميله في المنتخب بلال ريبيري والفضيحة الأخلاقية التي توّرط فيها، وأكد أنها حياته الخاصة، وأوضح أنه بحكم معرفته للاعب وزوجته فإنه متيقن أن هذه القضية لن تؤثر تماما في علاقتهما “أعرف جيّدا ريبيري ووهيبة إنهما شخصان رائعان ومعدنهما من الذهب الخالص، ولا أعتقد أن مشكلا بسيطا كهذا سيؤثر في علاقتهما وسيشغل تفكيرهما” يقول أبيدال. “إسبانيا، البرازيل والأرجنتين ستكون في الموعد ... وقد تكون المفاجأة من منتخبات إفريقيا” وفي الأخير رشح اللاعب الفرنسي منتخبات إسبانيا، البرازيل والأرجنتين مع ميسي للتنافس على كأس العالم، واختار منتخب إنجلترا بالمقابل للخروج مبكرا من المنافسة ولم يستبعد حدوث مفاجأة من المنتخبات الإفريقية، ورفض أبيدال ترشيح المنتخب الفرنسي إلى الفوز، مؤكدا أنه يعرف نفسه جيدا وسيجلب الحظ لمنتخب “الديكة“، في حال ترشيحه للفوز بالتاج العالمي في جنوب إفريقيا.