يبدو أن مدرب المنتخب الوطني حليلوزيتش لم يرتح كثيرا بعد مباراة غامبيا، التي عرفت عودة كلية لأغلب اللاعبين إلى المنافسة مع أنديتهم، حيث لم تدم الأمور طويلا وقبل نهاية الموسم بجولات قليلة فقد بعض اللاعبين ثقة مدربيهم، لاسيما الظهيران كادامورو ومصباح اللذان لعبا أساسيين آخر مباراة ل "الخضر". حيث زاد الثنائي من قلق الناخب الوطني غير المرتاح أصلا لمستوى محور الدفاع، وغياب اللاعبين الذين يفترض أنهما أساسيين عن المنافسة يزيد من مخاوفه، رغم أن فرصة الاستدراك بالنسبة لهما تبقى قائمة لإنقاذ نهاية موسمهما، حيث لا زالت أمام كل واحد منهما 4 لقاءات للحصول على الثقة قبل إسدال الستار عن الموسم الكروي، والشروع في الاستعدادات مع "الخضر" تحضيرا لمباريات شهر جوان. كلاهما دون منافسة منذ 5 أسابيع على الأقل ويوجد الياسين بن طيبة كادامورو وجمال مصباح في وضعية واحدة، حيث لم يلعبا أي دقيقة في فترة أكثر من شهر، فالأول لعب 72 دقيقة يوم 22 مارس الماضي أمام ريال مدريد وبعدها دفع ثمن أدائه الهزيل، حيث لم يلعب أي دقيقة في المباريات التي تلت، ورغم شفائه من الإصابة التي تعرض لها، إلا أنه أبعد من القائمة في آخر لقاءين. أما مصباح فلم يلعب أي مباراة منذ 24 مارس الفارط أمام روما وبعدها أصيب، وحتى بعد شفائه بقي خارج الحسابات كما أنه من الصعب عليه حسب التكهنات العودة قبل نهاية الموسم، ما يجعل الثنائي في وضعية متشابهة وتعتبر مقلقة. 360 دقيقة فقط تبقت قبل نهاية موسمهما وستكون العودة إلى المنافسة إذن رهان هذا الثنائي قبل نهاية الموسم، لكن الإشكالية أن الموسم في البطولة الإسبانية ينتهي يوم 12 ماي وفي البطولة الإيطالية يوم 13، ما يعني أن أسبوعين فقط بحوزة اللاعبين لكسب الثقة واللحاق بالمباريات الأخيرة لإنقاذ موسمهما وتبديد مخاوف حليلوزيتش، الذي يراهن على هذا الثنائي ويأمل في حصوله على دقائق من اللعب قبل نهاية البطولة على الأقل، حتى لا يضطر لإحداث تغييرات. علما أن اللاعبين تبقت أمامهما 4 لقاءات قبل أن يختم كادامورو موسمه باستقبال فالنسيا، في حين يستقبل مصباح في آخر مباراة نوفارا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيلحق الثنائي بهذين الموعدين أو على الأقل قبل ذلك بمباراة أخرى؟. بمقاييس حليلوزيتش مهدي مصطفى وبلحاج هما اللذان يلعبان وبالمقاييس التي يعتمدها حليلوزيتش فإن استمرار وضع الثنائي كادامورو- مصباح على هذا الوضع يجعله خارج حساباته، فعلى الجهة اليمنى يبقى مهدي مصطفي رابع أفضل لاعب جزائري محترف من حيث عدد الدقائق التي كسبها ب 2762 دقيقة في 32 مباراة، حيث يبقى أساسيا دون منازع في فريق أجاكسيو، وبمقياس اللياقة التنافسية يبقى أفضل من كادامورو حتى لا نتحدث عن المستوى والاختيارات. أما على الجهة اليسرى فإن استمرار غياب مصباح حتى نهاية الموسم سيفتح أبواب عودة بلحاج، الذي يعتبر سادس أفضل محترف من حيث عدد الدقائق التي جمعها منذ بداية الموسم، بالرغم من أنه يلعب في الدوري القطري حيث لعب 2693 دقيقة في 31 مباراة. وعلى أساس اللياقة التنافسية يبقى مهدي مصطفى وبلحاج أفضل لكن على أسس أخرى لا ندري كيف سيتصرف "الكوتش وحيد" أمام هذه الوضعية. محور الدفاع لا يريح البوسني والظهيران يزيدانه قلقا والمشكل الكبير أن حليلوزيتش قلق من المحور وإن قال العكس في الندوة الصحفية، لأن مردود الثنائي عنتر يحيى وبدرجة أقل بوڤرة لم يكن في المستوى حيث يتحمّل الثنائي مسؤولية الهدف الوحيد، وإذا أضيف إلى هذا الثنائي نقص لياقة كادامورو ومصباح فإن المشكل سيكون أعمق بكثير ويدفع إلى الحذر. لأن "الخضر" سيكونون على موعد مع 3 مباريات مصيرية شهر جوان، منها مباراة في مالي أمام نجوم هذا المنتخب الذي يعتمد على قوة لاعبيه ومهاراتهم، الأمر الذي يدفع حليلوزيتش لأن يأمل في تحسن وضعية الظهيرين حتى لا يجبر نفسه على القيام بالتغييرات التي قد تضر أكثر مما تنفع.