إذا كان النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش ينتظر موافقة غلام وبراهيمي سريعا على اقتراح اللعب ل “الخضر”، فإن هذا الثنائي قد لا يتمكن من ذلك وهو الذي تصله بصفة دورية استدعاءات لحمل ألوان منتخب فرنسا للآمال، كما حصل يوم أمس حين أعلنت المديرية الفنية الفرنسية أسماء 23 لاعبا استدعاهم مدرب آمال منتخب فرنسا “إيريك مومبارت” لتربص يقام من 23 ماي المقبل ويمتد إلى غاية 9 جوان، وتتخلله مباراتان وديتان أمام ليتوانيا وكازاخستان. وكما كان منتظرا، حملت القائمة اسم الثنائي الفرانكو جزائري. استدعيا إلى تربص 23 ماي القادم وفرنسا لن تتخلى عنهما الآن ولا تريد فرنسا أن تترك أي وقت للثنائي ليكون حرا على أن يبقيا دوما مرتبطين بها بشكل يمنعهما من التفكير تماما في المنتخب الجزائري، وإلا كيف نفسر حالة غلام الذي لم يستدع من قبل لحمل ألوان منتخب فرنسا إلا بعد أن اهتم به الجزائريون وأعلنت الصحافة الوطنية أنه هدف “الخضر” المقبل؟، وبدا واضحا أن هذه الخطوة هي بمثابة هجوم معاكس بعد الدرس القاسي الذي تعرضت له المديرية الفنية الفرنسية بخسارتها لاعبين مازالت فرنسا تتحسر عليهما وهما فغولي وبودبوز، واللذين كانا في صنف الآمال وضاعا على حين غرّة. في 2013 و2014 سيكونان مع الأكابر وهنا منتخب فرنسا يصبح مستحيلا وبقيت أشهر أمام براهيمي ليتحرر نهائيا، فهو من مواليد 1990 وسيبلغ في مطلع السنة المقبلة 23 سنة من العمر، وفي هذه الحالة لا يمكنه حمل ألوان منتخب فرنسا للآمال وسيكون صعبا- إن لم نقل مستحيلا- أن يلعب للأكابر إلا إذا بلغ مستوى كبيرا، فالكل يتذكر أن ناصري، بن زيمة وغيرهم الذين كانوا يلعبون لأندية عالمية لم يشاركوا في كأس العالم 2010، حتى بن عرفة جاءت عودته إلى منتخب فرنسا- ولو في قائمة مؤقتة قبل الأورو- لتشكل حدثا بارزا رغم مستواه الكبير في نادي نيوكاستل الإنجليزي. وعلى هذا الأساس، سيكون من الصعب على براهيمي بمستواه الحالي أن يظفر بمكانة مع “الديوك”، وهو الكلام الذي ينطبق مع زميله في “الديكة” غلام لاعب سانت اتيان في سنة 2014 (باعتبار أنه من مواليد 1991)، إلا إذا تغيّرت المعطيات بشكل كبير وفجّر الثنائي إمكانيات كبيرة. غياب الخيار الأمر الوحيد الذي سيفصل لصالح الجزائر حينها هذه الحالة التي تتجه لأن تحصل قد تجعلهما يقتنعان، فمعروف أن اللّاعبين يماطلان ويتهربان ويؤكدان في تصريحاتهما أنهما لم يفصلا في موقفهما وأنهما ضحية ضغوط وغير ذلك، لكن بقاء احتمال واحد وهو الجزائر سيجعل الأمور تسهل عليهما، خاصة أن ذلك يتيح لهما فرصة حمل بطاقة “اللاعب الدولي”، وهو سيناريو حصل مع العديد من اللاعبين الحاليين للمنتخب ودون التشكيك في نواياهم ورغبتهم في الدفاع عن ألوان “الخضر”، إذ وجدوا الفرصة مواتية مع معرفتهم أن الأمور صعبة- إن لم نقل مستحيلة- ليلعبوا لمنتخب فرنسا، لم يتمكنوا من رفض فكرة اللّعب للجزائر. حليلوزيتش يؤكد أنه لن ينتظرهما، لكن مشكلتنا دائما مع ذاكرتنا القصيرة وكما أشرنا إليه، فإن حليلوزيتش قال أنه لن ينتظر كثيرا هذا الثنائي، لكن قد تفرض الحاجة إليهما استدعاءهما في يوما ما، خاصة أنهما سيكونان شابين في سن 23 سنة، وحتى “الكوتش وحيد” قد لا يبقى في منصبه إلى غاية هذا الوقت خاصة أن مستقبله مرتبط بتأهيل المنتخب إلى كأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، وهي أهداف ستتضح على أقصى تقدير يوم 10 سبتمبر 2013. كما أن ذاكرة الكثير من الجزائريين تبقى قصيرة أمام هذه الأمور، إذ كان كثير من اللّاعبين مزدوجي الجنسية في موقف تردد وحاكمهم الجزائريون على مواقفهم حينها، لكنهم سرعان ما تناسوا ذلك لمجرد أنهم قبلوا تلبية استدعاء “الفاف”- دون الحاجة إلى ذكر الأسماء-.