شدّت العناصر الوطنية الرحال أمس في حدود الساعة الثانية بعد الزوال (الواحدة بتوقيت الجزائر) الرحال إلى ألمانيا في طائرة خاصة تابعة لشركة “إيقل أزور”، بعد 48 ساعة من الراحة التي منحهم إياها المدرب الوطني، وهذا للانطلاق في تربص “نورمبرغ“، والذي يعتبر المرحلة الأخيرة قبل مباراة الإمارات التي سيخوضها المنتخب الجزائري عشية التنقل إلى جنوب إفريقيا. حيث لم تكن الأجواء كما كان ينتظرها اللاعبون أنفسهم، إذ جرى كل شيء في هدوء كبير، وغادر اللاعبون مطار “أورلي“ في صمت وهدوء شديد، للتحضير جيدا في تربص ألمانيا الذي يعتبر الفرصة الأخيرة لتصحيح النقائص وتداركها، خاصة تلك التي طرأت على الأداء العام في مباراة إيرلندا الودية. هزيمة إيرلندا ألقت بظلالها ووجود اللاعبين في المطار لا حدث ولعلّ الأمر الذي وقفنا عليه هو أن الهزيمة أمام إيرلندا جعلت من وجود عنتر يحيى والآخرين لا حدث بالمرّة، لكن من بين الأسباب التي جعلت التوافد الجماهيري على رؤية عناصر المنتخب الوطني تكاد تكون منعدمة هي عدم إخطار “الفاف” عن أدنى التفاصيل الخاصة بالرحلة، بالإضافة إلى أن يوم أمس كان أول أيام الأسبوع، ما جعل وجود المنتخب الجزائري يثير اهتمام بعض الفضوليين من الأنصار والذين كانوا على موعد مع رحلات إلى جهات مختلفة. عمّال شركة “إيڤل أزور”من الجزائريين حُوّلوا إلى جهة أخرى من جانبهم، عبّر بعض عمّال شركة “إيڤل أزور” الجزائريين عن امتعاضهم الشديد من قرار إدارة الشركة الذي يلزمهم بعدم البقاء في الجهة المخصّصة للاعبي المنتخب الجزائري، خشية أن يكون سببا في تقصيرهم ويعود اهتمامهم منصبا فقط على أخذ صور تذكارية مع نجوم “الخضر”، الأمر الذي أثار حفيظتهم، وأشعرهم بخيبة أمل شديدة، خاصة أن قاعة الركوب التي كانت مخصّصة للمنتخب الجزائري كان يتواجد فيها العديد من العمّال الجزائريين بصفة خاصة والمغاربة بشكل عام. وبدأ اللاعبون في التوافد في منتصف النهار ساعتين قبل الموعد المحدد للإقلاع، والبعض فضّل إتمام الإجراءات سريعا. وما شدّ انتباهنا، هو أن البعض أتم مباشرة إجراءات الركوب وبقي في قاعة الانتظار لأزيد من ساعتين، الأمر الذي قام به اللاعبون تباعا، وهذا خشية أن يكونوا عرضة إلى مضايقات الأنصار التي بدأت تؤثر بشكل سلبي على عناصرنا الوطنية. وبقي اللاعبون يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم في انتظار موعد إقلاع الطائرة إلى ألمانيا، وكانت ملامح وجه بعضهم تدلّ على عزيمة قوية لتدارك هزيمة إيرلندا في أقرب فرصة ممكنة. صادي وشنيوني في الإستقبال وكان صادي وشنيوني في استقبال بوڤرة والآخرين، حيث دلّوهم على المنطقة التي تتواجد فيها قاعة الركوب، كما سهرا على إتمام الإجراءات الإدارية بشكل كبير، وهي المهمة التي أوكلها روراوة لهما، تجنيبا للاعبين كلّ أنواع الضغط الذي قد تؤثر فيهم. وما يمكن قوله، هو أن صادي وشنيوني أبانا على أن السفريات التي كانت لهما مع “الخضر” علّمتهما الشيء الكثير وأصبحا يتحكمان في هذا الأمر جيدا. سعدان آخر من إلتحق وكان الوحيد من الطاقم الفني وكان المدرب الوطني رابح سعدان آخر من التحق بمطار “أورلي“ قبل شدّ الرحال إلى ألمانيا، وهو الأمر الذي تعوّد على القيام به، ليطمئن أن الجميع في الموعد المحدّد ولا يوجد أي لاعب متأخر. كما أن “الشيخ” كان يصرّ على ضرورة الالتزام بالمواعيد والانطلاق دون أي مشاكل. ويجب الإشارة إلى أن سعدان كان الوحيد من الطاقم الفني في الرحلة، بما أن المساعدين جلّول وكبير كانا في مهمة معاينة المنتخب الإنجليزي في النمسا، وسيلتحقان مباشرة بمقرّ تربص المنتخب الوطني في ألمانيا. شاوشي والعيفاوي.. الجسد في “أورلي”والعقل في بجاية وشدّ انتباهنا بقاء شاوشي والعيفاوي مع بعضهما ولم يفترقا لمدة طويلة وهما يتجاذبان أطراف الحديث، والأكيد هو أن الوفاق نال نصيبا كبيرا من حديثهما بما أن يوم أمس كان يوم الحسم في أمور البطولة الوطنية (التي عادت للمولودية)، أين واجه زملاؤهم نادي شبيبة بجاية برسم الجولة الأخيرة من البطولة، وعلى حدّ تعبير أحد الحضور في مطار “أورلي“: “شاوشي والعيفاوي... الجسد في أورلي والعقل في بجاية. حقيبة “دارت خلايع” في المطار لقطة طريفة ومرعبة في آن واحد وقفنا عليها في مطار “أورلي“ قبل سفرية ألمانيا، وهي وجود حقيبة مجهولة سوداء اللون لم يُعرف صاحبها، الأمر الذي ولّد حالة استنفار قصوى لدى الأمن في المطار، ومن سوء حظ لاعبينا فإن الحقيبة كانت متواجدة في الجناح المخصّص لهم، الأمر الذي دفع برجال الأمن إلى غلق الأبواب لمدة تزيد عن 20 دقيقة لدواعٍ أمنية. وبعد أن تأكد الجميع أن الحقيبة لا تشكل أي خطر، عادت المياه إلى مجاريها وتنفس الجميع الصعداء بعد “الخلايع” التي أحدثتها الحقيبة. “الجزيرة الرياضية“ كالعادة وكعادتها، سهرت قناة “الجزيرة الرياضية“ بموفدها الجزائري محمد عسّول دحمان إلى تغطية السفرية لحظة بلحظة من مطار “أورلي“ بفرنسا إلى ألمانيا، ونقلت جميع التفاصيل بإجراء حوارات صحفية مع اللاعبين، ما يدل مرّة أخرى على الاهتمام الذي توليه هذه القناة للمنتخب الجزائري باعتباره ممثل العرب الوحيد في “المونديال“، ونقلها لأدق تفاصيله الخاصة لحظة بلحظة، قبل أن يمتطي وفد الجزيرة الطائرة، لتغطية تربص “نورينبيرغ“، كالعادة كما فعلت في تربص “كرانس مونتانا“ في سويسرا. “ ڤيوم بيفو“ إكتفى بمحاورة اللاعبين في المطار من جهته، سجل صحفي قناة “كنال+” الفرنسية، غييوم بيفو، الذي تربطه علاقات جيدة مع لاعبي “الخضر”، حضوره أمس في مطار “أورلي“ لإجراء استجوابات مع اللاعبين، وهي المرة الأولى التي يقوم بها بذلك بعد آخر حضور لهذا الإعلامي وسط اللاعبين الجزائريين في كأس أمم إفريقيا الأخيرة في أنغولا، لكن مهمته انتهت مباشرة بعد أن صعد الوفد الجزائري إلى الطائرة، بما أن القناة الفرنسية الذائعة الصيت لم تكن معنية بتصوير تربص ألمانيا، واكتفت بتصوير “كواليس“ تنقل المنتخب الجزائري إلى مدينة “نورمبرغ“ فقط.