لا أحد يمكن أن ينكر أن فندق “ هارزوغ بارك“ أين تقيم التشكيلة الوطنية تربصها في ألمانيا، الذي إنطلق أمس، يعتبر تحفة حقيقية بالنظر إلى المرافق التي يتوفر عليها والهدوء الذي يحيط به وهو ما سمح له بالحصول على تأهيل “الفيفا“، لكنه في المقابل يحمل نقطة مهمة جدا لأنه ليس محجوزا ل “الخضر“ فقط، ما يعني أن التشكيلة الوطنية لن تكون وحدها من يقيم بهذا الفندق خلال الفترة الحالية وخلال التربص. اللاعبون مُطالبون بالمرور على البهو وحانة الفندق لأجل تناول الوجبات وإذا كان الجناح المخصص لإقامة اللاعبين يمكن السيطرة عليه ومراقبته ويقع في مكان معزول فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبقية المرافق على مستوى الفندق، فمن أجل الوصول إلى القاعة العالمية حيث يتناول اللاعبون وجبات الفطور، الغذاء والعشاء فإنهم مطالبون بالعبور عبر رواق كبير والمرور على حانة مفتوحة أمام الجميع سواء المقيمين أو الغرباء، والأكثر من ذلك فمن أجل تناول وجبة الفطور فإن اللاعبين مجبرون على المرور عبر إحدى القاعات المخصصة للمقيمين بالفندق وحتى فندق آخر يبعد أمتارا قليلة عن “ هارزوغ بارك“، وعليه فإن الخلاصة تتمثل في أن اللاعبين لن يكونوا معزولين بالشكل اللازم ولن يسلموا من أنصارهم الذين سيتنقلون بقوة للحصول على توقيعاتهم وأخذ صور تذكارية معهم. أبواب كثيرة وحضور كثيف للغرباء وحتى من أجل الإلتحاق بالمسبح، قاعة الرياضة أو قاعة العلاج المتواجدة في الطابق السفلي، يتوجب على اللاعبين المرور عبر أحد الأروقة، أما الإلتحاق بملعب التدريبات فيكون سيرا على الأقدام نظرا إلى قربه من غرف اللاعبين، ما يعني أن الإلتقاء بالجماهير لا يمكن تجنّبه، ومن جانب آخر سارع الطاقم الأمني الجزائري الذي إلتحق بالفندق لأجل حماية اللاعبين إلى إجراء جولة تفقدية بالفندق قصد الوقوف عند بعض النقاط، أهمها وجود العديد من الأبواب ومسالك النجدة إلى درجة أنه تم التفكير في تمرير اللاعبين عبر الحديقة الصغيرة، لكن مادام الجو ممطرا هذه الأيام فقد فضل الطاقم الأمني عدم المجازفة وتفادي تعرض اللاعبين إلى المرض قبل أيام قليلة من إنطلاق المونديال. عدم حجز الفندق كاملا ل “الخضر“ هو السبب وبعد أن كان الإحتكاك بالأنصار خلال تربص “كرانس مونتانا“ بسويسرا محدودا لأن فندق “ڤولف أند بالاس“ كان محجوزا ل “الخضر“ فقط من طرف الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وهو ما سمح لها بإمكانية مراقبة كل مداخل الفندق، فإن العكس يحدث في نورمبرغ الألمانية لأن شركة “بيما“ هي التي أخذت على عاتقها مسؤولية إقامة الوفد الجزائري لكنها لم تقم بحجز كل فندق “ هارزوغ بارك“ لصالح “الخضر“ بل الغرف الرئيسية فقط، مما يعني أن إدارة الفندق لا يمكنها غلقه في وجه باقي الزبائن أو أولئك المقيمين بالفندق المحاذي له ويتجولون في البهو أو في الحانة، مثلما حدث في دبلن بأيرلندا حيث قامت الإتحادية الأيرلندية بحجز طابق فقط بفندق “راديسون“ لصالح الوفد الجزائري مما جعل أنصار “الخضر“ يملكون حرية الدخول للفندق والتجول فيه على شكل زبائن. أنصار “الخضر“ مطالبون بالتحلّي بروح المسؤولية ومساعدة اللاعبين والأكيد أن هذه الوضعية ستؤثر على تحضيرات التشكيلة الوطنية في مرحلتها الأخيرة وقبل أيام قليلة من إنطلاق المونديال، لذا فإنه يتوجّب على أنصار المنتخب الوطني الذين لن يضيعوا هذه الفرصة للقاء اللاعبين التحلي بروح المسؤولية وعدم التأثير على تركيز اللاعبين وتفهّم الوضعية جيدا، وحتى إن كانت مساندتهم ضرورية إلا أنها يجب أن لا تتحوّل إلى إزعاج للاعبين. ------------- ملعب التدريبات تمت تهيئته أمس صباحا حتى يكون جاهزا لإحتضان تدريبات “الخضر“ خلال فترة إقامتهم بألمانيا وبالضبط بفندق “ هارزوغ بارك“ تمت صبيحة أمس تهيئة الملعب، حيث عمل العمال لأزيد من ساعة من أجل تهئية أرضية الميدان لتكون صالحة وجاهزة للتدريبات وحتى لا تتأثر بسقوط الأمطار في الفترة الأخيرة. “الخضر” منذ أمس في نورمبرغ وصل لاعبو المنتخب الوطني أمسية البارحة إلى نورمبرغ قادمين إليها من باريس، وقد سخّرت شركة “بيما” الراعي الرسمي للمنتخب الجزائري طائرة خاصة لنقل الوفد الجزائري إلى مكان تربصه، وسيبقى رفقاء مطمور في نورينبرغ إلى غاية 6 جوان قبل السفر إلى جوهانزبورغ في رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية، وسيلعبون قبلها مواجهة ودية أمام الإمارات تحضيرا لكأس العالم وهي الأخيرة في سلسلة تحضيرات “الخصر”. الخروج كان من باب خاص كل شيء كان مهيئا ليكون تربص “الخضر” رائعا وكل الجزئيات تم أخذها بعين الاعتبار، فبعد وصول الوفد الجزائري في00: 15 سا و40 ديقيقة بالتوقيت المحلي، غادر أشبال سعدان المطار من باب خاص رقم 180، وهو مخصص في العادة للشخصيات المهمة جدا، وتكفل مسؤولو شركة “بيما” بالإجراءات الإدارية والجمركية، وكانت سعادة اللاعبين بالغة عندما شاهدوا حافلتين لممول “الخضر” الأول تنتظرهم في الخارج بالنظر إلى أناقتهما، كما كان هناك أنصار كالعادة في استقبال اللاعبين. “تنقلنا من أجلكم إلى هنا ولم تعيرونا أي اهتمام...“ ولم تكن معلومة خروج اللاعبين من الباب 180 لتخفى عن الأنصار الذين تجمهروا أمامها، ورغم خروج اللاعبين في هدوء شديد، إلا أن الأنصار حاصرورهم من كل جانب وبقي بوڤرة والآخرون يصافحونهم ويبتسمون لتعليقاتهم، لكن كل ذلك كان بسرعة البرق ليصعدوا إلى الحافلة، الأمر الذي لم يعجب الأنصار، وصرح أحدهم قائلا: “هذا ليس عدلا، نقطع مسافة طويلة لرؤيتهم ثم يهربون منا بسرعة إلى الحافلة ولم يُعيرونا أدنى اهتمام واكتفوا بتحياتنا من وراء نوافذ الحافلة، كما أني حاولت التحدث مع بوڤرة، لكنه تظاهر بأنه يلعب البلاي ستايشن على هاتفه النقال، هذا عيب”، لكن الحقيقة هي أن بوڤرة كان بصدد إرسال رسالة قصيرة إلى زوجته ليطمئنها بوصوله عبر “البلاك بيري”. قنصل الجزائر في “بون” في الإستقبال من بين الشخصيات التي سجلت حضورها أمس، نجد القنصل العام الجزائري في “بون” الذي عوّض السفير الجزائري الذي كان غائبا، لكن لسوء حظ القنصل وأحد مساعديه، فقد أخطأوا في الباب الذي خرج منه الوفد الجزائري ووصلوا متأخرين بما أن حافلة “الخضر” غادرت المطار. حافلتان وشاحنة لنقل الأمتعة من أجل ضمان سلامة وفد “الخضر”، قررت شركة “بيما” تخصيص حافلتين للاعبين والطواقم الفني والإداري والطبي، بالإضافة إلى شاحنة لنقل الأمتعة، وما لحظناه هو السير البطيء لحافلة اللاعبين، وهي أوامر مسؤولي شركة “بيما” لتجنب حوادث مع المناصرين الذين كانوا في عين المكان، وفي الطريق إلى مقر إقامة “الخضر” في هارزوغ بارك”، كان هناك موكب في انتظار اللاعبين، وصنعت منبهات السيارات الممزوجة بالأهازيج الممجدة للجزائر أجواء استثنائية وخاصة. قيلولة قبل الحصة التدريبية وفي حدود00: 16 سا و30 دقيقة، وصلت الحافلة المقلّة ل”الخضر” إلى فندق “هارزوغ بارك“، وكان هناك وفد مصغّر في الإستقبال، ولم يتردد اللاعبون في أخذ مفاتيح غرفهم أين أخذوا قسطا من الراحة ليكونوا على أتم الاستعداد للحصة التي برمجها المدرب رابح سعدان في بداية السهرة. ------------------------------------------------------------ منافسة للأطفال تنتهي بتتويج الجزائر بكأس العالم في ألمانيا اعتلت مفردات “كأس العالم” و”الجزائر” صفحات الجرائد الصادرة يوم أمس في مقاطعة غوسلرش شمال غرب ألمانيا، الأمر ليس له علاقة بانطلاقة تربص المنتخب الوطني في جنوب ذات البلد بلورنمبرغ تحديدا، ولا حتى بالمونديال المرتقب بعد أيام معدودة في جنوب إفريقيا، بل خاص بمنافسة لكرة القدم نُظمت في محافظة سكسونيا السفلى تخص لاعبي مدارس مدن المنطقة وجرت فعالياتها تحديدا بمدينة غوسلر التاريخية (تحمل اسم المقاطعة)، وبعد مشوار بدأ ب32 فريقا يحمل كل واحد منهم اسم بلد مشارك في كأس العالم الحقيقية، حقّق ممثلو الجزائر البطولة العالمية في الأخير وحملوا لقب بطولة “كأس العالم المصغرة جي. زاد”. اللقاء النهائي أمام سويسرا و”الخضر” فازوا ب(3-1) حمل أطفال مدينة “دوهرين” قمصانا خضراء تحمل العلم الجزائري، ودخلوا منافسة قال عنها أولياؤهم لجريدة “غوسلرش” المحلية : “حماسية جدا، إصرارهم فاق حتى ما نراه على الشاشات في كرة القدم الحقيقية”، وبعد مشوار للألمان الصغار مرتدي اللون الأخضر، وصلوا إلى نهائي الدورة وفازوا على نظيرهم السويسري ب(3-1) وبعدها حملوا كأس العالم، أو على الأقل المسماة كذلك، كما ذكرت الصحيفة أن العلم الجزائري رُفع أثناء التتويج كما عزف النشيد الوطني أيضًا. “الخضر” تصدّروا مجموعتهم وهزموا الجميع مشوار فريق “دوهرين” حسب جريدة “غوسلرش” كان متميزا جدا، قدّم فيه اللاعبون الذين لا يتعدى معدل أعمارهم حاجز ال13 سنة أداء متميزا للغاية، حتى أن القسم الرياضي في الجريدة خصهم بمقال تحدث فيه عن لياقتهم وفنياتهم التي صنعت الفارق في المجموعة الثالثة التي تصدروها قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين خرجت إنجلترا وسلوفينيا من الدور الأول، كما لم يستطع أي منتخب إيقاف “الجزائريين” كما وصفهم المقال حتى النهائي، وقبله نصف النهائي الذي تغلّبوا فيه على حاملي قميص المنتخب الأرجنتيني.